آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2007, 10:45 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون .

    1/ عبد الخالق محجوب:
    ----------------------------
    قالوا له ماذا قدمت لشعبك؟
    أجاب في هدوء: الوعي.. بقدر ما استطعت...

    وشهد الصحفيون الذين حضروا الجلسة الأولى من محاكمته، أنه كسب تلك الجولة دون منازع، فكان هو القاضي..
    طردوا الصحفيين، وأصدروا عليه الحكم بالإعدام وهم يرتجفون. صعد إلى المشنقة وهو يهتف:

    المجد لشعب السودان.. المجد لثوار السودان..

    أثار استشهاده، موجة عالية من الغضب العالمي الجبار، وألهم كثيرا من الأدباء والشعراء والفنانين على مستوى العالم، وكان مصدر للفخر والاعتزاز من قبل كل الشيوعيين والوطنيين.

    2/
    الشفيع أحمد الشيخ:
    ----------------------
    بكل صبر وشجاعة الثوار الكبار تحمل الضرب والركل والسحل، ولم يتمكن النزيف من إطفاء ابتسامته المشرقة.) قال لجلاديه: "لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس. وإذا متنا فالمهم أن يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع آلاف الناس." ــ إزاءه ارتد أبو القاسم محمد إبراهيم إلى أصوله الحيوانية ومعه تابعه اليماني، وإزاءهم تسامى إلى مجد الإنسان المناضل الشيوعي. نعاه الشاعر الكبير جيلي عبد الرحمن فكتب:
    في السهد ما انتحبت ما بكيت..
    حين ضم مأتم النهار بيت
    ما بكينا رهبة أو شفقة
    لكن عينيك الكحيلتين
    بالنور.. والنبيلتين
    تسامتا كراية ممزقة
    تقاوم السقوط في الوحول المطبقة
    أوّاه.. ما ركعت ما انحيت
    وحينما اعتدى المرتزقة
    عليك قبل الموت.. فافتديت
    مرتين... يا شفيع الطبقة.

    3/
    جوزيف قرنق:
    -----------------
    (عندما استدعوه من سجن كوبر، قال لرفاقه المعتقلين، سأعود إليكم سريعاً)، وعاد بالفعل، ولكن لينفذ فيه حكم الإعدام دون محاكمة. كتب لأسرته: "أرجو أن تعتبروني أحد الركاب في طائرة تحطمت". لقد ناضل حتى الرمق الأخير من أجل وحدة الوطن، وتماسك قومياته، وتقدم شعبه.

    4/
    هاشم العطا:
    -------------------
    "أنا أتحمل المسئولية، وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف". قال هاشم العطا للسفاح نميري ـ "لست نادماً على ما قمت به، وإن كان لي أن أندم، فلأنني تركتك ثلاثة أيام وعاملتك معاملة كريمة". أطلقوا عليه ثمانمائة طلقة من الخلف. كان السفاح المخمور يشهد المنظر وهو يترنح، والشهيد العظيم يهتف باسم السودان.

    5/
    بابكر النور:
    --------------------
    حكمت عليه المحكمة العسكرية برئاسة تاج السر المقبول باثني عشرة سنة، فرد إليها السفاح نميري الأوراق. فحكمت عليه بعشرين عاماً، فأعاد الأوراق إليها مرة أخرى، فاستقال رئيسها، فعين نميري سفاحاً آخر لرئاستها (صلاح عبد العال)، الذي حكم على الشهيد بالإعدام. خطب في الجنود. وتراجع بخطوات منتظمة حتى لا يُطلق عليه الرصاص من الخلف.

    6/
    فاروق حمد الله:
    --------------------
    حاول نميري في البداية أن يستميله ضد رفاقه كثمن للإبقاء على حياته، فرفض بإباء، وقال لنميري: "نحن أتينا بك كواجهة للإنقلاب مايو بسبب غبائك وسهولة إزاحتك في أي وقت". خطب فاروق في الجنود، وكان مثالاً للشجاعة والثبات، وقال لأحد الضباط من أذناب نميري "تعال شوف الرجال بموتوا كيف؟" واستشهد كما يفعل أعظم الرجال.

    7/
    محمد أحمد الريح:قاتل حتى النهاية، ورفض نداءات الاستسلام. نسفوا المكتب الذي كان يحتمي به، فأصابته القذائف واخترق صدره الرصاص، وعندما وصلوا إليه كان ممسكاً بسلاحه، متألقاً في استشهاده.

    8/
    محجوب إبراهيم:طلب "سيجارة" قبل إعدامه. كان نميري يكرهه كثيراً، لأنه كان يمثل كل ما يفتقده هو من صفات عظيمة. وما بين حجرة المعتقلين وساحة الإعدام، امتلأ الفضاء بالهتاف المجلجل بحاية الشعب والوطن. (لملمة أشلاء الجسد كانت من أصعب الأمور، أما محو الاستشهاد الجميل فقد كان مستحيلاً).

    9/
    معاوية عبد الحي:
    -----------------------
    قام جنود المظلات بتعذيبه تعذيباً وحشياً، ومزقوا ملابسه وجسده، وقادوه إلى معسكر "الشجرة" مهشمة عظام رأسه، فاقد الوعي، تسيل منه الدماء ومكتوفاً مع ذلك، وكانت مهمة المحكمة العسكرية، أن ترسله إلى ساحة الإعدام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وهذا ما حدث.

    10/
    عبد المنعم محمد أحمد:
    "أرجو تقديمي للمحاكمة قبل كل الضباط، لأنني أتحمل كل المسئولية، ولأنني صرفت تعليمات التحرك.. تحركنا بسبب تردي السلطة وفسادها والتدخل الأجنبي والانهيار الاقتصادي، تحركنا لإنقاذ البلاد من كل ذلك". لقد ظل عبد المنعم يهتف وهو في طريقه إلى ساحة الإعدام ولحياة الشعب السوداني والجبهة الوطنية الديمقراطية. أطلق عليه الغوغاء الرصاص من الخلف.

    11/
    الحردلو:
    "تعوزكم الأدلة... ولا تعوزكم الأحقاد والنوايا المجرمة.. خلصونا بقى".. وأكمل باقي كلامه بصوت عالي "أما الناجون منكم أيها الرفاق فليذهبوا إلى الأهل ليبلغوهم أحر التحايا". وفي الساعات الأولى من الصباح كانت زخات الرصاص تخترق جسد الحردلو، وتحمل نسمات الصباح هتافه إلى الناس، إلى المستقبل./

    12 / بشير عبد 2الرازق:
    -------------------------
    "خليكم ثابتين.. ما في زول يجيب سير زول.. موتوا رجال، وكل زول يقول الحاجات العملها بس". توضأ في الفجر وأدى الصلاة، ولكن لم تعد اللحظات كافية لكتابة الوصية.

    13/ أحمد جبارة:
    -------------------
    عندما استفزه السفاح نميري، هجم على أحد الجنود محاولا أن يستولي منه على مدفعه ويجيب الإجابة المناسبة عليه، فأوسعوه ضرباً وركلاً حتى لطخت دماؤه جدران حجرة التحقيق، أطلقوا عليه مجموعات متصلة من الرصاص، وظل واقفاً. يهتف وينور جلاديه. قضى عليه "القاضي" أحمد محمد الحسن بطلقة من مسدسه، ولكن الجو العام وسط الجنود اختلف تماماً.

    14/ الجندي ـ أحمد إبراهيم:
    ------------------------------
    بعد أسبوعين من الأحداثن وفي سجن كوبرن قال له السفاح نميري "هل أنت سفاح بيت الضيافة؟"، فأجابه غير عابئ: "أنت السفاح والقاتل وتتحمل مسئولية كل ما حدث". قدم للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام شنقاً!! ضرب على اللوحة الخشبية قائلاً: "يا مشنقة جاك راجل.. أنا ما قتلت زول وحقي ما بروح".

    15/ عثمان حسين (أبو شيبة):
    ---------------------------------

    "كل المسئولية مسئوليتي وعبد المنعم ومعاوية عبد الحي. نحن قادة القوة التي تحركت. بقية الضباط والجنود نفذوا الأوامر. هاشم العطا نحن الذين أشركناه فهو ليس له قوات يحركها". أطلقوا عليه من الرصاص ما يكفي لإبادة كتيبة. وقد كان بالفعل كتيبة مكتملة.

    16/ محمد أحمد الزين:
    --------------------------

    "يجيء يوم يقرأ فيه لاناس المحاكمات ويعرفوا الحقائق". وقد جاء ذلك اليوم مبكراً، وعرفنا كيف كان محمد أحمد الزين تجسيداً جميلاً للشجاعة ورباطة الجأش والوفاء. كان محباً للحياة، ولكن الحياة لم تكن بالنسبة إليه شيئاً آخر سوى الشرف، وقد استقبل موته ـ الحياة باسماً.

    المعتقلون يجابهون السفاح:صباح 18 أغسطس 1971، زار نميري سجن كوبر، والذي حل فيه جنود المظلات محل حراس السجن، وهناك أمروا المعتقلين بالاصطفاف بفناء السراي، ودخل نميري وحراسه والشرر يتطاير من عينيه صائحاً.. أي واحد شيوعي يطلع لي برة!".. فخرج أعضاء اللجنة المركزية حسب قرار متفق عليه لأمثال هذه الظروف، وخرج معهم عدد أخذته الحماسة الثورية، فقال السفاح: "خذوهم للزنازين حتى لا يروا الشمس مرة أخرى". وحين مر بالزنازين أمر بإخراج الجندي أحمد إبراهيم وأمر بإعدامه فوراً، وقد أعدم.

    المعتقلون في سجن مدني:
    ---------------------------
    لم ترو زيارة سجن كوبر غليل السفاح، فذهب إلى سجن مدني، وهناك استقبله أحد المعتقلين بالهتاف.. "ماذا تريد يا سفاح؟" فأمر نميري بوضعه في الحبس الانفرادي لمدة .... مائة عام!!!

    التضامن العالمي يشل يد السفاح:
    -------------------------------------
    1/ الحزب الشيوعي الأمريكي: "إن العالم يهتز من إراقة الدماء في السودان"
    2/ الحزب الشيوعي الفرنسي: "... نطالبكم بحزم وقف هذه المجازر فوراً"
    3/ الحزب الشيوعي الإيطالي: "... الازدراء والفزع يعمان العالم..." "الأونيتا" .. صبيحة إعدام عبد الخالق.
    4/ لوموند الفرنسية: ".... شجاعة الشفيع أثارت إعجاب جلاديه.."
    5/ اتحاد نقابات ألمانيا الديمقراطية: "... نطالبكم فوراً بوقف ملاحقة النقابيين الشرفاء.."
    6/ لجنة الدفاع عن الشعب السوداني بالاتحاد السوفيتي: "... أوقفوا المجازر يا حكام السودان.. أطلقوا سراح المعتقلين الديمقراطيين".


    لماذا هزمت 19 يوليو وأغرقت في الدم؟
    ------------------------------------------

    لم يتعامل ضباط 19 يوليو مع واجب حماية انتفاضتهم بما يستوجبه من حسم في الأمورن وحزم لا يعرف الشفقة والرحمة. سهولة استيلائهم على السلطة جعلهم يتهاونون في تقدير الوزن الحقيقي لأعدائهم، والذين وحدتهم في لمح البصر تقدمية السلطة وجديتها في وضع السودان على طريق جديد، لم يستنهضوا الشعب ويسلحوا الجماهير في ساعة الخطر. كان ثلاثة من قادة الانتفاضة خارج الوطن. حرك السادات والقذافي والملك فيصل إمكانيات بلادهم ضد الحركة، فلجأوا إلى القرصنة الجوية، والتدخل العسكري السافر، والتمويه الدبلوماسي، والحرب الإعلامية النفسية، لعبت المخابرات البريطانية والأمريكية دوراً ملحوظاً في تعبئة كل القوى الممكنة ضد "الخطر الشيوعي" القادم من السودان، ونجحتا تماماً في هذا العمل.

    في ذكرى 19 يوليو المجيدة، التحية للشهداء، ولكافة شهداء النضال ضد الديكتاتوريات السابقة واللاحقة، وستبقى ذكراهم دوما ناصعة في تاريخ السودان.

    ملحوظة:
    ------------------
    المصادر:
    1/ لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني
    2/ جريدة "الميدان" ـ يوليو أغسطس 1996.
    3/ جريدة "الميدان" يوليو أغسطس 1999.
    4/ جريدة الشرق الأوسط ـ 30/6/1993
                  

07-20-2007, 10:59 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، الشفيع والآخرون.
    ------------------------------------------------------------


    بعض المسكوت عليه.....بمناسبة 19 يوليــو,

    ( shawgi badri ).

    12-07-2006,


    قبل فتره قصيره تطرق الظابط عبدالوهاب البكري لمحاكمات 19 يوليو. عبدالوهاب البكري كان ممثلا للاتهام في اهم محاكمه في تاريخ السودان الحديث وهي محاكمةالشهيد عبدالخالق محجوب والمؤلم ان امثال عبدالوهاب لم يندموا علي تلك الجريمه. وكما ذكر في جريدة الراي العام فهو غير نادم علي تلك الجريمه. ولقد اطلعت علي رد محمد محجوب عثمان قبل ان يرسل الي جريدة الايام. كالعاده فان محمد محجوب يمارس النبل والنقاء وانا اعتبر ان رده لا يخلو من رقه لان كل الذين سالتهم عن عبدالوهاب البكري كان لهم رد سلبي نحوه.

    اذكر في منتصف السيتينات وفي براغ ان محمد محجوب كان يحكي لنا عن زميله عبدالوهاب البكري الذي كان يرافقه في اثناء المحاكمه حسب اللوائح العسكريه ووقتها كان محمد محجوب يواجه ثلاثه تهم اقلها يؤدي الي الاعدام وفي هذه الظروف التي اعدم فيها علي حامد وعبدالبديع والطيار الصادق ويعقوب كبيده وحكم بالسجن علي عبدالرحمن كبيده لانه من القسوة ان يعدم اثنين من الاشقاء في مثل هذه الظروف يطلب عبدالوهاب البكري من محمد محجوب ان يخبر اهله لكي يعطوا عبدالوهاب ملابسه العسكريه حتي يزيد دولابه. ووقتها كانت الملابس العسكريه تفصل من اجود الاقمشه مثل الجبردين عند العم عابدين عوض

    من العاده في السودان ان لا تاخذ ملابس الشخص الميت بل تعطي للفقراء وفي بعض الاحيان توهب اثاثات واغراض الميت مهما غلاء ثمنها. وشخص علي هذا المستوي من الدناءه ليس غريبا ان يكون مستمتعا ومتشرفا بانه كان ممثل الاتهام في محاكمه عبدالخالق

    علي قبر جسي جيمس بطل الغرب الامريكي مكتوب هنا يرقد جسي جيمس قتله رجلا لا يستحق ذكر اسمه. الذي قتل جسي جيمس هو صديقه فورد في منزل جسي جيمس وهو يحاول ان يعلق لوح علي الجدار وظهره يواجه فورد الذي دفعت له منظمة (بيركنتون) التطورت لتصير ال(اف بي اي) وال (سي اي ايه)

    الذين حاكموا عبدالخالق خمسة عبدالوهاب البكري ومحمد حسين طاهر وهو مصري ووالده كان مامور الخرطوم وابنه الان في الامن واسمه مشهور لنشاطه الامني وكان رئيس المحكمه احمد محمد الحسن وهو مصري اتي الي السودان سنه 1958 وكعقيد ورقي بعد المحاكمة وخشيت المخابرات المصريه ان يكون في المحكمه ظباط وطنيين او من اصحاب الشخصيات القويه ومن اعضاء المحكمه عبدالسلام محمد صالح ومنير حمد الذي ابدي اسفه في مابعد وقدم اعتذاره لزوجة عبدالخالق ولقد احتج عبدالخالق في المحاكمه لان الذي يحاكمه مصري واحمد محمد الحسن قاضي المحكمه قد قضي بقية حياته في مصر في حاله ذهول ودروشه وجاور في الحسين ويبدوا ان ضميره قد استيقظ بعد جريمة قتل عبدالخالق حتي احمد عبد الحليم كذلك تدروش وجاور في الحسين ولكن عبدالوهاب البكري السوداني لا زال يفتخر بتلك المحاكمه ولقد قابل ثريا زوجه محمد محجوب عثمان في الطائره في السبعينات ومعها ابنتها الطفله هدي وبعد ان داعب ابنتها استفسر عن محمد محجوب بكل بساطه ولماذا لا يرجع للسودان فردت ثريا بان محمد لم يترك السودان كسارق ولكن هناك ظروف تحول دون عودته فابدا عبدالوهاب عطفا وتفهما زائفا

    سيذكر العالم عبدالخالق رضوا ام ابوا ولكن اللعنات سوف تتواصل علي الذين قتلوه وحتي الذين كانوا يقولون بانهم مامورين لا عذر لهم فبابكر عبدالمجيد علي طه اول الدفعه العاشرة اجل المحاكمات في محكمته حتي تهداء الامور ثم رفض ان يحكم بالاعدام وكان يقول للظباط الاخرين( لازم تحكموا بضمايركم) . وبعد ان استاسد ظباط الضف وجد مظليا يقود سيارة البطل ود الريح وكانهاغنيمه بعد استشهاده فانتزع منه العربه ووضعه في الحبس . وطرد بابكر عبدالمجيد من الجيش الذي كان يحبه اكثر من اي شئ لدرجة ان احمد عبدالوهاب قائد الجيش قال له (انت حكايتك شنو؟؟ انت نبي؟؟ .. سنتين في الكليه دي اولاد النوبه ديل يوم مايبجوبك لي غلطان في حاجه)!

    من الذين رفضوا المحاكمات وضحوا بمستقبلهم العسكري تاج السر المقبول الذي رفض ان يحكم بالاعدام علي بابكر النور.وهنالك اخرون رفضو المحاكمات ودفعوا بمستقبلهم العسكري ثمنا لذلك

    في دكتاتوريه عبود الاولي قدم المناضل نقد لمحكمه عسكريه يتراسها عثمان نصر وشقيقه وقتها وزيرا للاستعلامات والعمل ومن اعضاء المحكمه الخمسه البطل مبارك عثمان رحمه الذي غيبه الموت قبل ايام وهو دفعة نقد في مدرسة امدرمان الاميريه الثانويه قبل ان تنقل الي حنتوب كدفعه اولي وفي تلك الدفعه نميري , حامد الانصاري, حسن الترابي, كشكوش ود. سليم وعلي شقيق عبدالخالق...واخرون

    ونجح مبارك في ان يقنع اثنين من الاعضاء بعدم ادانه نقد لان الادانه تحتاج الي ثلاثه اشخاص من خمسه وعندما احس عثمان نصر بان الامر لايسير كما يشتهي كان يخرج كبريته من جيبه ويضعها امام مبارك ثم يقلبها لكي يظهر ظهرها الاحمر ويقول مهددا (الكبريته ده يا حمره يازرقاء انا ماعاوزها حمراء) وبالرغم من هذا التهديد وانه ظابط عظيم ورئيسهم لم ينصاعوا .

    من المفارقات الغريبه ان الزعيم التجاني الطيب بابكر قد قدم لمحكمه عسكريه يتراسها الظابط نديم الذي مات في حادث سير في جوبا وادي الي مذبحه . الغريب ان الذي جند الزعيم التجاني الطيب الي الحزب الشيوعي هو اخ ذلك الظابط الاكبر فلقد اخذهم في شتاء قارص الي دار الاوبرا في القاهره لكي يشاهدوا ابناء الباشوات يرتدون الفراء ةيمتطون سيارات الكادلاك الفارهه وخلف دار الاوبرا دلهم علي اطفال صغار يحتضنون بعضهم البعض وحتي الاخوان يمكن ان يكونوا مختلفين

    عندما كنا صغارا كنا نقول للاخرين (والله لو يجي الحاكم العام) وكان الحاكم العام يعني اكبر سلطه في السودان وانجلترا تمثل اكبر سلطه في العالم وكما اورد حسن احمد ابراهيم في تقديمه لمذكرات الامام عبدالرحمن المهدي ان الحكومه البريطانيه كانت تحاصر السيد عبدالرحمن المهدي ولذا اسكنوه في منزل بالقرب من السرداريه في ام درمان حتي يكون تحت مراقبه سلاطين باشا وونجت واتهم السيد عبدالرحمن بانه يجمع الحشود في الجزيره ابا ويحرض ضد الحكومه وانه خلف الاحداث العدائيه ضد بريطانيا في نيجيريا في سنة 1923 وكانت الحكومه البريطانيه تعادي السيد عبدالرحمن وفي سنه 1924 تولي جفري ارثر منصب الحاكم العام وتولي ولس المخابرات وبعد تمحيص توصل ولس وارثر الي ان السيد عبدالرحمن رجلا معتدل (ونصح بتبني سياسه واقعيه انسانيه متسعه الافق حيال المهديه خلافا لنظرة مستشاريه التي اتسمت بالشده والعناد الذين لم يخليا من السذاجه وقصر النظر. قدم الرجلان خدمه جليله الي السيد عبدالرحمن في احلك اوقاته, فبينما وفر له ولس الحمايه من الاتهام منحه ارثر درجة فارس في الامبراطوريه البريطانيه واهم من ذلك كله زاره ارثر في منزله بالجزيره ابا في 14 فبراير 1926. ان المسانده التي قدمها هذان الرجلان كلفتهما منصبيهما, وادت بالنسة لارثر الي نهايه محزنه)

    وبعد ان طرد ولس من الخدمه حضر لزيارة الخرطوم ليحل ضيفا علي السيد عبدالرحمن مما اثار ثائرة الانجليز اما ارثر ( الحاكم العام) ففي سنه 1957 كان يعاني من كبر السن والمرض والفقر مما اضطر السيد عبدالرحمن ان يبعث له بهديه عباره عن الف جنيه ورد الحاكم العام برسالة منها (ولا اجد من الضروري ان اذكر الهديه الاضافيه غايه في العون وستكفل لي الراحه حتي نهايه ايامي فانا الان في السادسة والسبعين).

    هل كانت وظيفة عبدالوهاب البكري اهم من وظيفة الحاكم العام التي ضحي بها؟؟ ام هل ان السيد عبدالرحمن اقرب الي الحاكم العام المسيحي؟؟ من قرب عبدالوهاب الي بني وطنه وزملاء السلاح.

    مما يذكر قديما ان احد المحكومين عليهم بالاعدام في سجن كوبر لم يمت بعد تكرير محاولة الشنق للمرة الثالثه وعندما اراد مامور السجن الانجليزي ان يعيدالكره اعترض احد الظباط الانجليز ورفض ان ينصاع لاوامر رئيسه لان المسجون قد تعذب بما يكفي واعترض بجسمه رئيسه ومنعه من تنفيذ حكم الاعدام وانتهي الامر بمحكمه جديده استبدل فيها الاعدام بالسجن

    وهنك قصة المفتش الذي اتاهو رجل علي جمل ويحمل خطاب امر باعدام حامله وبعد السؤال عرف المفتش ان الرجل كان يعرف محتوي الخطاب وعندما ساله لماذا لم يهرب قال الرجل بانه لايريد ان يخجل اهله. فرفض المفتش الانجليزي اعدامه وكتب استرحاما ودافع عنه الي ان حول الحكم الي السجن وهذا المفتش الانجليزي ضن علي الموت برجل شجاع شريف الم يكن في امكان عبدالوهاب ان ينسحب من تلك المحاكمه؟؟

    في منتصف اللخمسينات كان الباشكاتب للمديريه في ملكال هو العم رستم وابنائه عبدالمنعم واحمد معي في المدرسه وسمعتهم يفتخرون بان جدهم قد حاكم علي عبداللطيف وعندما كنت اقراء كتاب (دفع الافتراء) لمؤرخ السودان محمد عبدالرحيم جد هاشم بدرالدين وهاديه زوجة الكاتب والشاعر يحي فضل الله واخرين شاهدت صورة رستم بشكله التركي وشاربه الضخم والان اتذكر مصري اخر يحاكم عبدالخالق ومصري اخر كممثل للاتهام يشاركه ممثل للاتهام بلا لون ولاطعم اذا لم يكن ممثل الاتهام في محاكمه عبدالخالق لما اهتم به انسان فحتي زملاءه لايذكرونه وليس له اصدقاء بينهم وليس غريبا ان يكون مليئا بالحقد الي هذا اليوم اتجاه شخص وهب حياته للشعب السوداني . وتالم كل العالم لموته

    الغريب ان عبد الخالق سمي علي الصاغول عبدالخالق مامور ام درمان الذي انتهت جنازته بمظاهرة هادره كالشراره التي اشعلت ثورة 1924.العم محجوب عثمان كان يؤمن بوحدة وادي النيل وكان متاثرا بمصر لدرجة انه كان يتحدث باللهجه المصريه وهاهي مصر تشنق ابنه .

    ولقد قال السادات (الاتحاد قد ولد قويا وقد ظهرت انيابه في السودان)وكان يتحدث عن اتحاد مصر والسودان وليبيا

    العم قسم السيد خلف الله والد خلف الله وعبدالرحمن وعلي ومحمود وحليم واخرين شارك في ثورة 1924 وانا اظن انه فارس العشره. بعد انسحاب السودانين الي ام درمان تركوا احدهم في الماسورة في المقرن وقد اعاق تقدم الانجليز الا ان قتلوه بالدخان وفي الجزيرة علي النيل تمترس اثنان احدهم كان في العشرة والاخر قتله الانجليز من ظهر الباخره وعندما نزلوا لاخذ سلاحه وحمل جثته انهال عليهم الرصاص من العشرة واذكر انني قلت

    يافارس العشره كتا علي البلد عشرة
    براك ب اب عشره جدعتهم عشرة

    لم تثبت اي تهمة علي العم قسم السيد خلف الله ولكن طرد من الخدمه واجبر علي مشاهدة اعدام زملاءه فتبرع بمنزله في شارع المورده لكي يصير ناديا للظباط وكان من افخر البيوت في السودان وفي اكبر شارع في السودان وارتحل بالقرب من قبة الشيخ البدوي الي منزل متواضع هذا البطل كافاته مصر علي تضحياته بان طردت المخابرات المصريه ابنه الظابط خلف الله قسم السيد من الخدمه في بداية مايو...طيب الله ثراه

    علي اثر تلك المحاكمات الجائره صدم الناس خاصه السودانيون لان هذه الاشياء ليست في طبيعتنا ان نحقد فنحن شعب نبيل متسامح. فبعد ان تحالف المك شاويش مع اسماعيل باشا بعد ارجاع ابنته مكرمة طارد شاويش المك نمر وعندما ظفر به بعد المعركه جلس المك نمر علي فروته فصد عنه شاويش . وربما لان جد شاويش الاول واسمه كذلك شاويش قد قتل في دنقلا علي فرته .

    شاويش الكبير كان يغير علي الدناقله . فارسلو من ابتاع لهم خفيه الف بندقيه ففوجاء شاويش وهزم بسبب الاسلحه الناريه فجلس علي فروته وقتل ولكن البديريه والدناقله ارجعوا اهله وجنوده بعد ان زودوهم بالمراكب والزاد.

    وفي حرب العقال بين بني جرار والكبابيش عقلوا جمالهم وبهايمهم واتفقوان المنتصر يحوذ علي النساء والانعام الا ان بني جرار بعد المعركه ردوا النساء مكرمات الي بلادهم واذا لم تخني الذاكره فان معركة العقال كان اكبر من معركة القرطاس وهي من اكبر المعارك القبليه في السودان وكانت بسبب قافله محمله بالسكر وامتلاءت الصحراء بالقرطاس الذي يلف فيه السكر ولا شك نحن احفاد هؤلاء ولكن من اين اتي عبدالوهاب وامثاله؟؟؟
    لقد ذكر لي الاستاذ محجوب عثمان ان خبر شنق عبدالخالق قد اصابه بصدمه لدرجة انه كان قريبا جدا من الانتحار.
    الرائد محمود ابوبكر مؤلف النشيد الوطني (صه ياكنار) حارب في ليبيا مع الجنود السودانين الذين ساعدو في تحرير ليبيا وهناك فقد الظابط عثمان حسين ساقه وهو الشقيق الاكبر لحسن حسين قائد الانقلاب المشهور . لمحمود ابوبكر قصيده اخري يتمني فيها لليبيين ان يكون لهم شان لان وضعهم في الاربعينات كان سيئا وحالتهم مزريه وينقصهم كل شئ حتي التعليم فجاء صار القذافي يتحكم فينا وتعاونت المخابرات المصريه مع المخابرات البريطانيه واختطفوا الطائره البريطانيه التي كانت تقل بابكرالنور وفاروق حمدنالله وقامو بتسليمهم للنميري لكي يعدمهم.و لا ادري لماذا لم يتشفع ال المرغني لفاروق حمدنالله فهو متزوج بنايله ابنة الخليفه النور الخليفه الاول للسيد علي وشقيقة علي المسمي علي السيد علي

    وتوجهنا عشره من السودانين نحو السفارة الليبيه تدفعنا الغيره الوطنيه ورفض فكرة ان يسير الاخرين امورنا بعضنا لم يكن يهتمون بالسياسيه اذكر منهم د.طبيب سري محمد علي الذي عاش انقسام الجزب الشيوعي في الخرطوم وله قصيده

    منها ثيراننا الكبيرة الحمراء قد اصبحت تسير الي الوراء

    وفي اخر يقول:

    حمام السلم الاحمر يشوي وغصن الزيتون تاكله البقره

    ومحمد عبدالرحمن ابوالقاسم(ودالهاشماب), حسن بشير عريبي(من ابناء ام درما حي العرب) ووداعه عثمان ابن خاله الفنان الكبير ابراهيم عوض عبدالمجيد والمرحوم الريح صديق البلوله وحمزه محمد مالك وهذه المجموعه ليس لهااي نشاط سياسي وان كنت قد اعتقلت وطردت من براغ سنه 1970 والي الان لا انتمي الي الحزب الشيوعي السوداني الا اننا جميعا كرهنا ( الحقاره) واذكر ان السفير الليبي يستعطفني قائلا(انت سيدي انا ابوس رجلك)وصدرت الصحف في اليوم الاخر تقول السفير الليبي يتلقي ضربه بكرسي علي راسه وعندما حضر السفير للسجن للتعرف عليناالسبعه بداء يصرخ ( اهو ده شيوعي هيبي ابن كلب) فهجمت عليه فأحتمي خلف رجال البوليس الذين كانو يضحكون

    قوة البوليس التي اوقفتنا ونحن في طريقنا الي السفاره المصريه بعد اجهزنا علي السفارة الليبيه كانت ضخمه ولا تتناسب مع عددنا القليل ولكن بعد اعتقالنا عرفنا انهم كانو يخشونا علينا من الهجوم علي السفاره المصريه التي كان متاهبه ولهم اسلحه ناريه ككل السفارات.

    هولاء الذين شاركوا في الهجوم علي السفاره الليبيه كانوا طلبه في العشرينات والبطل عبدالوهاب لايزال غير نادما علي شنق عبدالخالق.
                  

07-20-2007, 11:11 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    مذبحة بيت الضيافة.
    ------------------------

    بعض المسكوت عليه.....بمناسبة 19 يوليــو.

    (Re: shawgi badri)

    12-07-2006,

    ليس هنالك أي حادثة في السودان حظيت بكمية من علامات الاستفهام كهذه القضية. ولقد أجتهد النميري وسدنة مايو و المخابرات المصرية في إلصاق هذه التهمه بالشيوعيين. و أنا على اقتناع كامل أن الشيوعيين أبرياء من هذه التهمه و في كتابات أخرى قد أدنت الشيوعيين أو بعضهم في انقلاب 25 مايو و لقد قلت إن حل الحزب الشيوعي كان غلطه ولكن المشاركة في انقلاب ضد الديمقراطية كان غلطه كبرى.
    ولقد هلل الشيوعيون للانقلاب و شاركوا في أحداث ود نوباوي كما هللوا لضرب الجزيرة أبا و قتل الأنصار. و في اجتماع.براغ الموسع في داخليلة روزفولت في شارع استروينسكا رقم 7 قلت أنا في ذلك الاجتماع إن ضرب المدينين بواسطة الجيش خطأ وأن مسلسل التصفيات إذا بدا لن يتوقف وهاجمني هاشم صالح و محمود جمعه المليجي و هذين الأثنين من أعز الناس الي و قد ساعدوا في تكوين شخصيتي.
    من المؤكد إن الشيوعيين قد شاركوا في أحداث ود نوباوي برغم من أن المخابرات المصريه هي التي أثارت ألمشكله و كان القوميون يتحركون لتصفية حساباتهم مع حزب الأمه و ألأنصار وفي تلك الحوادث مات محمد إدريس المشهور بود القانون و هو من كوادر الحزب الشيوعي المصادمه وكان يسوق عربة البيبسي كولا. ود القانون قام بتأديب ابراهيم الجندي الحلاق في مكي ود عروسه الذي تعرض بالضرب على بعض شباب الجبهه المعاديه للأستعمار.

    عندما إطلاق النار كان بعض الأطفال يجرون فزعين فقال ود القانون الذي كان متواجدا لشاويش في الجيش " لازم زول يلم الأطفال ديل" فأفهمه الشاويش بأنه إذا حاول أن يعبر الى منطقة الأطفال فسيقتل وضرب ود القانون بتلك التهديدات عرض الحائط . و بعد ان قتل كان الناس يتسائلون لماذا لم يتكلم مع ابو شيبه, هاشم العطاء وبابكر النور او واحد الجماعه بمعنى أن هؤلاء كانوا موجودين في أحداث ود نوباوي الذي بدأها في الحقيقه عمر محمد سعيد وهو مهندس خريج جامعة الخرطوم وكان في سلاح المهندسين وهو من أسرة آل قباني.

    ال قباني وال عتباني من الأسر المصريه الذين كانوا جزأ من السلطه الحاكمه التركيه في السودان فالعتبانيه مسؤليين من العتب أي أنهم يجمعون الضرائب التي تفرض على المنازل و القبانيه مسؤولون عن الموازيين لأخذ العشور والضرائب من المحاصيل و خلافه.

    ألضابط محمد الحسن المعروف بجنكيز والذي كان مطلعا و يقرأ كثيرا للفكر الاشتراكي و يكاد يحفظ كتابات عبدالخالق خاصه كتاب أفاق جديده. هذا الضابط حاول أن يوقف ألمذبحه ولم يكن موجودا في بداية المعركه و لحق بالجنود لوقف المجزره فقتله الأنصار خطئا. ولقد قتل الأنصار في أول مارس 1954 مرغني عثمان صالح و هو أحد الأنصار و إبن عثمان صالح. محمد الحسن كان صديقا لصيقا للرشيد ابو شامه أحد صناع إنقلاب مايو.

    من المستحيل ان يسمح رجل مثل هاشم العطاء المشهور بلأريحيه و الكرم و العشائريه أن يسمح بما حصل في بيت الضيافه والبطل ود الريح الذي عرفته عندما كان مبعوثا الى جمهورية شيكسلوفاكيا مدينة برنو مع الضابط مصطفى عبادي متعه الله بالصحه. ود الريح هو البطل الذي هد عليه المبنى ولم يستسلم كان سمحا بسيطا و كان يتمتع بأخلاق ود البلد أمثال هذا البطل لا يمكن أن يسمحوا بمجزرة بيت الضيافه.

    البطل عبد المنعم الهاموش الذي اخذ السيجاره من أحد الضباط و مشى الى الدروه و كأنه في نزهه على شاطيء النيل و ظهره الى الذين قاموا بإعدامه. أمثاله لن يسمحوا بتلك المجزره. أما أبو شيبه فلم يحدث و لن يحدث ان يتعرض له إنسان بكلمه سيئه.

    قائد ذلك الأنقلاب هو هاشم العطا ابن أم درمان حي بيت المال شاهدته في مدرسة الأحفاد و هو مردتيا زي جنود الأمم المتحده بمناسبة حرب الكونجو سنة 1961لأن شقيقه جعفر و صديق شقيقه محمد بشير هاشم قد قاما باستفزاز احد المدرسيين المصريين من خريجي الأزهر الذي علق على مظاهرات الطلبه بمناسبة ترحيل أهل حلفا " إذا مش عجبكوا ابنوا السد بتعكوا" و استدعى الأمر حضور أولياء الأمر.

    يعقوب اسماعيل- سلاح المظلات كان يتفاخر بأنه قد هد القياده على راس ود الريح و عندما ألقي به في السجن بعد إنقلاب محمد نور سعد كان يتشفع و يترجى النميري لكي يعفو عنه. وبعد ذلك إنضم الى قرنق واتضح انه ليس على إستعداد أن يدخل في أي معارك و لم يسمح له بالدخول الى المجلس المكون من سته أعضاء. و غير جلده مرة أخرى و رجع الى النميري و صار مديرا للمدبغة الحكومية.

    إذا كان رجال يوليو يريدون قتل أي إنسان لقتلوا النميري عندما اعتقلوه في منزله و هو يأكل البطيخ او عندما كان رهن الأعتقال. و عندما ذهبت بثينه زوجت النميري لمقابلة فاروق حمدالله و بابكر النور طمنوها على زوجها.

    .جعفر العطاء المشهود له منذ صغره بالرجوله و الكرم و الشهامه لا يمكن أن يسمح بقتل زملاء له عزل فكيف سيقابل أهله او يواجه الناس بعد جريمه بهذا النوع و اهل بيت المال من أكثرا لسودانيين "حنيه" و التصاقا بالأخريين و من عبائة بيت المال خرجت أم درمان و هاشم العطا ينتمي لأل الدعيته . و هؤلاء من أنبل الأسر السودانيه ولهم جامع كنا نذهب له يوم الأربعاء و نحن أطفال من اجل البليله التي توزع على الجميع. وجدهم الدعيته هو الفارس الذي إستعاد قافله و ردها الى اصحابها في القرن التاسع عشر بعد أن نهبت بواسطة بعض قطاع الطرق الذين كانوا يحترمونه و عندما سؤل كيف رد القافله قال " ادعيته" أي انه ادعى انها له و عرف بدعيته.

    عند إعتقال أعضاء مجلس الثوره و كبار الضباط سأل مأمون عوض ابو زيد من هو قائد الأنقلاب فلم يرد عليه جباره و بعد تكرار السؤال رد عليه الضابط عبدالعظيم سرور إن قائد الأنقلاب هو هاشم العطا قال مأمون " الحمدلله كلم هاشم يرسل لي النوامه" و بهذا يقصد زجاجه او ما يدخن "البانجو" فهل من المعقول أن يكون بعد هذا ان يقوم هاشم العطا بأعدام زملائه؟
    جعفر النميري كان مملوء بالحقد نحو الأخرين فالدنيا لم تكن رحيمة به فلقد توفى والده ووالدته في حادث الترام في يوم تخرجه من الكليه كما مات خاله والد زوجته بثينه و الذي أشرف على تربيته في حادث أخر و لم ينعم الله عليه او على أخيه مصطفى بذريه. وكان على عكس السودانين لا يحفظ الود أو له ود نحو أصدقائه.

    العم/الأخ النعيم المشهور بحطب هو خال مأمون عوض أبو زيد و هو من مشاهير أم درمان. عندما كان في زيارتي في منزلنا 1985 حياه خالي إسماعيل خليل أبتر بود. وبعد إتصرافه قال خالي " حطب دا كان زمان بيفرتق الحفلات في أم درمان و مافي زول بيقدر عليه".

    حطب لم يكن يحب أو يحترم جعفر ولقد قال لي مره أنه في أحد الحفلات أخذ نص زجاجه وسكي من أحد الأفنديه فشاهده النميري وأراد ان يقاسمه فرفض حطب و انتهى الأمر بقبقبه و مدافره ففتح حطب الزجاجه و أفرغها على الأرض و قال لجعفر " ما تضوق نقطه منها".

    وبعد أن حل النميري المجلس واستفرد بالسلطه كما فعل عبدالناصر ذكر لي حطب إن خالد حسن عباس طلب من حطب مائة جنيه عندما وجدهم يلعبون الورق فقال له حطب " ما أديك د........... أنا ماقلت ليكم ما تجيبوا الدنقلاوي دا".

    عندما حضر نميري في سنة 1970 الى براغ قام بزيارة الزعيم النقابي قاسم أمين الذي كان موضع إحترام كل الناس و كان النميري يبدي إعجابا به. وبعد سهره في شقة قاسم أمين في براغ رقم 6 بالقرب من هوتيل سافوي اصر النميري ان يقضي الليله مع قاسم أمين بعد إكثاره من الشرب ورفض العوده الى القصر حسب البروتكول و كان يقول " أنا القى وين اكون تاني مع قاسم" و بعد سنه من تلك الليله كان قاسم يجلد بالسياط و يصب الماء البارد على جسمه رحمة الله عليه.

    من أصدقاء طفولة نميري صديق مولى أحد ظر فاء أم درمان و نديم نميري و من العاده أن يكون صديق مولى هو الذي يشتري الخمر و البانجو و عندما صار النميري رئيسا لحق صديق مولى على موتره بسيارة نميري و كان يشير له بيديه و انتهى الأمر بصديق مولى في السجن و الأهانه.

    حمد ألأنصاري كان من أثرياء السودان و كان صديقا لنميري و دفعته في مدرسة حنتوب و كان النميري يسكن عنده بعض الأوقات و يرتدي ملابسه. وكلنا نعرف كيف انتهى الأمر بالأنصاري الى السجن و الأهانه في زمن نميري.

    سيد العمده كان نائبا لقائد مصنع الذخيرة و كان صديقا لنميري. وكان القائد أورتشي الذي قتل في بيت الضيافه. وكان لسيد العمده منزل فاخر في الأمتداد وكان النميري ضيف شبه دائم عنده و يرتدي ملابسه. النميري اتصل بسيد العمده و اخبره بأنه سيحضر لزيارته 24 مايو و طلب من سيد أن يخبر زوجته ان تحضر له فطور بيت تقليه أو ما شابه مش فطور مكاتب و وقتها كان النميري في جبيت. وبينما سيد العمده يتطلع من النافذه شاهد النميري يقترب من مكتبه ويرتدي ملابس مدنيه ولكن تصادف أن حمد النيل ضيف الله كان قد حضر لزيارة تفقديه غير متوقعه. و عندما شاهد النميري سيارة القياده لف بالعربه حتى كادت ان تنقلب و اسرع بالخروج من مصنع الذخيره و بعد يوم من تلك الزياره كان النميري قائد الأنقلاب. وبعد بضعة أشهر من ذلك الأنقلاب طرد العمده من الخدمه و أضطر أن يأجر منزله في الأمتداد و كان يتعيش من كشك الجرائد في شارع 15.

    ثم طالب البعض و على راسهم الدكتور سيد أحمد عبدالهادي بإزالة ذلك الكشك. فوقع الأمر في يد البطل عوض عبدالرحمن صغير الذي كان رئيس مجلس مديرية الخرطوم و عندما عرف بأن الكشك يخص عميدا في الجيش قام بسب الذين تقدموا بالطلب.

    الطيب سعد ترزي يقضي يومه خلف ماكينة خياطه جمعته أم درمان مع جعفر النميري عندما كان النميري يعاني من ضيق ذات اليد وكان النميري يحضر لحي السرداريه في أم درمان و على نجيل سبيل سلاطين باشا كان النميري يجلس و يتولى الطيب إحظار العرقي من تمتام و العشاء من محمد ادريس البازار و الطيب يتكفل بكل شيء حتى أجرة التاكسي بعض الأحيان. وعندما كان النميري يجلس في قصر الجمهوريه كان الطيب يجلس تحت ظل جوال في زقاق الصابرين في سوق أم درمان.
                  

07-20-2007, 11:21 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    فاطمة احمد ابراهيم:
    عبدالخالق و نقد وهاشم، وسعاد خططوا لانقلاب 19 يوليو!!
    -------------------------------------------------------

    الصحافة:
    العدد رقم: 4005
    2004-07-22

    فاطمة احمد ابراهيم: عبدالخالق، نقد، هاشم، وسعاد ابراهيم احمد هم الخططوا للانقلاب!

    أحمد سليمان طلب مني أن أسترحم نميري... فرفضت!

    أستاذة فاطمة.. أكثر من ثلاثين عاماً مرت على 19 يوليو .. ماذا تقولين عنها اليوم؟

    ـ قبل أكثر من شهر ذهبت إلى بلغاريا مستشفية وفي يونيو توفت والدتي فأخبر والدي الشهيد الشفيع بأنني شديدة الارتباط بالوالدة فعليه من الأحسن ان يذهب ولا يعود بي للسودان. وقد كان ولم يخبرني بوفاة الوالدة وإنما أرجع سبب حضوره إلى بلغاريا إلى سوء الأوضاع السياسية خطيرة جداً ولا أعلم ماذا سيحدث ويحل بالسودان ورأيت أنه من المناسب رجوعك للبلد ويبدو بأن حاجة خطيرة ح تحصل... وواصل: أنا ح أحكي ليك قصتين حدثت لي أولاهما كان معي المرحوم حسن قسم السيد بالمنزل ببري ودق الباب وعندما فتحته وجدت أبو القاسم محمد إبراهيم ومعه معاوية سورج وأحمد سليمان زين العابدين محمد أحمد وضعت لهم كراسي بالحوش وطلبت منهم الدخول فرد على أبو القاسم .. لا ماح نتفصل .. شوف يالشفيع انا عاوز أسألك ورد على بأمانة.... أنا عايز أعرف أنت معانا ولا ضدنا؟ فضحكت .. وقلت حتى أرد عليك أدخل أولا وبعدين أجاوبك... وفجأة تدخل معاوية سورج وقال أيوه حدد لينا موقفك ، وأضاف أحمد سليمان بحدة، أيوه لازم تورينا .. وكنت أقابل كل ذلك بالضحك .. وعندها انفعل زين العابدين محمد أحمد وقال أخرسوا يا قليلي الأدب... أنا ما قايل أنكم جايين تحققوا مع الشفيع، ولعلمك بأن منزل الشفيع وفاطمة عندي مكان مقدس، وأخرج مسدسه «يا قليلي الأدب .. تطلعوا قدامي ولا أرصصكم» وخرجوا .. القصة الثانية ذهب أحمد سليمان ومعاوية سورج الى منزل منصور احمد الشيخ وكان معه الهادي ووضع احمد سليمان رجله على الكرسي وهو واقف ورفض الجلوس وقال اسمع يا منصور والهادي قولو للشفيع اذا ماحددت موقفك وواقف وين نحن ما ح نخليك وكان امام منصور كباية موية حدفها في وجوهم .. ورد عليهم بلاش قلة ادب انتو ما بتحققوا مع الشفيع وخرجوا وقال لي الشفيع دي الاحوال البمر بيها السودان حتى وصلنا السودان علمت بوفاة الوالدة وكنت بمنزلنا بالعباسية والشهيد الشفيع ببري وعندما مرت الايام اخذت ابني احمد وذهبت معي شقيقي الهادي الى منزلنا ببري، المهم سلم الشفيع على ابنه احمد وسألني بعض الاسئلة وبعد فترة قال لي انا عاوز استحم لاني دعوت الي اجتماع لجنة مركزية فوق العادة لانني اشعر بان الضباط الاحرار ضاغطين على هاشم العطا للقيام بانقلاب... بالاضافة الى اعضاء اللجنة المركزية فقد دعوت هاشم العطا ليعرف رأي الحزب في الانقلابات وواصل انتظريني استحم وح اعتذر ليك عن عدم حضورك للاجتماع بعد دخول الشفيع الحمام جاء شقيقه الهادي وعندما كنا قاعدين سمعنا طرقا شديدا على الباب فقام الهادي وفتح الباب وجاء المحامي غازي سليمان مسرعا ومنزعجا واخذ يردد الشفيع وينو.. الشفيع وينو..» قلت له انه في الحمام ورد عليَّ بحده .. لا امشي خليهو يطلع انا عاوزو في امر ضروري... مشيت للحمام وناديت على الشفيع واخبرته بان غازي سليمان عاوزك وهو منزعج جدا فقطع الشفيع حمامه وخرج وبادر غازي سليمان عندما رأي الشفيع رسلني ليك هاشم العطا عشان تكتب الخطاب فقال له الشفيع خطاب شنو؟ فرد عليه غازي هاشم العطا عمل انقلاب!! قال ليهو الشفيع شنو!! فرد غازي ايوه هاشم عمل الانقلاب ، هنا سأل الشفيع غازي... انت عسكري؟! فرد لا.. وواصل الشفيع.. طيب دخلت القيادة العامة كيف.. ولا هاشم العطا جاءك؟! أنا ما بكتب خطاب وانا داعي لاجتماع لجنة مركزية وهاشم مدعو عشان يسمع باضانو انو اللجنة المركزية ضد الانقلاب وبعدين قول لهاشم العطا اذا مابعرف يكتب خطاب عامل الانقلاب ليه؟ وبعدين كيف يمقلب اللجنة المركزية والحزب وقول ليه انك ركبتنا فوق ظهر اسد اذا قعدنا فيه ح يأكلنا واذا نزلنا منو برضو حا يأكلنا... وانا ماح اكتب خطاب ولا انا عسكري عندو.. وكان منفعلا جدا وخرج غازي سليمان وجلس صامتا لفترة طويلة وبعدها قال لي يا فاطمة هلا هلا على الجد الجماعة ديل عملوا الانقلاب عشان يمقلبو اللجنة المركزية وده غلط عشان كده انا وانت نتفارق امشي بيتكم في العباسية لانو اذا جاءوا لاعتقالي فانهم سوف يأذوني فيك وفي احمد .. وقاد العربة الهادي وعندما وصلنا الكبرى وجدناه مغلقاً...

    الساعة كانت حوالي كم؟!

    ـ كانت الساعة الرابعة واجتماع اللجنة المركزية من المفترض ان يكون في الساعة السابعة مساء 19 يوليو وعندما وصلنا بري طلب من الهادي ان يأخذنا الى منزله وعندما طلبت منه ان يأتي معنا رفض.
    استاذة فاطمة اذن من الذي خطط للانقلاب هل هاشم وحده ام مع عبدالخالق؟
    ـ عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب.. اما الشفيع فقد عزل لانه كان معترضا على فكرة الانقلاب واللمسات الاخيرة للانقلاب تمت بمنزل صلاح ابراهيم احمد فلم تتم دعوة الشفيع لذلك الاجتماع وعندما تمت دعوة اللجنة المركزية للاجتماع الساعة السابعة من مساء 19 يوليو عجلوا بالانقلاب من الساعة الثالثة ظهراً.. ارجع ليك لمنزل الهادي.. الشفيع قال لي «يا فاطمة ده يوم الامتحان العسير ولازم نتعاهد على عدم افشاء أسرار الحزب وحتى لو قطعونا أرباً اربا..».

    ماذا عن يوم 22 يوليو؟

    ـ شاهدت نميري في التلفزيون وأخذ يتوعد بالشيوعيين ويحرض على ملاحقتهم وعندها اقترح على الهادي اخذي وابني احمد الى منزل ابن عمهم وعندما دخلت المنزل مازال نميري يتحدث في التلفزيون ، وقال احذر اي انسان من ايواء اي شيوعي واذا حصل هذا فسوف نقوم بمحاكمته وعندها قلت لابن عم الشفيع انا ما ح اقعد معاكم وما ح اجيب ليكم بلية واخذني الهادي الى منزله ووجدت شقيقي صلاح بالمنزل وجاءت شقيقتي نفيسة وركبنا جميعا عربة الهادي وذهبنا الى منزلنا بحي العباسية بامدرمان ، عندما كنت بمنزل الهادي جاء ضابط وهو يشهر مسدسه وقال اي واحد يقترب من الشفيع انا ح اضربه الشفيع قال ليهو ترصصو ليه ما يمكن يكون برئ واخذ منه المسدس، في هذه الاثناء دي جاء محمد عبد الغفار وقال للشفيع لقينا محل نختفي فيه فرد الشفيع بانه لن يختفي وكيف اقابل العمال اذا عاوزين يقابلوني .. اخذ المسدس من الضابط «حريكة» وقال لمحمد عبد الغفار امشوا اخفوا حريكة والمسدس في المكان الكان معد لاخفائي عندما وصلت أمدرمان اخبرني شقيقي صلاح بان احمد سليمان اتصل من الشجرة وطلب مني ان احمل ابني احمد واحضر لمعسكر الشجرة حتى استرحم نميري بان لا يعدم الشفيع .. وقلت لشقيقي صلاح الشفيع لم يرتكب جرما ليقتل وقول لاحمد عشان يقول لنميري اذا قطعت الشفيع اربا اربا قدامي انا ما استجديه ولن اركع امامه وبعد ذلك توجهت الى منزل شقيقي ولحق بي ابي وشقيقي الرشيد وبعد دخولهم سمعت «رجة» وعندما فتحنا الباب وجدنا عربة بها عساكر جيش وضابط يجلس في الامام وفهمت بانهم جاءوا لاعتقالي فاخذت اهتف بسقوط وموت نميري وكان ده في يوم 26 يوليو فقام عسكري بتعمير سلاحه واراد قتلي وهنا قفز احد العساكر ونكس سلاحه وقال ليه الاوامر اعتقالها ما نرصصها ، وجاء ابي وشقيقي وحملاني الى الكومر وسألهم ابي مودينها وين؟ فاخبره الضابط باننا سوف نوديها قسم البوليس». وفعلاً ذهبنا الى قسم البوليس ووجدت نائب مدير البوليس فطلب لي كباية موية واجلسني على كرسي ولم يتحدث معي على الاطلاق بعد شويه طلب مني ان اصطحب احد العساكر لاخذي الى الضابط الذي سوف يحقق معي، فلم يسألني الضابط اي سؤال وكان طوال الوقت منكفئاً على الطاولة يشخبط بقلمه عليها .. وقال لي مفروض ان احقق معك لكن حالتك لا تسمح بذلك لهذا سوف احولك المستشفى وخرج وبعد قليل جاء واخبرني بان الدكتور سوف يأتي بعد قليل الى هناك ، وفعلا جاء الدكتور ولم يفحصني وحتى لم يدخل المكتب ومن الخارج كتب تقريره الذي جاء فيه بان صحتي لا تسمح باستجوابي وامر بتحويلي الى المستشفى.. وهنا تدخل الضابط وقال ان ابو القاسم محمد ابراهيم مصرَّ على مقابلتي بوزارة الداخلية وفعلا اخذوني الى هناك عندما وصلت قابلت احد الضباط وقال لي «البقية في حياتك» وعندها اخذت اهتف يسقط السفاح نميري... يسقط السفاح الصعلوك فلم يعترضني احد.. وبعد ذلك دخلت في غيبوبة وحين فتحت وجدت نفسي طريحة الفراش وفي حالة اعياء شديد، المهم بصعوبة جلست وعندها دخل ضابط واخبرني بأن مدير البوليس يريد مقابلتي وفعلاً ذهبت لمقابلته واستدعى ثلاثة عساكر واخبرهم بانهم سوف يرحلون امرأة عظيمة من هنا الى منزلها .. واخبرني بان وزير الداخلية قبل اقتراحهم بحبسي بالمنزل بدلاً من السجن وقال لي سوف يستمر ذلك الحبس الى عامين ونصف وحين هم العساكر بالخروج اوقفهم وامرهم بان يحسنوا معاملتي وخطب فيهم قائلاً: «هذه المرأة وهبت حياتها لهذا الشعب وعانت ما عانت في سبيل ذلك» حين سمعت هذا الكلام بكيت وقلت للضابط لم أكن اتوقع ممن هو في منصبك ان يقول مثل هذا الكلام وشكرته واخبرته بأنني لست نادمة على فقد زوجي وأعاهدك أمام عساكرك بأنني سوف أواصل السير في نفس الطريق حتى لو كان مصيري مصير زوجي.

                  

07-20-2007, 12:20 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    28يـوليـو1971ـ: إعدام المحامي الشيوعي جوزيف قرنق،
    في اغرب مهزلة قضائـية!!
    ---------------------------------------------------


    كـان الـمحامي الشـيوعي جوزيف قـرنق معروف وقـتها بانـه الـمحامي الذي لايـقبض اي اتعـابآ جـزاء اسـتشـاراتــه القانونيـة او دفـاعـه عـن الـمظلـومين والـمسـحوقييـن امـام الـمحاكـم القـضائيـة.
    وكان مـعروفآ عـنه انه لايـخـفي انتماءه للـحـزب الشـيوعي وانه عـضـوآ عاملآ فعالآ فيـه . ولا يـخفـي ايضـآ عـداءه الشـديد لكـل صـور الـقهـر والظلـم اللتين كانتا طـابع حـكم الاحـزاب الـوطنيـة الـدينيـة،

    وعـنـد اعتقاله بعـد فشـل انقلاب هاشـم العـطا كـان النـاس عـلي يـقيـن تام انــه سـيخـرخ من زنـزانات معـسكر " الـشجرة " بـريئـآ معـافـيـآ لانـه لـم يكـن وقـت الانـقلاب مشـاركـآ بالصـورة الـتي رسـمتهـا عنــه اعــلام النـميري وان جـوزيـف كـان- وبحـسـب بلاغـات النـميري عنــه - سـفاح اسـتغل امـوال الـحـزب الشـيوعـي لتـجنيـد جنـوبييـن يـثيـرون الاضـطرابات والـفزع فـي حـالـه فـشـل انقـلاب هـاشـم الـعطا.

    عـندما تـم اعـتقـاله قـال لاســرته واصـدقاؤه بانه لن يـبقي طـويـلآ فـي الحـبس .
    فـي المـعتقل الذي كان هـو به هــاله مـارآه من صـنوف الـتعذيـب والضـرب الـمبـرح عـلي الـمعتقلـييـن مـن الـجنود والـضبـاط الـذيـن شـاركـوا فـي الانقــلاب.

    ابــدي قـرنق وجـهة نظـره القـانونيـة فـي الـممارسـات الخـاليـة من آبسـط انـواع الـمعاملات الانســانية وتجـاوزات الضـباط فـي خـرقـهم للـقوانيـن.

    ومـاهـي الا ايـآم قليـلة من إعـتقـالــه والـتي عـاني فيـها الـويـل من السـباب والـضرب الـمبـرح، حـتي وجـد نفســـه امـام محكـمة عـسـكرية، اعـتقدهـا جـوزيـف فـي الامــر انهـا حـجرة لـراحة الضـباط، فـلم يـكن فيـها ومايـوحـي علي الاطـلاق وانـها محـكمة، فقـد خلـت الـغرفة من الـمقاعـد ،الا اربــعة لاعـضـاء الـمحكـمة، وبـلا منـاضـد او حـتي مـن او مقــعد صـغـيـر للـمتهـم!!!!.

    اسـتمـرت محاكـمة جـوزيـف 45 دقـيقـة صـدر بعـدها الـحكـم بالاعــدام شـنقآ بسـجن كــوبر.

    ان اكـثـر ماضـايـق القـضـاة العـسكرييـن،ان قــرنق راح يـقـارعهـم الـحجـــه بالحجــــه القـانونيـة ويفـند بالأدلـة عـدم قـانونيـة الـمحكمـة وبـطلان الادعـاءات ضـده.

    تـم ارسـال جــوزيـف قـرنق بعـدهاالـي كـوبـر، وفـي فـجـر يـوم الاربـعـاء 28 يـوليـو، تـم إيـقـاظـه بـواسـطة ضـابط كـبيـر، وبـكل بـراءه قـال لـزمـلاؤه بالـزنـزانة بـانة سـيعـود الـيهم قـريـبآ،ولـكنه عـلـم انـها الـنهايـة عـندما اقـتادوه الـي غـرفة الـمشنقة.
    كـتب لاسـرتـه رســالة صـغـيـرة قـال فـيها" ارجــو ان تعــتـبروني احـد الـركاب فـي طـائـرة تـحطمت".

    تــم دفــنـه في مكـان مجـهـول وقتـها، واكتشـف فيـما بعـد بـمقابـر بالخــرطوم بحـري.
                  

07-20-2007, 01:31 PM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    Quote: استاذة فاطمة اذن من الذي خطط للانقلاب هل هاشم وحده ام مع عبدالخالق؟
    ـ عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب.. اما الشفيع فقد عزل لانه كان معترضا على فكرة الانقلاب واللمسات الاخيرة للانقلاب تمت بمنزل صلاح ابراهيم احمد فلم تتم دعوة الشفيع لذلك الاجتماع وعندما تمت دعوة اللجنة المركزية للاجتماع الساعة السابعة من مساء 19 يوليو عجلوا بالانقلاب من الساعة الثالثة ظهراً.. ارجع ليك لمنزل الهادي.. الشفيع قال لي «يا فاطمة ده يوم الامتحان العسير ولازم نتعاهد على عدم افشاء أسرار الحزب وحتى لو قطعونا أرباً اربا..».

    العزيز بكرى الصايغ
    حقيقة لم أرد أن أقاطع سردك فى البوست..ولكن استوقفنتنى تلك الفقرة اعلاة..وما ورد فيها كلام خطير للغاية...وربما كانت عواقبة وخيمة على أشخاص مازالو على قيد الحياة ويطعن فى مصداقيتهم الشخصية والسياسية...ولكن يتبادر بذهنى مايلى:-
    1/لماذا سكتت الاستاذة فاطمة قرابة الاربعين عاما?
    2/لماذا تصعد الامر ولو داخل الحزب..لان الامر كما وصفة الشهيد الشفيع "بالمقلب" وركوب الاسد...
    3/لماذا لم يتم الاجتماع (س ل م).حتى ولو بعد يوم أو إثنين..
    4/ما المصلحة فى إيراد هذة الحقائق قبل المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى?.
                  

07-20-2007, 01:53 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: محمد مكى محمد)

    الاخ الـحـبيب الحـبوب،
    مـحـمـدمـكـي،

    تـحـية الود والأعـزاز، والشـكر عـلي دخـولك الـجـمـيل.

    ونـحـن نـجـتـر هـذه الأيام ذكـريات مناسـبة مـرور سـتة وثلاثـون عـامآ عـلي احـداث 19 يـوليو 1971 ومابعـدها من احـداث اليـمـة، رأيـت وان اوثـق كـل الـحـقائق عـن هـذه المناسـبة ولااتـرك شـاردة الا والتقـطتها في تـوثيقـي وحـتي وان كانت مـرة في طعـم الـحـنظل.
    لك مـودتي.
                  

07-21-2007, 10:00 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

                  

07-21-2007, 02:36 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: محمد مكى محمد)

    المنتدى العام ل " سودانيز أون لاين " دوت كوم,
    مـكتبة عبد الخالق محجوب.. "النص الكامل لمحاكمة الاستاذ عبد الخالق محجوب ظهر الثلاثاء 27 يوليو 1971م".


    النص الكامل لمحاكمة الاستاذ عبد الخالق محجوب ظهر الثلاثاء 27 يوليو 1971م.
    --------------------------------------------------------------------------
    الـمـصـدر: خالد العبيد.

    25-02-2004,


    انعقدت المحكمة المكونة برئاسة العقيد احمد محمد حسن رئيس القضاء العسكري ، والمقدم منير حمد جلستها في تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم الثلاثاء 27 يوليو1971 . وتولى الادعاء المقدم محمد حسين طاهر والمقدم عبد الوهاب البكري .

