بطاقة دعــوة لمحطات ابداعــية - منتـدى السـودان الثقافي بجـده -أمسية الخميس الموافق 17/شعبان

Quote: لفت (عادل الصديق) الأنظار منذ أن كان طفلا .. بذكائه الحاد وتميزه في صفوف الدراسة وهو الذكاء الذي استفادت منه موهبته في تطورها لاحقا حيث وقف أمام بوابة المعهد العالي للموسيقى والمسرح في سبيعنات القرن الماضي.أما ذلك الذكاء فأحسب أن له حظ الأسد في عملية تميز المبدع عن من سواه من المبدعين .. فكم من موهوب ضاعت موهبته بسبب ضعف مداركه العقلية .. وافتقاده نزعات التجريب والمحاولة .. ولنا أن نتأمل – حتى في الكثير من أجيال خريجي معهد الموسيقى نفسه – كثيرون دخلوا بموهبتهم الفطرية – وخرجوا من الباب الخلفي بشهادات علمية لم تضف شيئا للمشهد الثقافي والفني في السودان.. وما ذلك إلا (إما) بسبب عدم ذكائهم في استشراف آفاق التطور والخلق والإبداع. أو أن عملية انتسابهم للمعهد كانت عن طريق الواسطة أوالمجاملات أوالتوصيات فقد دخلوه بفقرهم الشديد للموهبة الفطرية وتخرجوا منه بما هو أشد وبالا وهو إدعاء الموهبة وإدعاء الإبداع .. وأظن أن ذلك ما أثار جدلا واسعا في الساحة الإعلامية. أما عادل الصديق (عادل الصديق) .. فقد تميز بعناصر كثيرة على صعيد موهبته منها القدرة على التأليف الموسيقي ، القدرة على التلحين ومعالجة الأعمال الموسيقية المختلفة (حقيبة وحديثة)، والعزف على آلة العود بمهارة عالية وكذلك العزف على البيانو، وتدوين النوتات الموسيقية، والقراءة الموسيقية (الصولفيج) إضافة إلى عذوبة صوته وقدرته المذهلة على أداء أغنيات الموسيقار محمد الأمين. خلال فترة دراسته ظهرت له أعمال إبداعية رائعــة مثل (يا مطر عز الحريق) ، ( يا لقلبي) ، (فرح عمري) .. الخ وكانت جميعها مبشرة بإضافة نوعية ومتميزة الى رصيد الساحة الغنائية في السودان. غير أنه لأسباب كثيرة ، سماها بنفسه في حوار طويل سينشر عما قريب، خرج من السودان مغتربا .. فكان أن افتقدت الساحة الغنائية رصيدا طيبا من التميز كان من الممكن أن يشكل مساهمة من مساهمات المعهد في تطوير الأغنية في السودان. ليست هذه سوى نقطة أولى على صحراء السكون التي توشك على ابتلاع ساحة الغناء في السودان بعد أن تعمقت الهوة ما بين جيل المبدعين الأوائل والرواد وجيل اليوم الذي يحاول بعض عناصره تخليق تجاربهم من ثقافات بعيدة أو قريبة مغايرة لما هي عليه ثقافة الغناء في بلدهم السودان .. أردت بذلك أن أفتح بابا لنقاش شفاف حول تجربة عادل الصديق وأسباب ابتعاده عن الساحة الغنائية ومساحات الإمكانية لعودته للسودان لطرح التجربة .. وفي القريب القريب إن شاء الله سأطرح بعض أهم أعماله ومشاريعه الجديدة . متمنيا أن يساهم كافة المتخصصين في إثراء التجربة بالنقاش الهادف والآراء الجريئة والمميزة . تحية خاصة للأستاذان مدثر حسن يس وصلاح الدين عبد النبي محمد عن سردهم الرائع عن الاستاذ عادل الصديق فمرحباً بكم .... منتدى السودان الثقافي بجده