البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 01:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2007, 04:16 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق!

    مدخل :

    تُقدم لنا أسئلة كثيرة عن التوجه الاقتصادي للحزب الليبرالي، أي تبنيه لاقتصاد السوق (الاجتماعي) من جهة، ونقده لنمط الاقتصاد السائد في السودان، والذي يتحكم فيه جهاز الدولة، والذي أسميناه بالاقتصاد الجبائي أو اقتصاد الدولة الجبائية من الجهة الأخرى.

    هذه الأسئلة بالغة الأهمية، كوننا نزعم إن الحزب الليبرالي يطرح طرحا جديدا ومتميزا ومغايرا عن النهج الاقتصادي للنخب العسكرية والمدنية التي حكمت السودان، وملامح النظام الاقتصادي الذي بنته، وهو الاقتصاد الجبائي الاستهلاكي، ومن ثم نطرح طرحا جديدا يتمثل في الدعوة لاقتصاد السوق (الاجتماعي) في السودان بصورة صريحة وواضحة.

    في المقال الحالي نحاول أن نشرح مواقفنا تلك، وكذلك نحاول إيضاح تمييز دعوتنا لاقتصاد السوق عن الممارسات الطفيلية للنظام الحاكم، والتي لا علاقة لها مع علاقات واقتصاد السوق، وتشكل أسؤأ إشكال اقتصاد المافيا، باعتباره الوليد الدامي الأخير للدولة الجبائية.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 07-09-2007, 04:31 AM)

                  

07-09-2007, 04:18 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    الاقتصاد الجبائي الاستهلاكي وجهاز الدولة السودانية:

    في تحليلنا لنمط الاقتصاد السوداني السائد منذ الاستقلال، والموروث من الدولة الاستعمارية، حللناه بأنه اقتصاد جبائي في المقام الأول، يقوم على دور جهاز الدولة في امتصاص الفائض الاقتصادي في القطاعين التقليدي والحديث، وذلك عن طريق جباية الضرائب والجمارك وتوزيع الامتيازات الاقتصادية على المحسوبين، وتعطيل آليات السوق الحر عن طريق تدخل الدولة بسياسات المحاباة والفساد والحفاظ على العلاقات القديمة الإقطاعية وشبه الإقطاعية الخ.

    هذا النمط من الاقتصاد لا يعتمد على قوانين وآليات السوق البتة، بل يعتمد على جهاز الدولة. إنه ليس رأسمالية للدولة حتى، حيث تمارس الدولة البناء والتنمية، كما في الدول الاشتراكية سابقا أو في مصر الناصرية، بل هو نموذج اقتصاد استهلاكي تتحلل فيه الدولة من واجباتها الأساسية، من توفير الأمن والبنية التحتية، وتتدخل بفظاظة لتسرق جهد الناس لتعيد توزيعه على موظفيها وبيروقراطيتها والمستفيدين منها.

    ليس من الغريب أن بنت هذا النمط من الاقتصاد الأحزاب الطائفية، والتي بنت ثروات قياداتها أساسا بالاعتماد على جهاز الدولة الاستعمارية، والامتيازات التي منحها لها، كما بنت جزءا منها بناء على استنزاف الجماهير واستغلالها في ممارسات السخرة والعمل غير مدفوع الأجر وسرقة الفائض من المواطنين اعتمادا على التدجيل الطائفي، كما فعل عبد الرحمن المهدي في الجزيرة أبا وكما فعل المرغنية في الشمالية وفي شرق السودان.

    لم يكن غريبا كذلك، أن يطرح الحزب الأكثر تقدما وسط تلك القوى التي استولت على السلطة في السودان بعد الاستقلال، أي الحزب الوطني الاتحادي شعار "تحرير لا تعمير"، وكأن التحرير يمكن أن يتم دون تعمير. من الملاحظ هنا أن الحزب الوطني الاتحادي كان مدعوما من قبل الرأسمالية التجارية "الجلابة"، وهي فئة لا تستثمر صناعيا ولا زراعيا، وإنما يقوم نشاطها الاقتصادي الأساسي على إحتلاب الفائض. وعندما توحد الحزب الوطني الاتحادي مع قيادة طائفة الختمية في الحزب الاتحادي الديمقراطي، فان الطابع التجاري والتحديثي فيه قد انخفض، ليتحول إلى حزب تجار وإقطاعيين لا يفهموا شيئا غير إحتلاب الريع وانتزاع الجباية، دون أي برنامج تنموي، رأسماليا كان أو اشتراكيا.
                  