    رئيس المحكمة : المتهم عبد الخالق محجوب هل تعارض في ان اكون رئيسا للمحكمة ؟
    عبد الخالق محجوب : نعم . لي اعتراض لا يتعرض لشخصك ، ولكن هذه المحاكمة سياسية . ورئيس المحكمة ذو اتجاه سياسي ينتمي للقوميين العرب . هذا الاتجاه الذي دفع البلاد في طريق شائك ولم يتفهم الابعاد الوطنية والتقدمية للحزب الشيوعي . ولي اعتراض على العضوين الاخرين اللذين لا اعرفهما ، ولكن يستطيع رئيس المحكمة التاثير عليهما . ان اعتراضي لا ينصب على الاشخاص وانما يتعلق بطبيعة المحاكمة والاحداث السياسية والصراع الذي وقع بين الاتجاه القومي العربي والاتجاه الشيوعي الديمقراطي .

    الرئيس : انت تحاكم بمقتضى قانون العقوبات السوداني المادة 69 بتهمة اثارة الحرب ضد الحكومة السودانية .
    ليس هناك اتجاهات سياسية في القوات المسلحة ، الا ما اثاره بعض الضباط الشيوعيين .
    محجوب : هناك اتجاه قومي عربي فانت تنتمي اليه .

    الرئيس : ليس هناك تنظيمات في القوات المسلحة ، وانما هناك الضباط الشيوعيين الذين اثاروا الاحداث الاخيرة .
    وعلى كل ستتداول المحكمة في اعتراض المتهم .
    انسحبت هيئة المحكمة في الساعة 2,10 ورفعت الجلسة ثم عادت للانعقاد بعد 15 دقيقة حيث اعلن رفض اعتراض المتهم وتصديق رئيس مجلس الثورة على القرار .
    ثم اقسم رئيس المجلس العسكري الميداني واعضائه على ان يسلكوا سبيل العدل والحق بمقتضى قانون الاحكام العسكرية المعمول به الآن دون مراعاة الغرض والميل والهوى وان لا يذيعوا الحكم إلا بعد التصديق عليه أو يدلوا باي راي صادر من اعضاء المجلس ما لم تقض بذلك الواجبات المرعية .

    الرئيس : عبد الخالق محجوب . انت متهم بالآتي : ـ
    1/ مخالفة المادة 3 من الامر الجمهوري الثامن بالدفاع عن السودان مقرونا بالمادة 96 بان تعمدت اثارة المعارضة ضد الثورة بقصد الاطاحة بنظام الحكم واثارة البلبلة والفوضى .
    2/ مخالفة المادة 14 الامر الجمهوري ، بان نظمت وادرت منظمة غير شرعية قامت بعرقلة مسيرة ثورة 25 مايو ، وعملت على تفتيت الوحدة الوطنية مما يؤدي الى الانقسام وتفتيت وحدة البلاد . وبالاشتراك والتستر على قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة بغرض الاستيلاء على الحكم .
    3/ مخالفة المادة 96 من قانون العقوبات ، باثارة الحرب ضد الحكومة ، وبالتآمر مع بعض الضباط المطرودين من القوات المسلحة لقلب نظام الحكم الشرعي، مما ادى الى انقلاب 19 يوليو، ونتج عنه خسائر في الارواح والاموال.

    هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الاول ؟.
    محجوب : غير مذنب .

    الرئيس : هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الثاني ؟
    محجوب : غير مذنب .

    الرئيس : هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الثالث ؟
    محجوب : غير مذنب .

    الادعاء : سيدي رئيس المجلس العسكري ، السادة الاعضاء يقف امامكم متهم وجد كل الفرص والامكانيات ليخون وطن اعطاه اكثر مما اعطى لابنائه ، ولكنه لم يعمل لصالحه . متهم ظل حجر عثرة في سبيل التقدم الوطني استغل ما استثمره فيه الوطن من عرق البسطاء لتعويق مسيرة هؤلاء البسطاء . خيل له انه عظيم متميز على ابناء وطنه يسير الوطن كما يراه ...
    انه تابع مقاد ، متأثر لا مؤثر . يريد ان يبيع عرق السنين للتبعية يحكم عليهم بالتبعية لمن يتبع ، مستغلا طيبتهم ، يسعى لمصلحة فئة ضالة كفرت بالله وبالقطر السوداني ..
    تآمر حتى جاء 19 يوليو فقتلوا الابرياء قتلوا اشرف الرجال ..
    وهذا يظهر لمحكمتكم الموقرة ما اراده هؤلاء الاشرار .. لو لا رحمة الله وشجاعة الرجال المؤمنين التي انقذت البلاد . فجاء الحق ممثلا في هزيمة من يعملون ضد مصلحة الوطن ..
    وهيئة الاتهام لديها من البيانات المستمدة من آراء المتهم نفسه واقوال الشهود ما يثبت التهمة .

    ( ونودي على الشاهد الاول حامد الانصاري )
    الادعاء : منذ متى تعرف المتهم ؟
    الشاهد : منذ عام 64
    الادعاء : كم مرة قابلته بعد 19/ 7
    الشاهد : مرة واحدة في منزلي
    الادعاء : هل تعرف السبب
    الشاهد : للسلام علينا
    الادعاء : هل انت الصديق الاول له
    الشاهد : اعتقد
    الادعاء : هل له اصدقاء آخرون في بيتك
    الشاهد : زوجتي
    الادعاء : هل له صلة قرابة بزوجتك
    الشاهد : لا
    الادعاء : هل تربطهم صداقة شخصية
    الشاهد : يربطهم الفكر الماركسي
    الادعاء : هل زوجتك من التنظيم في القمة
    الشاهد : في القمة .. يقال انها عضو في اللجنة المركزية
    الادعاء : بحكم معايشتك لزوجتك في المنزل ، هل تباشر اي عمل حزبي داخل بيتك
    الشاهد : ابدا
    الادعاء : هل يحدث ان يتواجد في بيتك اكثر من واحد من الشيوعيين في وقت واحد
    الشاهد : يحصل
    الادعاء : آخر مرة اجتمع عدد غير عادي في بيتك اكثر من 3 او 4 متى
    الشاهد : لم يحدث اكثر من 3 او 4
    الادعاء : هل تعقد اجتماعا في بيتك دون علمك
    الشاهد : اذا كان دون علمي كيف اعرف
    الادعاء : هل انت على علم بكل الاجتماعات التي عقدت بمنزلك
    الشاهد : ليس لي علم باي اجتماعات عقدت
    الادعاء : قلت ان عبد الخالق قابلك مرة واحدة في منزلك للسلام عليك بعد 19 يوليو ماذا دار بينكما
    الشاهد : كنت في المنزل ، نزلت وجدته في الصالة سلمت عليه ، عرضت عليه الفطور قال مستعجل
    الادعاء : هل انت على علم بكل ما يدور في منزلك

    ( رئيس المحكمة يعترض على السؤال )
    الادعاء : هل هناك وحدة فكرية بينك وبين زوجتك ، هل انت شيوعي
    الشاهد : ابدا
    الادعاء : متى علمت بحركة 19/ 7
    الشاهد : من الراديو
    الادعاء : هل تناقشت مع زوجتك عن تحليلاتها للوضع بعد 19 / 7
    الشاهد : ماحصل
    الادعاء : مصدر دخلك الحالي ماهو
    يصلني 250 جنيه شهريا من الشركة بتاعتي المصادرة
    الادعاء : ماهو سبب المصادرة
    الشاهد : ماعلمت حتى الآن . الا اني سمعت اني متهم بمساعدة الحزب الشيوعي بالاموال
    الادعاء : اين تسكن الآن
    الشاهد : بجوار منزل عبد الخالق محجوب
    الادعاء : قلت انك على علم بكل ما يدور في منزلك كيف تفسر اشياء خطيرة تحدث ولا تقول عنها
    الشاهد : على ما اعلم لا يوجد شئ خارق للعادة يحدث إذا كان يحصل شئ خبرني به
    الادعاء : جاء في اقوال احد الشهود ، ان اجتماعا تم يوم الخميس بحضور زوجتك وفي منزلك وحضره المتهم واتخذت فيه قرارات
    الشاهد : لا احضر هذه الاجتماعات ولست على علم به
    الادعاء : ( للمحكمة ) واضح من اجابات الشاهد انه ممتنع أو متحفظ . واطلب اعتبار الشاهد ، شاهد عدائي ( ليس في مصلحة الاتهام ) .
    محجوب : اطلب سؤال الشاهد

    الرئيس : فيما بعد . وتوافق المحكمة على معاملة الشاهد كشاهد عدائي .
    الادعاء : هل يلجأ اليك افراد الحزب كأفراد أو باسم التنظيم للاستعانة باموال أو مطبوعات .
    الشاهد : كتنظيم لا ، وبعض الاصدقاء يطلبون مساعدات مالية كاصدقاء
    الادعاء : آخر واحد استدان منك من هو وما المبلغ الذي استدانه .
    الشاهد : كان المبلغ 75 او 90 جنيها لا اذكر للشفيع احمد الشيخ .
    الادعاء : بالتفتيش في منزلك وجدت مستندات تتعلق باحداث 19 يوليو . وقد ذكرت انك تعرف مافي منزلك . وضح اسباب وجودها ؟
    الشاهد : المستندات التي وجدت في البيت كما تقول . لم اكن موجودا في البيت لا انا ولا زوجتي اثناء التفتيش ، وما انا متاكد من انها وجدت في بيتي .
    الادعاء : ( يعرض على المحكمة المستندات وهي خطاب من عبد الخالق محجوب الى السيدة سعاد ابراهيم احمد عقيلة الشاهد حامد الانصاري ، وورقة عليها ترشيحات لحكومة )
    الشاهد : لا أعلم شيئا عن هذا

    الرئيس : ( يعرض الخطاب على عبد الخالق محجوب )
    محجوب : نعم هذا خطي وهو خطاب من القاهرة بتاريخ 22/ 6 / 1970
    ( وطلب رؤية المستند الثاني )
    محجوب : كانت هذه الورقة في جيبي وتركتها مع علبة السجاير في منزل الشاهد وهذه ليست ترشيحات وانما مشاورات واقتراحات بعد نجاح 19 يوليو .

    الرئيس : منذ متى كنت تعرف بحركة 19 يوليو
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا

    الرئيس : تكلم في الموضوع
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا في البلاد

    الرئيس : تكلم في الموضوع
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا وقلقا في البلاد وفي القوات المسلحة . ولكن هذا الضجر متى يعبر عن نفسه بحركة ، لم اكن اعرف . لم اكن اعلم بالتوقيت والمكان والاشخاص ولم تكن اللجنة المركزية في الحزب تعلم شئ عن الانقلاب ولكننا اجتمعنا بعد الاعلان عنه في الراديو وساندناه
    الرئيس : ذكرت في اقوالك انك قمت بتدوين البيان قبل الانقلاب .
    محجوب : غير صحيح

    الرئيس : ( للادعاء ) .. الم يذكر المتهم في بيانه انه يعلم الانقلاب وقام بتدبيره
    الادعاء : نعم

    الرئيس : استمر مع الشاهد
    الادعاء : المستند رقم 5 وبه ترشيح لعقيلتك كعضو في الوزارة .
    الشاهد : ليس لي علم

    الرئيس : لماذا يقوم الحزب بترشيح الوزراء
    محجوب : في كل تغيير وطني يطلب من القوى الوطنية دعمه . حدث هذا في 25 مايو بل ونوقش قبل شهر من 25 مايو في اشياء كثيرة . ونوقش ايضا بعد 25 مايو .

    الرئيس : كل الترشيحات شيوعيين
    محجوب : الاسماء المكتوبة في هذه الورقة ليست كلها لشيوعيين فالوضع لا يحتمل كل هذا العدد . ويتطلب وجود كل العناصر الوطنية والتقدمية . ومن بين الاسماء المقترحة اسماء وزراء حاليين .
    الادعاء : ( للشاهد ) هل كنت تعلم بتحركات زوجتك ليلة 18 ، 19 ، يوليو
    الشاهد : يوم 18 يوليو كانت معتقلة في البيت محددة الاقامة .
    الادعاء : هل تطلعك زوجتك على نضالها في الحزب
    الشاهد : لا
    الادعاء : هل توافقني ان الاسرة نوع من التنظيم
    الشاهد : نعم
    الادعاء : بماذا تفسر عدم اطلاع زوجتك لك عن نشاطها في الحزب
    الشاهد : هذا تنظيم لست فيه وليس لي الحق في الاطلاع على اسراره ولا اسألها عنه .
    الادعاء : هذا الموقف فيه عدم منح الثقة للزوج . نوع من عدم الولاء للتنظيم الاسري .

    الرئيس : ترفع الجلسة لمدة نصف ساعة

    ( وتحولت بعد ذلك الى جلسة سرية )

    ولم تستمر الجلسة المهزلة طويلا وتم اعدام الاستاذ عبد الخالق سريعا بعد تعرضه للضرب والتعذيب الوحشي.
    --------------------------------------------------------------------------------------

    الفارس معلق
    ولا الموت معلق
    حيرنا البطل
    يا ناس الحصل
    طار بي حبلوا حلق
    فجة الموت وراح
    خلى الموت معلق
    وسط الناس نزف
    بالحزب الشيوعي
    ومن كل الزوايا
    والى مالا نهاية
    جرحوا الكان بلالي
    في الشارع علامة
    زاد في العين وسامة
    وطال في الدنيا قامة
    وعايش لسه عايش
    عايش بالسلامة
    بالحزب الشيوعي
    صداح المبادي
    ممدود الايادي
    بالحب والتحايا
    ابزيد الهلالي
    في عصر الدراية
    والطفل البتاتي
    من يوم السماية
    وبالحزب الشيوعي
    --------------------------------------------------------------------------------


    النص الكامل لمحاكمة الاستاذ عبد الخالق محجوب ظهر الثلاثاء 27 يوليو 1971.
    -----------------------------------------------------------------------

    الـمـصـدر: خالد العبيد.
    __________________________
    1
    - اسم رئيس المحكمة احمد محمد الحسن وهو من الجالية السودانية الذين عاشوا ودرسوا في مصر ، ومات بصورة مأساوية بعد ان اصيب بخلل عقلي .

    2- الاستاذ عبد الخالق اعتقل ليل 26 يوليو ، والصور التي اوردها الزميل خالد الحاج هي الصور التي التقطت له لحظة الاعتقال وتعرض لمعاملة سيئة للغاية لكنها لم تصل الى مستوى تعذيب الشهيد الشفيع، وقدم للمحكمة نهار 27 يوليو ، وبعد رفع الجلسة السرية ذكر صحفي فرنسي اصبح سفيرا لبلاده في تركيا للاستاذ التجاني الطيب بان العسكريين وعدوهم بمواصلة المحكمة اليوم التالي ، وبعد عودتهم الى الفندق تم ابلاغهم بتنفيذ الاعدام صباح اليوم التالي .

    3- والمعروف بان عبد الخالق رفض المثول امام المحكمة الا بعد يكون في مظهر مشرف وبالفعل سمح له بذلك وقام بحلق ذقنه وتهندم جيدا وواجه الجلادين بثبات عظيم ، وان السفاح نميري عقد جلسة خاصة معه قدم له الشهيد فيها دروسا في الثبات عند الشدائد .

    4- .. الصور الواردة التقطت لحظة الاعتقال وهنالك المزيد من الصور في كتاب فؤاد مطر ( الحزب الشيوعي نحروه ام انتحر ) يمكن الرجوع اليه لك عظيم الشكر لا تبخل علينا بهذه الاشعار النادرة.
    ---------------------------------------------------------------------------------


    النص الكامل لمحاكمة الاستاذ عبد الخالق محجوب ظهر الثلاثاء 27 يوليو 1971.
    --------------------------------------------------------------------------
    الـمـصـدر:

    ABU QUSAI
    26-02-2004

    ( بعد رجوع عبد الخالق محجوب – سكرتير الحزب الشيوعي السوداني ، من منفاه بمصر ، تم حبسه مباشرة في مزرعة بالباقير قضى فيها فترة من الزمن ثم نقل بعد ذلك إلى معتقل آخر بسلاح الذخيرة في منطقة الشجرة . واستمر اعتقاله في هذا الموقع حتى قبيل حدوث حركة 19 يوليو العسكرية .
    فالذي حدث هو أن تنظيم الشيوعيين داخل الجيش تحت إشراف محجوب إبراهيم (محجوب طلقة) قد نفذ عملية هروب محكمة لعبد الخالق من معسكر الذخيرة وتم اخفاؤه في منزل العميد عثمان أبو شيبة – قائد الحرس الجمهوري الذي كان بداخل القصر .

    وقد ارتبك النظام واختلطت حساباته بسبب هروب عبد الخالق محجوب واختفاءه الغامض وخاصة بعد أن أخطرت بعض المخابرات الصديقة النظام في ذلك الحين (بأن من يملك القدرة على تهريب عبد الخالق من داخل معسكرات الجيش ، يستطيع أن ينفذ انقلابا عسكريا ناجحا ) .


    ( تم إعدام القائد العمالي الشفيع أحمد الشيخ ظهر الاثنين الموافق 26 يوليو ، بعد أن تعرض للتعذيب الجسدي والضرب المبرح بواسطة أبو القاسم ومجموعة من الضباط . ثم أعقبه إعدام القائد الجنوبي جوزيف قرنق يوم الثلاثاء الموافق 27 يوليو .

    وفي صباح نفس يوم الثلاثاء تم إلقاء القبض على الأستاذ عبد الخالق محجوب في منطقة الهجرة بأمدرمان في منزل عثمان حسين . وقد تم ذلك بواسطة أحد المواطنين . وقد تنقل عبد الخالق محجوب على عدد من البيوت الأخرى حتى التجأ أخيرا إلى هذا المنزل الذي عثر عليه فيه عند الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 27 يوليو . وتم تحويله إلى مكاتب الأمن بالخرطوم تحت حراسة مشددة ومن بعد نقل إلى معسكر (المدرعات) بالشجرة . حيث تمت محاكمته ميدانيا . برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية آخرين من الضباط .

    وعندما أرادوا الذهاب بعبد الخالق من المعتقل إلى قاعة المحكمة رفض الذهاب معهم بهيئته تلك وخاصة إنه كان مرتديا جلبابا ومرسل اللحية . وطلب منهم أن يحضروا له ملابس نظيفة ويسمح له بالحمام ثم يذهب معهم إلى المحكمة بهيئة تليق به كقائد سياسي . وبعد أن تأكدوا من إصراره الشديد على ذلك تم إحضار حقيبة ملابسه .

    وعلى ما اعتقد كان عبد الخالق ينتظر رسالة من المنزل تفيد بأوضاع أسرته إذ أن سلطات الأمن كانت قد اعتقلت زوجته الأستاذة / نعمات مالك قبل ا لقبض عليه . وقد أطلق سراحها بعد ذلك . وقد قامت هي بتجهيز حقيبة ملابسه ، بطريقة تفيد بأن هذه الحقيبة قد أعدت بواسطتها . إذ اختارت بعض الأشياء التي يعلم عبد الخالق انها تعجبها . كما أرسلت له عطره الخاص ، في إشارة إلى انها موجودة بالمنزل وأنها هي التي قامت بإعداد هذه الحقيبة .

    لقد رأي عبد الخالق بعض الأشخاص المتواجدون وقتها بمنطقة المحكمة . وأذكر منهم محمد محجوب العربي المصور بوزارة الثقافة والإعلام والتقى هناك أيضا بالصحفي الفرنسي الذي كان صديقا شخصيا له وقد تبادلا التحية والسلام وأشعل سيجارة .

    ثم تحدث إليه مندوب إذاعة الــ B B C وسأله باللغة الإنجليزية (يا سيد محجوب هل تتوقع محاكمة عادلة ) . ورد عليه عبد الخالق ( اشك في ذلك ) .

    وقبل وصول عبد الخالق إلى المحكمة اقتيد إلى مكتب مجاور للقاعة ، كان يجلس فيه نميري وخالد حسن عباس وقد تحدثا إليه بحديث فج وسخيف حيث أن نميري كان في حالة سكر واضحة . وترفع عبد الخالق عن الرد عليهم ومجاراتهم في هذا السخف ثم اقتادوه بعنف إلى قاعة المحكمة . )

    ( تم تنفيذ حكم الإعدام فجر الأربعاء 28 يوليو بسجن كوبر . وقد ذهب عبد الخالق إلى المشنقة مرفوع الرأس شامخا يهتف بحياة السودان وحياة الحزب الشيوعي . وقد أهدى ساعة يده إلى أحد العساكر كهدية منه . وقد طلب تسليم دبلته الفضية إلى أسرته وكان معها وصية مكتوبة بخط يده . ولكن لم يتم توصل (الدبلة) أو الوصية المكتوبة وإنما أخذت بواسطة جهاز الأمن حسب شهادة إدارة سجن كوبر بعد ذلك .

    وقد أفاد مأمور السجن عثمان عوض الله بأن عبد الخالق ذهب إلى المشنقة بخطى ثابتة وكان أنيق الثياب ، لامع الحذاء ، متعطرا ، باسما كعريس – هكذا علق الضابط عثمان عوض الله مأمور سجن كوبر حينها .

    وقد حيا الشناق الخير مرسال وهو يعتلي سلم المشنقة باسما ، وبذلك انطوت صفحة أحد أفذاذ المناضلين السودانيين وأبرز قيادات الحركة الوطنية السودانية . ويمكن الرجوع إلى شهادة الأستاذ محمد أحمد المحجوب في كتابه (الديمقراطية في الميزان) الذي قال فيه : ( باغتيال عبد الخالق محجوب انطوت صفحة من التسامح والسماحة في الحياة السياسية السودانية ) وتم حرق شريط تسجيل المحاكمة والصور بيد جعفر نميري شخصيا بعد أن استلمها بواسطة عمر الحاج موسى حسب طلبه وأفاد عمر الحاج موسى بذلك فيما بعد . )

    نقلا عن كتاب (دفاع أمام المحاكم العسكرية – عبد الخالق محجوب ) صادر عن دار عزة للنشر والتوزيع – الخرطوم – 2001 - بتصرف .[/B










                  

07-21-2007, 02:45 PM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

                  

07-21-2007, 03:15 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

                  

07-21-2007, 04:54 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    حول حوار ضياء الدين بلال مع محمد إبراهيم نقد
    ومصادرتاريخ الحزب الشيوعي السوداني.
    ---------------------------------------

    لصحيفة " الايام " اليومية.
    العدد رقم: السبت 8863
    2007-07-21


    الإفادات التي قدمها الأستاذ محمد إبراهيم نقد في حواره مع ضياء الدين بلال بصحيفة الرأي العام في الفترة 1/4/2007 – 12/5/2007 ، تفيد الباحثين والدارسين والقراء في تاريخ الحزب الشيوعي ، ولكنها تبقى إفادات شفاهية ، ولا تشكل مصدراً دقيقاً ، إلا بمقارنتها مع إفادات أخرى ، وليس كما اشار الأستاذ الأمين احمد عيسى في صحيفة الراي العام بتاريخ 4/5/2007 (الإفادات الواردة فيها توضع في خانة الوثائق التاريخية التي لا يتطرق إليها الشك) ، كما لا يصح بناء استنتاجات عليها لمحاكمة الحزب الشيوعي السوداني ، كما كتب علي إسماعيل العتباني في مقاله المثير بصحيفة الراي العام بتاريخ 21/5/2007م تحت عنوان (على خلفية اعترافات نقد) ، وحاول أن يبني على ذلك استنتاجات غير سليمة في نظري مثل قوله (ونحن نؤيد صحة ما أشار إليه الأستاذ محمد إبراهيم نقد في اعترافاته من أن الشيوعيين كانوا وراء معظم الانقلابات العسكرية ومعنى ذلك أن الحزب الشيوعي السوداني هو الذي جرجر العسكرية السودانية للسياسة ، وهو الذي أدخل الجيش السوداني في حركة السياسة وهذه مسألة مهمة في الحوار الجاري) .

    حول الحزب الشيوعي والانقلابات العسكرية أورد محمد محجوب عثمان في كتابه الجيش والسياسة في السودان ، مركز الدراسات السودانية 1998 ، إفادة فحواها أن الحزب الشيوعي لم يكن مسؤولاً عن حركة 9 نوفمبر 1959 التي شارك فيها كضابط شيوعي ، أي لم يصدر قراراً من اللجنة المركزية وأن قرار المشاركة وصله كتصرف فردي من زميلين أعضاء في اللجنة المركزية وهما احمد سليمان ومعاوية إبراهيم سورج ، تم ذلك بدون علم اللجنة المركزية التي كان معظم أعضائها رهن الاعتقال .

    أما وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية الصادرة عن المؤتمر الرابع فقد لخصت تجارب النضال ضد ديكتاتورية عبود وأشارت إلى أن الحزب الشيوعي قد توصل إلى الإضراب السياسي في 1961 بعد فشل الانقلابات العسكرية في 1959 التي أنهكت الحركة الجماهيرية والمعارضة العسكرية ، كما رفضت الوثيقة أيضاً التكتيكات المغامرة اليائسة التي لا ترى غير الانكفاء والقيام بعمل مسلح ، وأشار إلى أنه لا بديل للنشاط الجماهيري لإنجاز التحولات الديموقراطية.

    كما تصدى عبد الخالق محجوب بالرد على مقال احمد سليمان في صحيفة الايام بتاريخ 8/12/1968 الذي دعى فيه للخلاص بانقلاب عسكري ، جاء رد عبد الخالق في صحيفة أخبار الأسبوع بتاريخ 16/1/1969 .

    وجاءت دورة اللجنة المركزية في مارس 1969 والتي أكدت الرفض للتكتيك الانقلابي وأشارت إلى أن (الحزب الشيوعي يرفض التكتيك الانقلابي بديلاً للنضال الجماهيري الصبور والدؤوب اليومي) .
    كما رفض المكتب السياسي في اجتماع بتاريخ 8/5/1969 فكرة الانقلاب العسكري عندما طرحه بعض الضباط عن طريق بابكر عوض الله وفاروق حمد الله للحزب ، كما عارض الضباط الشيوعيون الاشتراك في الانقلاب عندما طرح في تنظيم الضباط الأحرار ، ولكن الحزب يتحمل المسؤولية في تأييده لانقلاب 25 مايو والقبول بمشاركة هاشم العطا وبابكر النور في مجلس قيادة الثورة ومشاركة الأربعة وزراء الشيوعيين في مجلس وزراء الانقلاب كما جاء في بيان اللجنة المركزية مساء 25 مايو 1969 .
    أما فيما يخص بانقلاب 19 يوليو ، فكما جاء في وثيقة انقلاب 19 يوليو 1971 : المسؤولية التي يتحملها المكتب السياسي عندما عرض العسكريون عليه فكرة الانقلاب في اجتماعه بتاريخ 13/7/1971 ، أنه لم يتخذ قراراً قاطعاً بقبول فكرة الانقلاب أو رفضها ، بل أخضعها للمناقشة والتقدير ، ولمزيد من المشاورات والمناقشات مع العسكريين ، كما اشار المكتب السياسي : من حيث المبدأ يمكن قبول فكرة حركة التصحيح ، لكن يجب أن يخضع تحرك الضباط الشيوعيين لتقديرات اللجنة المركزية للموقف ولقرارها ، أي أن اللجنة المركزية كانت خارج الصورة ، ولكن اللجنة المركزية تتحمل مسؤولية تأييد الانقلاب كما جاء في بيانها مساء 19 يوليو 1971 .
    في كلا الانقلابين اللجنة المركزية لم تقرر التحضير لانقلاب 25 مايو وانقلاب 19 يوليو ولكنها تتحمل مسؤولية تأييد الانقلابين ، وهذا هو الخطأ الذي يجب انتقاده .
    على أن أهم الدروس التي تم استخلاصها من تلك التجارب أن التكتيك الانقلابي ليس هو الطريق السليم للوصول للسلطة ، وكما جاء في دورة اللجنة المركزية في أغسطس 1977 ، أن الوصول للنظام الوطني الديموقراطي يمر عبر الديموقراطية التعددية ، وبطريق ديموقراطي جماهيري تعددي حتى ولو طال الزمن ، ذلك هو الأجدى والأبقى كما أكدت تجارب انهيار الأنظمة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق أوروبا رغم الإنجازات الرائعة التي حققتها في توفير احتياجات الناس الأساسية في التعليم والصحة وحماية الطفولة والشيخوخة ، وأن الاشتراكية لا تطير إلا بجناحين هما الديموقراطية والعدالة الاجتماعية .

    وخلاصة القول ، موضوع الحزب الشيوعي والانقلابات العسكرية يحتاج لتوثيق وتدقيق دون تبرئة الحزب الشيوعي وتحديد مسؤولية الحزب بالضبط من خلال الوثائق ، إضافة إلى ما سوف يصل إليه المؤتمر الخامس حول هذا الموضوع ، من خلال التقويم الناقد لمسيرة الحزب .
    كثيرون من القادة السياسيين كتبوا مذكراتهم والتي تشكل أحد المصادر الهامة لتاريخ الحركة السياسية السودانية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : محمد احمد المحجوب ، أمين التوم ، خضر حمد ، عبد اللطيف الخليفة ، عبد الرحمن علي طه .. الخ ، وتبقى هذه المذكرات مع وثائق الأحزاب نفسها مفيدة في توثيق تجربة الحركة السياسية السودانية واستخلاص الدروس والعبر منها ومفيدة للأجيال الجديدة .

    وبمناسبة تاريخ الحزب الشيوعي السوداني نذكر على سبيل المثال لا الحصر المصادر التالية والتي قد تفيد الباحثين الجادين والقراء في معرفة مواقف وتاريخ الحزب الشيوعي السوداني :

    - كتاب محمد سليمان : اليسار السوداني في عشرة أعوام ، 1971 ، وهو عبارة عن وثائق تم تجميعها وتصنيفها لمواقف الحزب الشيوعي السوداني غطت الفترة من 1953 – 1963م .

    - كتاب ثورة شعب : وهو عبارة عن مواقف الحزب الشيوعي السوداني ، بالوثائق خلال فترة الحكم العسكري الأول (1958 – 1964) .

    - كتاب الصحفي فؤاد مطر ، 1971 : بعنوان : الحزب الشيوعي السوداني : نحروه أم انتحر ؟ وقيمة هذا الكتاب تكمن في الوثائق التي نشرها في نهاية الكتاب والتي تعكس الصراع الداخلي الذي دار في الحزب بعد انقلاب مايو 1969 مثل وثيقة عبد الخالق محجوب ووثيقة معاوية إبراهيم ودورات اللجنة المركزية التي عقدت في الفترة (1969 – 1971) ، وقرارات المؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي المنعقد في أغسطس 1970 .. الخ ، وهي وثائق مهمة في دراسة تاريخ تلك الفترة حتى انقلاب 19 يوليو 1971 ، وتساعد في توضيح موقف الحزب من الانقلاب العسكرية .

    - كتاب د. محمد سعيد القدال : الحزب الشيوعي وانقلاب 25 مايو ، 1986 ، وفيه توثيق جيد لعلاقة الحزب الشيوعي بانقلاب 25 مايو .

    - كتاب محمد سعيد القدال : معالم في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني وهو من المصادر الهامة في دراسة تاريخ الحزب .


    - أعمال دورة اللجنة المركزية سبتمبر – نوفمبر 1971، عن 19 يوليو .

    - التقييم الذي أصدرته سكرتارية اللجنة المركزية لانقلاب 19 يوليو 1971 في عام 1996 ، والمناقشات الواسعة حوله والتي تم تلخيصها ونشرها في الكتاب الثاني (ب) من التلخيص الختامي للمناقشة العامة التي فتحها الحزب الشيوعي حول متغيرات العصر في بداية التسعينيات من القرن الماضي .

    - دراسة أنجزها تاج السر عثمان بعنوان : تقييم نقدي لتجربة الحزب الشيوعي السوداني ، غطت الفترة : 1946 – 1989 ، ونشرت في مجلة الشيوعي (المجلة الفكرية التي تصدرها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني) العدد 159 .

    - الكتاب الذي أصدره د. حسن الجزولي مؤخراً بعنوان عنف البادية : وقائع اللحظات الأخيرة في حياة عبد الخالق محجوب ، 2007 واستند فيه على إفادات الكثيرين وما كتبه د. عبد القادر الرفاعي بصحيفة الايام عن اللحظات الأخيرة لعبد الخالق محجوب .

    - كتاب محمد محجوب عثمان : الجيش والسياسة في السودان ، الصادر عن مركز الدراسات السودانية 1998 ، والذي يسلط الضوء على الحزب الشيوعي والانقلابات العسكرية .

    - التلخيص الختامي للمناقشة العامة التي فتحها الحزب الشيوعي حول متغيرات العصر والذي صدر في أربعة كتب تباعاً .

    - كما صدرت مذكرات عبد الخالق محجوب (لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي) ، ومذكرات كامل محجوب (تلك الايام) الجزئين الأول والثاني ، ومذكرات عبد الماجد ابو حسبو وذكرياته عن نشاط الشيوعيين السودانيين في مصر .. الخ .

    - وبمناسبة العيد الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي كتب عدد من المؤسسين مذكراتهم ونشرت في أعداد مجلة الشيوعي ، الأعداد 150 ، 152 ، 153 ، 154 ، من المؤسسين الذين كتبوا مذكراتهم : التجاني الطيب ، الجزولي سعيد ، إبراهيم زكريا ، د. فاروق محمد إبراهيم ، صلاح مازري ، د. خالدة زاهر ، عباس علي .. الخ كما صدر الكتاب الذي شكل معرض العيد الأربعين بعنوان لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني .

    - وللباحثين الذين يرغبون في المزيد عن تاريخ الحزب الشيوعي يمكن أن يرجعوا إلى أعداد صحيفة الميدان الفترات (1954 – 1985) (1964 -1965) (1985 - 1989) ، وهي موجودة في دار الوثائق القومية ، وأعداد الميدان السرية ، وكذلك أعداد مجلة الفجر الجديد الشهرية التي كانت تصدر في الفترات (1957 - 1985) (1964 - 1966) ، وأعداد مجلة الشيوعي ، وقضايا سودانية التي كانت تصدر في الخارج في التسعينيات من القرن الماضي ، وأعمال اللجنة المركزية ، وبرنامج ودستور الحزب الشيوعي السوداني المجاز في المؤتمر الرابع ، وكذلك وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية الصادرة عن المؤتمر الرابع ، اكتوبر 1967م ، وبيانات ودراسات الحزب التي أصدرها في الفترات المختلفة من تاريخه .. الخ .


    - كما صدرت أبحاث أكاديمية وكتب متخصصة غطت فترات وجوانب من تاريخ الحزب الشيوعي مثل بحث د. محمد نوري الأمين عن تاريخ الحركة الشيوعية السودانية ، وبحث د. جعفر كرار احمد القيم : الحزب الشيوعي السوداني والمسألة الجنوبية ، الصادر عن دار النشر بجامعة الخرطوم 2005م ، إضافة لكتاب فاطمة احمد إبراهيم حصادنا خلال عشرين عاماً .. الخ .

    وخلاصة القول ، للحزب الشيوعي السوداني تجربة كبيرة لأكثر من 60 عاماً ، تحتاج لتوثيق دقيق استناداً على تلك المصادر والتي أوردناها على سبيل المثال لا الحصر ، وأن المصادر الشفهية ، رغم أهميتها ، ليست دقيقة في عكس تاريخ ومواقف الحزب الشيوعي السوداني ، وفي عكس التاريخ عموماً ولا يصح اعتمادها كمصدر أولي ، كما أن المذكرات والإفادات التي تصدر من قادة الحزب رغم أهميتها في توثيق تاريخ الحركة السياسية السودانية ، إلا أنها لا تشكل مصدراً رسمياً لتاريخ الحزب ، وعندما كتب الشهيد عبد الخالق محجوب كتابه لمحات من تاريخ الحزب لم يتم اعتباره كمصدر رسمي لتاريخ الحزب حتى نحاكم الحزب عليه ، وذلك أن تاريخ الحزب يشكل مجموع نشاط هيئات وأعضائه داخل وخارج السودان .
    والطريقة المثلى هي تكوين لجنة أو لجان لتوثيق تاريخ الحزب بمواصلة استكمال نشر الوثائق ووضعها في يد الباحثين والدارسين والقراء .
    ---------------------------------------

    ........... وهـذا ماأسـعـي اليـه ولأكـثـر مـن 26 عـامآ.

                  

07-21-2007, 05:45 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)



    د. محمد سعيد القدال.

    الصحافة 23/7/2005

    صدر قرار جمهوري في 13/8/1971م بتكوين لجنة برئاسة القاضي د. حسن علوب، وعضوية محمود الفكي ممثلا لقوات الشعب المسلحة وعثمان عفان وممثل من وزارة الداخلية وجهاز الأمن القومي وزارة العدل، للتحقيق في انقلاب 19 يوليو. وحدد القرار مهمتها للتحقق في الآتي:

    (1) طبيعة التآمر ودوافعه وأطرافه

    (2) المساعدات التي كان يتلقاها أو يتوقعها أطراف التآمر

    (3) الظروف والملابسات الأخرى التي واكبت التآمر وعملت على فشله.

    يقع التقرير في أكثر من 150 صفحة. ورغم كثرة الدراسات التي نشرت عن 19 يوليو، إلا أن هذا التقرير وثيقة مهمة لمن يريد دراسة انقلاب 19 يوليو معتمدا على مصدر أساسي.

    ولا شك أن الطبيعة شبه القضائية للتقرير تعطيه وزنا. ولكن رغم ذلك فإن التقرير ليس هو الكلمة النهائية في انقلاب 19 يوليو. فالوثائق مهما كان وزنها ليست هي التاريخ، وإنما هي الأساس الذي يعتمد عليه المؤرخ. ولكن بعض الدراسات الأكاديمية تعتمد على الوثائق بشكل مطلق وترصدها دون تبصر ودون رؤية نظرية. وفي هذا الصدد يقول الكاتب المصري صلاح عيسى: إن المؤرخين العرب خضعوا إلى رذيلة ضيق الأفق فجاءت معظم إسهاماتهم مجرد قدرة مذهلة على حشد كمية مهولة من التفصيلات التي لا تنسجم في أي مسار أو تخضع لأي مفهوم كلي شامل، غير مدركين أن هذا "التجميع" المفتقر تماما لأي "تنظير"، يؤدي نفس الدور الديماقوقي.

    فالتاريخ هنا لم يعد علما لفهم الماضي والتأثير في الحاضر وامتلاك المستقبل، ولكنه أصبح مجرد حوادث وحكايات يتسلى بها الناس ولا يفيدهم كثيرا ألا يعرفوها. ولكن الكاتب يؤكد على عدم طرح أدوات البحث الأكاديمي جانبا. (محمد سعيد القدال. الانتماء والاغتراب. ص 22).

    سقت هذه المقدمة للتأكيد على أن التقرير وثيقة لها وزنها ولكنه ليس وزنا مطلقا.

    بدأت اللجنة عملها يوم 13/10/1971م وقالت إنها لن تتقيد بالنتائج التي توصل إليها أمر التكوين.

    وحددت ثلاث قضايا لبحثها وهي:

    1 مرحلة تدبير الانقلاب

    2 مرحلة تنفيذ الانقلاب

    3 مرحلة دحر الانقلاب

    ينقسم التقرير إلى بابين وكل باب له عدة فصول. ويحمل الفصل الأول العنوان التالي: هل للحزب الشيوعي دور في المؤامرة؟ وينقسم إلى تسعة أجزاء. الفصل الأول منه عن صدى قيام ثورة مايو لدى الحزب الشيوعي. ويبدأ باستعراض تطور الحزب الشيوعي. وسوف نستعرض في عجالة ما جاء في التقرير، ليس لأن فيه جديد، ولكن لأنه يوضح منهجه المتكامل. تطور الحزب من خلايا سرية عام 1945 من بعض الطلاب والعمال. وفي عام 1946 تكونت الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو)، وهدفها النضال ضد الاستعمار، وطرح قضية الاشتراكية لمستقبل السودان بعد التحرر من الاستعمار. ووجدت "حستو" دعما من الحركة الشيوعية المصرية. ولم يكن للحزب صلة مباشرة بالحركة الشيوعية العالمية كانت أول صلة عام 1957 بالحزب الشيوعي البلغاري. وفي عام 1961اتصل بالحزب الشيوعي السوفيتي. وفي عام 1956 عقد مؤتمره الثالث بعد الاستقلال، وطرح برنامجا متكاملا وتنظيما داخليا، وغير اسمه إلى الحزب الشيوعي السوداني.

    واتسع نشاط الحزب بعد ثورة أكتوبر 1964. وحصل على 11 مقعدا في دوائر الخريجين من 15 وفي ديسمبر 1965 اتخذ البرلمان قرارا بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان. ولجأ الحزب للقضاء . الذي أصدر حكما بعدم شرعية قرارات البرلمان. ولكن لم يسمح لنوابه بالعودة للبرلمان. ورغم الحظر على نشاطه فقد فاز مرشحه في دائرة الخرطوم عام 1967، كما فاز عبد الخالق في دائرة أم درمان عام 1968. وعند قيام ثورة مايو كان الحزب الشيوعي هو الحزب الأساسي في المعارضة.

    ويقول التقرير إن الحزب الشيوعي حاد عن المفهوم التقليدي لأحزاب الشيوعية، فلم يجعل من دكتاتورية الطبقة العاملة هاديا له. كما أفسح مجالا لوجود حلفاء لتلك الطبقة غير ما يقتضي به المفهوم التقليدي. وعمد على تفادي الاتهام بالإلحاد بالتركيز على المفهوم المادي للتاريخ، حيث ضمن برنامجه حكما مرنا بشأن الدين عبر عنه بتحرير الدين من صورته القاتمة بوضعه في مجرى تطوره الحقيقي.

    ثم تناول التقرير موقف الحزب من الحركات العسكرية في السودان، وهي (1)حركة كبيدة (2)انقلاب 19 نوفمبر (3)حركة شنان عام 1959 (4)حركة الشهيد علي حامد (5)موقف الضباط الأحرار نحو ثورة أكتوبر (6) تمرد الضباط الأحرار بجوبا (7)حركة خالد الكد. ويخلص التقرير إلى أن موقف الحزب الشيوعي كان في مجمله هو التضامن مع تلك الحركات العسكرية باستثناء انقلاب 17 نوفمبر.

    وطرح التقرير السؤال التالي: هل كان للحزب الشيوعي دور في ثورة مايو؟ تكون تنظيم الضباط الأحرار عام 1965. كتب عنه عبد الخالق يقول: إن هذا التجمع يضم العناصر الناقدة للوضع في القوات المسلحة من الشخصيات المعادية للاستعمار التي شاركت في تحركات الجهاز. وطرحت العناصر التقدمية والشيوعيون لهذا التجمع برنامجا سياسيا للعمل يحوي طبيعة الفترة التي تمر بها البلاد. كما يحوي مفهوما ثوريا حول التحالف بين هذه الفئة وحركة الجماهير، ومفهوما للتغيير الثوري للسلطة. وكان يرمي هذا البرنامج الذي أقر إلى إخراج هذه الكتلة من حيز التفكير الإصلاحي السائد بين القوات المسلحة إلي حيز جديد ديمقراطي وثوري.

    واستعرض التقرير الصراع الذي دار داخل الحزب الشيوعي حول المشاركة في الحركة، والذي انتهى بالامتناع عن المشاركة. وقال إن الضباط الشيوعيين في تنظيم الضباط الأحرار قد خضعوا لرأي الحزب ولم يشتركوا في عملية 25 مايو ما عدا البعض بطريقة فردية. وبعد نجاح الحركة تم ضم بابكر النور وهاشم العطا إلى مجلس قيادة الثورة. وصدر في 25 مايو بيان الحزب الشيوعي، الذي قال إن ما حدث صباح هذا اليوم انقلاب عسكري وليس عملا شعبيا قامت به قوى الجبهة الوطنية الديمقراطية عن طريق قسمها المسلح. وقال إن السلطة اليوم تتكون من فئة البرجوازية الصغيرة في البلاد، ونبحث عن طبيعة هذا الانقلاب في التكوين الطبقي في تكوين مجلس الثورة الذي باشر الانقلاب. يشير هذا البحث إلى أن السلطة اليوم من فئة البرجوازية الصغيرة في البلاد. ثم يضيف البيان "لهذا أصبحت مهمة الحزب الشيوعي في تطوير الثورة في بلانا والوصول بها إلى تأسيس الجبهة الوطنية الديمقراطية. ونبه البيان السلطة من خطر الثورة المضادة. ودعا في الختام كل أعضاء اللجنة المركزية والأعضاء لدعم وحدة الحزب من الأفكار الضارة وتكريس جهدهم لتنظيم الجماهير.

    وبصدور هذا البيان بدأت بوادر انقسام في اللجنة المركزيةووقعت أول مواجهة حادة في اجتماع اللجنة المركزية في 7مارس 1970. وفي الثالث من أبريل اعتقل عبد الخالق وتم ترحيله إلى مصر في نفس اليوم. وبقي بها حتى 1/6 وأطلق سراحه في 17/7 وعقد بعد ذلك المؤتمر التداولي في الأسبوع الثاني من أغسطس، الذي صدر منه قرار بإدانة الأفكار المعارضة لأفكاره، وأعقب ذلك فصل المعارضين من اللجنة المركزية. وعقد الجناح المعارض مؤتمرا استثنائيا في أكتوبر أدانوا فيه عبد الخالق وجماعته.

    ويتناول التقرير مشاركة بعض أعضاء الحزب في السلطة سواء في مجلس قيادة الثورة أو في الوزارة أو الخدمة المدنية. وكانت مشاركة بموافقة الحزب. ثم يتناول موقف الحزب الشيوعي من بعض مشروعات الثورة، وهي الخطة الخمسية، وكان وزير التخطيط والوكيل ونائبه من الشيوعيين. وإذا كان بها أخطاء فإن الحزب الشيوعي ليس بعيدا عنها. والثاني المصادرة والتأميم. واعترض الحزب على سياسة التأميم والمصادرة، في الوقت الذي ساهم فيه أحد أعضاء لجنته الاقتصادية في وضعها. والثالث قانون العمل الموحد. وعندما تراجعت السلطة عنه لأسباب فنية، اعتبرها الحزب تراجعا عن خطها الثوري.

    http://www.alsahafa.info/news/index....&id=2147498219
    ------------------------------------------------------------------------

    مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة
    وأحلام العسكر ومكر السياسة .
    -----------------------------------

    عبدالله الشقليني
    23 /05/2005 م
    _________________

    ياتُرى من أين أبدأ ، رغم أنني لا أحب الحديث في السياسة وأوجائعها .
    قالت الفُضلى فاطمة أو ( الإسم الحركي المُستتر ) في إحدى المُداخلات مع السيد عمر صديق وهو يتحدث عن عزل أمنيي النظام الحاكم في السودان :
    { من الذي ذبح الأبرياء في قصر الضيافة ولماذا هل كانوا إخوانا مسلمين؟
    قرابة الثلاثين ضابطا يقتلون بالنيران وهو مقيدون في غرفة من قصر ؟ من الذي
    فعل ذلك ولماذا ؟ أليس هو السيد الحزب الشيوعي السوداني ؟ من الذي دخل بالدبابات
    للجامعات ؟ ومن الذين هتفوا له ؟ } .
    السرد المُطمئن يُوحي أن الكاتب أو الكاتبة قد ملكت الحقيقة !

    لن استسلِم لرؤى المُباشرة والتقريرية وقد عاصرنا الأحداث ، عندما يختلط أحلام العسكر السياسية بغسيلهم المُّر . كان عُمر حركة 19 يوليو 1971 م الانقلابية ثلاثة أيام . قبلها بأشهر حدث انقلاب عسكري داخل حركة ( 25 مايو69 ) الانقلابية غير المُتجانسة ، وأقالت ثلاثة من أعضاء مجلسها الثوري في 16 نوفمبر 1970 م ، وهم المقدم بابكر النور والرائد حمد الله والرائد هاشم العطا ، منهم الشيوعي و منهم المتعاطف . انتصر الذين يعتبرون مصر عبد الناصر أنموذجاً يُحتذى ، والذين هم بدون اتجاه كرئيس مايو ، والذين رأوا في حركة مايو أنموذجاً سيقارب تجربة الاشتراكية الأفريقية التي رادتها تنـزانيا في ذلك الزمان ، و هؤلاء هم الذين انقسموا على الحزب الشيوعي السوداني . غيب الموت المفاجئ عبد الناصر عن ساحة مصر السياسية وخلفه السادات في سبتمبر 1970 م قبل المُفارقة النهائية بين الحزب الشيوعي ومايو .

    اشتد الخلاف بين الشيوعيين بعد أن استقطب الحُكم بعضهم ( معاوية ، وأحمد سليمان ...الخ) واعتقل سكرتير الحزب عبد الخالق محجوب ، وتمكن الحزب من تهريبه من السجن واختفى ، وتقول الأساطير إنه كان مُخبأ في قيادة الحرس الجمهوري في القصر ! ، وخرج بعد نجاح انقلاب 19 يوليو . خطط العسكريين السياسيين ضمن خلايا الضباط الأحرار اليسارية في القوات المسلحة انقلاب 19 يوليو . اعتمدت الحركة على الحرس الجمهوري جنوداً وضباطاً ويمتلك الحرس الأسلحة الخفيفة
    (جم 3) وليس لديهم سوى سيارات صلاح الدين العسكرية المصرية الصنع ،وهي من أوائل تجارب مصر في التصنيع الحربي ، وليس لديهم مُجنـزرات من التي استُخدمت في تنفيذ مجزرة الضيافة البشعة .
    كان الصحافي عبد الله عبيد يكتُب في الصُحف قبل انقلاب 19 يوليو ، وامتاز عموده الصحافي من قلب الشارع بلسع اليساريين والشيوعيين . قبل توقيت الانقلاب بيوم أو يومين سَخِر من اليسار ، وبدأ وصفهم بأنهم ( المُنبطِحين على النصوص ) أو ( والله بعد دة إلا الانقلاب يقوموا بيهو بالنهار! ) ، وقد كان . تم اعتقال أعضاء مجلس انقلاب مايو وبعض العسكريين في القصر قبيل عصر 19 يوليو. معظم العسكريين تم احتجازهم في بيت الضيافة ، وهو مبنى ملحق بمجمع القصر الجمهوري ، ولقادة مايو مكان منفصل تم اعتقالهم فيه .

    لن نسترسل في الأحداث . تم مؤتمر صحافي في لندن عقده قائد الانقلاب بابكر النور وعضو مجلس انقلاب 19 يوليو فاروق حمد الله . عند حضورهم من لندن على طائرة ركاب عادية تم اعتراض الطائرة بواسطة مُقاتلات ليبية واستسلما خوفاً على ركاب الطائرة المدنية .

    انتظر المجتمعون كثيراً خطاب الرائد هاشم العطا صبيحة 22 يوليو في ساحة الشهداء أمام القصر . على منبر تم تجهيزه خاطب المُجتمعين . أعلام اليسار والشيوعيين والنقابيين كانت حمراء خفاقة ، تدعم الانقلاب جماهيرياً وتسنده . حوى الخطاب برنامج التصحيح لمسار حركة 25 مايو ومحتواه ضد التمهيد لحكم الفرد و ضد تنظيم جمهورية رئاسية تمهد لدكتاتورية فردية ، والبديل المُقترح من الحركة التصحيحية كما سمت نفسها ،هو مجلس عسكري يراقب مرحلة الثورة الوطنية التقدمية كما تقول نصوص الخطاب . أعلن هاشم العطا فتح جامعة الخرطوم فوراً ، وقد كانت مُغلقة منذ 11 مارس 1971 م ، حين طوقت الدبابات جامعة الخرطوم بواسطة وزير الداخلية آنذاك وهو أحد قادة مايو ، الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم . لم تدخل الدبابات الجامعة كما ذكرت ( فطومة ) ولم تُراق نقطة دم واحدة ولم يُعتقل أحد . كان الحزب الشيوعي ورجالاته قد رحلوا عن السلطة منذ 16 نوفمبر 1970 م كما أسلفنا وكان الطلاق بينهم والسلطة حتى قبل ذلك التاريخ .

    سرت الشائعة منذ ظهيرة 22 يوليو باعتقال بابكر النور رئيس الانقلاب الجديد ومعه حمد الله بواسطة النظام الليبي . هزت الشائعة أسس النظام الجديد ، وبدأت فلول من ما يسمى كتائب مايو تسيير تظاهرات صغيرة مُتفرقة تم تشتيتها بواسطة قوات الشرطة في وسط الخرطوم . و حين تأكد الخبر من الإعلام الأجنبي ، دعت الحركة الجديدة عبر إذاعة أم درمان للوقوف ضد التآمر الذي يستهدف الوطن وفق ما ورد. انفرط العقد .

    مذبحة بيت الضيافة:
    ---------------------

    تحركت المُدرعات من حامية الشجرة عصر22 يوليو تقصد القصر والحرس الجمهوري . كانت أحلام العسكريين تتأجج : هنالك قادة 19 يوليو بدون سند المُدرعات في القصروالذي يحتفظون فيه بقادة مايو و داعميهم من العسكريين معتقلين في القصر . أهم قادة 19 يوليو المعروفين تم اعتقالهم في ليبيا . مُخطط مُنفذي مذبحة الضيافة وفق ما أرى كانت الهجوم على القصر ، وتصفية الجميع ، (قادة مايو وقادة 19 يوليو ) ومن ثم إلى دار الإذاعة والتلفزيون في أم درمان لإعلان النظام الجديد . كان النميري أسبق ، و تقول الأسطورة أنه اعترك مع حُراسه بالأيدي عند هجوم دبابات الشجرة على القصر . قفز من أعلى سور القصر ، ولقي المُطرب سيد خليفة الذي أقله بسيارته إلى دار الإذاعة والتلفزيون وأعلن عودته للسلطة . من هُنا أُسقط في يد من كانوا ينوون استلام السلطة بانقلاب جديد آخر بديلاً عن مايو وبديلاً عن 19 يوليو ،لم يسعهم الوقت ولا الزمان .

    حُبِس المُخطط في الصدور خوف الانتقام ، فتاريخ مايو في ود نوباوي والجزيرة أبا و معونة الطيران الحربي المصري السابقة أكسبها بأساً. من يُسارع إلى الإذاعة للتأييد يضمن مستقبله ، واختفى القتلة . لبِس ضباط الصف الأنجم وادعوا أنهم لبِسوها لنُصرة مايو ، وتم تثبيت رُتبهم . منهم من انقلب لاحقاً على مايو في 1975 م ضمن حركة المقدم حسن حسين عثمان وتم نفيهم من الدُنيا إعداماً .

    هذا هو السجل ، فقادة 19 يوليو لو أرادوا القتل لقتلوا قادة مايو كلهم أو بعضهم . آثار الرصاص على أجساد الأبرياء في بيت الضيافة كانت من رصاص رشاشات المدرعات التي قدمت من معسكر الشجرة . مدفعية هدم ورشاشات اغتيال . وظل التقرير الذي تولت إعداده لجنة تقصي الحقائق فيما بعد برئاسة قاضي المحكمة العليا حسن علوب وعضوية العميد محمود عبد الرحمن الفكي واللواء شرطة أبو عفان ، والذي تم حجبه قصداً طي الكتمان . ونفثت الأحقاد في المحاكمات الجائرة والغلو يطفح . لم تتم المحاسبة الدقيقة ، لقد فقد عضو مجلس ثورة مايو خالد حسن عباس شقيقه الأصغر في مجزرة بيت الضيافة وكان برتبة ملازم ثان . بمعونة استخبارات دولة مجاورة وغيرها ، تمت تصفية الحزب الشيوعي الذي دعم الانقلاب بعد قيامه من منطلق المثل العربي : ( أنا وأخوي على ود عمي ، وأنا وود عمي على الغريب ) ، وتم تجاوز البرامج الحزبية الثابتة لأن الأحداث كانت أسبق ، لا وقت للاجتماعات أو التدقيق أو التقييم ، فقط مساندة اليساريين ودعم سلوك البلانكيين ، ثم من بعد الحساب . إنها رغبة في غسل الظلم الذي حاق بالحزب بعد أن حرمته الديمقراطية السابقة في عهد الأحزاب من ممارسة حقه ظلماً بفرية الكُفر . فقد تطورت أحداث ندوة معهد المعلمين المشهورة وحادث الإفك أواخر الستينات وقبل انقلاب مايو. استغل الإسلامويون الحدث حينها وألهبوا الجميع بالسياط المُقدسة ، وركب الجميع موجة عداء الشيوعية والشيوعيين . ولم تـزل في الأذهان ( أبو الزهور خرق الدستور ) حين تم تجاوز قرار المحكمة العليا في العهد
    الديمقراطي ! .

    كان دعم الحزب الشيوعي لليسار الطفولي في أنقى صوره ، هو دعماً لوجستياً ، جماهيرياً واستكتاباً لبرنامج في أول ساعات حركة 19 يوليو للخروج من عُقدة الأيام الأولى للانقلاب . دفع الحزب الشيوعي الثمن غالياً ولم يـزل . نُحِر الحزب الشيوعي وانتحر ، وتمكن أعداؤه التاريخيين من تحميله جريرة غيره من الدمويين ، ومُنفذي المذبحة يحتفظون بالسر في الصدور. هربوا من المحاسبة في ظل فوضى مجتمعات ما قبل النمو : ترهل وعشوائية وأمية ومكر وسيادة استخبارات دول أخرى ( طائرة قدمت من العراق واسقطت ، أنموذج ) ! .

    يقولون الإفادات الشفهية عُرضة للتبديل والتعديل في ظل قوى ترى ضرورة العجلة في الثأر و التي أرى إنها كانت في حجم مجزرة الضيافة وإن قل عدد الضحايا . لقد دعم رئيس مصر آنذاك تلك العجلة قبل تنامي كارثة المجزرة للرأي العام العالمي . صرح السادات أن وحدة مصر وليبيا والسودان قد وُلِدت بأسنانها . كانت المحاكمات العسكرية أقرب إلى المجازر منها إلى المحاكمات . جُرد النقابي الشفيع من وسام النيلين الذي يحميه من التعرض للمحاكمة ، وعند وصوله حبل المشنقة كان في حالة أقرب للوفاة من أثر التعذيب الجسدي .

    محاكمة الثلاثة سنوات لبعض المُدانين تحولت إعداما عند التصديق عليها بدون دلائل دامغة . تم التجريد من الرتب للعسكريين والطرد من القوات المسلحة والإعدام ليطال الثأر ورثة قادة 19 يوليو ليُحرموا من المعاش ، تماماً كما استنت إسرائيل هدم مساكن أُسر منفذي العمليات من الفلسطينيين بعد موتهم !. كانت مايو هي الأسبق ، علماً بأن قادة مايو أنفسهم يستحقون العقوبة العسكرية الخاصة بالتمرد والإعدام حسب القانون العسكري!. من ارتكب الجُرم يحاكم من ارتكب جُرماً مماثلاً ، كيف!. صورت المحاكمات صحفية مصرية من مدخل استخباراتي . تسلقت استخبارات دولة شقيقة عبر مداخل أولية لتتبنى 19 يوليو منذ مهدها ، وعند ورود اعتقال بابكر النور وحمد الله في ليبيا ، تم توجيه العملاء ليتحولوا للضفة الأخرى . خرجوا أيضاً من المحاسبة ، بل أن أحدهم كان من الإستشاريين في القصر حتى رحيل مايو .

    لن ابتسر المراجع التي كتبت عن الحدث الذي تمت في ظل الغليان وحالة الطوارئ وإغلاق المناطق السكنية والإظلام المتعمد للمناطق السكنية و حمى البحث عن الشيوعيين . لن نُقلل من شأن الإفادات ، رغم أن بعضها تتجنب الخوض في تأكيد البينات وهو مسلك اجتماعي يلون البينة ويلتف عليها ،لأن التاريخ يُحاسب من يوثق ومن يُنير للتوثيق . وتلك مسئولية تتبع تأريخك أينما حللت .

    قيّم الشيوعيين انقلاب 19 يوليو في يناير 1996 م ، وكتب الأستاذ عبد العظيم سرور ، وكتب دكتور عبد الماجد بوب ، وكتب فؤاد مطر ، وكتب كرار ، وكتبت الصحف ، وتحدث بعضهم في التلفزة و كُتبت دراسات كُثر على مر السنوات ، لكني أرى أن الضباب والخوف من الأثر الاجتماعي هو الذي غلف الرؤى جميعاً فخرجت الحقيقة من باب و لن ترجع بسهولة ، كأنك تنظر جوهرة تتلألأ ألوانها وعندما تمُد يدك تجد طيفاً . يرى الكل ألواناً مُختلِفة . لو تتبعت الخيوط جميعاً لعلمت أن نجاة أعضاء مايو المُعتقلين في القصر تلك الأيام ، وهم مُفتاح الحُكم يقودك لمعرفة ماذا حدث . لقد كان في مقدور منفذي انقلاب 19 يوليو تصفية من تبقى من أعضاء مجلس انقلاب مايو جسدياً لو أرادوا ، منهجهم منعهم . القادمون من معسكر الشجرة لم يكن لهم صلة لا بالشيوعيين ولا بقادة 19 يوليو .

    منهم متعاطفون مع مايو ومنهم الطامح للسلطة . أما عن التجاوزات في مذابح العُزَّل فيستحق بيانها صحائف سود للسرد غير هذا المقال الموجز ، فتاريخ السودان القديم والحديث يشهد :
    كل الثارات القبلية في دار فور والنوبة و الجنوب طوال التأريخ القديم والحديث ، انتقام الدفتردار، و حكم الأتراك ، حكم المهدية ، غزو الخرطوم في كرري واستباحة العاصمة بعد الفتح ، عنبر جودة أيام الأحزاب ، أحداث الجزيرة أبا ، وود نوباوي ،و انقلاب 1976 م ، و مجزرة الضعين أيام الديمقراطية الثالثة ، وحرب الجنوب الأهلية منذ بدايتها وإلى الاتفاق الأخير . كل نظم الحُكم العسكرية وغيرها التي مرت على تاريخ السودان بلا استثناء ، تختلف في حجم التجاوز كماً ونوعاً.

    الحكم العسكري هو صاحب اليد الطولى في التجاوز ، قطع شوطاً في الغِل غريب على روح التسامُح والألفة عند العشائر السودانية . بدأ التقتيل بالحراب والسيوف وانتهت بالطائرات .
    لا تكفي لأرواح ضحايا السودان في كل زمان كلمات عزاء .

    عبدالله الشقليني
    23 /05/2005 م



                  

07-21-2007, 11:21 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    1-الـمـقالة الأولـي:


    عـبد الخالق محجوب : شهـيد أم قـربان؟
    _______________________________________

    عثمان محمد صالح
    فـنراي ـ هـولندا
    11 مايو2004


    بإعـدامه في يوليو 1971 إنطمسـت صورة " الإنسان " المخـلوق من لحم ٍ ودم، لتحـّل محـلها صورة وردية حالمة تجـسّـد الفارس الذي حـلـّق بعد أن ترك الموت مُـعـلـّق ، البطل الذي حـيرّت جـسارته الُمعـدية الناس وأذهـلتهم. في تلك السـاعـة إنـزوى في الهامش" يراع التاريخ " مفـسحاً المجال كله " لـخـيال الأسطورة " العارم يسـرد السيرة الذاتية لعبد الخالق محجوب.

    بإعـدامه تراجع ثم خفـت ، أمام هـيبة الموت المقـدس ، صوت النقـد ـ داخل الحزب الشيوعي و خارجه بما في النقـد الصادر من خصومه التاريخيين :الأصوليين الإسلامويين ـ للقائد السياسي الذي تربع على عـرش حزب ستاليني ينوء تاريخه ـ منذ نعومة أظافره ـ تحـت وطأة سـيل من الإنقـسامات والصراعات الفـكرية التي لحق بقادتها عار الطرد والمذمة والإحـتقارو التشهير والتشنيع إلى يوم الدين (الإسـتثناء الوحـيد هـوالكتاب اليتيم الذي أخرجه أحمد سليمان المحامي : مشـيناها خطى).

    ما يزال عـبد الخالق محجوب ـ بعد مضي مايقارب ال33عاماً على مغادرته دنيا الناس ـ يمارس سلطته كمرجعية فكرية تـتـنـازعها الأجنحة المتصارعة حول تجـديد الحزب الشيوعي، ساعـيةً لمنح رؤاها ومشروعها للتجديد شرعـيةً تتمسّح" ببركة" أفكار الشهيد( على سـبـيـل المثال لا الحصر: الصراع المحـتدم حول مفـهـوم المركزية الديمقـراطية في فكرعـبد الخالق محجوب: أيهّما كانت تـُحـظى بالأسـبقـية والـيد العـليا و مركز الثقـل في منظور
    عبد الخالق محجوب : الديمقـراطية أم المركزية؟ )

    لكّن البطل الأسطوري في تلك الأيام الحالكة الظلمة ، كما يعلم الجميع ، لم يسع إلى الموت بظلفه ، بل كان يرغـب في الحـياة باحـثـاً ـ وحده ـ عـن مأوى يحـميه من شرور القـتلة. الأسـئـلة التاريخـية المؤرقة هـي : ما هي الظروف والملابسات التي حالت دون حمايته من مطارديه؟ كـيف ضاقـت و لمصلحة من أقـفـلـت ( البـيـوت السريّـة) التي
    حـمـت وماتزال كادر الحزب الشـيوعي المخـتـفي عـن أعـين الدولة الدكتاتورية، أبوابها في وجه الرجـل الذي وهـب سـني عـمره لبناء حركة اليسار في السودان؟ كيف فـشل حـزب متمرّس في العمل السري ويصون قـواعـد الحماية والتأمين كمايصون الإنسان ماله وعـرضـه وذريته، عـن حماية قائده التاريخي من الموت المؤكد؟ علامات إستـفـهام كبيرة، مصبوغة بالحـيرة، تهيم على وجهها ثم تتوغـل في الأرض الملغـومة للتاريخ الـُمحـرّم ، المسـكوت عـنه واللامكـتوب*

    * ذات الأسئلة المطروحة أعلاه تمس مصيرالقادة الآخرين الذين اُعـدِمـوا في تلك الأحداث!

    ------------


    2- الـمـقالـةالثانية;

    إنقلاب 19 يوليو1971: السـؤال المؤرّق !
    ( إلى أسطورة زمني: عـبد الله القِـطّي في فـقـره وإعـتـداده)

    _____________________________________________________

    عثمان محمد صالح
    15 مايو2004


    منذ أن فـشل قادة إنقلاب19يوليو1971 في الإحـتـفاظ بالسلطة وما أعـقـب ذلك من هـزيمة وإعـدامات وإعتقالات وإرهاب أظلم بسـببه أفـق الحياة في السودان، منذ ذلك التاريخ ما فـتيء الناس سياسيين وأفـراداً عاديين يبحـثون عـن أدلة وبراهـين وأسانيد تـثبـت أو تدحـض بصورة قاطعة علاقة الحزب الشيوعي السوداني بذلك الإنقلاب ، مودعـيـن جمـاع حـيرتهم في قالب السؤال التالي: هـل كان الحـزب الشـيوعي السوداني وراء تدبير ذلك الإنقلاب؟.

    وتتعـمق جـذور الحـيرة ويزداد التخـبط ويسـود الإضطراب و يكـتـنـف " الصورة" المزيد من الغموض عـندما تـتـشابـك" أغـصان" السـؤال الوارد أعلاه" بأفـواف" دغـل ِ تساؤل ٍ آخـر ٍلا يقـصر عـنه قامةً و لايقـل أهـمـيةً : هـل للحـزب الشـيوعي السـوداني علاقـة بتدبير إنقلاب 25 مايو1969 ؟ البحّاثة والمؤرخون و معاصرو تلك الأحـداث هـم الأقـدر عـلى تقـديم إجابات شافـية، أمينة وموثـقة لذينك السؤالين ومايتـفـرع مـنهما من أسـئلة تفـصيلية ـ إجابات تميط اللثام عـن وجه الحـقائق وتـزيل تراب الغـموض الكـثيف وتـطردالأوهام المتـلـبكة" بلا رجعة!

    ولكن ثمة تساؤل يـفـوق السؤالين الواردين أعلاه أهـميةً هـو التالي : ماذا كان سيحـدث لشعـب السودان لوكُـتـِب لإنقلاب 19يوليو1971 الإنتصار النهائي في معـركة البـقـاء آنذاك؟؟

    تفـتح " لو" المتمركزة في قـلب التساؤل ــ كما قـيل قـديماً ــ عـمـل الشيطان، فـبعـد مرور مايقارب ال33عاماً عـلى هـزيمة إنقـلاب يوليو71 ، مايـزال السؤال مهـوّمـاً مـؤرقـاً ومحـتـفـظاً بـراهـنـيـته التي تغـذيها حركة المطالبة بتجـديد الحـزب الشـيوعي والكـشـف عـن المسـتور في الملفات والأضابير المُـعـتـقــَلة ـ زمناً طويلاً، حتىأصابها البلى والعـطن ـ في" خـزانة الأسـرار والمقـدسات والمحّـرمات الحـزبية " ( بما في ذلك الوثاثق المتعـلقة بالإنقـسامات أولها وآخـرها حـتى تتم مراجعة التاريخ مراجعة فاحصة وتسـتوثق الأجـيال الحاضرة( شيوعـيين وغـير شيوعـيين، لأن التاريخ مِـلك مُـشاع للجميع أو هكذا يجب أن يكون) من سلامة " الأحكام السياسـية" التي أثـقـلـت كاهـل الماضي والحاضر وتـتـيـّـقـن مـن مـصداقـية و صوابـية " التوصيفات الإديولوجـية" التي أحـرق ضرامها الإستالـيـني" صور" الكـثيرين). هـذه أولى بالأسبقـية لأنها الأقـرب منالاً بدلاً من إهـدار الوقـت ـ وهـو ثـمـين ـ في طقـوس " صلاة الإسـتـثـقـاء" و رفع الأيادي المتضرعـة للسماء البعـيدة وتعـليق "الآمال الكـبرى " بمقـدم الغـوث والخلاص المسيحي المنتظرطويلاً عندما يتم إطلاق سراح وثائق مخابرات الدول المعـنية بالشأن السـوداني !!

    هـل كان في" مقـدور" إنقلاب 19يوليو1971 ــ لو قـدّر له الإنتصار النهائي ــ تقـديم " بديـل" لشعـب السـودان " أفـضل" مـن ذاك الذي أقامه الدكـتاتور جعفـر النميري أو نظام منقـستو هايلاماريام في أثيوبيا ، أوتلك التي ُشـيـّدت أعِـمدتها ونصبها من جـثـث الضحايا الأبرياء في اليمن الجـنوبي ، موزمبيق ، أنقـولا.. إلى آخر قـائمة " العـقـد الفـريد" لما يـُسمى" بدول التوجه الإشتراكي" والتي هي عـبارة عـن " طـبعات" عالمـثـالـثـية لأنـظمة الإشـتراكـية الشـمولية التي سادت حـيناً من الدهـر ثم بادت غـير مأسـوف ٍ ولا مُـتـرّحـم ٍ عـلى فـنائها في وسـط وشرق أوربا؟

    إنني أجـيب عـلى التساؤل بالـنـفي الـقـاطـع!

    إن قـادة إنقلاب 19 يوليو 1971 وقادة الحزب الشيوعي السوداني وهـم يواجهـون مـوتهـم ببسالة الأبطال ، قـد " إفـتـدوا" ــ في التحـلـيل الأخـير ــ شـعـب السـودان مـن " فـظاعـة" ما كان سـيحـيـق به لو قـدّر لذلك الإنقلاب الإنتصار النهائي. إنها لعـبة القـدر اللعـين يمد لسانه في سخريةٍ وتهـكم : لقـد إفـتدت الجـسارة البطولية لأولئك الرجـال الحزب الشـيوعي و مسـتقـبل حركة اليسار في السودان من وصمة " العار" التي لا تـغـسـلها أمـواه البحار والمحـيطات مجـتمعةً ـ الوصمة التي لطخـت ـ إلى يوم الدين ـ " التواريخ النضالية " لأحـزاب شـيوعـية وإشتراكـية عـديدة في مناطق متـفـرقة من العالم !

    إنهم ( الديّة الكـبرى) ــ ولهذا يسـتحقـون التعظيم والإجلال ــ ُدفِـعـَت مـقـدمـاً تكـفـيراً عـن آثام الفـظائع والجـرائم و الكبائر التي كانت لامحال مُـرتكـَبة في حق شعـب السـودان لو كُـتِـب للحزب الشـيوعي إقـامة " سلطة الجـبهة الوطنية الديمقـراطية " في ذلك الظرف التاريخي، ما كان هـناك مـن" عـاصـم ٍ فـكـري" ولا نـُصـرة تمنحـها" خـصوصية سودانية " مزعـومـة ولانجـدة سماوية تبعـث ملائكـتها جـنوداً أشاوس و لا كـَـر" السـِبَح" القـنوطة ولا " تـفـرّد مُـتـوّهـم" للتجـربة السودانية أو أي عائق ٍ آخـر ٍ ــ ( يقع خارج محـددات " العـقـل السـياسي الشـمـولي" وفي قـلبها إدعاء القـيام " بالـدور الـنـخـبـوي الرسـولي الطابع" في قـيادة " الرعـية الجـاهـلة" بمصالحها الآنية والمسـتقـبلية نحـو " يوتوبـيا الكمال البشـري "، وزعـم إمـتلاك ناصـيـة الحقـيقة المطلقة ونـفي الآخـر) ــ بـقـادر ٍ عـلى كـبح "طوفـان" الدولة الشمـولـية الهـدّارولجم جـنون ماكـينة العـنـف الثوري والإسـتبداد السـياسي وإنـتهاك حـقـوق الإنسان في" نسـخـته الشـيـوعـية" في السـودان !!
    ---------
                  

07-21-2007, 11:54 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    المنتدى العام ل " سودانيز أون لاين " دوت كوم
    مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006
    مالقيامة الآن : مشهد توثيقي لأحداث ثورة يوليو 1971 (المواجهة أو في نهار صيف ساخن):



    القيامة الآن : مشهد توثيقي لأحداث ثورة يوليو 1971 (المواجهة أو في نهار صيف ساخن).
    -----------------------------------------------------------------------------
    عاطف عبدالله.

    09-08-2006


    عفوا لأن تكرر هذا البوست لكن بتجاربي أعلم أن العنوان له دور كبير في التداخل في هذا المنتدى فعذرا لمن سبق وأطلع على هذا البوست والدعوة للآخرين لكي يشهدوا على بسالة أولئك النفر الذين لم يهابوا الموت رغم حبهم للحياة.

    (المواجهة أو في نهار صيف ساخن).
    ---------------------------------

    المكان حوش السرايا بالسجن العمومي ( كوبر ) بمدينة الخرطوم بحري ، الزمان 18 أغسطس 1971 .

    خارج الأسوار الجو مغبر والوجوه مكفهرة تلفها الحيرة بعد ردة 22 يوليو، داخل الأسوار المئات من المعتقلين السياسيين الذين زج بهم في ذلك المكان الضيق تلفحوا السماء وتوسدوا الأرض والأركان يمضغون وجع الهزيمة وطعم الكآبة ويلوذون بالصمت والغضب النبيل.

    غربان ونسور تحوم حول المكان كأنها تنتظر وجبة يتم إعدادها في تلك الساحة.. وقبل أن يطول الترقب تتعالى فجأة صيحات ووقع أقدام تهز الأرض حين اقتحمت مجموعة من جنود قوات سلاح المظلات قلب ساحة السجن وهم بكامل عتادهم الحربي كأنهم في قلب معركة .

    أخذوا يملئون المكان بصيحاتهم وقرقعة أسلحتهم ، ووسط تلك الضجة يهبط كالمارد في وسط الساحة أبو القاسم محمد إبراهيم وهو يزبد ببذاءاته المعهودة ويداه تقطران دما فقد كانتا لا تزالان ملوثتان بدماء الشهيد الشفيع (1) ورفاقه عبد الخالق وجوزيف .

    قبل أن يلملم حوش السجن أطرافه ، ويستوعب المعتقلون ما يجري ، كان هناك جيش آخر من جنود المظلات يطوق المكان وقد تحلق أفراده فوق حائط سور السجن ومجموعة أخرى من الحرس والجنود ولجت الساحة يتوسطهم السفاح جعفر نميري وملابسه العسكرية ملطخة بدماء شهداء معسكر الشجرة (2)، أحد ضباط السجن الكبار يأمر المعتقلين بالخروج من العنابر والمثول أمام الرئيس ونائبه في وسط الساحة ، جنود سلاح المظللات أحاطوا بالنميري وأبو القاسم ليحموهم من غضب ضحاياهم ... ( منّ يحمي منّ ومن منّ ؟ .. ) وأخذوا يشهرون أسلحتهم نحو صدور المعتقلين ، نميري يسب ويلعن الشيوعيين والحزب الشيوعي بألفاظ بذيئة، الخوف يتسرب ببطء إلى القلوب الواجفة ، بعض من هؤلاء زجو هنا لأسباب واهية ، وما شهدوه في هذا السجن من مشانق وأعمال قتل وحشية تخلع لها القلوب و ما
    تزال الصور تتراءى للجميع .. الموت والحياة هنا يفصل بينهما خيط واه .

    الحزن يصارع الغضب ، شبح الموت يطوف حول المكان فأي أرواح سيقبض الليلة.. أبو القاسم يسهل فمه بالسباب والنهيق .. والنميري يصرخ بحقد وبربرية ويده على زناد مسدسه ثم .. يأتي الأمتحان الأخير .. كرامة الرجال تمتحن.. نميري يتحدي .. بالأحرى الملك النمرود الكنعاني يتحدى ، والويل للعقلاء حينما تتجمع السلطة والبطش بيد جاهل مغرور .

    - أنا ربكم الأعلى فليبرز لي من بينكم نبي ليجادلني ، فلتأتوا لي بإبراهيمكم كي يسلبني جبروتي وحقي في أن أحي وأميت .. من يملك غيري الآن أن يحي ويميت ...

    ما العمل !! حتى الشمس هنا لا شرق لمشرقها ولا غرب لغروبها حيث المكان يخاصم الفصول .......
    الامتحان كان قاسياً قسوة ذلك النهار الحار

    - الشيوعي فيكم كان راجل يطلع لي برة ( نميري يتكلم ويده على زناد مسدسه )
    - .....................
    صمت ، سور عال وهاوية سحيقة والموت أقرب من طرفة عين.

    ويواصل الطاغية:
    - (كان رجال وعاملين فيها شيوعيين أطلعوا لي بره يا ........)
    - .....................
    - ( اولاد ...... )
    وقبل أن يكمل أنبرى له أحد الإبراهيميين المعتقلين وقال بصوت مسموع
    - صلاح مازري .. عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    وتقدم إلى الجهة التي أشار إليها النميري غير عابئ بالموت ..
    وبهت الذي كفر .. وقبل أن يفوق من دهشته علا صوت إبراهيم آخر من بين الصفوف
    - سعودي دراج عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    وأنضم إلى رفيقه المهندس صلاح مازري في الجهة التي أشار إليها النميري وأردفه صوت ثالث ورابع وخامس و ...
    - حسن قسم السيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - عبد المجيد النور شكاك عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - الحاج عبد الرحمن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - الرشيد نايل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - مصطفى أحمد الشيخ عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - محمد خلف الله عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - عوض الصافي عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - عوض شرف الدين عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - إبراهيم الشيخ عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - ........................
    - ....................
    - ....................
    وسكت الكلبان الأحمقان التافهان نميري وأبو القاسم عن النباح المباح وخرجو ذليلين منكسي الرأس من حوش السرايا بسجن كوبر بعد أن ألجمتهم شجاعة أولئك الرجال الذين تدافعوا بالعشرات إلى حيث يكمن الموت وإلى حيث توجد الحرية ، بعضهم ديمقراطيين وبعضهم لم تربطه علاقة بالحزب الشيوعي إلا خلف تلك الجدران السميكة ، اختاروا الموت بشرف ، حملوا أعناقهم على أكفهم وتوشحوا أكفانهم على رؤوسهم ضاربين عرض الحائط بغريزة البقاء فكانوا أشجع ما يمكن أن يكون في ضروب البسالة والصمود .

    هامش.
    ----------

    (1) الشهيد الشفيع أحمد الشيخ رئيس أتحاد نقابات العمال ونائب رئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، حاصل على وسام السلام عام 1964تعرض للتعذيب وقتل على يد أبو القاسم أحمد إبراهيم وفقأت عينه وعلق على حبل المشنقة وهو جثة هامدة وذلك بعد مضي 60 ساعة فقط على فشل حركة يوليو 1971

    (2) مذبحة الشجرة يروى فيها بعض شهود العيان بأن نميري وأبو القاسم كانا مخمورين وشاركا بأطلاق النار عند تنفيذ أعمال القتل بالضباط وضباط الصف الذين قادوا الحركة التصحيحية في19 يوليو 1971 منهم الشهداء هاشم العطا، وبابكر النور، ومحجوب طلقة، وعبدالمنعم الهاموش، وأبشيبة، ومعاوية عبدالحي، وأحمد جبارة........

    __________________________________________________________


    وقبل أن يكمل أنبرى له أحد الإبراهيميين المعتقلين وقال بصوت مسموع
    - صلاح مازري .. عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    وتقدم إلى الجهة التي أشار إليها النميري غير عابئ بالموت ..
    وبهت الذي كفر .. وقبل أن يفوق من دهشته علا صوت إبراهيم آخر من بين الصفوف
    - سعودي دراج عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    وأنضم إلى رفيقه المهندس صلاح مازري في الجهة التي أشار إليها النميري وأردفه صوت ثالث ورابع وخامس و ...
    - حسن قسم السيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - عبد المجيد النور شكاك عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - الحاج عبد الرحمن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - الرشيد نايل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني
    - مصطفى أحمد الشيخ عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - محمد خلف الله عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - عوض الصافي عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - عوض شرف الدين عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - إبراهيم الشيخ عضو الحزب الشيوعي السوداني
    - ........................
    - ....................
    - ....................
    وسكت الكلبان الأحمقان التافهان نميري وأبو القاسم عن النباح المباح وخرجو ذليلين منكسي الرأس من حوش السرايا بسجن كوبر بعد أن ألجمتهم شجاعة أولئك الرجال الذين تدافعوا بالعشرات إلى حيث يكمن الموت وإلى حيث توجد الحرية.
                  

07-22-2007, 04:20 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    - مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة وأحلام العسكرومكرالسياسة ((1)
    منتديات " سودانيات ".

    شهادات :
    1- مذبحة بيت الضيافة.
    ----------------------------
    د.عبد الماجد بوب.

    29-01-2006

    "الحقيقة..دقيقة طرقها مضيقة فيها نيران شهيقة، ودونها مفازة عميقة - الحلاج"

    في عدد أكتوبر 2000 نشرت" قضايا سودانية" جزءآ من كتاب يعكف عليه الأستاذ عبد العظيم عوض سرور. وهو عبارة عن حصيلة تجربته وتقويمه لمواقع القوة والضعف في إنقلاب 19 يوليو. ولعله في هذا المسعي من بين قلة من العسكريين والمدنيين الأحياء ممن تضافرت لهم عوامل الزمان والمكان يقف علي بعض جوانب التخطيط والتنفيذ والتداعيات التي تلاحقت في مثل لمح البصر أو أقرب منه وأفضت إلي هزيمة 19 يوليو.

    فالبرغم من إنقضاء نحو ثلاثة عقود علي الحدث، ربما لا يختلف إثنان في أن إنقلاب 19 يوليو يندرج في عدد أهم الأحداث السياسية في السودان خلال المائة عام الماضية: بحسبان التناقضات والصراعات متعددة الأطراف التي سبقته وعجلت به، وبإعتبار جوانب القوة والقصور التي صاحبت العملية العسكرية والممارسة السياسية خلال الأيام التي عاشها الإنقلاب، وبالنظر إلي ردود الأفعال السودانية والخارجية والتصفيات الدموية الباهظة علي طرفي الحدث، وإختلال موازين القوي الطبقية والسياسية علي مدي بعيد وعميق لا يزال الحزب الشيوعي والحركة الديموقراطية يجاهدان لترميم آثاره .

    كثير من هذه المسائل وغيرها جديرة بالمعاودة والتقويم الموضوعي ووضع النقاط فوق الحروف.

    ومن بين هذه المسائل ما أثاره الأستاذ عبد العظيم في تقويمه الرصين للملابسات التي أحاطت بمذبحة بيت الضيافة عصر 22 يوليو ومقتل نحو عشرين من ضباط وجنود عزل. وقد أحسن صنعآ بأن أعاد هذا الحدث المروع إلي دائرة الإهتمام. وربما يحسب البعض من باب الخمول أو الإستهانةبأهمية الحدث بأنه يفتح صندوق باندورا -Pandora's Box - "إمرأة أرسلها زيوس عقابآ للجنس البشري، بعد سرقة برومثيوس للنار وأعطاها صندوقآ ، ما أن تفتحه بدافع الفضول حتي تنبعث منه الشرور والرزايا" .

    وينكأ جرحآ أوشك أن يندمل . ويقيني أن ما حدث جسيم ، غير أنه لم يجد القدر المستحق من التقصي وإقتفاء الأثر، واستنطاق الشهود، وتمحيص الوثائق المتاحة لتحديد الجاني والجناة الحقيقيين.
    فبعد مرور نحو ثلاثين عامآ لا يزال الغموض والإفادات المتضاربة والطلاسم العصية تكتنف الملابسات التي أحاطت بمذبحة بيت الضيافة. وفي نظري أن الأستاذ عبد العظيم ، دون إنقاص من جهده ودون تطاول علي دوره في تلك الأحداث ، بقدر ما أضاف من معلومات قيمة ومثيرة ، قد أضاف عناصر جديدة لا تساعد في سبر أغوار الحقيقة، بل تباعد منها وتضاعف من التعقيد القائم أصلآ.

    الهدف من مساهمتي أن أقدم بعض المعلومات والإفادات لشهود عيان من بين الذين نجوا من مذبحة بيت الضيافة، وغيرهم ممن وقفوا علي الحدث وأدلوا بشهادات لا تتفق جميعها أو في بعضها مع ما أورده الأستاذ عبد العظيم، وقد كان هو نفسه أمينآ ومنصفآ بأن طرح ما لديه من معلومات بكل ما تحمل من تناقضات وحلقات مفقودة أو مضيّعة ، دون أن يسعي إلي إدخال إضافة أو حذف بها حتي تبدو في تمام الإنسجام.

    وبعد الإطلاع علي ما كتبه الأستاذ عبد العظيم حول مذبحة بيت الضيافة سنحت لنا فرصة الحديث والأخذ والرد وتبادل المعلومات مما أدي إلي تعزيز قناعتي بأنه مهموم بالبحث عن حقيقة ما حدث في بيت الضيافة عصر 22 يوليو إمتثالآ لمسئوليته الأخلاقية ووفاء لإنتمائه لحركة 19 يوليو التي أفرد لها كتابه قيد الإعداد.

    حول مذبحة بيت الضيافة عصر 22يوليو كتب الأستاذ عبد العظيم :
    ----------------------------------------------------------

    أ . لم يكن للحزب الشيوعي أو تنظيم الضباط الأحرار مسئولية فيما حدث في بيت الضيافة. ولم تكن التصفية الدموية في أي مرحلة من المراحل ضمن خططهم. ما حدث في بيت الضيافة كان تصرفآ فرديآ يستوجب الإدانة.

    ب. أنكرنا (الضباط الأحرار) في البداية ولسنوات طويلة أية علاقة بما حدث في بيت الضيافة، إلا أن جهة آمرة في إنقلاب 19 يوليو أصدرت أمرآ فرديآ بتنفيذها. وقام ضابط أو إثنان مع جنودهما بتنفيذ جزء من المجزرة.

    ج. مذبحة بيت الضيافة جريمة مزدوجة بدأها الضباط والجنود المشاركون في إنقلاب يوليو وأتمتها مجموعة من ضباط الصف الذين عادوا في سبتمبر 1975 ونفذوا انقلاب المقدم حسن حسين.

    د. الإعتقاد السائد مدعومآ بنتائج الكشف الطبي أكد بأن الضحايا في بيت الضيافة ماتو نتيجة إصابات من مسافة قريبة وأن أجسامهم بدت عليها آثار حروقات نتيجة الإصابات بقذائف حارقة يرجح أن تكون من مدافع كلاشنكوف أو رشاشات محمولة علي ظهور دبابات.

    ه. الجنود التابعون للحرس الجمهوري والذين تولوا حراسة المحتجزين في بيت الضيافة كانوا مسلحين ببنادق ج 3 . ولم تكن لديهم دبابات في منطقة بيت الضيافة.

    وينحصر تعليقي علي هذه النقاط الهامة فيما يلي:
    ------------------------------------------------
    1. من ناحية عامة وإنصافآ لوقائع التأريخ وتقصيآ للحقيقة الموضوعية، والحذر من ال‘ستهانة بالتعقيدات المذهلة التي إكتنفت أحداث يو 22 يوليو، وما حدث في بيت الضيافة علي وجه التحديد كان يتعين علي الأستاذ عبد العظيم أن يسعي إلي تدعيم إفادته الهامة بشهادة بعض من عاصروا الحدث من ضباط الحرس الجمهوري ومن بين هؤلاء الملازم مدني علي مدني الذي أتهم بتنفيذ مذبحة بيت الضيافة وأصدرت المحكمة الميدانية حكمآ ببرائته. وهناك الرائد جريس وقد كان آخر الذين تم إعتقالهم من ضباط الحرس الجمهوري، وربما يكون هنالك ضباط آخرون ممن يمتلكون جزءآ ولو يسيرآ يؤيد أو يناقض ما ذكره الأستاذ عبد العظيم. ومن بين ضباط يوليو الذين عايشوا الحدث في مبني الحرس الجمهوري أو مبني الأمن القومي أو في أجزاء أخري من القصر الجمهوري ، من يلزم الحصول علي أقواله ( الملازمان خاطر و العماس). كذلك كان من الأجدي إيراد المعلومات التي أدلي بها بعض العسكريين ممن وضعوا أيديهم علي بعض حقائق ما حدث في بيت الضيافة ( مامون حسن محجوب ، العميد عثمان كنب، الفريق اسحق إبراهيم عمر وغيرهم ) .

    2. كتب الأستاذ عبد العظيم ما شاهد وسمع وشارك في تنفيذه في مبني الحرس الجمهوري، بينما وقعت مذبحة بيت الضيافة في طرف آخر من مسرح الأحداث ولم يكن من ضمن شهود العيان للوقوف علي ما حدث آنذاك وبهذا المعني كان من الأفضل أن يتوخي الحذر في اللجوء إلي الإستنتاج في مثل أجواء 22 يوليو حيث صارت الحقائق أكثر إذهالآ من الخيال.

    -------------------------------------------------------------------------------



    مذبحة بيت الضيافة بين الأسطورة وأحلام العسكرومكرالسياسة ((1)
    منتديات " سودانيات ".


    شهادات :
    مذبحة بيت الضيافة.
    ---------------------

    04-02-2006

    كتب شوقي بدري :


    (1)

    مذبحة بيت الضيافة

    ليس هنالك أي حادثة في السودان حظيت بكمية من علامات الاستفهام كهذه القضية. ولقد أجتهد النميري وسدنة مايو و المخابرات المصرية في إلصاق هذه التهمه بالشيوعيين. و أنا على اقتناع كامل أن الشيوعيين أبرياء من هذه التهمه و في كتابات أخرى قد أدنت الشيوعيين أو بعضهم في انقلاب 25 مايو و لقد قلت إن حل الحزب الشيوعي كان غلطه ولكن المشاركة في انقلاب ضد الديمقراطية كان غلطه كبرى.

    ولقد هلل الشيوعيون للانقلاب و شاركوا في أحداث ود نوباوي كما هللوا لضرب الجزيرة أبا و قتل الأنصار. و في اجتماع.براغ الموسع في داخليلة روزفولت في شارع استروينسكا رقم 7 قلت أنا في ذلك الاجتماع إن ضرب المدينين بواسطة الجيش خطأ وأن مسلسل التصفيات إذا بدا لن يتوقف وهاجمني هاشم صالح و محمود جمعه المليجي و هذين الأثنين من أعز الناس الي و قد ساعدوا في تكوين شخصيتي.

    من المؤكد إن الشيوعيين قد شاركوا في أحداث ود نوباوي برغم من أن المخابرات المصريه هي التي أثارت ألمشكله و كان القوميون يتحركون لتصفية حساباتهم مع حزب الأمه و ألأنصار وفي تلك الحوادث مات محمد إدريس المشهور بود القانون و هو من كوادر الحزب الشيوعي المصادمه وكان يسوق عربة البيبسي كولا. ود القانون قام بتأديب ابراهيم الجندي الحلاق في مكي ود عروسه الذي تعرض
    بالضرب على بعض شباب الجبهه المعاديه للأستعمار.

    عندما إطلاق النار كان بعض الأطفال يجرون فزعين فقال ود القانون الذي كان متواجدا لشاويش في الجيش " لازم زول يلم الأطفال ديل" فأفهمه الشاويش بأنه إذا حاول أن يعبر الى منطقة الأطفال فسيقتل وضرب ود القانون بتلك التهديدات عرض الحائط . و بعد ان قتل كان الناس يتسائلون لماذا لم يتكلم مع ابو شيبه, هاشم العطاء وبابكر النور او واحد الجماعه بمعنى أن هؤلاء كانوا موجودين في أحداث ود نوباوي الذي بدأها في الحقيقه عمر محمد سعيد وهو مهندس خريج جامعة الخرطوم وكان في سلاح المهندسين وهو من أسرة آل قباني.

    ال قباني وال عتباني من الأسر المصريه الذين كانوا جزأ من السلطه الحاكمه التركيه في السودان فالعتبانيه مسؤليين من العتب أي أنهم يجمعون الضرائب التي تفرض على المنازل و القبانيه مسؤولون عن الموازيين لأخذ العشور والضرائب من المحاصيل و خلافه.

    ألضابط محمد الحسن المعروف بجنكيز والذي كان مطلعا و يقرأ كثيرا للفكر الاشتراكي و يكاد يحفظ كتابات عبدالخالق خاصه كتاب أفاق جديده. هذا الضابط حاول أن يوقف ألمذبحه ولم يكن موجودا في بداية المعركه و لحق بالجنود لوقف المجزره فقتله الأنصار خطئا. ولقد قتل الأنصار في أول مارس 1954 مرغني عثمان صالح و هو أحد الأنصار و إبن عثمان صالح. محمد الحسن كان صديقا لصيقا للرشيد ابو شامه أحد صناع إنقلاب مايو.

    من المستحيل ان يسمح رجل مثل هاشم العطاء المشهور بلأريحيه و الكرم و العشائريه أن يسمح بما حصل في بيت الضيافه والبطل ود الريح الذي عرفته عندما كان مبعوثا الى جمهورية شيكسلوفاكيا مدينة برنو مع الضابط مصطفى عبادي متعه الله بالصحه. ود الريح هو البطل الذي هد عليه المبنى ولم يستسلم كان سمحا بسيطا و كان يتمتع بأخلاق ود البلد أمثال هذا البطل لا يمكن أن يسمحوا بمجزرة بيت الضيافه.

    البطل عبد المنعم الهاموش الذي اخذ السيجاره من أحد الضباط و مشى الى الدروه و كأنه في نزهه على شاطيء النيل و ظهره الى الذين قاموا بإعدامه. أمثاله لن يسمحوا بتلك المجزره. أما أبو شيبه فلم يحدث و لن يحدث ان يتعرض له إنسان بكلمه سيئه.

    قائد ذلك الأنقلاب هو هاشم العطا ابن أم درمان حي بيت المال شاهدته في مدرسة الأحفاد و هو مردتيا زي جنود الأمم المتحده بمناسبة حرب الكونجو سنة 1961لأن شقيقه جعفر و صديق شقيقه محمد بشير هاشم قد قاما باستفزاز احد المدرسيين المصريين من خريجي الأزهر الذي علق على مظاهرات الطلبه بمناسبة ترحيل أهل حلفا " إذا مش عجبكوا ابنوا السد بتعكوا" و استدعى الأمر حضور أولياء الأمر.

    يعقوب اسماعيل- سلاح المظلات كان يتفاخر بأنه قد هد القياده على راس ود الريح و عندما ألقي به في السجن بعد إنقلاب محمد نور سعد كان يتشفع و يترجى النميري لكي يعفو عنه. وبعد ذلك إنضم الى قرنق واتضح انه ليس على إستعداد أن يدخل في أي معارك و لم يسمح له بالدخول الى المجلس المكون من سته أعضاء. و غير جلده مرة أخرى و رجع الى النميري و صار مديرا للمدبغة الحكومية.
    إذا كان رجال يوليو يريدون قتل أي إنسان لقتلوا النميري عندما اعتقلوه في منزله و هو يأكل البطيخ او عندما كان رهن الأعتقال. و عندما ذهبت بثينه زوجت النميري لمقابلة فاروق حمدالله و بابكر النور طمنوها على زوجها.

    .جعفر العطاء المشهود له منذ صغره بالرجوله و الكرم و الشهامه لا يمكن أن يسمح بقتل زملاء له عزل فكيف سيقابل أهله او يواجه الناس بعد جريمه بهذا النوع و اهل بيت المال من أكثرا لسودانيين "حنيه" و التصاقا بالأخريين و من عبائة بيت المال خرجت أم درمان و هاشم العطا ينتمي لأل الدعيته . و هؤلاء من أنبل الأسر السودانيه ولهم جامع كنا نذهب له يوم الأربعاء و نحن أطفال من اجل البليله التي توزع على الجميع. وجدهم الدعيته هو الفارس الذي إستعاد قافله و ردها الى اصحابها في القرن التاسع عشر بعد أن نهبت بواسطة بعض قطاع الطرق الذين كانوا يحترمونه و عندما سؤل كيف رد القافله قال " ادعيته" أي انه ادعى انها له و عرف بدعيته.

    عند إعتقال أعضاء مجلس الثوره و كبار الضباط سأل مأمون عوض ابو زيد من هو قائد الأنقلاب فلم يرد عليه جباره و بعد تكرار السؤال رد عليه الضابط عبدالعظيم سرور إن قائد الأنقلاب هو هاشم العطا قال مأمون " الحمدلله كلم هاشم يرسل لي النوامه" و بهذا يقصد زجاجه او ما يدخن "البانجو" فهل من المعقول أن يكون بعد هذا ان يقوم هاشم العطا بأعدام زملائه؟
    جعفر النميري كان مملوء بالحقد نحو الأخرين فالدنيا لم تكن رحيمة به فلقد توفى والده ووالدته في حادث الترام في يوم تخرجه من الكليه كما مات خاله والد زوجته بثينه و الذي أشرف على تربيته في حادث أخر و لم ينعم الله عليه او على أخيه مصطفى بذريه. وكان على عكس السودانين لا يحفظ الود أو له ود نحو أصدقائه.

    العم/الأخ النعيم المشهور بحطب هو خال مأمون عوض أبو زيد و هو من مشاهير أم درمان. عندما كان في زيارتي في منزلنا 1985 حياه خالي إسماعيل خليل أبتر بود. وبعد إتصرافه قال خالي " حطب دا كان زمان بيفرتق الحفلات في أم درمان و مافي زول بيقدر عليه".

    حطب لم يكن يحب أو يحترم جعفر ولقد قال لي مره أنه في أحد الحفلات أخذ نص زجاجه وسكي من أحد الأفنديه فشاهده النميري وأراد ان يقاسمه فرفض حطب و انتهى الأمر بقبقبه و مدافره ففتح حطب الزجاجه و أفرغها على الأرض و قال لجعفر " ما تضوق نقطه منها".
    وبعد أن حل النميري المجلس واستفرد بالسلطه كما فعل عبدالناصر ذكر لي حطب إن خالد حسن عباس
    طلب من حطب مائة جنيه عندما وجدهم يلعبون الورق فقال له حطب " ما أديك د........... أنا ماقلت ليكم ما تجيبوا الدنقلاوي دا".

    عندما حضر نميري في سنة 1970 الى براغ قام بزيارة الزعيم النقابي قاسم أمين الذي كان موضع
    إحترام كل الناس و كان النميري يبدي إعجابا به. وبعد سهره في شقة قاسم أمين في براغ رقم 6 بالقرب من هوتيل سافوي اصر النميري ان يقضي الليله مع قاسم أمين بعد إكثاره من الشرب ورفض العوده الى القصر حسب البروتكول و كان يقول " أنا القى وين اكون تاني مع قاسم" و بعد سنه من تلك الليله كان قاسم يجلد بالسياط و يصب الماء البارد على جسمه رحمة الله عليه.

    من أصدقاء طفولة نميري صديق مولى أحد ظر فاء أم درمان و نديم نميري و من العاده أن يكون صديق مولى هو الذي يشتري الخمر و البانجو و عندما صار النميري رئيسا لحق صديق مولى على موتره بسيارة نميري و كان يشير له بيديه و انتهى الأمر بصديق مولى في السجن و الأهانه.

    حمد ألأنصاري كان من أثرياء السودان و كان صديقا لنميري و دفعته في مدرسة حنتوب و كان النميري يسكن عنده بعض الأوقات و يرتدي ملابسه. وكلنا نعرف كيف انتهى الأمر بالأنصاري الى السجن و الأهانه في زمن نميري.

    سيد العمده كان نائبا لقائد مصنع الذخيرة و كان صديقا لنميري. وكان القائد أورتشي الذي قتل في بيت الضيافه. وكان لسيد العمده منزل فاخر في الأمتداد وكان النميري ضيف شبه دائم عنده و يرتدي ملابسه. النميري اتصل بسيد العمده و اخبره بأنه سيحضر لزيارته 24 مايو و طلب من سيد أن يخبر زوجته ان تحضر له فطور بيت تقليه أو ما شابه مش فطور مكاتب و وقتها كان النميري في جبيت. وبينما سيد العمده يتطلع من النافذه شاهد النميري يقترب من مكتبه ويرتدي ملابس مدنيه ولكن تصادف أن حمد النيل ضيف الله كان قد حضر لزيارة تفقديه غير متوقعه. و عندما شاهد النميري سيارة القياده لف بالعربه حتى كادت ان تنقلب و اسرع بالخروج من مصنع الذخيره و بعد يوم من تلك الزياره كان النميري قائد الأنقلاب. وبعد بضعة أشهر من ذلك الأنقلاب طرد العمده من الخدمه و أضطر أن يأجر منزله في الأمتداد و كان يتعيش من كشك الجرائد في شارع 15.
    ثم طالب البعض و على راسهم الدكتور سيد أحمد عبدالهادي بإزالة ذلك الكشك. فوقع الأمر في يد البطل عوض عبدالرحمن صغير الذي كان رئيس مجلس مديرية الخرطوم و عندما عرف بأن الكشك يخص عميدا في الجيش قام بسب الذين تقدموا بالطلب.

    الطيب سعد ترزي يقضي يومه خلف ماكينة خياطه جمعته أم درمان مع جعفر النميري عندما كان النميري يعاني من ضيق ذات اليد وكان النميري يحضر لحي السرداريه في أم درمان و على نجيل سبيل سلاطين باشا كان النميري يجلس و يتولى الطيب إحظار العرقي من تمتام و العشاء من محمد ادريس البازار و الطيب يتكفل بكل شيء حتى أجرة التاكسي بعض الأحيان. وعندما كان النميري يجلس في قصر الجمهوريه كان الطيب يجلس تحت ظل جوال في زقاق الصابرين في سوق أم درمان.

    في المرات التي كان النميري فيها عاطلا عن العمل كان يتواجد مع صديقه مصطفى ابو العلا المعروف بعرفه و هو مصري الجنسية و يسكن في شجرة محو بيك و متزوج من ماجدة إسماعيل إبراهيم شقيقة صديقي الحميم محمود رحمة الله عليه و إبراهيم رحمة الله عليه وسعيد و محمد زاهر و آخرين و هو عديل إبراهيم الطاهر شقيق محمد الطاهر في بنك الشعب.

    في سنة 1974 احتاجت ماجدة لعملية قلب "تبديل صمام" و عرفه كان يعيش على مرتب بسيط من مصلحة المساحة إلا أنه له علاقات واسعة و لقد كان الطيار كسباوي وزيره عند زواجه فذهب البعض لسؤال النميري لمساعدة صديقه الذي ساعد النميري أيام محنته فرد النميري بدون اهتمام "ما عرفه عنده مصادر أخرى"
    عرفه كان طويلا ابيض اللون شعره شبه أشقر و أسرة إسماعيل إبراهيم مصريون اقحاح ما زالت بقية الأسرة تعيش في مصر في القاهرة في حارة عين الصيره و درب الملوخية. النميري كان يقصد أن لعرفه اتصالات بالمخابرات المصرية. العم إسماعيل إبراهيم كان يعمل في مكتب محمد أحمد المحجوب رئيس الوزراء السابق وهذا يعكس مبلغ غفلتنا نحن السودانيون "هل هنالك سوداني يعمل في مكتب أي رئيس وزراء دوله أخرى؟"

    الشخص الوحيد من أصدقاء النميري الذي استفاد من وضع النميري هو الزبير رجب التوم والذي كان رئيسا للمؤسسة العسكرية التجارية و صار من أثرى أثرياء السودان. والنميري كان يقول إن الزبير رجب كان محروما مثله في صغره. لذلك حقد النميري على كل إنسان وقام بمصادرة أموال أسرة عثمان صالح بالرغم من أنهم جيرانه في الحي ومن نفس قبيلته وكان عبدالرحيم عثمان صالح رحمةالله عليه يحسن كثيرا إلى النميري في صغره.والعم عثمان صالح بدأ حياته كتاجر بسيط استطاع كسر احتكار التجار الأجانب للمحصولات السودانية بالرغم أنه كان أميا تغلب على عقبة التصدير بالطن التي كان يتهيب منها التجار السودانيون و بعملية حسابية بسيطة استطاع أن يقدم عروضه للمشتريين الأوروبيين بالطن بدلا من القنطار المعهود.

    في بداية مايو ذكر المهندس مرتضى أحمد إبراهيم عندما كان في زيارة للدمازين مع النميرى ووقتها مرتضى كان وزيرا للري وذكر للنميري أن احد الأسر السودانية في الدمازين التي كان مرتضى ضيفا عليهم قد قاموا بإكرامه كالعادة السودانية وذكر مرتضى أن للأسرة منزلا جميلا وإمكانيات وافره فرد النميري "دول لازم يتأمموا" فغضب و أحتد مع النميري في الكلام و قال فيما معناه "الناس يكرمونا نأممهم" و هذه القصة أوردها في كتابه الوزير المتمرد و هذا يعكس نفسية نميري الحاقدة.

    أبوالقاسم محمد إبراهيم ينتمي لأروع الأسر السودانية التي قدمت خيرة رجال السودان وأبوالقاسم الذي سمي عليه أبوالقاسم هو الشيخ أبوالقاسم رمز الإسلام و شيخ المعهد العلمي(جامعة أم درمان الاسلاميه) والشاعر المتمرد التجاني يوسف البشير لم يمدح او يرثي احدا سوى الشيخ أبوالقاسم. لقد جمعني السكن في حي الهشماب مع ابوالقاسم و كان شقيقه إبراهيم زميل دراستي والهشماب يطلقون على كل أبوالقاسم لقب الشيخ وعرف أبوالقاسم بالشيخ شيطان وعرف قريبه بالشيخ شيه وصديق طفولتي عرف بالشيخ إسماعيل. السودان يذكر أبوالقاسم كنائب أول لنميري ووزيرا للصحة ووصف بأنه خير وزير مر على وزارة الصحة وكان وزيرا للصحة في حكومة الإنقاذ و لا يزال جزء من السلطة إلا انه كان مملؤ مرارة وحقدا على الأخريين.

    عندما حضر النميري ليوغسلافيا في صيف سنة 1970 كان الملاكم علي عزمي سماره صديق الملاكم عبداللطيف عباس الذي كان ولسنين طويلة يحمل العلم السوداني في المحافل الأولومبيه. علي عزمي كان يقضي عقوبة في سجون يوغسلافيا لأنه وجه لكمه ليوغسلافي أدت لموته ولأنه كان متزوج من يوغسلافية وبعد وساطة من السفارة السودانية وبوجود علاقة مميزه أطلق سراحه. وعندما قدم علي عزمي لنميري في بلجراد كقاتل اليوغسلافي قال النميري مشيرا لأبوالقاسم "ودا اللي كتل الإمام"
    عندما عاد أبو القاسم في بداية الستينات من الحرب في الجنوب كان فريق الهشماب قد وصل الدرجة الخامسة وهو أخر فريق في تلك الدرجة بعد أن كان من أميز فرق الدرجة الثانية وفي ذلك الفريق لعب صديق منزور أمير الكره السودانية و كثير من كبار الكره السودانية. و في غياب أبوالقاسم قام الهشماب بتسجيل بعض أبناء حي السروجيه و العباسيه منهم عبدالرحمن إبراهيم شوقي, صلاح فرج الله, الدشن والنعيم فرج الله وآخرين وهؤلاء ترجع أصولهم لجنوب السودان فارتفع مستوى النادي و صاروا يفوزون في بعض المباريات وأتت وزارة الاستعلامات والعمل و قامت بأخذ الصور وعلقت صورهم في النادي وبدأ أبناء العباسية يختلطون بأبناء الهشماب لأول مره منذ أن قتل كبس الجبه. وعندما حضر ابوالقاسم قام بتكسير الصور وطرد أبناء العباسية من النادي وكان يقول كما سمعت من قريبه وصديقي أحمد حاج الأمين المشهور "بهبار" "العبيد ديل أنا كنت بكتل فيهم في الجنوب جايبينهم لي في نادينا"
    كبس الجبه يضرب به المثل في القوه في السودان وقد حارب في فلسطين وسمي بكبس الجبه او كبس لأنه في صغره كأحد الصبية الذين يلتحقون بالجيش ليصيروا تفشقيه "الذين يصلحون السلاح" أو نجارين, ميكانيكين أو جنود عاديين عندما يكبرون. وعندما تم تعينه كجندي كامل صرفت له جبه وهي الزي الرسمي لقوة دفاع السودان ومن العادة أن تكون الجبة كبيرة ويقوم الجندي بتقيفها عند الخياط الا انه كبس الجبه. أي ملأها وعرف بكبس الجبه وهو زميل الجاك الماس لاعب نادي الموردة والمعروف بجاك طرزان ومن الذين حاربوا معه في فلسطين من ابناء الحي خضر فرج الله الذي حاولت في روايتي الحنق أن أصوره (كطلب) الجندي الذي ثقف نفسه. موسى فضل المولى وهو خال الفنان محمود دينق عازف العود وحسن دينق الذي كان شيال مع الفنانين مرغني المأمون وأحمد حسن جمعه وصديق كبس اللصيق هو أحمد عبد الفراج شقيق خضر كرموش وهم خيلان الفنانة حنان بلوبلو.
    كبس قتل في حفل عرس آل خاطر. من العادة أن يظهر الشباب فتوتهم عن طريق فركشت الحفلات فأطلق الرصاص عليه من قرب. أل خاطر هم أصهار آل عبد القادر عمر الصادق ويمتون بالقرابة إلى أل المليجي ومنهم نفيسة أحمد المليجي والدة احمد ويوسف بدري والآخرين ويمت لهم بالصلة العم أحمد عبد الماجد وزير المالية في حكومة عبود وجيرانهم آل أبوسنينه.

    ممثل الدفاع كان محمد احمد المحجوب رئيس الوزراء السابق وعندما استوجب احد زملاء كبس الذي قال" احنا لما جينا الحفلة ما كنا عاوزيين مشاكل" فسأله المحجوب" انتو منو؟" فقال أنا والمرحوم كبس , قدوم زعلان وحبس كبس وراس الميت" فكان دفاع المحجوب ان دي الاسامي مش بتاعت اولاد ناس و ديل متهجمين على أولاد ناس اللي عندهم أصل" و كان الحكم بالبرائه.

    زين العابدين أو عابدين كما كنا نناديه أيام طفولتنا هو ابن الاستاد محمد احمد عبدالقادر انتقل من أم درمان سنة 1954 كنائب لناظر مدرسة خورطقت. كان يكبرنا قليلا وهو رئيس التيم عندما كنا صغارا وكان ممتلأ حيوية و نشاطا على عكس أخيه النور الذي كان نحيفا وانطوائيا حتى عندما قابلته في مدينة روستك كان لا يزال هادئا قليل الكلام ووالدته نفيسة كانت إمراه فاضلة وشقيقته الأكبر أسماء تزوجت قريبها عثمان الذي استلم شركة سودان ماركنتيل بعد تأميمها ومتشل كوتس. عابدين كان طول الوقت ودودا يحفظ العشرة ولا أظنه أبدا ممكن أن يكون من الذين قد ينفذ أو يوافق على مذبحة بيت الضيافة ولم يكن لديه كثيرا من الحب للنميري إلا انه الذي قال" مايو الهنا مايو المنا الغنى غنى والما غنى يركب........"!؟
    شاهد العيان الوحيد لمذبحة بيت الضيافة هو سعد بحر و كان لصيقا لفترة بالنميري وتربطهم صداقه لدرجة أن النميري كان المشرف على زواجه وفي الحفل وخوفا من أن يتهرب الكابلي من الوفاء بوعده لأنه كان مشهور بخلف الكثير من المواعيد وكان وقتها يسكن في حي بانت ومازال موظفا في الهيئة القضائية فأخذ النميري صنفا من الجنود وقام بكردنة منزل عبدالكريم الكابلي وكان يقول " الفنان ال ........ بعد دا إلا يطير"

    وسعد بحر شاهد بعينيه الذين أطلقوا لنار وقد أصيب في الحادث وعاش بعد ذلك لينعم بحياة رغده و ثراء عريض( مايو و المخابرات المصرية فرشوا ليهو البحر طحينه) و لو كان الشيوعيون هم الذين قاموا بتلك المجزرة لدل سعد بحرعليهم بالاسم والشكل والرتبة. ولكنه فضل أن يصمت ووجهت التهمه جزافا للشيوعين.

    الضباط الذين شاركوا في 19 يوليو من المستحيل أن يرتكبوا جريمة بهذه البشاعة. لقد كانت تربط كل الضباط علاقة حميمة ولايوجد ضابط واحد يمكن أن يطلق النار على ضابط مثل كيله الذي كان أخر من ادخل إلى قصر الضيافة و كيله كان يسكن عند عوض أحمد خليفه ويمت له بالصله. كما قتل الضابط سيد أحمد وهو لاعب فريق المريخ المعروف بحموري وهو قائد المظلات. كان هذه الضابط يتمتع بحب الجميع وقتل معه اورتشي الذي كان قائد لمصنع الذخيره.

    أنا متأكد بأن الذين قاموا بتلك المجزرة هم صغارالضباط و ضباط الصف منهم شامبي وحامد احيمر. شامبي كان طموحا و معتدا بنفسه وله شخصيه كارزمتيه وكان يظن أن الدنيا لم تعطه ما يستحق كما كان من النوع الذي يؤثر في محيطه .




    كتب شوقي بدري :

    (2)
    مذبحة قصر الضيافة :
    ----------------------------

    احيمر وكثير من الجنود كانوا يحتقرون ويكرهون الضباط ويعتبرون أنفسهم أكثر رجولة منهم. وهم الذين ارجعوا النميري إلى السلطة. وكما عرفت من عبدالله ناصر بلال الذي صار مديرا لنادي القوات المسلحه وبداء كجندي فني هو بمثابة الشقيق لي واحد أبنائي يحمل اسم شقيقه عثمان ناصر فأن القشه التي قسمت ظهر البعير هي مظهر هاشم العطا منكسرا في القيادة وهو يمشي على السلالم وأكتافه متهدلة بعد سماع خبر اختطاف طائرة بابكر النور وفاروق حمدنالله بواسطة الليبيين وتحطم الطائرة التي تقل الوفد العراقي ولهذا بدأ الجنود في التحرك وبالرغم من أن الهموش قد كان قد أخذ أبر الضرب من الدبابات الا انها ظهرت فجأه ولا بد أن المخابرات المصرية قد أوجدتها. وبدأت التحركات المعاكسة ووجدوا ضباط الصف فرصة ليتخلصوا من كل ماكان يمثل لهم التسلط من دون وجه حق "الضباط" وبعدها صار ضباط الصف يرفضون إعطاء التحية لكبار الضباط وطالبوا بأن يمنحوا علامات حمراء على أكتافهم كأعضاء مجلس الثورة وكانوا يقولون لنميري"انحنا الي رجعناك لما ال... كانوا مدسين" و بدؤا في ملازمة النميري في كل مكان. شامبي كان فارسا بمعنى الكلمة . وفي أيام التحركات بعد 19 يوليو كان أحد زملاءه يمزح معه وهم في عربة جيب قال شامبي " شنو جننونا الشهيد والشهيد يعني ايه الشهيد؟" فقال الأخر بعد ان وضع فوهة مسدسه في صدر شامبي" يعني هسه أنا أضربك أكتلك يقولوا عليك شهيد" فسقط الجيب في حفره وأنطلق المسدس بالخطأ واخترقت الرصاصة صدر شامبي وخرجت من ظهره. وعندما وصل شامبي الطبيب كان يسير على قدميه وأدى التحية العسكرية وعاش شامبي.

    وعند اشتراكه في انقلاب حسن حسين حكم عليه بالأعدام فقام باختطاف رشاش من الجندي الذي امامه ولسؤ الحظ كان خاليا من الرصاص وعندما قفز من العربة قاموا بمطاردته ولم يوقفوه إلا بعد مده طويلة بعد أن داسوه بالعربة.

    بعد أن فرض ضباط الصف نفوذهم على النميري كان أحد اقتراحات القذافي عندما حضروا معه في احتفالات الفاتح من سبتمبر أن يتركهم النميري في ليبيا إلا أن النميري لم يتمكن من ذلك لأن بعضهم كان مازال في الخرطوم. و قد بلغ سيطرة ضباط الصف على النميري أنه عندما استدعي البطل والضابط الشجاع رحمةالله عليه مبارك عثمان رحمه ان ضباط الصف كانوا يطلقون الرصاص تحت قدميه وهو في طريقه إلى الطائرة في جوبا وعندما قال له النميري في الخرطوم لأنه صديقه ودفعته " ممكن ترجع الجيش؟" فكان رد مبارك " وهو بقي فيها جيش" و أخيرا اصبح سفيرا في براغ. باختصار الذين قاموا بمذبحة بيت الضيافة هم ضباط الصف ووقتها كان قد اختلط الحابل بالنابل ولم يعرف العدو من الصديق. ولم يكتشف دور عبدالعظيم سرور في الانقلاب إلا بعد فتره وكان خالد حسن عباس يقول له"أنا شايفك وين؟" و حتى بعد أن انكشف أمره حاول خالد أن يساومه لأنه كان يريد أن يعرف كيف استطاع الهاموش وأبو شيبه خداعهم.

    وحتى بعد الإعدامات أدخل عبدالعظيم سرور على النميري وهو نائم وبجانبه رشاش وتركوه لوحده مع النميري وأظن أن علامة استفهام كبيرة لا تزال قائمه في راس الكثيرين هل كانوا يريدون التخلص من النميري؟
    الغريب أن جميع هؤلاء موجدون فلما لم تتكون لجنة قوميه للتحقيق في مجزرة بيت الضيافة أم إن الجميع سعداء لأن أصابع الاتهام وجهت للشيوعيين؟
    من الأسماء التي ترددت كثيرا هو الضابط حسن عماس والذي كان يسكن في العرضة في نفس مربع لاعب الكرة قاقارين و شقيقه النرب. حسن كان من أميز أبناء أم درمان كان بارعا في كل أنواع الرياضة: سباحه, كرة قدم وكان ملاكما جيدا في نادي المريخ. شقيق زوجته هو حيدر الذي كان زميلي في الملاكمه في نادي المريخ. حسن عماس كان الشاب الذي يتمنى الإنسان أن يكون هو: أدب وخلق وتربيه وشجاعة ورجولة. التقيت به أخر مره سنة 1988 وهو يمتطي دراجة هوائيه ويحمل بعض البرسيم وأردت أن أسأله عن حادثة بيت الضيافة وأستمتع برفقته فعلمت أنه رحل إلى أمبده وكنت أكن له كثير من ألإعجاب ووصف لي بيته بعد الكبري على الجانب الأيسر ويغطي سوره اللبلاب وبعد ثلاث محاولات فشلت أن أتعرف على منزله أو أجد من يدلني عليه.

    أمثال حسن لايمكن أن يشاركوا أو أن يرتكبوا أي عمل خسيس وعندما كنت في أبوظبي كنت اجتر ذكراه مع الأخ العزيز عبدالله فرح الذي كان لصيق بحسن عماس وجاره في الحي وعبدالله هو شقيق صالح فرح الذي صاغ دستور الأمارات العربية وشقيق عبدالرحمن فرح رئيس المخابرات العسكرية الذي سرق منها البشيرالسلطه. ومن الذين عاصرو حسن في الحي يحي الزبير وكان على راس المؤسسة العسكرية الصناعية ونائبه نبيل حسون. يحي كان متقدما عني في مدرسة الأحفاد الثانوية وأشتهر بأنه من أنجب الطلاب وأحسن لاعبي كرة القدم وبعد تخرجه من جامعة الخرطوم كلية الكيمياء التحق بالجيش لأنه منذ صباه كان مولع بالعسكرية وكان مميز في الكديت واجتاز امتحان مدرسة الأركان كما أذكر. يحي كان يتحدث باحترام عن حسن العماس وأظن أن جريمة حسن الوحيدة أنه أهان النميري في فترة اعتقاله وألأمر إن حسن وضع كوب الماء أمام النميري ولم يضعه في يده وعندما احتج النميري ركل حسن الكوب. وهناك قصة نسبت لحسن عماس ولا اعتقد أن حسن عماس قد نفذها أو صاحبها وهي أن النميري عندما تعب من وضع يديه عند اعتقاله فوق رأسه أراد أن يرخي يديه وكان الرد " ارفع ايديك ما رافعن لك سنتين سمنت وبقيت تشبه ماو" وتلقى ضربه على ظهره.

    عندما صار حسن ضابط أمن في فندق الهيلتون انفتح باب الأسانسير أمام النميري أثناء مؤتمر القمة الأفريقية فوجد حسن عماس أمامه فاضطرب نميري وقال " دا بيعمل ايه هنا" وكان الرد " شغال هنا" فطلب النميري ان يعطى حسن عماس أجازه حتى نهاية المؤتمر لأنه لا يريد رؤيته. شخص مثل حسن عماس لو أراد أن يساوم لما كان يمتطي دراجة عام 1988 فالرجال الذين لا يمثلون واحد من 100 من شخصيته ورجولته أصبحوا مليونيرات.

    شيخ موسى دنقلاوي بسيط غير متعلم عمل كجرسون في الفندق الكبير في الخرطوم واحتاجت المخابرات المصرية لبعض الأوراق في غرفة مسئول بريطاني مقيم في الفندق فقام بتوفيرها وهذا قبل الاستقلال فجندته المخابرات المصرية وكان له دور كبير جدا في أيام مايو وكان يحضر لزيارة صديقه عم خالد في كوبنهاجن الذي كان يعمل عند السفير السويدي في القاهرة وأتى معه الى كوبنهاجن. منزل الشيخ موسى في الملتقى في بحري كان يعج بالناس من وزراء وأغنياء وبسطاء وكان الشيخ موسى يقول "بيت الضيافة ما عملوه الشيوعيين" و يمتنع عن الإفصاح.

    ضابط خفيف الظل قابلته في حفلة عشاء في منزل اللواء الطاهر محمد عثمان ياسين أخ وزير العدل الحالي هذا الضابط قال" أمام الجميع في مدينة النيل في أم درمان " الشيوعيين مالهم دخل ببيت الضيافة" الضابط لم يقدم لي بالاسم ولكن هنالك صوره تجمعنا في ذلك الحفل.

    عندما قابلت ابن عمي ودفعتي في الدراسة عثمان محجوب الغوث والذي كان قنصل عسكري في إنجامينا
    عام 1988 حاولت أن اعرف منه أي شيء عن بيت الضيافة إلا أنه كان معجبا بالنميري وفخورا أنه كان من ضمن الضباط الذين داسوا بالدبابات على جنود من سموا بالغزو الأجنبي في السبعينات. وفي نفس السنة سالت الفريق فابيان في منزله في بانت عن موقف ابن عمي عثمان محجوب الغوث وكان رأيه انه أدائه ضعيف كضابط إلا انه تمتع بوضع خاص في مايو وقد ينتهي مشواره العسكري بعد رجوعه من إنجامينا لأنه لم يجتاز مدرسة الأركان.

    لقد لعبت الصدفة دورا كبيرا في التاريخ السوداني فاللواء محمد أحمد زين العابدين كان رئيسا للبشير وكما سمعت منه عندما كان سفيرا في استوكهولم أنه استجوب البشير بصلاته بالتنظيمات الأسلاميه فأنكر البشير التهمه فقام محمد احمد زين العابدين بحمايته وعارض فكرة طرد البشير من الخدمة وكافئه البشير بأن يكون سفيرا في السويد لمدة أربع سنوات.

    محمد رجل دبلوماسي وكنا نستأجر منزل والده في زريبة الكاشف عندما كان والده باشكاتب في مدرسة وادي سيدنا. وبادر بالاتصال بي عند حضوره للسويد ودعاني لزيارته في استوكهولم كما دعاني لندوه في كوبنهاجن في 12/12/ 1994 ومن الحضور الدكتور مصطفى وزير الخارجية الحالي وأنجلو بيدا نائب رئيس المجلس الوطني الحالي واقنس لوكودو والي جوبا وبدر الدين مدير شركة كوب تريد وعلي رجل امن وفؤاد عبدالمنعم رجل اعمال وأغلب الجالية السودانية وبعض المبعوثين وعندما طلب منا السفير محمد أحمد أن نحاول أن نعطي الأسكندنافيين فكره جيده عن السودان قلت له إن الأسكندنافيين ليسوا بالأغبياء ولا يمكن خداعهم ويكفي سجل الحكومة في مجال حقوق الإنسان لينفر الاسكندنافيين وأن علاقاتهم بكل دول الجوار سيئة فوافق الدكتور مصطفي أن سجلهم سيء فيما يختص بحقوق الإنسان ولكنهم أحسن حالا من بعض الجيران. فقلت له أن الغلط هو غلط وكأنك تقول انك تضرب زوجتك باليد وجارك بالعصا.

    وأكد دكتور مصطفى إن علاقتهم سيئة مع مصر لأن النميري فرط وخان البلد لأنه أعطى المصريين عشر نقاط مراقبه مفتوحة وبلا حدود لحماية السدالعالي من الغارات الأسرائيليه في حلايب. رجل فرط في بلد أليس غريبا أن يكذب في مذبحة الضيافة؟ ولماذا لم تحاسب الأنقاذ النميري على هذا التفريط؟
    وعندما تحدثت عن حقوق الجنوبيين المهضومة والحرب المفروضة عليهم ادعى أنجلو بيدا أن حكومة الإنقاذ بالنسبه لهم خير من تسلط الدنيكا إلا إن اقنس كانت متحفظة ولم توافق على رأي انجلو بيدا واقنس هي ابنة خال صديق طفولتي وزميل دراستي عيسى سولي الذي كان كولونيل في جيش عيدي أمين.

