اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 08:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2003, 10:43 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني

    اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني

    تشكل ظاهرة اغتيال الشخصية ؛ معلما بارزا وسط سلبيات الحركة السياسية السودانية . وهى وان كانت ظاهرة عامة نجدها فى اغلب التيارات السياسيية السودانية ؛ الا ان الحزب الشيوعى السودانى قد تطرف فيها ؛ واستخدمها كاحد اسلحته الرئيسية فى الصراع السياسى .
    واغتيال الشخصية هى مجموعة من الممارسات الهجومية ؛ التى ترمى الى تصفية الخصم اجتماعيا ؛ لا الى التحاور معه او الجدل الفكرى او السياسى مع اراءه ومواقفه . وتستخدم فيها الاشاعة والتشنيع والاتهامات المجانية التى تتعلق بشخصه وامانته واخلاقه ودوافعه؛ كما يتم فيها استخدام نصف الحقائق والاكاذيب والروايات الملفقة وغير المثبتة ؛ كل ذلك بقصد اغتيال شخصية الخصم وتصفية مصداقيته وحرق صورته الاجتماعية فى الحياة العامة .
    واذا كانت ممارسات اغتيال الشخصية ؛ والتى تندرج تحت بابها اساليب الدعاية السوداء ؛ تعتمد فى الغالب على قنوات غير رسمية ؛ وعلى تسريب الاشاعة وترديدها شفهيا ؛ فان الحزب الشيوعى ؛ فى تطرفه وعماه ؛ قد استخدم فيها الوثائق ؛ سواء كانت الوثائق الداخلية المتداولة وسط عضوية الحزب ؛ او الوثائق العامة المطروحة للجمهور .
    ويستخدم سلاح اغتيال الشخصية من قبل الشيوعيين فى الغالب الاعم ضد تلك العضوية التى خرجت من صفوفهم ؛ سواء عن طريق الاستقالة او الانقسام او التراجع غير المعلن . وفى عرف الشيوعيين ؛ الذين يروا حزبهم قمة لا تعادلها اخرى ؛ والذين تربط بهم علاقات تكاد تكون قبلية ؛ وتحت عقلية وتربية اللاتسامح والتعصب العقيدى والاستنفار التى يخضعوا لها ؛ فان كل خارج من حزبهم هو "متساقط" و ؛ وقد قال احدهم فى ذلك " ان السقوط من القمة يكون عموديا ".

    الا ان اغتيال الشخصية يمارس ايضا مرات عديدة ضد العضوية العاملة فى الحزب ؛ وذلك فى الصراعات الحزبية المختلفة ؛ او فى اخضاع العناصر المتمردة والتى لها اراء مغايرة لاراء القيادة او المجموعة المتحكمة ؛ او ضد من لا يعجبهم لسبب ما ؛ مجرد شكله او هندامه او مظهره . ولا عجب فى ذلك ؛ ففى غياب الآليات الديمقراطية لادارة الصراع ؛ وتحت ظل الاراء التى ترى فى مخالفة للراى تكتلا وانقساما وتخريبا وردة ؛ لا تكون هناك من وسائل لادارة الصراع شريفة وواضحة ؛ وتصبح وسائل اغتيال الشخصية والمؤامرات وتصيد الاخطاء والعزل الاجتماعى هى الوسائل الاساسية لابعاد الخصوم او كسر شوكة المعارضين .

    كما استخدم الشيوعيين مرات كثيرة اساليب اغتيال الشخصية ضد عناصر من خارج حزبهم ؛ وان كانوا يوجهوها فى المقام الاول للعناصر التى لا حزب لها ؛ حيث قل ما استخدموها ضد خصومهم السياسين من قادة الاحزاب الاخرى او كوادرها ؛ وذلك لان هذه الوسيلة تصلح عندما تمارس من مجموعة منظمة ضد شخص منفرد ؛ لا يملك فى العادة ادوات الدفاع عن نفسه ؛ وتفشل اذا ما استخدمت ضد فرد هو جزء من مؤسسة ؛ تكون قادرة على الدفاع عنه بما تملك من موارد وادوات اعلام وقوة سياسية .

