|
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! (Re: Abdel Aati)
|
الفصل السادس
ستة أعوام انقضت منذ مغادرة مجذوب أعالي النهر بطائرة عسكرية بعد قضاء اكثر من أربع سنوات .. غادر إلى حيث تدار خيوط اللعبة . لا تزال رائحة ذاك اليوم عالقة في ذهنه … رائحته المختلطة برائحة ايفا " هي شخص يرغمك على المضي معه إلى آخر المشوار " رددها لنفسه ولآخرين . ولكنه جبان ، متردد مما يفارقه وعمه زروق … لا يستطيع تجاوز الخطوط الحمراء ولا تسيطر عليه جرأة زروق.
-لن تغيب طويلاً …
قالتها له ايفا بلسان متنازع بين الشك واليقين . بدت حينها محفوفة بغلالة حزن وغيمة تزيد من ضبابية موقف مجذوب . وكانت تلحظ ذاك التردد الذي اعترى مجذوب في سنته الأخيرة قبل مغادرته إلى أهله. ولكنها لا تدع هواجسها تراوح مكانها فسرعان ما تقذف بها خارج محيط علاقتهما ، وتكتسي عينيها الذهبيتين موج متدفق من الإصرار .
انقطاع أخبار ايفا عنه في السنتين الأخيرتين أثار بعض القلق داخله ، وكان دخان الحرب قد ملأ سماء أعالي النهر وصار صوت المدافع قريباً جداً . كانت أخبارها تصله دون انقطاع رغم أنها وبعد يأسها من عودته ما عادت تكتب إليه . في آخر رسائلها قالت أنها حامل منه كانت تلك الرسالة بعد ثلاثة أشهر من مغادرته . اكتشافها لهذا الأمر أصابها وجدها الأب سريليو بالذهول . في يوم غائم شعرت ايفا بدوار فظيع وكادت أمعاؤها تخرج من فمها .. نظرت ميري إلى أبيها وضحكت في مرارة وهستيريا ، ومن بين مرارتها والهستريا قالت للأب سريليو :
-ايفا حامل .
وقع النبأ على مجذوب كالصاعقة ودواخله المرتجفة أثناء قراءته الرسالة دفعته إلى اتخاذ قرار بالسفر فوراً ، ولكن تساؤل كبير ملأ مساحات الفراغ لكي يفعل ماذا ؟! عوالم متداخلة بارزة على السطح الآن وهو المقيد وسط خطوطه الحمراء ، وبدأت قوافل في المسير مجتاحة كل الخديعة . مولود آخر يزيد من طقس الفجيعة بدلاً من إخماد نيرانها كما يشتهي زروق . وما عاد العظم وحده في مجابهة الرمل بل اختلط بالنبيذ .. ذاك النبيذ الساري منذ مولود الأسلاك الشائكة يأتي مفعولاً أقوى الآن . وما عادت القوافل هي القوافل ، ولا لصهيل الخيل ذات الصدى المرعب بعد أن صار الرعب اقرب للتوازن منذ اندلاع الحرب الأولى وبعد أن أطلقت ايفا على مولودها اسم فريد .
تتبع مجذوب أنباء ايفا في السنوات الأولى بعد انقطاع رسائلها عبر بعض زملائه … وفريد يكبر في مخيلته . لم تكن طائرة تحط رحالها إلاّ وتحمل له أنباء عن ابنه فريد وايفا إلى أن فجع بنبأ وفاة الأب سريليو قبل سنتين وانقطاع ما يتعلق بابنه وايفا .
ست سنوات مرت وهاهو مجذوب منفتح على أعالي النهر وأبواب الطائرة مشرعة بعد هبوطها إيذاناً بمغادرة الجميع . المدينة مكتسية خضرة ، ولكنها هذه المرة خضرة باهتة رغم كثافتها بعد امتلاء ساحات المدينة بالزي العسكري . الحرب قد دقت طبولها من جديد وبضراوة ولكن الموت غيّب الأب سريليو ولم يحالفه الحظ لتأكيد صدق نبوءة الشيب الذي خط رأسه . واختفت ايفا تاركة أمها تعاني أكثر من فقد وصريعة للتصحر في ما تبقى من عمر لها .
عينا مجذوب القلقتان تبحثان وسط كل شيء وأنفه يحاول استنشاق الهواء ، ربما لا تزال رائحة ايفا عالقة فيه وقد تدله إلى طريقها . لكن لا شيء سوى الزي العسكري الذي يملأ ساحة المطار . هنا تبدو الحرب واضحة للعيان وليس كما يتصورها الجالس على كرسيه أسفل النهر ، هناك لا يسمع صوتها سوى شذرات تأتي عبر الراديو ولا يسمع لها دويّ في بعض المآتم المنتشرة هنا وهناك . أما هنا فهي حقيقة تسير على قدميها قاصفة بكل شيء مخلفة ضغينة أبعد عمقاً . وجذر الضوء ، الراسخ في الأرض والممنوع من شق القشرة بفعل غباء الحارث والمحراث ، يتململ داخل سجنه ولكن مملوء بحياة لا تعرف الفناء .