    ما أدى إلى 19 يوليو هو أن المصريين فرضوا سيطرتهم الكاملة على السودان والنميري كان يعتبر نفسه والقذافي خلفاء مصر في المنطقة وعند وفات جمال عرفت من الدكتور سري محمد علي المتواجد الآن في كندا وكان يسكن في ميز الدكاترة في الخرطوم أن النميري حضر إلى مجلس الوزراء يرتدي جلبابا ورأسه حافي و يبكي ناصر بطريقه مقززه. وعندما ذهب لجنازة ناصر كان يبكي بطريقه جعلت المصريين يقولون" الريس السوداني بيعيط زي الست" وبعد الجنازة كان يقول للسادات حاسبوا ع البلد والسادات يقول "مافيش خوف ياجعفر مصر دي بلد مؤسسات" وبعد انصراف النميري كان السادات يقول "هوالقدع دا فاكر نفسه ايه ماهو احنا اللي قيبناهو واحنا اللي حامينه"
    بعد أيام الجنازة وظهور التكتلات في مصر اتصل زكريا محي الدين بمحمود حسيب الذي كان تربطهم علاقة قديمة واغضب هذا علي صبري وشعراوي جمعه وآخرين لأن زكريا محي الدين كان يمثل النفوذ الأمريكي.

    فتلقى النميري أول أوامره من القاهرة وهي التخلص من محمود حسيب وتم هذا مباشرة بعد الرجوع للخرطوم.
    المصريون يرددون دائما أن مصر دولة مؤسسات ولا أدري إن كانت مصر دولة مؤسسات فما هو دور سويسرا إذا؟ فأكثر من نصف الشعب المصري لا يقرأ ولا يكتب. والأمراض البدائية مثل البلهارسيا والجذام مازالت منتشرة والفلاح مازال يشارك الحيوانات المسكن.
    لقد عارض عبدالخالق محجوب التأميمات التي فرضتها المخابرات المصرية وكان يقول على المفتوح" يعني إيه لما تأمم ليك مصنع شعرية"
    وعندما كثرت اعتراضات عبدالخالق محجوب أرسلوه معتقلا مع الصادق المهدي للقاهرة وعندما قابل ناصر قال له "هل أصبحت مصر معتقلا للمناضلين؟ فخجل عبدالناصر وقام بإرجاعه لكي ينتهي به المطاف في معتقلات النميري. وعندما طالت فترة الاعتقال كان يقول أنه يحتاج لبطانية وأخير فسر قاسم أمين تلك العبارة بأنها تعني أنه يريد أن يهرب وكان هروبه الأخير من المعتقل قبل أن يواجه حبل المشنقة وكان يمزح مع الجلاد قائلا " يازول حبلك دا قوي؟ أنا وزني تقيل" و لقد صدق ولكنه ليس ثقلا يقاس بالكيلوجرامات. كانت له أخطائه ككل البشر إلا أنه كان من أعظم قادتنا و ليس هناك وجه مقارنه بينه وبين النميري.

    في بداية مايو كان فاروق حمدنالله وزيرا للداخليه فصار سمير جرجس على راس وزارة الخارجية وتجاهل سمير جرجس الذي كان قد جرب كل المعتقلات والسجون كشيوعي وقيادي أن يرد على طلبات القاهرة لأرسال ضباط للتدرب على يد رجال الأمن المصري وعندما كثرت طلبات ناصر قال جرجس وهو مسيحي من اصل مصري ومازالت أسرته تعيش في بني سويف" إن الفرق بين المصريين والسودانيين لكبير جدا وطريقة عمل المخابرات المصرية والبوليس المصري غير مقبولة في السودان" وفي أثناء فترة اعتقاله في سجن كوبر صفع عسكري سجون سجينا جنائيا فكان جزائه الطرد و العقاب بعد خدمه دامت 12 سنه وكان ضابط السجن يقول له"وريني في اللوائح اللي درسناك ليها حاجه تسمح ليك تضرب سجين"
    وسمعت من سمير جرجس في فترة دكتاتورية عبود أن اثنا عشر من القياديين الشيوعيين كانوا في سجن كوبر و كانوا يزودون بثلاثة أنواع من الفاكهة يوميا وستة دجاجات ولحم ولوح ونصف من الثلج أي ما يعادل 30 كيلوجرام وكل ما يحتاجون من سكر وشاي وطحين وكان سمير يصنع الفطير المشلتت الذي يحبه عبدالخالق واحد الشيوعيين الذي قضى أيام عصيبة في جبال النوبة وكان يتحسس المانقه الباردة ويلصقها في خده ويقول"اللهم ديمها نعمه" ولهذا قبل فاروق رأي سمير جرجس بأن لا يعطي الفرصة للأمن المصري أن يدرب السودانيين. فجأة احضر لواء من الأمن المصري إلى الخرطوم و بينما هو يناقش سمير جرجس لماذا لم يرسلوا متدربين للقاهرة يدخل فاروق حمد الله ويبادر جرجس قائلا" ازيك ياخواجه؟" فيرد سمير و هو لا يزال جالسا"اه فاروق" ويلتفت فاروق للواء المصري الذي كان يقف متخشبا في حالة انتباه و يقول له عدة مرات" ارتاح ياخي" و المصري يزداد تخشبا و يواصل فاروق" طيب ياخواجه لو مشغول امر عليك بعدين" و بعد انصراف فاروق يقول اللواء المصري " دا ايه دا دانتو ايه يا سودانيين و زير الداخليه يجي لحد مكتبك كدا و بعدين فاروق حافه كدا و انت جالس: وزير الخارجية يمر عليك لحد مكتبك و يقول حيمر عليك تاني دا حكايتكو ايه يا سودانيين؟" فيفهمه سمير جرجس بأن طريق التعامل في السودان تختلف عن مصر و أن السودانيين لن يقبلوا الطريقة المصرية.

    و الحقيقة أن الإنجليز قد اكتشفوا هذه الحقيقة و كانوا لا يسمحوا لكوادرهم التي عملت في الهند بالعمل في السودان كما كانوا يعاملوا السودانيين باحترام خاصة رؤساء القبائل و الزعماء الدينيين. ثم قررت المخابرات المصرية التخلص من فاروق حمد الله و بابكر النور وكل من له صله بالشيوعيين و بدأت الاعتقالات في صفوف الشيوعيين و كان أحمد سليمان يقعي تحت أقدام زين العابدين و أبو القاسم و الآخرين و يقول لهم " انحنا بولكم وانحنا خراكم" و يقول لأبو القاسم "انت كتلت الأمام غالبك ما تكتل الهوان دا" و يقصد عبدا لخالق و كان يولم و يحضر القعدات لرجال مايو و يتبعهم إلى كل الأماكن و عندما اكتشف إنهم يذهبون إلى ود منور الذي اشتهر والده كسائق لترام في أم درمان و كان يقول لهم "إذا دا حضر ليكم الوسكي و الشيه خفت دمي دي حاتلقوها وين؟".

    ود اليماني شخصيه دار حولها كثير من اللغط و نسب له تعذيب الشفيع و بعض الشيوعيين. بعد هجومنا على السفارة الليبية و الاعتقال رجعت في أحد الأمسيات بعد قضاء يوم عمل كحمال في ميناء مالمو و في مسكني في منزل الطلاب في جامعة لوند لأجد ود اليماني و اثنين من أصدقائه بانتظاري ووقتها كان الباقر مريود يسكن معي و هو اصلا من جبال النوبه و كان أحد جنود سلاح الطيران الذين يقضون فترة ست اشهر في انجلترا و يعودون كفنيين و من العاده ان يكونوا قد قضوا سنه او سنتين في المدارس الثانويه. المسكن كان مليئا بالملصقات الأشتراكيه و صورا تشي جفارا و حركة تحرير فتنام و ماو تسي تونج و حركة تحرير جنوب السودان وبأختصار كما كان يقول لي الدكتور سري محمد علي "كل مشاكل العالم" و لمدة اسبوع كان ود اليماني يرافقني و قمت باستئجار غرفتين لهم بسعر خاص عبارة عن دولارين في اليوم و كنت و قتها أتقاضى 3 دولارات في الساعة.

    الغريبة أن ود اليماني كان يبدي تعاطفا و يندد بما حدث للشيوعيين و أمام أصدقائه قال لي أبو القاسم قد حضر مخمورا و قام بضرب الشفيع و هو يصرخ "عبد الخالق المجرم مش حاخليهو". فقال ود اليماني "فحجزناه و قلنا ليه دا مش عبدا لخالق دا الشفيع".

    ود اليماني كان يبدي أعجابا بالصينيين الذين كانوا يدربونهم على صيانة الدبابات الروسية و كان يقول أنهم يعملون في كل الظروف و يأكلون طعام الجنود العادي الذي يعافه الضباط و يشربون الماء ساخنا من الحنفية و عندما يخلعون البجاما" الأوفر اوول" لا يخرجون من جيبهم أي شيء مثل علبة السجاير, منديل ولاعه أو مفاتيح. كما ناقش معي كتاب "الحزب الشيوعي نحروه أم انتحر ؟" لمطر و الغريب أنه قام بإرسال لكتاب إلي من سوريا في طريقه للسودان. الذي أعطى ود اليماني عنواني في ألمانيا هو البروفسور الشيوعي عبدا لرحيم سالم المتواجد حاليا في لندن و هو أول طالب سوداني يأتي لتشيكوسلوفاكيا و يتخرج كمهندس معماري و لقد قام بترجمة الأحاجي السودانية للغة التشيكية و هذا الكتاب منشور. ويبدو أن عبدا لرحيم سالم لم يعرف ود اليماني. لقد ارتبط اسم ود اليماني بتعذيب شفيع لدرجة أن اخو الشفيع الدكتور الهادي كان يريد أن يرى ود اليماني بعينيه فطلب من سعد بحر أن ينسق ذلك اللقاء وسعد بحر و الهادي قد عملا سويا في واو وقتها كان النميري يعمل في شرق الاستوائية و سعد بحر هو الضابط الذي أتى من مصر و كان رجل المخابرات المصرية في الجيش السوداني. أمام رغبة الهادي شقيق الشفيع قال سعد بحر انه يمكن أن يطلب حضور ود اليماني لمكتبه ليشاهده الهادي و لكن ليس أكثر من ذلك.

    ود اليماني كان من المفروض أن يطرد من الخدمة قبل فتره بسيطة من يوليو لأنه عندما كان في جبيت حاول أن يغتصب ابن المحاسب الذي أتى في مهمة مراجعة حسابات الجيش مصحوبا بابنه الذي كان في الخامسة عشر من عمره. إلا أن الضابط و الرجل الجنتل مان صلاح النور خميس قام بالتوسل لوالد الصبي حتى لا يطرد ود اليماني من الخدمة.

    صلاح هو شقيق زميلانا عابدين في براغ و كان شقيقه الأكبر محامي مشهور في منطقة القضارف وهذه هي احد غلطاتنا, التساهل و التسامح. فضابط بهذه المواصفات يحاول اغتصاب صبي لا يستحق شرف ارتداء الزى العسكري.

    و عندما حاول الشيخ موسى رجل المخابرات المصرية أن يتوسط ليعقوب إسماعيل أحد المشاركين في انقلاب مايو و كان النميري قد حكم عليه بالسجن ذهب الشيخ موسى لزين العابدين ليتوسط فقال زين العابدين بالحرف الواحد" الحمار دا إذا مسك ابوي محمد أحمد عبدا لقادر أنا ما راح أساله"
    هذا بعد أن تفرعن النميري. و شخص كان يصفه زملائه بالحمار لا يستحق أن يحكم السودان. و عندما ذهب الشيخ موسى لمأمون عوض بو زيد لنفس السبب قال له مأمون" العبد دا اتنكر لأبوه ما عنده ولاء انحنا رفعناهو من الطين" و المعروف يعقوب إسماعيل لم يكن بارا بوالده الذي كان فقيرا و يشاهد في ثياب رثه أمثال هؤلاء وضعتهم المخابرات المصرية و من ثم المخابرات الأمريكية على رؤؤسنا.

    كل ما تتاح لي الفرصة لتحدث لأحد الضباط و تثار قضية بيت الضيافه أقابل بصمت أو لا يكون الوقت ملائما و أذكر أنني قابلت في بداية التسعينات الأخ و زميل الدراسة الثانوية إسحاق إبراهيم في فندق الهيلتون في لندن و كان وقتها قائد الأركان كما قابلت في نفس الفترة الضابط محمد عثمان المشهور بهولاكو و كان وقتها ملحقا عسكريا في لندن و قابلت كثيرين في أبو ظبي منهم الأخ عثمان خضر الذي كان على راس سلاح الإشارة رحمة الله عليه إلا أن الجميع يتحاشى الخوض في هذا الموضوع. أنا لا زال على اقتناع بان حماد احيمر و شامبي و بعض ضباط الصف هم الذين قاموا بهذه المذبحة عن قصد أو بدون قصد و هذه دعوه للآخرين للإدلاء بدلوهم فرأيي صواب يحتمل الخطأ و رأيهم خطا يحتمل الصواب.

    لأن أبو نضال قد قضى فترة أربع سنوات في الخرطوم في الستينات فقد تأثر بالشيوعيين السودانيين و عندما صار له وضع مميز في بغداد و مركز كبير و حماية عسكريه و كل الهيلمان و هو صديق شخصي لكارلوس وضع أمام الشيوعيين السودانيين و منهم محمد عثمان محجوب خطه كاملة لاغتيال نميري و الخطة تتكون من ثلاثة كمائن إذا افلت من الكمين الأول يسقط في الكمائن الأخرى و لقد رفض الشيوعيون هذه الفكرة لأنهم لا يؤمنون بمبدأ الاغتيالات. أبو نضال مثل بعبعا لكل العالم و لم يشعر ياسر عرفات بالراحة من ناحيته إلى أن مات مقتولا أو منتحرا قبل اشهر في العراق. فهل من المعقول أن يصفي الشيوعيون الآخرين كما حدث في قصر الضيافة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

07-23-2007, 11:54 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    المنتدى العام ل " سودانيز أون لاين " دوت كوم;
    مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006
    الاستاذة نعمات مالك: "نحتفظ باسم الشخص الذي بلغ عن الشهيد عبدالخالق محجوب".


    الاستاذة نعمات مالك:
    نحتفظ باسم الشخص الذي بلغ عن الشهيد عبدالخالق محجوب!!:
    -------------------------------------------------------

    عبدالوهاب همت.

    01-10-2006,

    الاستاذة نعمات مالك شامخة كنخيل بلادنا مقدامه وشجاعه واجهت ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد, بدأت بعد أن علم البعض بأن الشهيد عبدالخالق محجوب يريد الاقتران بها..واستمرت بعد زواجها مرورا باغتيال زوجها واقامتها الجبريه ونضالها ضد حكومةمايو والانقاذ ..الي عدد الوطن بتاريخ 1 _10-2006
    جاءنا الشناق وحكى حول لحظــات مـا قبل إعـدام عبد الـخالق
    زواجي من عبد الخالق خلق زوبعـة وضجة وبعض أعضاء الحزب تحفظوا على «زواج السـكرتير»..!
    نعم قابلت نميري مصادفة وجريت وراءه بهتف حتى دخل صيوان العـــــزاء

    التاريخ هو ثمرة الأيام... والأيام دول ... تأتيك بكل ما هو مخيف وحزين..
    ومحطة الفرح فيها هي الفرع والحُزن هو الأصل ..والأيام التي نعنيها ليست أيام الله الطبيعية المفعمة بالخير ومن عند أنفسنا نخلق داخلها الشر .. وإن ما نعني الأيام السياسية التي تمتلىء كثيراً بالأحزان والأحداث الدامية .
    على هذه الخلفية رأينا في «الوطن» أن نوثق لحقبة سياسية مهمة من تاريخ السودان، وتحديداً الحقبة ما بين إنقلاب نميري 25 مايو 1969م وإنقلاب هاشم العطا في يوليو 1971م حيث كان تركيزنا على القيادي الشيوعي الفذ والرمز الإشتراكي العالمي في ذلك الوقت الراحل عبد الخالق محجوب سكرتير أعظم حزب شيوعي في العالم الثالث على الإطلاق .
    الحوار مع نعمات مالك حرم عبد الخالق محجوب ركز على محطات تاريخية مهمة :

    * متى وكيف تعرفتِ على عبد الخالق محجوب ..؟
    -----------------------------------------------

    تعرفت لأول مرة على الشهيد عبد الخالق محجوب على المستوى الخاص أي على المستوى الشخصي.. وليس سياسياً.. رغماً عن أنني كنت عضو حزب شيوعي..
    تعرفت عليه عام 1964م..
    كانت صدفة غريبة.. حيث أنّ رقم تلفونا بالمنزل كان 51091 في حين أن تلفون عبد الخالق كان 52091 بجانب أنّ شقيقي إسمه عبد الخالق.. وشقيقتي إسمها هدى.. ولعبد الخالق أُخت إسمها هدى أيضاً..
    مما جعل بعض الناس يتصل خطأ.. بسبب التشابه في الأرقام.
    سرت شائعة في ذلك الوقت أن الزعيم الشيوعي المعروف عبد الخالق محجوب قد تمّ إعتقاله.. فأجرينا كأُسرة إتصالاً هاتفياً للإطمئنان، وكان أن رد هو شخصياً على مكالماتي .. وكانت هذه أول مرة أتحدث معه حيث لم ألتقه أو أتحدث إليه مباشرة من قبل.. بعدها التقيته في ندوة الأربعاء من بعيد.
    ثم أرسل لي لمقابلته.. كان حريصاً أن أدخل إلى منزل الأُسرة من باب «النسوان» ثم أدخلتني إليه شقيقته الراحلة آمنة..
    إستغربت لحرصه أن أدخل عليه من باب «النسوان» .. داعبته قائلة: ماهذا الأسلوب الإقطاعي فقال لي :« حتى عهد قريب، لم أكن أتخيل أن أرى إمرأة بدون بلامة «أي تلبس الثوب وتتبلم»
    كان يقول أنه تربى على ذلك في وسط خالاته وحبوباته.
    كان الهدف من المقابلة لرغبته في استطلاعي حول ما كان سائداً في ذلك الوقت، حيث كانت هناك رابطة النساء الشيوعيات.. العمل منفصل.. الرجال لوحدهم .. والنساء لوحدهم.
    عبدالخالق كان حريصاً ومتمسكاً بتقاليد المجتمع السوداني الإجتماعي «العزاء، العقد، صلة الرحم والعلاقة مع الجيران» وغير ذلك من العلاقات الحميمة مع الآخر.. والتي نفتقدها كثيراً الآن.

    تلفون:
    -----------

    بعد هذه المقابلة.. أصبح يتصل بي عبر التلفون.. وكان عز الدين علي عامر على علم بالعلاقة الشخصية بيني وبين عبدالخالق..
    وفي مرحلة أُخرى .. في ديسمبر 1966م قال لي: «أنا أحس بعواطف نحوك.. وأنت الإنسانة المناسبة .. مع شخص حياته صعبة وجافة مثلي.. أحتاج إلى زوجة تتفهم طبيعة حياتي وتكون بمثابة الواحة بالنسبة إليّ.. وأتمنها على حياتي واسراري وأبنائي».
    في الأول تهيبت لأنني قد خضت تجربة زواج سابقة لم تكلل بالنجاح.. ولكن منطقه اقنعني في ضرورة التخلص من الرواسب النفسية واعطاء النفس فرصة أُخرى فإرتبطنا بالزواج.

    المنفى:
    ---------------

    أول خطاب أرسله لي بعد نفيه إلى القاهرة .. لا أنساه أبداً حيث أذكر كلماته بالنص.. كان عُمر مولوداً .. ومعز بالداخل حيث كنت حُبلى.
    أرسل عبد الخالق خطاباً من منفاه أهم ما فيه:« اشكرك على موقفك المخلص النبيل.. أثق دائماً في أنني قد أحسنت إختيار الزوجة والأُم لأطفالي»

    * زواجك في ذلك الوقت أثار ضجة وزوبعة داخل الحزب.. لماذا؟:
    --------------------------------------------------------------

    الذين تعبوا من النضال وآثروا النزول من قطار النضال، الذي كان ومازال وسيستمر سائراً حتى تحقيق الديمقراطية والوفاء للشعب السوداني.. هؤلاء شنوا هجوماً عنيفاً على شخص عبد الخالق.. وكان ظنهم أنه العقبة الكؤود.. إستغلوا موضوع أقدامه على الزواج مني في الحملة ضده..

    * ما أسباب إعتراضهم عليك؟:
    -------------------------------

    ـ كان يقول أنني من أُسرة متحررة لا يصح لسكرتير الحزب أن يتزوج من أُسرة متحررة.
    كانوا يقولون أن أسرة آل البدري مرتبطة بحزب الأُمة.. وبالتالي هم عملاء الإستعمار..
    بل تجاوزوا ذلك بالإساءات الشخصية لي ومحاولة تدبير بعض الأمور السخيفة التي ارتدت عليهم..
    حيث مرت السنين وجاءني بعض الذين مازالوا في الحزب ودبروا تلك السخافات .. جاءوا معتذرين ومنهم من لم يعتذر حتى هذه اللحظة.
    على كلّ كان فيصلي وحكمي هو عضوية الحزب.. وقبل ذلك الشعب السوداني.. أنني استطعت أن اكسب ثقتهم بإنحيازي لقضايا الشعب وإسهامي المتواضع مع آخرين في الوقوف ضد الديكتاتوريات .. واسترداد ديمقراطية مستدامة.
    ثم أنني على المستوى الخاص والأسري فأنا فخورة جداً بأنني استطعت أن أحافظ على تربية أبناء عبد الخالق (عمر والمعز) بصورة أثق فيها أنها مرضية لعبد الخالق تماماً.

    * كيف كان موقف نقد من موضوع زواجك من عبد الخالق؟:
    -------------------------------------------------------

    ـ تعطل العمل الجماهيري والسياسي في الحزب لفترة غير قصيرة.. وظل البند الوحيد الذي يناقش داخل الحزب على مستوى الفروع والهيئات المختلفة هو «زواج السكرتير».. أما موقف نقد.. من زواجي.. فأرجو أن تعفيني من هذا السؤال.
    وعلى كل تحدثت في مذكراتي بصراحة ووضوح عن هذا الأمر وخلافه.. وذلك من حق جماهير الشعب السوداني وجماهير الحزب الشيوعي عليَّ.

    * من قتل عبد الخالق؟
    ------------------------------

    ـ عبد الخالق قتله جعفر نميري بدون محاكمات عادلة..
    على المستوى الحزبي، فإن الحزب الشيوعي، ما قام بالشىء الكافي في حماية سكرتيره العام.. حيث لم تكن معه حراسة أو حماية.
    كان من الممكن إذا توفرت له الحماية والإختفاء كسكرتير.. لهدأت الأمور وتمت محاكمته في ظرف أفضل وبالتالي كان بالإمكان أن يكون الحكم.. ربما أقل من الإعدام.
    وآخر كلام دار بيني وبينه يوم 22 يوليو- 11 ليلاً.. حيث قال :«جاءني خبر بأن نميري هرب.. وإذا عاد إلى السلطة سيقتل كل الشيوعيين والديمقراطيين.. حتى أنت والأولاد لن تنجو.. لذلك أنا حأسلم روحي .. وأحتاج إلى إختفاء حوالى خمسة أيام حتى أدون كل ما يخص الحزب .. وبعدها حأسلم روحي».
    بلغوا عليه.. ونحتفظ بإسم الشخص الذي بلغ عليه للتاريخ..!
    عبد الخالق أُعدم شنقاً.. حيث جاءنا «الشناق» نفسه بعد مدة.. وقال لنا «عبد الخالق في طريقه للمشنقة» خلع الساعة من يده.. وأوصاني قائلاً: «هذه الساعة لك بدل أن يسرقها هؤلاء الحرامية».. المعنيون هم أمن نميري..!
    بعد ذلك إلتقيت بضابط جيش خارج السودان - بعد إطلاق سراحنا - وقال أن عبد الخالق وصاه وحمله رسالة لي فحواها :« أنتو ما حتكون عندكم مشكلة والعربية التي كانت بطرفي هي عربة الحزب تسلم للحزب».
    على كلٍ أنا أُحمل المسؤولية الكاملة في إغتيال عبد الخالق عنوة لجعفر محمد نميري شخصياً وليس لأية جهة أُخرى.
    ولن نترك هذه القضية أبداً مهما كانت له من حصانة في ظل النظام الديكتاتوري الحالي.

    * نميري.. هل إلتقيته؟
    --------------------------

    ـ مرة واحدة.. حيث قابلته في عزاء إبن خالتي.. وذلك بمنزل العميد بأُم درمان قبل حوالى ثلاث سنوات.. صادفته أمام المدخل فتعقبته وهتفت في وجهه: «لن ترتاح يا سفاح.. مصير نميري مصير بينوشيه».. وظللت أهتف في وجهه حتى دخل الصيوان.. وقلت له: «لن نتركك وحانحاكمك حتى لو كــنت ميتاً.. ولن نترك حقنا أبداً».

    سؤال أخير:
    * نبذة عن العمر والأولاد والأحفاد ..؟
    -----------------------------------------

    أولادي هم عمر .. مولود في 28 يوليو 1971م وله من الأبناء «3» ولدان وبنت .. أما ولدي الثاني فهو معز من مواليد 13 أغسطس 1970م وله من الأبناء ولدان عبد الخالق ومحجوب . كما أن لي ابن من زواجي الأول وهو بابكر الطيب ميرغني ، والذي حرص عبد الخالق محجوب على أن يعيش معنا ويتربى بين أبنائه .. أما فيما يتعلق بعمري فأنا من مواليد 28 نوفمبر 1939م.

                  

07-23-2007, 12:07 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي .
    ---------------------------------------------------------

    المنتدى العام لسودانيز أون لاين دوت كوم
    مكتبة د.صدقى كبلو(Sidgi Kaballo)
    محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي.

    20-05-2006,

    د.صدقى كبلو.

    عزيزى جدا صدقى الشوق مطر ودميرة مند اخر لقاء جمعنا معا وشاعرناالاخر الجميل محمد المكى ابراهيم على سفوح جبال الروكى بكلورادو وانا فى لهفة وانتظار لهدا العمل التوثيقى الجميل واتمنى ان يخرج البقية من قادة العمل السياسى والتقافى والفكرى من نومهم الدى طال ومن وهم ان المسالة فيها شى من الانا وهو عمل مكروة خصوصا فى دهن كثيرا من قادة الحزب الشيوعى الدين يحتفظون بمعلومات رهيبة عن صراعات الاستقلال وفترة حكم عبود مرورا بحل الحزب الشيوعى وانقلاب مايو ويوليو وصراعات الديمقراطية الثالثة ثم اتقلاب الانقاد اتمنى ان يتجاوزوا دلك ويكتبوا تجاربهم للاجيال القادمة والتى بكل تاكيد قادمون ساعة بساعة
    موضوع الدكريات مع الشاعر الملهم محجوب وسنين العمر واجملها خلف القضبان شدنى ودكرنى بايم الحياة الطلابية حينها والصراع مع السلطة وسلاحنا القوى جدا شعر محجوب شريف فقد كان بلسمنا عند المحن وكان ممنوع التداول ومن يلقية يلقى بة فى السجن وهو ماحدث لابوساندرا ورفاقة فى الديم عندما انفعلوا فى نادى القولد ومعهم امهاتنا واخواتنا وبنوت الديم وصاحوا ودغردن شيوعيون شيوعيون بنادق وين بتمنعنا العديل والدين وفى لحظات كانت شوارع ديم القنا تجوبها الكوامر

    بخصوص القصيدة التى تقول
    وطريق جهنم ان تختار طريقا لا تمشية هل هى لمحجوب شريف ام لعبد المنعم رحمة ويبدو انها قيلت فى اثناء الصراع الرهيب بين الشيوعيين والقوميين العرب حول الوحدة العربية والتى رفضها الشيوعيين برفضهم لميثاق طرابلس والاتحاد الاشتراكى وهتاقاتهم ضد القدافى فى استاد الخرطوم عندما اعلن سقوط اليسار مطالبا بالوحدة العربية

    اشتد الصراع ووقف الشيوعين بشدة ضد اعتقال عبدالخالق ونفية الى مصر فكانت نفس القصيدة تقول:


    سنديق السادة اياهم سما داخل قارورة

    سما اصلع

    زا لون بنى اسمر

    يتوسح فى علم احمر

    والمنجل يحتضن الشاكوش

    اننا نرفض فكر الزيف الساقط فى شهر حزيران

    فالزيف يدهب جفاء ويبقى عبد الخالق الانسان.


    فالمهم لاغراض التوثيق معرفة كاتب القصيدة
    اما موضوع العمل الثقافى داخل ومتعته وانبهار الاخرين بة فاليكم ما كتبه محمد المكى ابراهيم فى كتابة الجميل ظلال وافيال والدى اهدانا نسخا منة عند زيارتة الاخيرة لدنفر
    ففى ص 281كتب ود المكى
    (طلب منى ابواروى_الصديق كمال الجزولى_ان اروى للاستاد نقدقصة صديقى قمندان السجن الاديبوهو اكثر من رايت فى حياتى حبا للادب والشعر وعموم اوجةالثقافة وكان يحكى لى بالشيوعين الدين استضافهم وماكانوايعمرون به السجون من اشكال النشاط الثقافى. وفى غمرة الحماس افلتت من صديقى الاديب هده العبارة: والله السجون دى داتها ما بتنفع من غير شيوعيين).
                  

07-23-2007, 12:44 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)


    استشهاد عبد الخالق محجوب ولؤم السفاح.
    -------------------------------------------

    شوقي بدري.

    [email protected]

    [email protected]

    Last Update 22 يوليو, 2007


    قبل فتره قصيره تطرق الظابط عبد الوهاب البكري لمحاكمات 19 يوليو. عبد الوهاب البكري كان ممثلا للاتهام في اهم محاكمه في تاريخ السودان الحديث وهي محاكمة الشهيد عبد الخالق محجوب والمؤلم ان امثال عبد الوهاب لم يندموا علي تلك الجريمه. وكما ذكر في جريدة الراي العام فهو غير نادم علي تلك الجريمه. ولقد اطلعت علي رد محمد محجوب عثمان قبل ان يرسل الي جريدة الايام. كالعاده فان محمد محجوب يمارس النبل والنقاء وانا اعتبر ان رده لا يخلو من رقه لان كل الذين سالتهم عن عبدالوهاب البكري كان لهم رد سلبي نحوه.