    وقد اقتبس الشيوعيين وسائل اغتيال الشخصية فى معظمها من تراث الاحزاب الشيوعية الاخرى ؛ وخصوصا الحزب اللينينى – الستالينى ؛ ومن مؤلفات لينين ؛ والتى تترد فيها عبارات العميل والخائن والبرجوازى ضيق الافق والمرتد فى كل صفحة . بل لقد عنون لينين احد كتبه بعنوان " الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكى " ؛ ردا على قائد الاشترالكية الالمانية الذى اختلف معه ؛ وكلنا يعرف اتهامات الخيانة والعمالة التى كالها ستالين لكل من خالفه الراى او شكل تهديدا لموقعه ؛ من قادة الحزب البلشفى واصبحت ذريعة للتصفية الجسدية ؛ بالاغتيال والاعدام ؛ لاكثر من 90 بالمائة من قوام اللجنة المركزية للحزب والكوادر الشيوعية خلال سنين طغيانه الكالحة .

    الا انهم فى السودان قد اضافوا اليها اساليب جديدة ؛ وخصوصا ما يتعلق بالتشكيك فى اخلاقيات وسلوكيات الشخصية المستهدفة . وقد استخدم هذا الاسلوب فى بلد كالسودان يتميز بالمحافظة فى التقاليد ؛ الامر الذى ادى الى ان يصبح الشيوعيين مماثلين للاخوان المسلمين وانصار السنة فى التضييق على حريات الناس الشخصية ؛ هذا طبعا فى حالة الاختلاف معهم . اما العناصر الخاضعة لهم والسائرة فى فلكهم فيجدوا لها كل عذر ولو خرجت عن كل عرف و مالوف .

    لقد ادت حملات اغتيال الشخصية التى مارسها الشيوعيون ؛ الى تشوية سمعة العديد من المواطنات والمواطنين دونما ذنب جنوه ؛ والى تعميم اختلاقات وتابيدها لمدة سنين طويلة ؛ والى حالات عزل اجتماعى قاسية تعرض لها ابرياء ؛ والى نتائج ماساوية من الاكتئاب والمرض النفسى او العزلة او الانتحار ؛ كما ادت فى حالات كثيرة الى ابعاد الشخصية المستهدفة من مجال العمل العام ؛ وضرب مصداقيتها وتقليل تاثيرها السياسى والاجتماعى . وادت بالمقابل الى تصعيد العداء تجاه الحزب الشيوعى من عناصر اخرى ؛ اختلفت معهم فى رقى ؛ وكان يمكن ان تصبح صديقة وداعمة للحزب ؛ فاستعدوها هم بسياستهم الاغتيالية المشينة ؛ ودفعوها دفعا الى مواقع العداء للشيوعية والحزب ؛ كما ان اسلوبهم فى اغتيال الشخصية قد استعمله بعض الخارجين عليهم ؛ فكالوا لهم من نفس المكيال ؛ وخير مثال لذلك احمد سليمان المحامى فى كتابه الشهير مشيناها خطى .

    اننى فى الفقرات اللاحقة اذكر بعضا من النماذج التى مارس فيها الشيوعيين حملات اغتيال الشخصية ؛ ضد شخصيات من حزبهم ؛ او خارجة عنهم ؛ او شخصيات مختلفة عنهم فى خلال تاريخهم الطويل ؛ وهذه هى النماذج التى اعرفها ؛ ومما لا ريب فيه ان الكثير قد فاتنى ؛ ما دامت الظاهرة تستعمل على كل المستويات ؛ فى المنطقة الصغيرة فى الحى او المدينة او القرية ؛ او على المستوى الوطنى العام ؛ وبذلك فان رصدها عسير على شخص واحد ؛ حتى تتوافر يوما امكانية تجميع كل النماذج او اغلبها ؛ وخصوصا تلك التى ادت الى نتائج ماساوية ؛ والتى استخدمت فيها احط اساليب اغتيال الشخصية .

