أوصى ود دوليب، فى منظومته الشهيرة، سواد السودانيين أن "أرتحلوا لمصر بالكلية" ذلك حين تظلهم أنظمة العسف، وهذا هو حالنا الآن مع نظام القهر الذى تسلط على رقابنا فآثرنا أن نرتحل لمصر هذا الزمان بالكلية، ولو أن أمريكا فتحت أبوابها لأتاها الناس من كل فج عميق، على الأقل لأنهم يشعرون بإنسانيتهم هنا وفى هذه قد يطول الحديث. وفى عامية أهل السودان قال شاعرهم: البلد الأبوك عمدو وجفوك نظارو المتلى قاعد فوقو شن أفكارو؟؟؟ معلمو اللغة العربية هنا، ليسوا بدعا من الناس، فكل من يكتسب أجرا فى أمريكا، سواء أكان مكانيكيا أو عاملا فى "ماكدونادز" وحتى أئمة المساجد هنا، يدعمون الجيش الأمريكى، لأن مخصصات الجيش الأمريكى، باختصار تأتى مما يدفع العاملون من ضرائب – بعض أئمة المساجد يعملون صراحة مع أجهزة الإستخبارات الأمريكية – وقد كرمت أحداها مؤخرا الشيخ محمد حاج ماجد حاج موسى – إمام مسجد ومركز آدم لتعاونه معها فى استئصال شأفة الإرهاب!!!!! حقيقة الأمر – وفى ظل النظام العالمى الجديد – فإن مزارع البصل فى قندتو أو المسيكتاب أو عامل "الكلة" فى بنغلاديش أو راقصة فى ملهى ليلى فى كيب تاون، جميعهم يدعمون الجيش الأمريكى بصورة من الصور ولا أظن أن هذه تحتاج لإيضاح والسعودية تستثمر مئات المليارات فى أمريكا بالفوائد الربوية التى يذهب بعض أرباحها للجيش الأمريكى وبعضها للوهابية بالسودان وفى الأثر النبوى (فى آخر الزمان من لم يأكل الربا أصابه غباره) أنا مع تدريس الأمريكان اللغة العربية، سواء أكانوا فى الجيش الأمريكى، أو خارجه، لن يقينى ان حوجة العالم الآن للسلام، وأن البندقية، قصارى ما تفعله، أن تقود الناس لتربيزة المفاوضات – هذا ليس زمان غالب مغلوب والعنتريات التى ما قتلت ذبابة – نحن فى حوجة لأن يكسب الجميع وهذا لن يطال ما لم نعرف لغة بعض، كيف نفكر، ولماذا نفكر هكذا الخ الخ هذا هو أقصر الطرق للسلام "ضالة البشرية منذ الأزل" كما يجىء تعبير الأستاذ محمود محمد طه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة