|
Re: المحبوب عبد السلام: الدولة لا تشبه الحركة الاسلامية !! (Re: khalid saad)
|
# كيف تبلورت الفكرة الأساسية التي نشأت عليها الحركة الاسلامية في السودان؟ الحركة الاسلامية التي تأسست في السودان كانت بعض من حركة صحوة إسلامية واسعة في كثير من أنحاء العالم العربي وفي سائر أنحاء العالم الاخرى، وهي ظاهرة إحياء واحيانا نسميها صحوة وأحيانا نطلق عليها البعث واحيانا النهضة، وهي عودة للإصول لاحياء العناصر التي تصلح للخروج من التخلف ووهدة الحاضر، وبهذا المفهوم هي ظاهرة انسانية وظاهرة إسلامية، فهي حركة صحوة في التاريخ تنشأ من النظر الذي يقارن بين حالة التخلف والوهدة التي تعيش فيها الامة في قرن من القرون وبين ماض الامة مثل العهد الراشد، وما ينبغي عليه أن تكون عليه الامة كما نقرأ ذلك في القران. وهذه مشاعر طبيعية تسير في نفوس الناس وتستجيب الى الواقع. بهذا المعنى نحن في السودان بعض من دورة أول القرن، وبالنسبة لمصر حصل ما يسمى بعصر النهضة العربي ويمكن ان تحسب فيه عدد من الاسماء حتى العلمانيين لكن لابد ان تحسب محمد عبده، جمال الدين الافغاني، ورشيد رضا وجاء حسن البنا ليكون تلميذ لرشيد رضا، وكلهم كانوا يستشعروا المباينة الفظيعة بين واقع العالم الاسلامي المتخلف وبين الحضارة الغربية القوية المستعمرة للعالم الاسلامي والمستبدة بقواتها العسكرية والمتفاخرة بجامعاتها وحكوماتها الديموقراطية، التقدمية كانت عقيدة حتى في الدول الرأسمالية، ولكن في العالم الاسلامي كان الناس ينظرون فيجدون التخلف والزلة والاستعمار، فقامت حركة في مصر وصفها مالك بن نبي ان الفرق بين البنا والافغاني أي ان الاخير كان يدعو الى جامعة سياسية إسلامية تحي الخلافة فيما البنا أسس مجتمع، ومحمد عبده كان يريد إصلاح عبر تغيير المناهج في الازهر. هذا المناخ قطعا كان مؤثرا على السودان تأثر بهذا الحركة من خلال الصحف والكتب والذين درسوا في مصر خاصة في الازهر. وقامت الحركة في السودان في المدارس الثانوية، إذ كانت تستشعر هذه المباينة من تخلف العالم الاسلامي وتقدم العالم الغربي، والاستعمار والزلة من حولنا، لكن كذلك كانت الحركة تستشعر التحدي الذي مثلته قوى اليسار في ذلك الوقت، فقامت حركة في المدارس الثانوية أشبه بالجمعيات الدينية، وتطورت بعد ذلك في جامعة الخرطوم بسبب قضايا سياسية مثل الاستقلال والوحدة مع مصر، كل هذه القضايا انضجت الحركة الإسلامية ولكن قامت منفتحة إذ جاءتها تأثيرات حتى من خارج مصر مثل الباكستان والهند الجزائر، كذلك فالنخبة السودانية كانت شديدة المثابرة في العلم ولديها وعي جيد بما يدور في العالم الخارجي. # هل كان تأثر الحركة بالقضايا الخارجية اكبر من تفاعلها مع الشأن الداخلي؟ لا. فنشأة اول خلايا الحركة الاسلامية في المدارس الثانوية (حنتوب) كان بتأثير مباشر من تأثير المد اليساري وظهور أصوات الماركسيين والقوميين، وعندما جاء الاسلاميين الى الجامعة أصبحوا أكثر وعي بالقضايا الوطنية السودانية، أما من حيث التأثير الخارجي، أسرد لك حادثة حصلت عند صدور أول منشور فكري لأول خلية في الحركة الاسلامية، وكتب المنشور في مدرسة حنتوب بخط اليد، وكان المنشور صفحة من كتاب حياة محمد حسين هيكل، وواضح أنه لم يكن لديهم مصادر فكرية أو ثقافية يأخذوا منها، ولكن لديهم وعي بالتيار العام. أما دخول العنصر الخارجي، فحدث في مرحلة متأخرة من نشأة الحركة التي كان لها جسم كبير نسبيا في الثانويات وجامعة الخرطوم، ولكن كانت هنالك حركة خارج الحركة الاسلامية المعروفة، تدعو الى دستور اسلامي تبناها الشيخ علي طالب الله والشيخ عوض عمر الأمام الشقيق الأكبر للأستاذ يسن عمر الامام، هؤلاء كانوا رافد اخر، ولكن بعد فترة جاء رافد من مصر هم الأخوان المسلمون المصريون وطلاب درسوا في مصر، هذه الروافد الثلاث شكلت الحركة الاسلامية المعاصرة. وعندما تعرض الاخوان المسلمون الى انتكاسة وغبتلاءات بعد إغتيال حسن البنا، واصبح واضحا أن العالم الغربي لا يقبل أمر مشروع إسلامي بسهولة، ويتعرض لكثير من المواجهات، وهذا أعطى درس للحركة الاسلامية في السودان، وهي نفسها تعرضت لهزات، مثلا الامين العام للحركة الرشيد الطاهر رحمه الله كان جزء من إنقلاب الحركة لم تكن على علم به، وحصل انشقاق كبير خرجت منها مجموعة التحرير الاسلامي مثل بابكر كرار وميرغني النصري، هؤلاء كانوا متاثرين بالفكر الاشتراكي، ولكن الاخرين إستمروا وبدأ الفكر الاسلامي الذي تنتجه الحركة الاسلامية في مصر منتظم اكثر مثل رسائل البنا وكتب عبد القادر عودة وسيد قطب دون ان تكف مصادر أخرى باكستانية وهندية وجزائرية. # إذن بدأ التأثير الخارجي على الحركة أكبر في الستينات من القرن الماضي؟ التاثير الخارجي بدأ ينتظم منذ الخمسينات، ولكن لم يحدث أن أصبحت الحركة السودانية بعض من الحركة الاخوانية العربية، بمعنى ان الحركة الاخوانية المصرية وفقا للائحة مكتب الارشاد فالتنظيم له الحق في انشاء فروع في البلاد العربية، ولكن السودان لم يصبح فرعا لتنظيم الاخوان المسلمين كما حصل في بلاد اخرى، كالاردن أو سوريا أو فلسطين. وبالتالي نشأت الحركة الاسلامية في السودان بروافد ثلاث احدهما الداخلي وكان تأثيره قويا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|