     كان اول سكرتير عام للحزب الشيوعى السودانى ( الحركة السودانية للتحرر الوطنى كما كان يسمى وقتها ) هو عبد الوهاب زين العابدين عبد التام ؛ احد ابناء قادة ثورة 1924 ؛ ومناضل ممن بنوا لبنات الحزب الاولى ؛ وقد ابعد بفظاظة فى العام 1947 من قيادة الحزب بدعوى انه حصر نشاطه فى عمل احزاب الطبقة الوسطى واتهم بالانتهازية ( راجع كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعى السودانى لعبد الخالق محجوب ) ؛ وان كان البعض يرى انه ابعد نسبة لاصوله النوبية - الجنوبية ؛ حيث رفض اولاد الشماليين ان يقودهم " عب" ؛ حسب تحليل د. فاروق محمد ابراهيم .

     كان مصير السكرتير العام الثانى عوض عبد الرازق ؛ وهو قائد شيوعى ملهم وخطيب مفوه ؛ مماثلا لمن سبقه ؛ حيث ابعد بتهمة الانتهازية فى عام 1949 ؛ وطرد من الحزب ؛ وكان ذنبه الوحيد هو ميله للعمل الجماهيرى ؛ اى ان الاختلاف كان حول اساليب العمل ؛ وليس حول المبادى او البرامج .

     فى العام 1952 ؛ وحينما حاول عوض عبد الرازق انشاء تنظيم خاص به ؛ اسماه الجبهة الوطنية ؛ وصف بالانتهازية واليمينية والانقسامية ؛ وطردت مجموعات كاملة من الحزب بدعوى انها من جماعة عوض عبد الرازق . وكان ممن ابعدوا المناضلة د. خالدة زاهر ؛ لمجرد ان زوجها كان من مؤيدى عوض عبد الرازق ( راجع كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعى وشهادة خالدة زاهر لمجلة الشيوعى عشية الاحتفالات بالعيد الاربعين للحزب ).

     فى نفس العام ؛ وعندما كان لاحد قادة الحزب الحاليين ؛ الاستاذ التجانى الطيب ؛ اراء مخالفة وتصورات مختلفة لسياسية الحزب ؛ اتهم بالانتهازية اليسارية ؛ وشن هجوم ضار ضده ؛ وجد انعكاسه بعد عشر سنوات فى كتيب لمحات من تاريخ الحزب ؛ الا انه "اكلها " وسكت ؛ ليعود لتوجيه الاتهامات من بعد الى مخالفيه فى الراى فى التسعينات بالتصفوية والانتهازية الخ .

     فى العام 1958 ؛ طرح اثنان من اعضاء اللجنة المركزية ؛ فكرة تحويل الحزب الى حزب ديمقراطى جماهيرى ؛ يكون مؤهلا لخوض الانتخابات وفوزها ؛ فووجهوا بهجوم عنيف عليهم فى صحافة الحزب الداخلية ؛ وابعدوا من قيادة الحزب ؛ وكان الاتهام لهم هو التصفوية والانتهازية واليمينية ( كتاب لمحات )

     فى فترة حكم عبود تمت احد المجاز الرهيبة ؛ فقد ابعد محمد السيد سلام ؛ رئيس اتحاد العمال واحد قادة الحزب الشيوعى واحد القادة النقابيين الافذاذ ؛ ووصف بالعمالة والانتهازية والخيانة ؛ وسطرت فى خيانته مئات البيانات ؛ لمجرد ان كانت له تكتيكات مختلفة فى العمل السياسى والنقابى ؛ ووجدت كل هذه الاتهامات طريقها الى كتاب "ثورة شعب" ؛ والذى اصدره الحزب بعد ثورة اكتوير ؛ وبعد الثورة ونتيجة لدعاية الشيوعيين ؛ وقوتهم النسبية ؛ ابعد الرجل عن العمل النقابى رغم مؤهلاته العالية وقدراته الفذة ؛ وقد اعترف بذلك الخطا النقابى محجوب سيداحمد بعد ثلاثين عاما ؛ بان سلام " ما خان ولا باع قضية العمال ؛بس كان عندو اسلوب مختلف فى العمل النقابى والسياسى " جاء ذلك فى حوار مطول اجراه مع الكاتب على هامش مؤتمر اتحاد النقابات العالمى فى وارسو فى اوائل التسعينات .
     فى نفس الفترة ابعد قائد الحزب فى مديرية النيل الازرق ؛ واتهم بالانتهازية اليسارية وبالتامر على الحزب ؛ وذلك لانه … دعا الى الاضراب السياسى العام فى المديرية ( راجع كتاب ثورة شعب ) كما بسبب الخلاف الروسى السوفيتى ؛ونتيجة لوقوف الحزب مع السوفيت ؛ فقد ابعدت فى نفس الفترة كوادر قيادية ؛ مثل يوسف عبد المجيد واحمد شامى ؛ وحينما كونوا من بعد حزبهم الخاص ؛ الحزب الشيوعى - القيادة الثورية ؛ وصفوا بالانقسامية والتخريب وسخر منهم واطلقت عليهم الاشاعات بانهم مارسوا السرقة والنهب المسلح .