ولكن أين ايفا ؟! ولا حتى رائحتها العالقة بالذهن طوال الست سنوات راضية بالحضور الآن ، ضائعة بين تردده ودخان الحرب المتصاعد الذي يملأ سماء الأشياء . وايفا ضائعة لكن عيناها تطلان عليه من كل الزوايا . لم تمت ، فهي الحياة ، فقط تلاشى التصاقها وذابت في عوالمها التي تكره التردد وتلك الخطوط الحمراء ليفقد مجذوب عوامل الاستشعار .
قادته قدماه إلى شاطئ النهر حيث الشجرة الشاهدة على بداية تشكل الإطار الذي جمعهما . وجدها وقد مالت قليلاً وأوراقها اليانعة بادية في الانحسار عن الأغصان ، ليست بفعل تبدل الفصول وقوانينها … هي الشيخوخة أو ربما التصحر الذي يضرب أسفل النهر امتدت أياديه إليها . وتلك النسمات ما عادت ذات ندىً يخترق الجفاف ، وطقس النهر مليء بدماء ودخان جاف . طقس باعث للضجر والقلق والخوف ، لا يراه سوى من عانى مرحلة الترقب والحذر . " ليتك لا تزال بيننا أيها الأب الحكيم " ، نطقها مجذوب بأسىً محايد منطلقاً إلى دار الأب سريليو أملاً في أثر لإيفا .
المدينة ساكنة يكتنفها غموض برغم اتساع عينيها المليئتين بالحقد ، شوارعها شبه مقفرة يغطيها الزي الأخضر الباهت … تلك الخضرة لا تنبعث منها حياة وتغطي على تلك الأشجار الضخمة الممتدة على طول الطرقات بعد أن قتلت فيها الروح والندى . السوق يقاوم الحقيقة وينفذ التجار إلى الحرب من زاوية التجارة وهذه المرة … لا يستسلمون أبداً وفى ظل الحرب تركبهم روح القوافل الأولى يحميهم الزي العسكري حين قرر بعض ضباط الجيش استغلاله . " لن نخسر مرتين … نحن هنا معرضون للموت وأبناؤنا سيموتون ولا يجدون من يهتم بهم ، لماذا لا نستفيد من الفرصة نحن أيضاً " . انتفض مجذوب لهذه العبارات الجديدة التي تطرق أذنه . إنه زمن الاختلال الحقيقي خاصة وأن الحرب صارت تنحو في اتجاهات أخرى وأصبح الدمار مهنة للكسب . " ترى كيف يفكر زروق فيما يحدث الآن ؟! " . ابتسم في جفاف وهو يذكره بعد زمن .
-سيدة ميري .
رفعت عينيها ببطء وتعب . جسدها آخذ في التآكل لكنها تقاوم بشراسة بينما تهزمها وحدتها في كثير من الأحيان .
-ماذا تريد ؟
-سيدة ميري …
-ماذا تريد ؟
-دليني على أي أثر .
ضحكت ميري … ضحكة خارجة من عمق آخر ، ارتج لها جسدها المتآكل . ضحكت دون أن ترفع بصرها عنه ، منذ وفاة الأب سريليو وعينيها يبدو عليهما التوتر والانحسار وانتحر داخلهما التحدي .
-لقد قتلته … قتلت كل أحلامه .
-وماذا عن ايفا ؟
-بعد مغادرتك ، رأيت في أبي حسرة لم أشهدها منذ اختفاء زروق . لم تكن ايفا هي السبب ، بل ذاك الأمل العالق في نفسه وظلا يداعبهما هو وزروق وجئت لتحييه مرة أخرى . قتله اليأس وأنت السبب .
قال لها الأب سريليو وهو على فراش المرض إنّ مجذوب أضعف من أن يأتي . " إنها رؤية الموت ، وهي صافية صادقة ولا تخطئ أبداً " . كان الأب سريليو مدركاً لحقيقة الأزمة ويرى بوضوح مخارجها بعد التقائه بزروق ، مستغلاً كل قدراته من أجل بلوغها . الكنيسة التي يرعاها وضعت تحت خدمة ما يصلان إليه من رؤى ، إلى درجة أزعجت كل الأطراف . لكنهما زرعا بعض من بذور داخل أراض جافة ليختفي بعدها زروق . لكن الأب سريليو واثق من أنّ اختفاء زروق غير ضار ، بل سيزرع أراض أخرى بالآمال ، وإنما حسرته عليه جاءت من عمق الرابط وقوته .
-لكنك جبان يا مجذوب ولا تحمل داخلك قدرة على تحقيق كل تلك الأحلام . إن تعلق والدي بك تعلق اليائس لا أكثر ، سرعان ما اكتشفه ولكنه تسبب في موته .
كتبت له ايفا في آخر خطاب لها أنها حامل طالبة منه الحضور . خطاب يشع بالحياة والأمل ويحمل بين طياته توجساً وقلق … قررت ألاّ تكتب له مرة أخرى قبل حضوره . الجنين ينمو ويكبر وتتضاءل الآمال في مجذوب ويبدأ تلاشي الحلم ، وبموت الأب سريليو استلقت آمال ايفا على فراش الاحتضار . لكنها تشبثت بلقاء زروق … إنه الأمل المتبقي في فضاءاتها التي تشبعت يأساً . قال الأب سريليو لايفا وكأنما هو مدرك لاقتراب موته:-
-لا يساورني الشك في وجوده ، لكني لا اعلم أين طريقه ولكنك حتماً ستجدينه . ابحثي عنه ولا تدعي اليأس يسيطر عليك . إنه إنسان مليء بالخير .
بعد عامين من وفاته وفي يومٍ غائم حملت ايفا ابنها ومتاع لا يثقل عليها … قلبها يحدثها بأنها ستلتقي زروق في مكان ما مثلما قال لها جدها . لن تستسلم هكذا يقول لها دائماً … ستعثر عليه . إن تعاليمه الراسخة في أعماقها ترفض الهزيمة ، زادها اليأس عزيمة على تجاوز مصير مبهم يلوح في الأفق .
انطلق مجذوب لا يلوي على شيء … القيء يكاد يسد حلقه وضيق يملأ كل المساحات . شعور بالانفجار تملكه ورغبة في تحطيم كل ما يراه . كاد مقود العربة أن ينزلق من بين يديه لولا لحظة انتباه فاجأته . كل حواسه متركزة الآن في رؤية ابنه فريد وايفا … ساوره شك كبير في ذوبانهما مثلما ذاب عمه زروق . تزايد يأسه عند وصوله مبنى قيادة المنطقة وهو يستدرك الموقف وسط أجواء الحرب الطاغية على كل شيء … لا بد من السيطرة على النفس ، إن رتبته لا تسمح له بالظهور ضعيفاً أمام مرءوسيه ، ولا أمام قائده المباشر .
الحرب ماضية بلا هوادة ، ويصطلي بجحيمها الجميع دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل في توقفها . وعند دوي المدافع تصمت بقية الأشياء ولا تجد من يسمعها ، حتى فريد وايفا تلاشيا خلف ذاكرة مجذوب بعد عامين من نقله إلى منطقة مرة أخرى أعالي النهر . واختلّت الموازين بعد نجاح الثوار في فرض واقع جديد بانتصاراتهم العديدة التي حققوها ، وتراجع القوات الحكومية إلى مشارف المدن .
بين المدِّ والجذر وانتصارات هنا وهزائم هناك ، كان الخاسر هو الإنسان . ومن جوف تلك المأساة تنطلق آمال لدى البعض ، ربما هذه الدماء تروي شجرة الاستقرار يوماً ما . التوق إلى الأمان هاجس يمتلك الجميع ، وسط تساؤلات بجدوى ما يجري . لكنهم لا يريدونها أن تتوقف … دواخلهم مسيطرة عليها تلك الأرواح مالكة اللعنة الأبدية . تداهمهم كلما ركنوا للسكينة أو داعبتهم أمانيهم بتحقيق أحلامهم . تتصاعد لحظتها تلك الأرواح باسطة ظلها ، متمردة على قمقمها ليبدأ الرمل والعظم فعلهما خلف ظهورهم .
قال مجذوب لقائده:-
-لا مبرر لما يحدث سيادة القائد .
ابتسم في وجهه وعيناه تلمعان ببريق خاطف ، مال إليه قائلاً:-
-رغم بلوغك هذه الرتبة لكنك متردد دائماً …
ابتلعها مجذوب:-
-سأنفذ الأوامر سيادة القائد لكن هذه مجرد وجهة نظر .
-دع وجهات النظر للسياسيين فهم أدرى بهذا اللغط ، ما علينا سوى التنفيذ .
-ولكنهم يرموننا في جحيم لا مبرر له ، ودائماً ما يسعوا إلى توريطنا في ذلك .