07-09-2007, 04:19 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    في هذه الحالة دعا حزب التجار والإقطاعيين هذا في برنامجه وشعاراته إلى بناء الاشتراكية الديمقراطية والجمهورية الإسلامية، في استهبال سياسي ليس له مثيل. حيث أن الاشتراكية الديمقراطية تتناءي عن الليبرالية الاقتصادية، بينما الجمهورية الإسلامية تتناقض مع الليبرالية السياسية والاجتماعية، في حين يطرح هذا الحزب انه حزب الليبرالية السودانية. هذا التوجه الجبائي الاستهلاكي لهذا الحزب الطائفي وهذه التناقضات الفكرية توضح ضعف أصالة هذا الحزب وكونه يدعم التوجه الجبائي الاستهلاكي الممارس من قبل سلطة الدولة، لذا فان هذا الحزب لم يكن عندنا حزبا ليبراليا بأي حال.

    حزب الأمة من جانبه كان يتبني نفس الطرح عمليا، وان كان يمارس التدليس الفكري والتخليط النظري، حيث لم يقل هذا الحزب يوما انه مع اقتصاد السوق أو الاقتصاد الدولتي، ولا يزال غامضا في هذا الإطار. في المقابل فانه في الممارسة كان يكرر نفس النمط ، أي إحتلاب الفائض - الريع - وتدويره وسط جهاز الدولة، بينما أهمل تماما قضية التنمية بأي أفق كانت، لذلك فقد انهار القطاع التقليدي تحت حكم هذين الحزبين، ولم يتطور القطاع الحديث، خالقين بذلك اقتصاد الأزمة واقتصاد الاستهلاك واقتصاد الريع والجباية الذي تحدث عنه الإعلان السياسي للحزب الليبرالي.

    الحزب الشيوعي من جهته، تبني نمط رأسمالية الدولة الستاليني، وكان يدافع عن دور للقطاع العام ويحارب القطاع الخاص، غير مدركا انه بهذا الشكل ينخرط في نمط الاقتصاد الجبائي السائد، فالاقتصاد السوداني لم يكن في تاريخه اقتصادا رأسماليا يعتمد على آليات السوق، وإنما اقتصاديا تقليديا جبائيا قائما على استنزاف القطاع التقليدي من قبل جهاز الدولة.

    إن هجوم الشيوعيين على القطاع الخاص وعلاقات السوق المتبرعمة، ورغم انه ينبع من التوجه المعادي للسوق عموما في النظرة الشيوعية، إلا انه في السودان كان طرحا رجعيا بامتياز، لأنه شكل انحيازا في الحقيقة للبنية التقليدية للاقتصاد الجبائي، الموروث من الدولة الاستعمارية، ومحاربة للعناصر الثورية من الرأسمالية السودانية التي كانت تشق طريقها بشق الأنفس، وسط العلاقات الاقتصادية الإقطاعية القديمة، والتي واجهها جهاز الدولة الذي كان يضيق عليها الخناق ويقمعها بالمحسوبية والفساد والاستنزاف.

    لم يكن غريبا أذن أن يعمد النظام المايوي، والذي تم بناؤه على الأسس العامة للبرنامج اليساري في السودان، وعن طريق شيوعيين سابقين، إلى السير في هذا الطريق الجبائي، وان يتم الاحتلاب والاستنزاف هذه المرة لصالح البيروقراطية العسكرية والمدنية التي تحلقت حول النظام، بدلا من أن يذهب لمحاسيب الأحزاب الطائفية. هنا أيضا ليس من الصدفة أن رجالات مايو كانوا في معظمهم من ضباط الجيش الذي لم يعرفوا العمل الإنتاجي في حياتهم، بل كانوا يمارسوا التبطل والبطش بأموال الشعب، ومن طائفة الموظفين البيروقراطية التي أيضا لم تعمل بالإنتاج يوما، والتي لا يهمها تطوير القطاع التقليدي أو الحديث، بقدر ما تهمها امتيازاتها التي تعود إليها من سيطرتها على جهاز الدولة.
                  

07-09-2007, 04:21 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    البقرة العجفاء التي تحلب دما:

    في ظل استمرار هذا الاقتصاد الجبائي، والذي كان خفيف الوقع نسبيا في الزمن الاستعماري، حيث كانت الدولة خفيفة وتعتمد على سرقة الفائض بأساليب أخرى - اخذ الخام للمركز وإنتاجه هناك في المقام الأول لسوق المركز - ، وحيث كانت الكثافة السكانية ضعيفة، وكان القطاع التقليدي يتميز بالتوازن الأيكلوجي وقادرا على إطعام سكانه، ما لبثت انعكاساته السلبية أن تطورت مع الزمن، بتوسع وتضخم الجهاز البيروقراطي للدولة الذي يجب الصرف عليه، والانفجار الكبير في الزيادة السكانية، وتدهور الإمكانيات البيئية للقطاع التقليدي وتقلص قدرته على إطعام سكانه، ناهيك عن تكوين فائض يمكن احتلابه.