     فى العام 1966-1967 شنت حملة ضارية من قبل صحافة الحزب ؛ على الشاعر صلاح احمد ابراهيم ؛ مؤلف دواوين غابة الابنوس وغضبة الهبباى ؛ بعد اختلافه مع السكرتير العام وخروجه من الحزب ؛ وان كان بلسانه اللاذع لم يترك الحبل على القارب للناهشين فيه ؛ فدبج فيهم المقالات ؛ الامر الذى اضطرهم الى ايقاف حملاتهم ضده ؛ حينما اتضح انه لا يقل فى الهجومية وسلاطة اللسان عنهم .

     فى العام 1968 ؛ اطلقت اشاعات حول السلوك الجنسى للقائد العمالى الفذ قاسم امين ؛ عضو قيادة الحزب ؛ ضمن مسلسلات الصراعات الداخلية ؛ وتم تحقيق بشانه ؛ وادين كذبا وتم انزال نتيجة التحقيق لكل الفروع ؛ الامر الذى حطم هيبة هذا القائد فى الحزب ؛ وادى الى ابعاده الى براغ ؛ حيث بقى بها سنوات حتى تم استدعاءه فى السبعينات من قبل قيادة الحزب ؛ فى قرار طائش ادى الى اعتقاله وموته فى السجن .

     بعد انقلاب مايو ؛ اتهم الشيوعيون وزير الشباب والرياضة فى حكومة مايو ؛ الدكتور منصور خالد ؛ وهو احد العناصر التى لم تكن تتبع لهم ؛ بانه عميل للمخابرات الامريكية . ولم يكفوا عن ترديد هذه التهمة طيلة 20 عاما ؛ حتى تحالفهم مع تنظيمه فى التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ حين كفوا عن ترديها . ولا تزال التهمة تتابع الرجل وتنتشر فى الحياة السياسية ؛ ويسئل عنها فى المقابلات الصحفية .

     بعد انقلاب مايو وانقسام الحزب الشيوعى ؛ شنت الحملات على المنقسمين كلهم دون تمييز ؛ واتهموا بالعمالة والخيانة والردة الخ الخ من القاموس الشيوعى ؛ كما اتهمت عناصر بانها سرقت اموال الحزب ( محمد عبده كبج ) ؛ كما كتبت مجلة المنظم ؛ المجلة الداخلية للحزب الشيوعى فى الثمانينات ؛ عن اختلاسات مالية قام بها احمد سليمان فى عام … 1967 ؛ ويبقى السؤال انه اذا صح ذلك فلماذا بقى عضوا بقيادة الحزب لمدة اربع سنوات لاحقة !! ولم ينج من هذه الحملة لاحقا ؛ الا العناصر التى رجعت الى حظيرة الحزب ؛ مثل سمير جرجس وفاروق ابو عيسى وفاروق محمد ابراهيم ( وان لم يسلم الاخير من الاتهامات ؛ بعد اختلافه الثانى معهم ؛ راجع رد التجانى الطيب عليه فى مجلة قضايا سودانية العدد الخامس )

