المرجفــــون في المديـــــنة

يقال أن الإرجاف لغة هو: الاضطراب الشديد، والأراجيف: ملاقيح الظن والملاقيح: النوق التي في بطنها أولادها.

مدرسة المرجفين هي مدرسة جديدة انتشرت في الوطن الافتراضي سودانيز اونلاين تضم عدد من (الكتبة) وهذا بدوره وصف للذين ليس لديهم سوي قالب واحد للكتابة يتشابه فيما بينهم ويشبهون فيما يشبهون اولئك الكتبة امام المؤسسات الحكومية.ولكن الفرق كبير جدا فبينما اولئك محكومون باطار العمل الذي يحدد القوالب للكتابة نجد ان كتبتنا لا يملكون فعليا سوي هذه القوالب فقد صبت عليها عقولهم وقلوبهم وهي اقصي ما يمكنهم التفكير فيه اذ ان افق التفكير الذي يدورون حوله لايمكنه تجاوز هذا السقف الواطي.

وتأخذ الأراجيف دورها التخريبي عادة في وقت الأزمات السياسية والاقتصادية أو عند الحروب وحالات التوتّر الاجتماعي فينشط المخرّبون ودوائر الدعاية المضادة لبث الإشاعات والأراجيف في سبيل تمييع القضايا وتحطيم معنويات الاخرين وإثارة الشك في كل ما يكتب او تخريبه بتعمد واضح.والمرجفون في البورد تفننوا في التقليل من النضال ضد السلطة ومن المناضلين ضد امن الجبهة الاسلامية داخل وخارج البورد بتحويل كل المواضيع التي تهدف الي دعم هذه القضايا الي احد قوالبهم السخيفة بل وايضا مارسوا الكثير من عمليات الاغراق المتعمدة للبوستات.

وقد شاهدنا ذلك مرارا وتكرارا.شاهدناه في الذين حاولوا تخريب موضوع اعتقال عبير خيري وتشويهه او محاولة التشكيك في ان من قام بذلك ليسوا من امن الجبهة الاسلامية.
وشاهدناه مرة أخري في التقليل من نضال وصمود الأخ ابراهيم بقال او التقليل مما حدث له واعتقاله بواسطة امن الجبهة الاسلامية.
شاهدناه مرة أخري في التقليل من شأن قرار الأمم المتحدة بشأن القرار الجديد 1593 الصادر عن مجلس الأمن أمس الأول، في خصوص اسناد ملف دافور الى محكمة الجزاء الدولية التابعة للمنظمة الدولية.
أو اغراق البورد بمواضيع الانتهاكات في العراق واطفال العراق او الحديث عن الاجندة الخفية لامريكا أو لفرنسا.
او الهجوم علي الامم المتحدة ومجلس الامن بل والصراخ من اجل اطفال فلسطين والتشكيك في عدالة ونزاهة المحكمة ولو كان هذا الامر صادر من الاله لشككوا في عدالته ونزاهته وكأنما القضاء في السودان بيد الله و ليس بيد تجار وامن الجبهة الاسلامية التي احالت الوطن الي اكبرمقبرة في تاريخ السودان الحديث.

وشاهدنا ذلك مرة أخري في المحاولات المتكررة للنيل من احزاب المعارضة او الرموز السياسية المعارضة تحت مختلف الدعاوي السخيفة.
شاهدنا ذلك كلما خرحت مظاهرة وكلما اعتقل مناضل.
شاهدناهم يكذبون عمليات الابادة الجماعية وشاهدناهم يكذبون عمليات الاغتصاب وينفونها .. وشاهدناهم يهددون ويتوعدون بالخراب القادم السودان علي ايدي محكمة جرائم الحرب.
ولا يجب أن ننسي السيد عمر البشير الذي حلف بالله بأنه لن يسلم احدا للمحاكمة خارج السودان كانه لم يسمع في حياته باسم حلف الناتو.
ولا ننسي والي الولاية الشمالية بالانابة إبراهيم خضر سواء كان الخبر صحيحا او كاذبا فهو ليس سوي تكرار للاراجيف.

لطالما كانت الكلمة المكتوبة تعكس مسؤولية الكاتب الأخلاقية وقداسة أفكاره وسمو ادواته في بناء مجتمعه.ولكنها الكلمة ذاتها التي يفترض ان تكون شاهدا علي كل ما يرتكب من جرائم في حق الانسان والانسانية تتحول بفعل الكثير من الأقلام التي ادمنت الزيف الي اداة لاغتيال شرف الكلمة في البدء ولتضليل الاخرين وللتقليل من شأنهم.وعادة ما يلجأ هؤلاء المرجفون لاستخدام الدعاية السلبية التي تشوش كل ما يكتب وذلك خدمة لأجندة الجبهة الاسلامية ولكن بطريقتهم الخاصة ظنا منهم ان الخدعة ستنطلي بتبني مو قف مضاد للجبهة الاسلامية جماهيريا ولكنها تنكشف في اول منعطف.
ومن المؤسف حقا ان يكون هنالك صحفيين وهؤلاء هم الصحفيون الجدد الذين لا هم لهم سوي مهاجمة النشطاء السياسيين والي الاحزاب السياسية بصورة متكررة ومتعمدة لا هدف من وراءها سوي المزيد من التغطية علي ما يحدث في السودان من دمار وخراب بايدي الجبهة الاسلامية.

لقد دأبوا على توجيه سخافاتهم إلى النشطاء السياسيين والهدف من ذلك وهو أن يشوهوا حركة هؤلاء النشطاء مما يولد حالة من الفوضي في كل المقالات والمواضيع ويولد حالة من الملل نتيجة للتكرار واغراق البوستات الذي يقومون به.المرجفون في البورد يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا على أحد، ومن الغريب أنهم يصدقون كذبهم ويدافعون عنه بأسلوب مستميت لا يعرف الهوادة ثم يبدأون في تصديق كذبتهم برغم انها مفضوحة.

إن ثقافة الإرجاف هي ثقافة روجت لها الجبهة الاسلامية من خلال كوادرها في البورد ومن ثم وجدها اولئك الذين يمكننا ان نطلق عليهم اسم (الكوز الخفي) مساواة بالرجل الخفي باعتبار ادعاءه الكاذب برفض الجبهة الاسلامية (لكنه أكثر جبنا من ان يصرح بانتماءه لها) فيجد انها تغطية جيدة لما يحاول تنفيذه دون الظهور بذلك المظهر البغيض وهو الانتماء للجبهة الاسلامية وهنا سيكون الكوز الذي اعلنها اكثر احتراما منه.

المرجفون اصبحوا موجودون في كل مكان، وسوف لن يألوا جهداً في بذل طاقاتهم وتوظيفها لأهدافهم السخيفة ولكن ما يجب علينا هو محصارتهم اينما كانوا وفضحهم وفضح طريقتهم المبتذلة في محاولة النيل من الاخرين.

والسؤال المهم هو الي اين يتجه السيد بكري ابو بكر بهذا المكان؟
ولماذا يترك التخريب المتعمد للمواضيع التي تمس قضايا الوطن دون اي عقوبة مما يفتح الباب لتحويل هذا المكان الي مجرد ساحة للسخف والفوضي يعيش فيه اولئك المبتذلون؟