الســقوط .... الكـبير ..!!

Quote: بين النقاط والحروف ياسر عرمان .. علىّ وعلى أعدائي احمد محمد شاموق عدة تساؤلات وملاحظات برزت لي وأنا استمع لياسر عرمان في أمسية الثلاثاء الماضي عبر قناة النيل الأزرق. هذه التساؤلات والملاحظات هي ما وعدت أن أتحدث عنه اليوم، لكن الانسحاب المفاجىء لياسر عرمان من انتخابات رئاسة الجمهورية وانسحاب الحركة من الانتخابات التشريعية واختيار الولاة في دارفور مع بقاء الحركة في الانتخابات كلها في الجنوب والانتخابات التشريعية في الشمال عدل بعض المعادلات، وأدخل أحزاب جوبا مرة أخرى في متاهة الحركة الشعبية. هل هذا ما تطمح إليه منظومة مؤتمر جوبا؟ الوقت لا يزال مبكرا، وفي خلال هذا اليوم (الخميس) ستجتمع تلك الأحزاب ولا أحد يعرف عم سيتمخض اجتماعها. لكن هناك موقف المؤتمر الشعبي الذي سبق وأعلن أنه سيخوض الانتخابات في كل الأحوال. وهناك الحزب الشيوعي الذي لا يرجح أن ينسحب خلف عرمان. وهناك موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) الذي يبدو مذبذبا عين على الحركة الشعبية وعين على المؤتمر الوطني. بالنسبة لحزب الأمة القومي يبدو موقفه صعبا. هل سيضع الصادق المهدي نفسه تحت تصرف الحركة الشعبية، يخوض الانتخابات إذا خاضت وينسحب إذا انسحبت. لكن الحركة جاءت هذه المرة بحل ثالث، فهي تنسحب من الإنتخابات وتخوضها في نفس الوقت. هل سيحذو المهدي حذوها في هذا الخيار الثالث أم يبقى على واحد من الخيارين السابقين : الاستمرار في الانتخابات كلها أو الانسحاب منها كلها؟ إنسحاب ياسر عرمان بشكله الحالي يبدو أهون الأضرار على الحركة الشعبية لأن الانسحاب من الانتخابات سيدمر كل اتهامات الحركة الشعبية للمؤتمر الوطني بأنه المتباطىء في تنفيذ اتفاقية نيفاشا، والاتفاقية نفذ منها ما حان وقت تنفيذه بنسبة (75%) كما قال سلفا كير قبل أيام، وتبقى ما يحين وقت تنفيذه في الأيام والشهور القادمة، ومن بينها الإنتخابات. إذا انسحبت الحركة من الانتخابات بالشكل الذي تطرحه أحزاب مؤتمر جوبا سيوجه لها أصبع الإتهام بأنها هي المتباطئة في التنفيذ وليس المؤتمر الوطني. وبعــد .. هناك سؤال جانبي : هل في حسابات ياسر عرمان أن تكون استجابة الشارع في الشمال كبيرة بحيث تحدث ردة فعل ضد الحكم؟ هذا بالطبع في ضمير الغيب ولكن احتمالات أن تحدث تحركات في الشارع ترضي عرمان ضعيفة. إذ أن كثيراً من المتابعين يرون أن تحركات الحركة الشعبية وأحزاب مؤتمر جوبا لا تعدو عن كونها تحركات إعلامية لا تقترب من الشارع بدرجة كافية لتحريكه. على كل حال لا يزال باب التوقعات مفتوحا، ويبدو أن الساعات القادمة محملة بالكثير.