     ورغم ان المجموعة التى طردت من الحزب ؛ والمسماة بالمنقسمين ؛ قد اختلفت فيما بينها ؛ ووقفت مجموعة منها بوضوح ضد سياسات السفاح ؛ مثل الحاج عبد الرحمن ؛ احمد عثمان سراج ؛ عمر مصطفى المكى ؛ ودخول بعضهم سجون مايو ؛ الا ان الشيوعيون لم يسامحوهم ؛ وحينما توفى عمر مصطفى المكى ؛ وهو احد مؤسسى الصحافة الشيوعية وكتابها ؛ رفضت الميدان العلنية ان تنعيه ؛ الامر الذى جعل البعض يلومها على ذلك ؛ وفى جنازة قاسم امين ؛ وحينما حضر لمراسم الدفن احد المفصولين ؛ ميرغنى المحسى ؛ وهو شخص معوق ؛ تعرض الى الضرب والشتم من بعض متطرفى الشيوعيين .

     يحكى النقابى محجوب سيد احمد ؛ انه بعد الانتفاضة ؛ حين حضر المناضل الحاج عبد الرحمن ؛ القائد العمالى الفذ ؛ نائب اتحاد العمال عن دائرة عطبرة 1968 ؛ احد قياديى اتحاد القوى الوطنية الديمقراطية الى مقر جريدة الميدان فى فترة الديمقراطية الثالثة ؛ رفض التجانى الطيب ان يمد يده له !! الامر الذى جعل الحاج عبد الرحمن يبكى ؛ ويشتكى لمحجوب سيداحمد ؛ الذى اعتذر له مبررا ذلك بحدة طبع التجانى الطيب وانه زول صعب ( من حوار مع الكاتب )

     فى العام 1984 ؛ وبيانا على اقوال مبهمة فى بيان لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعى ؛ حول انقسام جامعة القاهرة الفرع ؛ اطلقت شائعات حول الاستاذ جعفر كرار بانه ضالع فى الانقسام ؛ وانه "يتبلى " على الحزب الشيوعى ؛ وتمادى اعضاء الحزب فى جامعة الخرطوم ؛ بانه عضو فى جهاز الامن ؛ وهى كلها اكاذيب لا حظ لها من الصحة ؛ وقد حاولنا والاخ عبد الله القطى تفنيدها فى حينها ؛ الا ان مخاطباتنا لم تنشر قط . وكان تبرير التهمة بانه عضو فى جهاز الامن ؛ بانه يتحدث ضد النظام ؛ ولا يعتقل !!

     بعد الانتفاضة ؛ وحينما كتب نفس الشخص ؛ رسالة للدبلوم فى الاعلام ؛ حول الاضراب السياسى بتركيز خاص على دور الحزب الشيوعى ؛ ثمن فيه هذا الدور ؛ ارتفعت الاصوات عن مصدره للوثائق الحزبية ؛ وكلها وثائق قديمة ؛ وقد زودته انا والصديق عثمان الباشا ببعض منها ؛ وزوده بالبعض الاخر اعضاء للحزب من وزارة الخارجية . وعند التحقيق الحزبى معهم ؛ انكر هؤلاء فى جبن ان يكونوا قد سلموه هذه الوثائق ؛ ليؤكدوا الاشاعات بانه حصل عليها من عمله بالامن ؛ وذهبت احداهن ؛ فى جبن رخيص ؛ الى ابيها ؛ احد مخضرمى العمل السياسى ؛ والذى كان الاستاذ جعفر يسجل مذكراته ؛ لتحذره من هذا الامنجى ؛ الامر الذى ادى الى ان يطرده هذا الشيخ المحترم ؛ نتيجة لهذه الاشاعات المغرضة .

     ورغم ان الاستاذ جعفر كرار قد ساعد الحزب كثيرا ؛ ورغم انه قدم طلبا لعضوية الحزب ؛ لم يات عليه الرد ابدا ؛ فقد تمت ضده هذه الاتهامات . وعندما حاولت معرفة سببها ؛ كان رد معظم من يرددها ؛ يا خى دا زول كلامو كتير ؛ ويا اخى دا زول منظر ساكت ؛ ياخى دا زول بتاع مشاكل ؛ دون ان يقول احدهم انه يصدق فعلا انه رجل امن . واتضح ان الامر كله تغذيه حالة ثرثرة مرضية فى فرع الحزب بجامعة الخرطوم وعدم استلطاف شخصى لا غير .
     بعد الانتفاضة ؛ اطلق الشيوعيون ؛ اشاعات لا تسندها اى دلائل ؛ حول الاستاذ امين مكى مدنى ؛ بانه عميل للمخابرات الامريكية ؛ كما اطلقت نفس الاشاعات ؛ على وزير الدفاع حينها ؛ اللواء عثمان عبد الله.


