فضيحة المتقدمون لوزارة الخارجية .. أين الخلل ؟؟

Quote: اليكم جامعات لجمع وتخريج .. ( الأميّة ) ..!! الطاهر ساتي كُتب في: 2007-08-29 [email protected] ** أحبس أنفاسك ثم اقرأ معنا واقع حال التعليم العالي في بلادى .. تقدم ثلاثة آلاف خريج لشغل وظائف شاغرة بوزارة الخارجية .. تم ابعاد ألفين ومائة خريج قبل جلوسهم للامتحانات لعدم استيفاء شروط التقديم .. فجلس الى الامتحانات تسعمائة خريج ، نجح منهم سبعة فقط لا غير!! .. نعم والله ، هكذا جاءت النتائج المخيبة لآمال الناس جميعا وليس المتقدمين لشغل الوظائف فحسب .. نجح سبعة من الخريجين ، ورسب ثمانمائة وثلاثة وتسعون خريجا .. لم تمتحنهم الخارجية في علم الفيزياء وتفاصيلها، ولم تكن اسئلة امتحاناتهم ذات صلة بالكيمياء وشوائبها ، ولم يكن المطلوب من الجالسين اكتشاف الذرة وتشريح الخلايا .. بل صيغت أسئلة امتحاناتهم في ثلاث ورقات فقط لاغير .. عربي ، ترجمة ، معلومات عامة .. !! ** فلنقل بأن المعلومات العامة بحر بلا شواطئ ، وأن المرء مهما أوتى من علم وثقافة لايمكن أن يكون ملما بكل معلومات الدنيا العامة ، فليكن هذا عذرا ، ثم ربما وضع اساتذة جامعة الخرطوم أسئلة في ورقة المعلومات العامة لم تتناسب مع أعمار الخريجين وسنوات كسبهم المعرفى وقدراتهم الذهنية ، فليكن هذا أيضا عذرا رغم انه أقبح من الذنب .. ولكن ما بال المئات من خريجي الجامعات السودانية يرسبون في ( اللغة العربية ) و ( الترجمة ) رسوبا جماعيا، بحيث ينطق لسان حال نسبة نجاحهم في تلك المادتين ب ( لم ينجح أحد ) .. هكذا حالهم ، جاء رسوبا به أنفس الناس امتلأت يقينا بأن أبناءهم وبناتهم لايجيدون العربية، وكذلك لا يعرفون الانجليزية ، وكأن جامعاتهم تدرسهم بالسواحلية والهيروغلوفية .. !! ** تلك نتائج طلاب ثورة التعليم العالي ، أو كما تسميها الدولة في مهرجانات افتتاح المبانى المسماة - مجازا - بالمدن الجامعية .. نتائج ثلاث ورقات بوزارة الخارجية أكدت بأن تلك المبانى التي يتباهى بها "الشوفونيون" ، ماهى الا مبان جرداء خالية من المعاني والكسب المعرفي ، أو هكذا قالت أرقام نتائج المتقدمين لوظائف الخارجية .. ثم واصل - عزيزي القارئ - في حبس أنفاسك وأقرأ نتائج امتحانات السجل الصحفي التي اعلن عنها - بحياء - مجلس الصحافة ، فهى أيضا نتائج بمثابة الأخت الشقيقة لنتائج امتحانات الخارجية ..!! ** جلس لامتحان السجل الصحفي مئتان وثلاثة وعشرون خريجا ، نجح منهم سبعون خريجا فقط لاغير، أى نسبة النجاح فيها بلغت ( 21%) .. أى مائة وثلاثة وستون خريجا مصيرهم يترنح بين الرسوب والملحق .. وثالثة الاثافي أن ثلاثة وتسعين راسبا جلسوا للامتحاب عقب تخرجهم في كليات اعلام ثورة أو ( فورة ) التعليم العالي ، و خمسة وخمسين راسبا هم الذين جلسوا للامتحان بعد تخرجهم في كليات آخرى غير الاعلام ، ولكنها كليات تابعة لجامعات مابعد ثورة أو زوبعة التعليم العالي .. هؤلاء لم يمتحنهم مجلس الصحافة في علم الفلك كما تتراءى نتائجهم للناس ، بل امتحنهم المجلس في اللغة العربية ، الحاسوب ، المعلومات العامة ، الترجمة والتحرير الصحفي .. على القارئ أن يتخيل رسوب ثلاثة وتسعين دارسا للاعلام في مواد اللغة العربية والترجمة والحاسوب الذي بدونه الصحافي المعاصر مجرد راعٍ في وادي المقدم... شئ مؤسف ، بل علامة سوداء في تاريخ العلم والتعليم العالي بالبلد ..!! ** فالحزن على نتائج وزارة الخارجية ومجلس الصحافة أكبرمن أن يصيب الراسبين وذويهم فقط ، بل هو حزن يمتد لكل أسرة شاءت الأقدار بأن يلتحق ابنها أو ابنتها بإحدى جامعات مابعد ثورة التعليم العالي ، فالوضع بائس يتجلى بؤسه في مثل هذه المعاينات والامتحانات .. ونخطئ لو أسميناهم بالراسبين كما أسمتهم الخارجية ومجلس الصحافة ، ليسوا براسبين ولكنهم بعض ضحايا فوضى الـ ( كم ) التى أطاحت بوعي الـ ( الكيف ) .. !!