نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: جريدة "الأيام" تقول:" يوميآ حوالي 15 جثة مولدين حديثي الولادة تصل لمشرحة الخ (Re: jini)
|
الـحـبيب الحـبوب، جـنـي، تـحـية طـيبة، والشـكر علي قـدومـك. لك مـودتي.
هل تعود ملامح دولة طالبان في شرق السودان؟. ----------------------------------------
جميع الحقوق © 2007 محفوظة لصحيفة الايام اليومية.
العدد رقم: الخميس 8880
2007-08-09
-----------------------------------------------
اعتادت طالبان في كل يوم جمعة، اقفال المحال التجارية والشوارع في كابول والزام كل الناس، بمن فيهم الأطفال، التوجه الي الملعب المدرّج للتفرج علي احلال عدالة طالبان في مشاهد لا يمكن وصفها إلا بالوحشية. شاهدت سارقين تقطع أيديهم ويعلقون ساعات علي الأشجار، علماً أن حكم طالبان أوصل هؤلاء الي فقر مدقع ودفع بهم الي السرقة، شاهدت نساء يرجمن بالحجارة حتي الموت لرفضهن زيجات مدبّرة، شاهدت فتاة في السادسة من عمرها تتعرض لضرب مبرح لمجرد أنها تجرأت علي حمل كتبها المدرسية في الشارع، شاهدت شاباً يدفن حياً مع ابنة عمه لأنهما شوهدا معاً في السوق... قادة طالبان يخطفون الفتيات ويغتصبونهن فتصبح الضحية مجرمة، ينبذها المجتمع ويتبرأ منها ذووها . وتضيف فريشتا: في كل مرة أشهد فظائع طالبان، أكاد أصاب بإغماء، ولكني سأواصل عملي طالما أنا قادرة علي نقل حال شعبي البائس الي العالم. آمل أن أعيش لأشهد إقصاء هؤلاء المجرمين عن الحكم . هذه القصة التى روتها احدى الناشطات الأفغانيات أيام حكم طالبان فى احدى المنظمات السرية ايام تصاعد موجة الهوس الديني، وسيطرة ملل حركة طالبان على السلطة في افغانستان التي تحولت الى " مائة عام من العزلة " لى حد وصف الروائي الكولمبي الساحر غارسيا ماركيز . هل ستقودنا تلك القصة الى مرحلة ظلامية من مراحل تاريخنا الحديث..؟. و ماذا لو كانت مثل تلك المشاهد التي نقلتها فريشتا اصبحت من المشاهد المألوفة فى احدى ولايات السودان وسؤالنا لا ينبع من فراغ حيث بدأت تسريبات هنا وهناك وصلت الى المجلس الوطني تتحدث عن ان ولاية القضارف كما اشارت الزميلة " الانتباهة" يوم اول من امس تستعد لإطلاق قانون اسمه "" قانون تزكية المجتمع" وحسب تصريحات أعضاء برلمانيين؛ بعضهم من شرق السودان فان القانون يشكل وصاية جديدة من وصايا المؤتمر الوطني ودهاقنته الذين استمرأوا اذلال الناس وإرهابهم ، وقمعهم باسم الدين في سياق المشروع الحضاري الاكذوبة. . هل تقف الحكومة مع هذا المنهج ام هى ضده؟. المراقبون يستبعدون تطبيق النموذج الطالباني رغم ان محاولات تمت في السابق لتقييد حرية المرأة مثل منعها من العمل في بعض المجالات التي قادتها اليها ظروف المعيشة وانفلات الاوضاع الاجتماعية. وكان القصد من ذلك حسب تبرير المسؤولين هو العفاف وصون الكرامة وحفظ الدين. الا ان الواقع يكذب غربة تلك المناهج زمانياً ومكانياً. كما انها لم تكن ذات فاعلية في حفظ قيم الطهر والعفاف . ولا نريد هنا الخوض في تفاصيل طهارة الحكم والحكام، او تجاوزات الموظفين لكننا سنشير الى جانب واحد يخص المرأة والعفاف. حيث ذكرت الارقام التي مصدرها « مركز الدراسات والبحوث الجنائية والاجتماعية » تقول ــ وحديث الارقام لا يكذب ــ ان « 405» اطفال لقطاء عثر عليهم بولاية الخرطوم خلال الفترة من يونيو 2001م وحتى مايو 2002م ، بزيادة بلغت « 21.3%» من العام الذي يسبقه الذي شهد « 304» لقطاء!! منهم « 348» ذكراً و «57» انثى و« 253» لقيطاً حياً و« 153» متوفين والارقام تشير ايضاً إلى ان عدد بلاغات الاطفال اللقطاء بولاية الخرطوم خلال الفترة من يونيو 2001م وحتى مايو 2002م تمثل « 93%» من اجمالي بلاغات الاطفال اللقطاء الذين عثر عليهم في بقية الولايات الاخرى!!. مع العلم ان ولاية الخرطوم هى الاولى من حيث عدد الاطفال اللقطاء . لكن كم تبلغ نسبة من اجهضوا سراً؟.