     بعد الانتفاضة ؛ وفى ندوة جماهيرية ؛ صرح السكرتير العام للحزب الشيوعى ؛ السيد محمد ابراهيم نقد ؛ بان الدكتور خالد المبارك ؛ قد كان مستشارا لجهاز امن نميرى ؛ الامر الذى اضطر الاستاذ خالد المبارك الى تقديم قضية اشانة سمعة امام المحمكمة ؛ وقد تدخل بعض الاجاويد الذين اقنعوا نقد بالاعتذار ؛ وقد تم الاعتذار للاستاذ خالد المبارك

     فى العام 1987 ؛ طردت احدى الزميلات من فرع الحزب بجامعة القاهرة الحزب ؛ وذلك نتيجة لاتهامات من بعض الزميلات ؛ تتعلق بسلوكها . وكانت الزميلة المعنية ؛ وهى قمة فى النشاط ؛ قد جمدت لسنوات طويلة ؛ كمرشحة ؛ وطردت دون اى ادلة بصحة ما نسب اليها . وعندما سالت احد المسؤولين عن اتخاذ القرار ؛ كيف ياخذوا الناس بالشبهات ؛ اجابنى " الحاصل شنو يا زميل ؛ انت قايلنا محكمة ولا شنو ؟ " اى انهم لا يخضعوا لاجراءات المحاكم من ضرورة اثبات التهمة . والثابت عندى ان الاتهامات والقرار هما فرية كبيرة ؛ وكان فصل الزميلة ابعادا لاحد العناصر المشاكسة ؛ ونتيجة لمشاكل شخصية –بناتية – لها مع من وجهوا لها الاتهام .

     فى العام 1988 ؛ طردت قيادة الجبهة الديمقراطية بعطبرة ؛ وهى تنظيم يسيطر عليه الشيوعيون ؛ زميلتين من الجبهة الديمقراطية ؛ وذلك لان لهم معرفة بشاب معروف بانه " بتاع بنات" . وعندما تدخلت لدى قيادة الجبهة الديمقراطية ؛ بناء على طلب احدى الزميلتين ؛ اتضح ان لا دليل لهم على اى سلوك غير لائق للزميلتين ؛ وان كل الامر مربوط بخلافات شخصية وسط بعض البنات بالمدرسة ؛ وتصريح بعضهن بانهن لن يدخلوا الجبهة ؛ ما دام فيها هاتين الزميلتين . فكان ان ضحى بهم كبش فداء !! ولم تفلح كل مجهوداتى فى اعادتهم لصفوف الجبهة ؛ امام تعنت من فصلوهم ؛ رغم اعترافهم بخطا قرار الفصل ( يرجع فى تحقيق ذلك الى قرشى ؛ عبد الله ؛ عبد العظيم ؛ معتز الخ من قيادة فرع الطلاب والجبهة الديمقراطية بعطبرة انذاك .

     فى اوائل التسعينات ؛ حاول احد عناصر جهاز الامن ؛ عن طريق احدى عميلاته ؛ عضوة الحزب الشيوعى ؛ ان يجند لجهاز امن السلطة ؛ الاخ على عمر على ؛ عضو امن الحزب ؛ الذى نقل الامر برمته الى رئيسه الامنى بالحزب الشيوعى ؛ والذى طلب منه ان يحتفظ بصلته مع هذا العنصر ؛ وان يستحصل من الزميلة المعنية باعتراف خطى بعملها للامن . وقد كان . وعندما تصاعدت الضغوط عليه من هذا العنصر ؛ طلب منه رئيسه ؛ مسؤول امن الحزب ؛ السفر لعدة اشهر الى مدينة اخرى . وقد كان . وعندما رجع ؛ وجد ان الجميع يتحدثوا عن صلته بالامن ؛ ويتهموه بالعمالة للامن ؛ نسبة لمعلومات ثرثر بها ؛ فى جلسات سكر … رئيسه فى امن الحزب . الامر الذى ادى الى دخوله فى ازمة نفسية عميقة ؛ وانقطاع صلته بالحزب . بينما واصلت "الزميلة " صاحبة الاعتراف الخطى ؛ وصاحبة " الضهر " ؛ تواجدها بالحزب دون اى مشاكل .