-سيادة المقدم … لقد استدعيتك لتبليغك بأمر إنذاري . بعد تنفيذ المهمة سنجد متسعاً من الوقت للحديث .
-وما هي الأوامر ؟
-ستصاحب القوة المتجهة إلى الجبل بقيادة الملازم عثمان ، سيكون تحت إمرتك . وعليك الوقوف على التحضيرات اللازمة لزيارة هيئة الأركان إلى المنطقة . لا بد من التأمين اللازم للوفد في تلك المنطقة وأنت مطلع على كل ما يدور هناك .
ما أن استلقى مجذوب بعد يومٍ مضنٍ من متابعة التحضير للمهمة المكلف بها ، حتى جالت في ذاكرته تلك الليلة التي سبقت انطلاقه في أول مهمة عسكرية له . تلك الليلة انتهكها المطر التي وايفا بين أحضانه تتلوى كأفعى محمومة باحثة عن مزيد من الدفء . تنفس بعمق وزفرة حارقة منطلقة ابتلعتها رطوبة الغرفة . ولكن إحساس غريب أطل برأسه وهو مستسلم لنصف إغفاءة عندما أطلت جدته ، تحملها عيناها الغائرتان ، ترمقه بنظرتها المخيفة حينما كان يداعبها في قسوة .
لا مجال للتردد الآن سينفذ المهمة كما هو مخطط لها وسيكون في استقبال الوفد في منطقة الجبل . وهو تائه بين كل هذه الهواجس استغرق في نوم عميق دون أن يخلع عنه زيه العسكري .
--------------------------------------------------------------------------------
الولي: شخص مسلم –شعبي- يُعتقد في قدرته على كشف الغيب.
[ii] الكجور : شخص يمثل سلطة روحية وفق معتقدات بعض القبائل في السودان.
النقارة: آلة تصنع من جلد الأبقار.
[iv] المريسة : مشروب يصنع من الذرة ويعتبر كغذاء عند بعض القبائل في السودان.
--------------------------------------------------------------------------------
فقاعات زمن التصحر . رواية . امير بابكر عبد الله - الناشر : دار الكاتب السودانى - القاهرة - خريف 2001
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 05:21 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | خالد عويس | 04-08-04, 05:34 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | خالد عويس | 04-08-04, 05:34 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 05:42 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Alia awadelkareem | 04-08-04, 05:44 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 06:41 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | خالد عويس | 04-08-04, 06:57 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 07:16 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 06:57 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 07:00 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 07:03 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 07:18 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 07:27 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 07:44 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 07:56 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | ASAAD IBRAHIM | 04-08-04, 08:06 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 08:17 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | ASAAD IBRAHIM | 04-08-04, 08:28 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Ahmad Sanad | 04-09-04, 07:51 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-09-04, 02:15 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Elawad | 04-08-04, 09:11 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-08-04, 10:56 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | hala guta | 04-08-04, 11:14 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | ASAAD IBRAHIM | 04-08-04, 11:56 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | محمد عبدالرحمن | 04-09-04, 01:10 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-09-04, 02:13 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Ahmad Sanad | 04-09-04, 07:17 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Elmosley | 04-09-04, 10:22 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-09-04, 02:17 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Ahmad Sanad | 04-09-04, 11:44 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-09-04, 02:08 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | ahmed haneen | 04-09-04, 10:17 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-09-04, 02:27 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | الجندرية | 04-09-04, 11:59 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-09-04, 02:29 PM |
الاستاذ الجامعى السودانى الذى تحول الى عميل لاجهزة الامن الارترى | عبدالرحمن عثمان | 04-09-04, 05:04 PM |
Re: الاستاذ الجامعى السودانى الذى تحول الى عميل لاجهزة الامن الارترى | Abdel Aati | 04-09-04, 05:48 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | ahmed haneen | 04-09-04, 07:46 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-12-04, 08:21 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Bashasha | 04-09-04, 08:24 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | ASAAD IBRAHIM | 04-10-04, 03:52 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Bashasha | 04-10-04, 05:10 AM |
المفقود امير بابكر عبدالله !! | nadus2000 | 04-10-04, 01:20 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | خالد عويس | 04-10-04, 04:06 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Elawad | 04-10-04, 08:37 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Elkalakla_sanga3at | 04-11-04, 02:22 AM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-12-04, 09:23 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-13-04, 06:51 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Elkalakla_sanga3at | 04-13-04, 10:51 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-13-04, 11:15 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | Abdel Aati | 04-14-04, 09:53 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | خالد الحاج | 04-14-04, 10:20 PM |
Re: المفقود امير بابكر عبدالله !! | esam gabralla | 04-14-04, 10:20 PM |
|
|
|