|
Re: بانوراما .. مقدمة (Re: يوسف محمد يوسف)
|
الأخ يوسف تحياتي وشكراً على القيدومة المقدمة فتح الخشم! برغم المرارات بلا أتّي! والبانوراما بلاشك ممتعة بما تحويه من تعدد العناصر وما تتيحه من تفاعل وطرق لكل الأبواب . وحتى لا تتصاعد بك حالة الغثيان ، أودّ أن أشركك ببعض المعادِلات الموضوعية بادئا بالقول: أنّ حال الوطن بائس ولكنه ليس ميئوس منه ؛ ومع صحة وصفك وتقريرك بانشغال الناس من كبارهم لصغارهم بالحاضر من الرغبات الاستهلاكية المميتة بعض الأحيان! تاركين الأهم من متابعة أخبار الوطن والمساهمة في تنميته، إلاّ أنّ فيهم عدد غير يسير يضع باله بما يعود على الوطن بالمنفعة وبالتالي يسعى للمعرفة والخبرة . وقد أخذني تعديدك لتبديد الناس جهودهم في الاستهلاك اليومي لما يرونه من مطايب حتى وان اقترفوها بكل الظلم دون وازع من ضمير أو أخلاق ، كما عادة معظم الناس في العديد من العصور ! أن أستذكر تلك الحكايةعن الذي أفتى بورع السودانيين جميعاً! حينما شاهد التزاحم في المسجد ، ثم أفتى بتعشـّقهم فقط للرياضة ، حينما دخل استاد المريخ ، وكذلك أفتى بإغراقهم في اللهو والبهجة حينما حلّت أيام الغنا في ميادين الرياضة ، ليبقى أخيراً على الافتاء بأنّها دولة بوليسية ! تلك التى تتكرر فيها مشاهد التخريج العسكرتاري أفواجا أفواجا من الكلية الحربية(مصنع الرجال!) والبوليسية (ويا ابودريس من البوليس!) ودفاعنا الشعبي (ياهو دي!!) وغيرها كثير من التخريجات التى لم تجبر لخاطر الوطن مكســور ! وبمناسبة هذه التخريجات العسكرتارية الكثيرة ، قد صدف أيام ضحى الإنقاذ وشيوع أسواق الجمعة للتقايض وإهانة المنقولات ! أن تهجّمت امرأة على أحدهم ينادي ببيع جهاز تلفزيونه لعلّه يوفّر حق دواء لبعض أنجاله قائلةً له كيف تبيع مجروس وتغش الناس بأنّه تلفزيون؟ فغالطها ، فأصرّت أن يشغله حتى تُثبت له : وأوّلما تمّ التشغيل، فإذا بالعساكر يخرجون كأنّهم يأجوج ومأجوج ...! فعاجلته قائلة: وتقول لي الطيّارة عندها بوري!
مايزال الناس، أو عدد معدود منهم يتابعون الأخبار ويلاحقون المواقف لأجل أن يستعدوا للإسهام في ازدياد معرفتهم وتعميق خبراتهم كي ينهجوا النهج السليم في منافحة البؤس الحاصل وبلاريب، أنّها الطريقة المُثلى .. وأكبر ظنّي ، أخي يوسف، أنّك واحد منهم ، ودليلي كتابتك هذه العارفة بما يجري وقبل أن أختم مداخلتي، أرجو ألاّ ترى أيِّ تعريض بك ، فيما جرى به الحكي عن العساكر .. فقطعاً لا أقصد شخصك إلا بكل ود وتقدير واجب على كل زميل بالمنبر وزميلة .. وبمناسبة العساكر ، فقد كنّا نتناشد في طفولتنا بمقاطع مثل:
السمبرية أم قدّوم عيش أبوي بيقوم متين ؟ لنفترض الإجابةبعدها :
بيقوم باكر مع العساكر
وللأسى ، فقد قام العساكر (بي نمرة اربعة من قولة تيت) ودهسوا الأرض والزراعة والرعاية والمنقة بأحذيتهم الثقيلة ، وما يزال العيش .. فريك ! ولم يتسنَّ للعيش أن يتخطـّى الفراكة ، إذ ظل علفاً للقائمين على أمر الوطن .. فهؤلاء ورعاتهم الشهوانيين يأكلون الفريك وليس لهم صبراً يبل الآبري !
وافر التحايا ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|