     وعندما خرج الاخ على من ازمته ؛ وسافر الى الخارج ؛ وفى نهاية التسعينات قرر الانضمام الى احدى الاحزاب الاخرى (قوات التحالف ) ؛ اشاع الشيوعيين فى ذلك البلد ؛ بانه عميل للامن ؛ فى محاولة لحرقه من جديد . . وقد كتبت رسالة الى مسؤول الامن بقوات التحالف اؤكد فيها ثقتى بالاخ على عمر ؛ الامر الذى تم تقبله ايجابيا ؛ ولم يعودوا من ذلك الوقت الى ترديد هذه التهمة الكاذبة .

     فى العام 1995 ؛ وبعد خروج الاستاذ الخاتم عدلان من صفوف الحزب الشيوعى ؛ وتاسيسه للحركة السودانية للديمقراطية والتقدم ؛ ومن بعد لحركة حق ؛ اتهمه الشيوعيون بانه ضرب من اموال الحزب ؛ مبلغ 6 الف دولار . ثم تراجعوا تحت الضغط ؛ للقول بانه جمع تبرعات باسم الحزب ؛ دون موافقة منه . وفى الاولى والثانية كانوا كاذبين . والحقيقة هى ان البعض من داعمى الحزب ؛ ونسبة لعدم معرفتهم باى تفاصيل عن مصير دعمهم ؛ اتصلوا بالاستاذ الخاتم ؛ وابدوا له عدم رضاهم عن الطريقة التى يتم بها صرف دعمهم . فاوصاهم الاستاذ الخاتم بان لا يدعموا حتى يتاكدوا من مآل الدعم ؛ وطرح عليه البعض فكرة تاسيس صندوق مستقل لدعم الانتفاضة والعمل المسلح ؛ الامر الذى شجع عليه استاذ الخاتم ؛ وفى كل ذلك لم تكن هناك اى تبرعات مباشرة او غير مباشرة استلمها الخاتم باسم الحزب .

     وتبريرا لسلوكياتهم ضد الاستاذ الخاتم ؛ وتقليلا لقيمته ؛ زعموا بانه لم يكن عضوا فى اللجنة المركزية ؛ وان قرار تصعيده الى سكرتارية اللجنة المركزية ؛ وهى هيئة اعلى من اللجنة المركزية ؛ هو قرار استثنائى . ولعمرى فان هذا تبرير عجيب ؛ لحزب لم يعقد مؤتمره العام منذ 35 عاما ؛ وكل قيادته الحالية ؛ بما فيها السكرتير العام ؛ غير مختارين من عضويتهم او من مؤتمرات ؛ ومعينين فى ظروف استثائية .

     كما اطلق الشيوعيون اشاعات ؛ ردد بعضها فى قائمة درب الانتفاضة للتراسل والحوار ؛ بالشبكة العالمية ؛ ان الاستاذ الخاتم ؛ قد شارك فى مؤتمر للوسطية الاسلامية ؛ اشرفت عليه المملكة العربية السعودية ؛ دعا فيه الى الوسطية الاسلامية ؛ وتلقى لذلك دعما ماليا من السعوديين !! وهذا دجل تكشفه كل وثائق حركة حق ؛ وكتابات الاستاذ الخاتم ؛ ومواقفه الواضحة من كل الدعوات المتسترة بالدين ؛ وخطه المدنى العلمانى الواضح .
     وفى النصف الثانى من التسعينات ؛ وبعد اذاعة تلفزيون النظام لشريط الاستاذة فاطمة احمدابراهيم الشهير ؛ فى معسكرات المعارضة ؛ ونتيجة لمواقفها الواضحة ضد الاحزاب التقليدية ؛ وخصوصا ضد الصادق المهدى ؛ حليفهم آنذاك ؛ فقد اصدر مكتب الخارج للحزب الشيوعى ؛ بيانا يدين فيه الاستاذة فاطمة ؛ وكانت عضويتهم تردد بلا خجل ؛ ان فاطمة "خرفت " ؛ اى تتحدث حديثا لا عقل فيه .

