|
جبران الآخر - راهب المحراب "والله يا حليلك"
|
كنا حين يغيب الصحاب أو يُغيّبون أو حين ينام حارس الغياب وينسى مفاتيح أبواب الولوج المغلقة، المغلفة بصمت عارى الصوت، ينساها فى غمد ضوء الحضور، حضورهم، حضورنا كنا نحرس الحلم مما يراه، كما يقول درويش، ونطرد عنخ الليالى التى عبرت قبل أن نلتقى، ونختار ايامنا بأيدينا
فيا ايها المدثر بحجب الأسى قم لتعانق هذا الطل النابت بين أحجار الأغانى قم لنركض سويا من وجع الخوف أو لنصادق خوفنا
أتذكر يا صديقى أدعية المساء، وأوراد صباح الأمنيات
كنت أقول، وأنا فى بهو المحراب، مسربلا بما تبقى لى من تواشيح الفرح الخائب
أن هب لنا من لدنك نجمة وقصيدة
أو حين كتبنا السواد على كفه، تذكارا لإسماء العتمة، فكتبنا نحن صياحنا بوعى الجرح، نحتنا اسماء الحب الحسنى
أتذكر؟
ثم، حين
هرب الغناء من نوافذ المنى وجاء العناء من مداخلٍ اُخر إستحيت أن أنادى الفراغ مددت ظل روحى المباح هممت دون أن أعى بأن اسابق الكلام والجراح أغادر إنبهارى الكفيف أشيد صبوات المساء حدائقا تحك حلمها على جدران الصباح
ربما هو يا صديقى كما قال عبد الحى
لون غير لون هذه الهاوية الخضراء وحشرجات اللغة المالحة الأصداء
ربما هو نحن
أو هم
لا يهم
فليكن ما هو كائن فقط دعنا ننصب هتافنا بين حد الحلم الموغل فى وحشته وبين مرايا نار الكلام
فليكن
ولنبيع، أو نقايض وجوهنا واسماءنا بقدسية ذاك اللقاء
ذاك المحراب
|
|
|
|
|
|