    اذكر في منتصف السيتينات وفي براغ ان محمد محجوب كان يحكي لنا عن زميله عبدالوهاب البكري الذي كان يرافقه في اثناء المحاكمه حسب اللوائح العسكريه ووقتها كان محمد محجوب يواجه ثلاثه تهم اقلها يؤدي الي الاعدام وفي هذه الظروف التي اعدم فيها علي حامد وعبدالبديع والطيار الصادق ويعقوب كبيده وحكم بالسجن علي عبدالرحمن كبيده لانه من القسوة ان يعدم اثنين من الاشقاء في مثل هذه الظروف يطلب عبدالوهاب البكري من محمد محجوب ان يخبر اهله لكي يعطوا عبدالوهاب ملابسه العسكريه حتي يزيد دولابه. ووقتها كانت الملابس العسكريه تفصل من اجود الاقمشه مثل الجبردين عند العم عابدين عوض

    من العاده في السودان ان لا تاخذ ملابس الشخص الميت بل تعطي للفقراء وفي بعض الاحيان توهب اثاثات واغراض الميت مهما غلاء ثمنها. وشخص علي هذا المستوي من الدناءه ليس غريبا ان يكون مستمتعا ومتشرفا بانه كان ممثل الاتهام في محاكمه عبدالخالق

    علي قبر جسي جيمس بطل الغرب الامريكي مكتوب هنا يرقد جسي جيمس قتله رجلا لا يستحق ذكر اسمه. الذي قتل جسي جيمس هو صديقه فورد في منزل جسي جيمس وهو يحاول ان يعلق لوح علي الجدار وظهره يواجه فورد الذي دفعت له منظمة (بيركنتون) التطورت لتصير ال(اف بي اي) وال (سي اي ايه)

    الذين حاكموا عبدالخالق خمسة عبدالوهاب البكري ومحمد حسين طاهر وهو مصري ووالده كان مامور الخرطوم وابنه الان في الامن واسمه مشهور لنشاطه الامني وكان رئيس المحكمه احمد محمد الحسن وهو مصري اتي الي السودان سنه 1958 وكعقيد ورقي بعد المحاكمة وخشيت المخابرات المصريه ان يكون في المحكمه ظباط وطنيين او من اصحاب الشخصيات القويه ومن اعضاء المحكمه عبدالسلام محمد صالح ومنير حمد الذي ابدي اسفه في مابعد وقدم اعتذاره لزوجة عبدالخالق ولقد احتج عبدالخالق في المحاكمه لان الذي يحاكمه مصري واحمد محمد الحسن قاضي المحكمه قد قضي بقية حياته في مصر في حاله ذهول ودروشه وجاور في الحسين ويبدوا ان ضميره قد استيقظ بعد جريمة قتل عبدالخالق حتي احمد عبد الحليم كذلك تدروش وجاور في الحسين ولكن عبدالوهاب البكري السوداني لا زال يفتخر بتلك المحاكمه ولقد قابل ثريا زوجه محمد محجوب عثمان في الطائره في السبعينات ومعها ابنتها الطفله هدي وبعد ان داعب ابنتها استفسر عن محمد محجوب بكل بساطه ولماذا لا يرجع للسودان فردت ثريا بان محمد لم يترك السودان كسارق ولكن هناك ظروف تحول دون عودته فابدا عبدالوهاب عطفا وتفهما زائفا

    سيذكر العالم عبدالخالق رضوا ام ابوا ولكن اللعنات سوف تتواصل علي الذين قتلوه وحتي الذين كانوا يقولون بانهم مامورين لا عذر لهم فبابكر عبدالمجيد علي طه اول الدفعه العاشرة اجل المحاكمات في محكمته حتي تهداء الامور ثم رفض ان يحكم بالاعدام وكان يقول للظباط الاخرين( لازم تحكموا بضمايركم) . وبعد ان استاسد ظباط الضف وجد مظليا يقود سيارة البطل ود الزين وكانهاغنيمه بعد استشهاده فانتزع منه العربه ووضعه في الحبس . وطرد بابكر عبدالمجيد من الجيش الذي كان يحبه اكثر من اي شئ لدرجة ان احمد عبدالوهاب قائد الجيش قال له (انت حكايتك شنو؟؟ انت نبي؟؟ .. سنتين في الكليه دي اولاد النوبه ديل يوم مايبجوبك لي غلطان في حاجه)!

    من الذين رفضوا المحاكمات وضحوا بمستقبلهم العسكري تاج السر المقبول الذي رفض ان يحكم بالاعدام علي بابكر النور.وهنالك اخرون رفضو المحاكمات ودفعوا بمستقبلهم العسكري ثمنا لذلك

    في دكتاتوريه عبود الاولي قدم المناضل نقد لمحكمه عسكريه يتراسها عثمان نصر وشقيقه وقتها وزيرا للاستعلامات والعمل ومن اعضاء المحكمه الخمسه البطل مبارك عثمان رحمه الذي غيبه الموت قبل ايام وهو دفعة نقد في مدرسة امدرمان الاميريه الثانويه قبل ان تنقل الي حنتوب كدفعه اولي وفي تلك الدفعه نميري , حامد الانصاري, حسن الترابي, كشكوش ود. سليم وعلي شقيق عبدالخالق...واخرون

    ونجح مبارك في ان يقنع اثنين من الاعضاء بعدم ادانه نقد لان الادانه تحتاج الي ثلاثه اشخاص من خمسه وعندما احس عثمان نصر بان الامر لايسير كما يشتهي كان يخرج كبريته من جيبه ويضعها امام مبارك ثم يقلبها لكي يظهر ظهرها الاحمر ويقول مهددا (الكبريته ده يا حمره يازرقاء انا ماعاوزها حمراء) وبالرغم من هذا التهديد وانه ظابط عظيم ورئيسهم لم ينصاعوا .

    من المفارقات الغريبه ان الزعيم التجاني الطيب بابكر قد قدم لمحكمه عسكريه يتراسها الظابط نديم الذي مات في حادث سير في جوبا وادي الي مذبحه . الغريب ان الذي جند الزعيم التجاني الطيب الي الحزب الشيوعي هو اخ ذلك الظابط الاكبر فلقد اخذهم في شتاء قارص الي دار الاوبرا في القاهره لكي يشاهدوا ابناء الباشوات يرتدون الفراء ةيمتطون سيارات الكادلاك الفارهه وخلف دار الاوبرا دلهم علي اطفال صغار يحتضنون بعضهم البعض وحتي الاخوان يمكن ان يكونوا مختلفين

    عندما كنا صغارا كنا نقول للاخرين (والله لو يجي الحاكم العام) وكان الحاكم العام يعني اكبر سلطه في السودان وانجلترا تمثل اكبر سلطه في العالم وكما اورد حسن احمد ابراهيم في تقديمه لمذكرات الامام عبدالرحمن المهدي ان الحكومه البريطانيه كانت تحاصر السيد عبدالرحمن المهدي ولذا اسكنوه في منزل بالقرب من السرداريه في ام درمان حتي يكون تحت مراقبه سلاطين باشا وونجت واتهم السيد عبدالرحمن بانه يجمع الحشود في الجزيره ابا ويحرض ضد الحكومه وانه خلف الاحداث العدائيه ضد بريطانيا في نيجيريا في سنة 1923 وكانت الحكومه البريطانيه تعادي السيد عبدالرحمن وفي سنه 1924 تولي جفري ارثر منصب الحاكم العام وتولي ولس المخابرات وبعد تمحيص توصل ولس وارثر الي ان السيد عبدالرحمن رجلا معتدل (ونصح بتبني سياسه واقعيه انسانيه متسعه الافق حيال المهديه خلافا لنظرة مستشاريه التي اتسمت بالشده والعناد الذين لم يخليا من السذاجه وقصر النظر. قدم الرجلان خدمه جليله الي السيد عبدالرحمن في احلك اوقاته, فبينما وفر له ولس الحمايه من الاتهام منحه ارثر درجة فارس في الامبراطوريه البريطانيه واهم من ذلك كله زاره ارثر في منزله بالجزيره ابا في 14 فبراير 1926. ان المسانده التي قدمها هذان الرجلان كلفتهما منصبيهما, وادت بالنسة لارثر الي نهايه محزنه)

    وبعد ان طرد ولس من الخدمه حضر لزيارة الخرطوم ليحل ضيفا علي السيد عبدالرحمن مما اثار ثائرة الانجليز اما ارثر ( الحاكم العام) ففي سنه 1957 كان يعاني من كبر السن والمرض والفقر مما اضطر السيد عبدالرحمن ان يبعث له بهديه عباره عن الف جنيه ورد الحاكم العام برسالة منها (ولا اجد من الضروري ان اذكر الهديه الاضافيه غايه في العون وستكفل لي الراحه حتي نهايه ايامي فانا الان في السادسة والسبعين).

    هل كانت وظيفة عبدالوهاب البكري اهم من وظيفة الحاكم العام التي ضحي بها؟؟ ام هل ان السيد عبدالرحمن اقرب الي الحاكم العام المسيحي؟؟ من قرب عبدالوهاب الي بني وطنه وزملاء السلاح.

    مما يذكر قديما ان احد المحكومين عليهم بالاعدام في سجن كوبر لم يمت بعد تكرير محاولة الشنق للمرة الثالثه وعندما اراد مامور السجن الانجليزي ان يعيدالكره اعترض احد الظباط الانجليز ورفض ان ينصاع لاوامر رئيسه لان المسجون قد تعذب بما يكفي واعترض بجسمه رئيسه ومنعه من تنفيذ حكم الاعدام وانتهي الامر بمحكمه جديده استبدل فيها الاعدام بالسجن

    وهنك قصة المفتش الذي اتاهو رجل علي جمل ويحمل خطاب امر باعدام حامله وبعد السؤال عرف المفتش ان الرجل كان يعرف محتوي الخطاب وعندما ساله لماذا لم يهرب قال الرجل بانه لايريد ان يخجل اهله. فرفض المفتش الانجليزي اعدامه وكتب استرحاما ودافع عنه الي ان حول الحكم الي السجن وهذا المفتش الانجليزي ضن علي الموت برجل شجاع شريف الم يكن في امكان عبدالوهاب ان ينسحب من تلك المحاكمه؟؟

    في منتصف اللخمسينات كان الباشكاتب للمديريه في ملكال هو العم رستم وابنائه عبدالمنعم واحمد معي في المدرسه وسمعتهم يفتخرون بان جدهم قد حاكم علي عبداللطيف وعندما كنت اقراء كتاب (دفع الافتراء) لمؤرخ السودان محمد عبدالرحيم جد هاشم بدرالدين وهاديه زوجة الكاتب والشاعر يحي فضل الله واخرين شاهدت صورة رستم بشكله التركي وشاربه الضخم والان اتذكر مصري اخر يحاكم عبدالخالق ومصري اخر كممثل للاتهام يشاركه ممثل للاتهام بلا لون ولاطعم اذا لم يكن ممثل الاتهام في محاكمه عبدالخالق لما اهتم به انسان فحتي زملاءه لايذكرونه وليس له اصدقاء بينهم وليس غريبا ان يكون مليئا بالحقد الي هذا اليوم اتجاه شخص وهب حياته للشعب السوداني . وتالم كل العالم لموته

    الغريب ان عبد الخالق سمي علي الصاغول عبدالخالق مامور ام درمان الذي انتهت جنازته بمظاهرة هادره كالشراره التي اشعلت ثورة 1924.العم محجوب عثمان كان يؤمن بوحدة وادي النيل وكان متاثرا بمصر لدرجة انه كان يتحدث باللهجه المصريه وهاهي مصر تشنق ابنه .

    ولقد قال السادات (الاتحاد قد ولد قويا وقد ظهرت انيابه في السودان)وكان يتحدث عن اتحاد مصر والسودان وليبيا

    العم قسم السيد خلف الله والد خلف الله وعبدالرحمن وعلي ومحمود وحليم واخرين شارك في ثورة 1924 وانا اظن انه فارس العشره. بعد انسحاب السودانين الي ام درمان تركوا احدهم في الماسورة في المقرن وقد اعاق تقدم الانجليز الا ان قتلوه بالدخان وفي الجزيرة علي النيل تمترس اثنان احدهم كان في العشرة والاخر قتله الانجليز من ظهر الباخره وعندما نزلوا لاخذ سلاحه وحمل جثته انهال عليهم الرصاص من العشرة واذكر انني قلت

    يافارس العشره كتا علي البلد عشرة
    براك ب اب عشره جدعتهم عشرة

    لم تثبت اي تهمة علي العم قسم السيد خلف الله ولكن طرد من الخدمه واجبر علي مشاهدة اعدام زملاءه فتبرع بمنزله في شارع المورده لكي يصير ناديا للظباط وكان من افخر البيوت في السودان وفي اكبر شارع في السودان وارتحل بالقرب من قبة الشيخ البدوي الي منزل متواضع هذا البطل كافاته مصر علي تضحياته بان طردت المخابرات المصريه ابنه الظابط خلف الله قسم السيد من الخدمه في بداية مايو...طيب الله ثراه

    علي اثر تلك المحاكمات الجائره صدم الناس خاصه السودانيون لان هذه الاشياء ليست في طبيعتنا ان نحقد فنحن شعب نبيل متسامح. فبعد ان تحالف المك شاويش مع اسماعيل باشا بعد ارجاع ابنته مكرمة طارد شاويش المك نمر وعندما ظفر به بعد المعركه جلس المك نمر علي فروته فصد عنه شاويش . وربما لان جد شاويش الاول واسمه كذلك شاويش قد قتل في دنقلا علي فرته .

    شاويش الكبير كان يغير علي الدناقله . فارسلو من ابتاع لهم خفيه الف بندقيه ففوجاء شاويش وهزم بسبب الاسلحه الناريه فجلس علي فروته وقتل ولكن البديريه والدناقله ارجعوا اهله وجنوده بعد ان زودوهم بالمراكب والزاد.

    وفي حرب العقال بين بني جرار والكبابيش عقلوا جمالهم وبهايمهم واتفقوان المنتصر يحوذ علي النساء والانعام الا ان بني جرار بعد المعركه ردوا النساء مكرمات الي بلادهم واذا لم تخني الذاكره فان معركة العقال كان اكبر من معركة القرطاس وهي من اكبر المعارك القبليه في السودان وكانت بسبب قافله محمله بالسكر وامتلاءت الصحراء بالقرطاس الذي يلف فيه السكر ولا شك نحن احفاد هؤلاء ولكن من اين اتي عبدالوهاب وامثاله؟؟؟
    لقد ذكر لي الاستاذ محجوب عثمان ان خبر شنق عبدالخالق قد اصابه بصدمه لدرجة انه كان قريبا جدا من الانتحار.
    الرائد محمود ابوبكر مؤلف النشيد الوطني (صه ياكنار) حارب في ليبيا مع الجنود السودانين الذين ساعدو في تحرير ليبيا وهناك فقد الظابط عثمان حسين ساقه وهو الشقيق الاكبر لحسن حسين قائد الانقلاب المشهور . لمحمود ابوبكر قصيده اخري يتمني فيها لليبيين ان يكون لهم شان لان وضعهم في الاربعينات كان سيئا وحالتهم مزريه وينقصهم كل شئ حتي التعليم فجاء صار القذافي يتحكم فينا وتعاونت المخابرات المصريه مع المخابرات البريطانيه واختطفوا الطائره البريطانيه التي كانت تقل بابكرالنور وفاروق حمدنالله وقامو بتسليمهم للنميري لكي يعدمهم.و لا ادري لماذا لم يتشفع ال المرغني لفاروق حمدنالله فهو متزوج بنايله ابنة الخليفه النور الخليفه الاول للسيد علي وشقيقة علي المسمي علي السيد علي

    وتوجهنا عشره من السودانين نحو السفارة الليبيه تدفعنا الغيره الوطنيه ورفض فكرة ان يسير الاخرين امورنا بعضنا لم يكن يهتمون بالسياسيه اذكر منهم د.طبيب سري محمد علي الذي عاش انقسام الجزب الشيوعي في الخرطوم وله قصيده

    منها ثيراننا الكبيرة الحمراء قد اصبحت تسير الي الوراء

    وفي اخر يقول

    حمام السلم الاحمر يشوي وغصن الزيتون تاكله البقره.

    ومحمد عبدالرحمن ابوالقاسم(ودالهاشماب), حسن بشير عريبي(من ابناء ام درما حي العرب) ووداعه عثمان ابن خاله الفنان الكبير ابراهيم عوض عبدالمجيد والمرحوم الريح صديق البلوله وحمزه محمد مالك وهذه المجموعه ليس لهااي نشاط سياسي وان كنت قد اعتقلت وطردت من براغ سنه 1970 والي الان لا انتمي الي الحزب الشيوعي السوداني الا اننا جميعا كرهنا ( الحقاره) واذكر ان السفير الليبي يستعطفني قائلا(انت سيدي انا ابوس رجلك)وصدرت الصحف في اليوم الاخر تقول السفير الليبي يتلقي ضربه بكرسي علي راسه وعندما حضر السفير للسجن للتعرف عليناالسبعه بداء يصرخ ( اهو ده شيوعي هيبي ابن كلب) فهجمت عليه فأحتمي خلف رجال البوليس الذين كانو يضحكون.

    قوة البوليس التي اوقفتنا ونحن في طريقنا الي السفاره المصريه بعد اجهزنا علي السفارة الليبيه كانت ضخمه ولا تتناسب مع عددنا القليل ولكن بعد اعتقالنا عرفنا انهم كانو يخشونا علينا من الهجوم علي السفاره المصريه التي كان متاهبه ولهم اسلحه ناريه ككل السفارات.

    هولاء الذين شاركوا في الهجوم علي السفاره الليبيه كانوا طلبه في العشرينات والبطل عبدالوهاب لايزال غير نادما علي شنق عبدالخالق.

    شوقى

                  

07-24-2007, 08:56 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    الشهيد
    -------------------

    قصيدة لمحجوب شريف .


    صدقنى أنا لا قيتو امبارح
    لا بحلم كنت ولا سارح
    كان باسم وشامخ كالعادة
    نفس الخطوات البمشيها
    نفس الكلمات الوقادة كان فاتح قلبه على الشارع
    صحيح أنا قبلك صدقت
    جريت وبكيت لما سمعت
    يوم نفذوا حكم الاعدام
    كنه بكل تفاصيلو
    جسمو .. لونو .. ضحكو .. صوتو
    مشيهو وطولو
    لاقانى وبحلف نتأكد
    لا طيف لا واحد من جيلو
    فوجئت حقيقة وبصراحة
    لو مش أبعادو الشخصية
    والسوق .. الحركة هدير الكارو
    حديث المارة مع الباعة
    والناس ، الداخل للبوسته
    الطالع منها ، والساعة
    زى سبعة صباحا ، والشارع
    مليان عمال وأفندية
    وفى طول الوقت وكنت بفكر
    امكن بحلم
    امكن كل الحاص اشاعة
    بس لكنى جرية قريت أيام المحنة
    سمعت اذاعة
    وكل الزملا الشهدا ، شرفنا
    صانو شرفنا بكل شجاعة
    واستبسالم كان فى الدنيا
    حديث الساعة
    وشفت بعينى
    فتشو بيتنا وبيت جيرانا
    رفعت ايدى
    مرة الدبشك ، ومرة السنكى
    ومرة زناد ما بين عينى
    دا كلو تمام انا وعشتو
    لحظة بلحظة مشاهد حيه
    بس لكنو هداك قدامى
    كمان شايفنى بعاين لى
    وفطول الوقت .. كنت بفكر
    امكن بحلم
    امكن امانى
    امكن بشبهو واحد تانى
    وفجأة الصوت اياه .. عرفتو
    عرفتو الما بغبانى
    "يااخينا ازيك"
    اهلا مرحب .. ايوه اتفضل" نادانى
    مشيتلو.. مصدق وما مصدق
    سلمت بقلبى واحضانى
    وشعرت كأنه بيعرفنى
    شعرت كأنه بيقرانى
    راجل نكته عميق ومهذب
    رائع جدا وانسانى
    ولما جمعنى وشجعنى
    سألتو بدهشة عن الحاصل
    قاطعنى .. "بتعنى الاعدام؟
    اعدامنا .. بتقصد اعدام؟
    الموت لو شنقا حتى الموت
    الموت .. لو رميا بالرصاص
    ما هو الموت"
    "الشعب يقرر من الحى والميت مين
    الشعب يقرر مين الحى والميت مين
    ونحن عمرنا القدام
    الحزب .. اليقظة .. الاقدام
    الحزب .. اليقظة .. الاقدام
    الحزب .. اليقظة .. الاقدام"
    وبسرعة انكسر الميدان بالناس

    عشرات العشرات

    أطفال .. عمال .. وطليعيين

    وبنات طيبات

    ومنشورات
                  

07-24-2007, 10:19 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    جيلي عبد الرحمن , شاعرا عاش حبا ومات حبا وأورثنا حبا
    رثي رفاقه وصحبه وكا ن كلما مات أحدهم مات جزء منه :

    الشهيد /عبد الخالق محجوب :
    _____________________________

    رؤية

    وأراكم عبر هامات الليالي
    والمهانات المسافات الطوال
    تنحتون الجدر الحدباء .. في صمت الظلال
    صرختي أزت علي الجير شيوعي شيوعي
    وأنا أعلم وجل العمق وعمق الوجل
    كلمات نيئات في الخوان الثمل
    وضمير السادة النقاد
    الوان المونيكير .. الربيعي
    لا رتوش الان فالحرف مقاصل

    المنحني:
    إيه يا طلق المحيا.. والحجي
    ها أنا أرسف في قاع السلاسل
    والافاعي مثل أنياب الدجي
    تنفس السم علي وجه السنابل
    هل مضي الصيف؟ وقد لقنته
    قصة الموت الذي قام يقاتل !

    من الطارق :

    عبد الخالق !
    يا أيادي الله... قالوا ضعت من غير سرادق
    أين أطفوا زهرة الليمون
    والعطر حدائق؟
    نصبوا للشمس أعواد المشانق !
    - يا حبيبي
    - تدلف الفرحة من من سجن الشرانق
    - ورأيت القتلة
    - مثل فئران الخنادق
    - وهدير المقصلة
    - مثل أفراح البيارق
    - كانت الخرطوم شعرا...
    - يشعل الليل حرائق...


    العريس وطحالب القاع :

    وانتظرناك علي الشوك طويلا
    ولهثنا في حقول القيظ
    سنطا ونخيلا
    كنت تزهو في ذراع الثائر المهدي سيفا
    يحتسي المحروم منه
    قطرات الشهد صيفا
    كان سيفا أحمر الحد.. صقيلا
    وعبابا من جماهير تغني للنسايم
    كيف سال الحزن مهراقا
    علي زغب الحمائم؟
    وارتعدنا ، وانتفضنا
    حين أزمعت الرحيلا



    الشهيد / الشفيع أحمد الشيخ :
    ________________________________

    ينوء قلب الشاعر
    إن كان دم الشفيع
    تشربته الأزاهر
    واخجلتا للربيع!

    ..............

    المجد للمسيح
    علي حبال مشنقة
    فالتلعننا الريح
    والجباه المطرقة
    أن أعولت في صمتها
    تسربلت بموتها
    ولم يضئ خطوها الضرير .. رعد صاعقة


    الشهيد/ عبد المجيد شكاك :
    _________________________

    إن داء الحزن أرداك الغفارا !
    لن يسوقوا البحر للمنفي
    وقاع الموج فينا
    لن يجف الحب في القلب دفينا
    _______________________________


    الـمصدر: منتديات " سودانيات "
    خالد الحاج
    09-05-2006
                  

07-24-2007, 10:56 PM

Adil Ali
<aAdil Ali
تاريخ التسجيل: 10-25-2003
مجموع المشاركات: 1641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    الحبوب بكري الصايغ....عساك بخير،
    تأريخ وإحياء ذكرى 19-23 يوليو، وتوثيق وتحليل ما حدث وما جرى بعد ذلك، أمر في غاية الأهمية. ولكن عزيزي الـTabloid-style statements مثل التي ظلت تطلقها فاطمة أحمد إبراهيم يمنة ويسره منذ عودتها الى السودان وتتلقّفها صحف الإثارة تشوّه مثل هذا التوثيق ولا تفيده.
    لك الود،

    ع ع
                  

07-25-2007, 08:35 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: Adil Ali)

    الاخ الحبيب الحبوب،
    عـادل عـلي،

    تـحـياتي ومودتي، وشـكري علي مـساهمتك القيـمـة ومشاركتك بالرأي والـمشورة.

    اقول لك وبكل صـراحة انـني احيانآ وفي عملية التوثيق الأمـين النزيــه لتاريخ احـداث وقعت في السـودان وأجـد بعض المعلومات التي اتردد في تسـجيلها ولكن سـرعان مااترك العاطفة جـنبآ واسـجـلها كما وقعـت بـدون اي حـذف او تعـديل او اضـافات من عـندي لانها اولآ هـي احـداث قـد وقعـت او اقوال قيلت وتداولتها الألسـن او غـدت معروفة حـتي وان تجاهلت رصـدها.

    هـنا في المانيا لايخـجلون من رصـد او الكتابة عـن اي حـدث تاريخي وقع في بلادهـم. اجـد كتاب التاريخ يقلبون في كل الكتب القديمة وبحـثآ عـن الحقائق بعيـدآ عـن مجاملات او خـجـل من احـداث مـؤلمة او غير انسانية ووقعت في المانيا. كتاب التاريـخ والـمؤرخـون يكتبون وبكل ضـمير حـي ان المانياالنازية في سنوات الاربعينيات ارتكبت مجـازر واعـدمت الملاييـن وحـرقت الآف المدن والقري واغتصـب الجنود الأف من نساء الروس والبولندييـن وخـطفوا اطفال المجر ليجـروا عليهم تجـارب في المعامل الطبية وكتب العلماء الالمان ايضـآ ان المستسفيات المانية كانت تقوم بسـحـب الدماء من المعتقليين وحـتي اخـر نقطة في ابـدانهـم.

    فـتح الالمان ملف سـيـرة حـياة ادلوف هـتلر بهدف معرفة لماذا كان هـو بهذا السـوء والسادية، هـل هـي نتيجة تربية خاطئة ام عاني من مركب نقص ام كان مصابآ بشـذوذ وعـجـز جـنسـي جـعله حـاقـدآ علي الـجـميع???.

    واقول لك بكل صـراحـة ياأخ عادل، انني قـد ثاثرت بالمدرسـة الواقعية الالمانية في كتابة التاريـخ والتي تقول " سـجـل الوقائع والاحـداث كما هـي كماوقعـت فهي ليسـت ملكك وتتصـرف فيها كما تشـاء ".

    الكتاب المصريون لايتركون صـغيرة او كبيرة في عـن احـداث وقعت في بلادهم الا وسـجـلوها بكل امانة وبلا خـجـل او تورية، لذلك نجـ ان تاريخهم غـني وثري بالاحـداث منذ عصـر الملك مينا الاول وحـتي اخـرهم مبارك.

    لـم تخـفي اميريكا شـي عـن وقائع ذبح الهـنود الحمر واغيال مخابراتها لكـنيـدي.

    التاريـخ ياعادل لايـعـرف الـمجـاملات.

    لك مـودتي، واتمـني ان تواصـل.
                  

07-25-2007, 11:00 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    من رسائل فاطمة إبراهيم إلى جعفر النميري وبابكر عوض الله.
    ----------------------------------------------------------
    بقلم: النور:
    الحزب الشيوعي السوري:

    النور- 267

    (1/11/2006)

    تلقت المناضلة فاطمة إبراهيم، رفيقة الشفيع أحمد الشيخ وزوجته، خبر إعدامه بشجاعة ورباطة جأش، وهي في الإقامة القسرية، يوم 26 تموز »يوليو« ،1971 وقد وجهت رسالة إلى النميري جاء فيها:
    »كان من الممكن أن يموت الشفيع في التاريخ نفسه بحمّى أو سكتة قلبية على سريره، ولكنه مات ميتة الأبطال يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم. لقد مات وهو يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة، وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته.
    وفي تجريد الشفيع من »وسام النيلين« منحه فرصة لاختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه، كما يتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من أجل الشعب السوداني عامة والطبقة العاملة السودانية خاصة. يكفيه فخراً ورفاقه أنهم تسلموا راية الكفاح من أجل الاستقلال بمحتواه السليم والتقدمي، وتعرضوا من أجل ذلك للسجن والمطاردة. يكفيه فخراً أنه ورفاقه الأوائل رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الأصيلة وناضلوا من أجل توحيد الشعب والدفاع عن مصالحه، ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية. يكفيه فخراً أنه من قادة الطبقة العاملة المخلصين وابن بار لها. عرفه الشعب السوداني جسوراً وقائداً متواضعاً، ناضل حتى اللحظة الأخيرة من أجل حياة حرة وكريمة للشعب السوداني..«.


    كما وجهت رسالة إلى السيد بابكر عوض الله، وزير العدل، يوم نفّذ حكم الإعدام بالشفيع، جاء فيها:
    »إلى وزير العدل في بلد اغتيل فيه العدل! إلى رجل القانون الذي وئد القانون أمام سمعه وبصره، وتحكّم الحقد وعمّت الفوضى.. أكتب إليك في موضوع أساسي يتعلق بالعدالة وسيادة القانون وأبسط حقوق الإنسان، ألا وهو محاكمة الشفيع وتنفيذ الحكم عليه بالإعدام بواسطة محكمة عسكرية سرية، لم يمنح فيها حقه المشروع في الدفاع عن نفسه. وبصفتك رجل قانون، لا يكفي فقط أن تقتنع السلطة الحاكمة وحدها بعدالة المحاكمة، بل يجب أن يقتنع الرأي العام وتقتنع أسرة الشهيد المظلوم كذلك بالاطلاع على حيثيات الحكم والمحاكمة.. فقد تمت محاكمته في ساعات وتم إعدامه في لحظات، وهو كما تعلم مدني لم يحمل سلاحاً في وجه أحد في يوم من الأيام، وتاريخ نضاله المشرف يثبت ذلك«.

    --------------------------------------------------------------------------------
                  

07-25-2007, 11:56 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    الغالى بكرى
    استميحكم العذر لنقل ما أوردتموه سابقا وما سيأتى لاحقا بخصوص 19 يوليو الى موقع آخر لاثراءالنقاش فى الموضوع أعلاة..وتقدمت لكم بالشكر مقدما مع الاشارة لسودابيزأون لاين,وقد رأيت اطلاعكم الامر مع ثقتى الكاملة فى انكم توافقون على ان نستفيد من مجهوداتكم للمصلحة العامة
    فائق تقديرى واحترامى
    أخوكم
    محمد مكى
                  

07-25-2007, 12:28 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: محمد مكى محمد)

    الأخ الـحبيب الحـبوب،
    تـحـية الـود والاعـزاز، وتشـرفت بـحـضـورك.

    كـل طـلباتك عـلي العيـن والرأس.

    هـل تـصـدق ان مـوضـوع انقلاب 19 يوليو 1971 ومابعـده من احـداث احـتلت اهـتمام الكتاب والمـؤرخـون والـمهتمون بالتريـخ بـدرجة كبيـرة لـم تـجـدها اي احـداث اخـري وقعت في تاريخ السـودان القديم او المعاصـر، والدليل علي انه وماان تاتي مناسـبة الذكري كـل عـام الا وتجـد الاقلام والكتاب قـد راحـوا ويتسابقون في كـشف المـزيـد من المـخـفي عـن الجـماهـير. جـهة واحـدة فقـط التزمت الصـمت المطـبق وترفض المشاركـة في فتـح باب النقاش حـول 19 يـوليو 1971 وهـي القوات المـسلحة. في عام 1975 تقـدمت بطلب لوزارة الـدفاع للسـماح لي بالاطـلاع علي بعـض الحـقائق عـن محـاكم " الشـجـرة " متعـللآ بانني قانونـي واود الاستفادة من حـيثيات المـحاكمات ووجـدت الرفض التام وعـدم قبول طـلبي بـحجـة انها اسـرار عسـكرية!!!.

    اهـتم حـاليآ بتوثيق اي شـي سـوداني وليـس شـرطآ احـداث 19 يـوليو 1971،وعـنـدي رغـبة جـامحـة في تاليف كتاب عـن " القصـر" والمـسمي حاليآ
    " قصـر الشعـب " منذ عام 1883 الي عام 2007 "، ولماذا واغلب الرؤساء الذين حكـموا البلاد منـه قـد ماتوااو لقيـوا حـتوفاتهـم في ظـروف غـريبة اوبانقلابات???.
    اللـه يـدينا العـمـر.

    لك مـودتـي وامنياتي لك بالتوفيـق.
                  

07-25-2007, 12:26 PM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر كلماتهم قبل الإعدامات.. عبد الخالق ، ..الشفيع.. والآخرون . (Re: بكري الصايغ)

    الاستاذ بكري الصايغ

    شكرا لك على هذا البوست القيّم

    متابعة باهتمام

    واصل

    لك التقدير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de