     وقد ردد الشيوعيون اتهامات اخرى ؛ ضد قوات التحالف السودانية ؛ فى الاعوام 1994-1996 يتهموها بخرق حقوق الانسان ؛ فى مسايرة واضحة لحملة حزب الامة التى قادها ضد ذلك التنظيم ؛ الا انهم ما لبثوا ان تراجعوا عن ذلك لاحقا ؛ وكان ذلك من قبيل المنافسة السياسية ؛ وان كانوا لا يزالوا يرددوا هذه الاتهامات وسط عضويتهم .

     وفى بداية عام 2002 ؛ ونتيجة لمنافسة سياسية بينهم وحركة حق فى هولندا ؛ اصدر فرعهم فى هولندا ؛ بيانا ينفى فيه ان يكون الاخوة امجد ابراهيم وعبد القادر همت عضوان سابقان فى الحزب الشيوعى ؛ مع توفر كل المعلومات بذلك ؛ وذلك ضربا لمصداقيتهما . واعتمادا على مقال بالوان ؛ حاولت عناصرهم فى هولندا وفى شبكة الانترنت ؛ ان يربطوا بين حركة حق والوان ؛ ووقوف الوان خلف حركة حق وعناصرها فى هولندا ؛ وغيرها من الترهات .

     وآخيرا وليس اخرا ؛ احكى من تجاربى الشخصية ؛ انه قبل الانضمام الى صفوف الحزب الشيوعى او الجبهة الديمقراطية ؛ وعند دخولنا المدرسة الثانوية ؛ فى عام 1982 ؛ قمنا مع مجموعة من الاصدقاء ؛ منهم بكرى جبريل ؛ وعلى خليفة ؛ وطارق عبد الرحمن ؛ وآخرين بتاسيس نشاط ثقافى ضخم ؛ كان منه تاسيس جمعية اصدقاء الشعر الحديث ؛ وكانت لنا تحرشات بالاخوان السلمين ؛ ولهم بنا تحرشات . حدث حينها ان سال مسؤول الطلاب فى عطبرة ؛ عضو الحزب حينها ( الوحيد والخامل ) فى مدرستنا واسمه عوض سعيد ؛ عن مجموعتنا التى احدثت ضجة ؛ وهل لها توجه سياسى معين ؛ فكانت اجابته : " ديل اولاد لوا...طة ساكت " . وقد عاتبته من بعد على وصفنا بهذه الكلمة البذيئة ؛ والتى لا تنطبق علينا ؛ فاعتذر بانه لم يكن يعرفنا !!!

    ونواصل ....

    عادل عبد العاطى
    17 اكتوبر 2002
                  

العنوان الكاتب Date
اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-05-03, 10:43 AM
  Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-05-03, 12:24 PM
    Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-05-03, 01:32 PM
      Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Khalid01-05-03, 05:41 PM
        Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-05-03, 06:13 PM
          Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني bunbun01-05-03, 06:54 PM
            Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني امبدويات01-05-03, 08:18 PM
              Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-05-03, 09:35 PM
                Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني wadalzain01-05-03, 09:55 PM
  Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني atbarawi01-06-03, 06:01 AM
    Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني banadieha01-06-03, 06:41 AM
    Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني bunbun01-06-03, 07:01 AM
      Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-06-03, 12:36 PM
        Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني wadalzain01-06-03, 01:02 PM
          Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-06-03, 05:40 PM
            Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني اساسي01-06-03, 06:09 PM
            Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Mandela01-06-03, 06:21 PM
              Re: اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني Abdel Aati01-06-03, 09:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de