او من قتلوا بعد الولادة؟. هذه ارقام وهى من اضابير اجهزة الدولة في وقت كان كل شئ لله بما فى ذلك المنصب والعمل والدستور والقانون. والخرطوم كما نعرف هي اساس المشروع الحضاري والذي يبدو ان اهل الاختصاص بتلك الولاية أعجبتهم تجربتها فأرادوا نقلها الى هناك.وحين ظهرت تلك النتائج الى السطح كانت العاصة هي ذات العاصمة التي اعلنت تبني ذات المشروع، ونذكر المضايقات التي تعرضت لها النساء في الاسواق، وفي الجامعات ، وقس مواقع العمل ، ونتذكر " الحملات والكشات " لكن هل تمت تزكية المجتمع؟. وهل ادت تلك السياسات الى تحول ايجابي؟. ام اكتفى صناع ومنفذو القرارات بالقشور والشكليات ؟. وهي محاولات من البعض الذين يريدون ان يعيدوننا للسنوات الاولى من حكم الانقاذ فى السودان وصك تعبير( الفترة الطالبانية". وهي مرحلة خطيرة ولا تنفصل في سياقها عن ما اعلنه مدير لاحد اكبر المشاريع الزراعية في السودان ، وقد دعا الى ما اسماه التقنية الروحية بالتزامن مع الحزم التقنية لرفع شأن المشروع الذي تحول الى عش للغراب بعد ان هجره اهله. وقانون الولاية الشرقية الذي يحد من حرية المرأة يظل هو نتاج لذات العقلية التي انتجت دستور ولاية الخرطوم ونتذكر كلنا مقدار الجدل حوله قبل عام وجرنا الى جدل، ونقاش كان يمكن ان يتحول الى نقاش حول قضايا اخرى في ازمنة اللزوجة . لكن لماذا يريد البعض جرنا الى حقب زمنية ظننا اننا عبرناها باتفاق سلام وصف بانه شامل. ولان اى انتصار لاتجاه اصولي سيعيدنا الى ازمنة محاكم التفتيش،والى عهود غابرة لاذلال الناس، والتسلط عليهم باسم الدين والحاكمية لله مثلما كان يحكم اباطرة القرون الوسطى فى اووربا ابان اكثر عصورها ظلامية. حيث كان النقد الموجه الى الامراء حينها يعتبر انتقاصاً فى حاكمية الله وذماً لتعاليم الكنيسة . هل سنطالب باطلاق اللحي وارتداء الجلابيب، وحظر خروج النساء، وحظر كل مظاهر الفرح والابتهاج والاحتفال بما في ذلك اغلاق الحدائق العامة، وتدمير التماثيل وتحريم الصور؟. وفوق كل ذلك مصادرة حريات التعبير والصحافة والتجمع والتنظيم؟. فلماذا لا يسارع من يسرب مثل تلك القانون المخيف بتقديمه للناس حتى يقفون على طبيعته لمحاربته وهزيمة فكر المتطرفين ومن يريدنا ان نعود الى القرون الوسطى ، والى ازمنة الجهل والتحهيل. وهي معركة شرف لكل قوى التنوير والاستنارة يجب ان يتكاتف الجميع من اجل مقاومته حتى لا يتحول الامر الى امر واقع مثل غيره من كثير من القضايا التي لا تزال تقف غصةً في الحلق. لكن تخيلوا متى نخرج من هذا النفق المظلم؟. ومتى نصل الى النور والتنوير؟. ان تسيروا في الطريق ويوقفكم من يطلب الاوراق الثبوتتية لمعرفة من تسير معك وهي قد تكون زوجتك او شقيقتك او حتى زميلتك في العمل ان كانت ستبقى لها زمالة لان القانون قد يمنعها من ممارسة بعض المهن، وقد يضيق الخناق على نسوة شريفات يعلن اسرهن عن طريق البيع الشريف في الاسواق . اين سيذهبن ؟. الى مهن في الخفاء ولو كانت المغامرة اكثر؟. ربما لكن من يدرك؟. ومن يسمع نواقيس الخطر التي تقرع كل يوم؟.
|
|
|
|
|
|
|
|
|