    يعتبر علماء الاقتصاد والبيئة، العام 1975 هو العام الذي وصل فيه القطاع التقليدي في السودان إلى مرحلة النقطة الحرجة في التوازن البيئي، أي المرحلة التي تكون فيها الأرض والموارد غير قادرة على إطعام السكان، في ظل الإنتاج المعيشي القديم . منذ ذلك الوقت ابتدأت المجاعات والنزاعات المسلحة في القطاع التقليدي، وخصوصا في غرب السودان، والتي وصلت إلى حدها الأقصى في مجاعة عام 1984، بينما الدولة مصرة على استنزاف ما لا يمكن استنزافه، في ظل ذهول كامل عن تطوير البدائل التي يمكن أن تحقق التنمية في تلك المناطق وفي القطاع الحديث الصغير الذي تم إهماله هو الآخر.

    لقد كان القطاع التقليدي هو الضحية الأولى لاقتصاد الدولة الجبائية، وكان هو البقرة الحلوب التي تعتاش عليها الدولة الاستهلاكية وبيروقراطيتها المتعطلة ، ولكن البقرة قد أصبحت مع الأيام عجفاء، وبدلا من اللبن فان استمرار حلبها لكان لا بد أن يؤدي إلى أن يحلب ضرعها دما، وهذا ما كان في السودان، أن رشح الدم في السودان منطلقا من القطاع التقليدي الذي استهلك حتى نزف دما بعد أن كان يحلب لبنا.

    نظام الطفيلية الإسلاموية والذي أتى استغلالا للأزمة، لم يكن بحكم تكوينه واعتماده على راس المال الطفيلي وإنبتات كوادره المهووسة عن القطاع التقليدي وكذلك عن العناصر المتقدمة في القطاع الحديث - العمال، التجار، الصناعيين - وانعدام أي معارف اقتصادية عنده، بل وتدجيله بوجود نمط اقتصاد ثالث بين الاقتصاد الحر والاقتصاد الدولتي، لم يكن مؤهلا لان يقدم أي حل لقضية التنمية في السودان، وما كان له إلا إن يسير في طريق الاقتصاد الجبائي الاستهلاكي الطفيلي المعتمد على استغلال جهاز الدولة، والذي بناه بقوة الحديد والنار وباستخدام مفرط للعنف.

    كلنا نذكر كيف قتل الناس لأنهم امتلكوا مالا وكانوا خارج جهاز الدولة ( الشهداء مجدي وجرجس الخ) وكيف حُطمت الرأسمالية الصناعية والتجارية الصغيرة في السودان ( الشيخ مصطفي الأمين، ود الجبل) الخ، وكيف بنيت طبقة طفيلية تماما، معتمدة على جهاز الدولة (الطيب النص، صلاح كرار، عصام الترابي، على عثمان، الخ).
                  

07-09-2007, 04:22 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    الصراع السياسي للسيطرة على جهاز الدولة وفق هذا التحليل، كان صراعا للسيطرة على الريع أو الفائض، من قبل طفيليي الأحزاب التقليدية أو ضباط الجيش والبيروقراطية المدنية والطفيلية الإسلامية. دخول حركات الهامش لم يغير من الأمر كثيرا، حيث لم تكن تملك أي برنامج للتنمية: وفق آليات السوق الحر أو وفق خط دولتي ( رأسمالية الدولة) ، وإنما كان كل همها هو أن تشارك في السلطة لتأخذ نصيبها من الكيكة، ولذلك كانت شعاراتها ( إعادة تقسيم الثروة ) بدلا من تطوير الثروة وبناء نمط مغاير للاقتصاد. وقد رأينا بعد أديس اببا وبعد نيفاشا وبعد ابوجا كيف انخرطت هذه القيادات في نفس السياق الجبائي الطفيلي الفاسد المفسد، ونست مواطنيها الذين يعيشون في العوز والجوع.

    وبحكم ازدياد التعليم وتوسع فئة الأفندية والضباط والعناصر المرتبطة بجهاز الدولة من جهة، والتقلص المستمر في الفائض الاقتصادي المتكون في القطاع التقليدي نتيجة لانهيار هذا القطاع من جهة أخرى، كان لا بد للصراع السياسي حول جهاز الدولة أن يقوم على الإقصاء والإحلال، أي إقصاء العناصر الطفيلية التقليدية للنخبة - قيادات الطوائف والعشائر والأحزاب الطائفية - وإحلالها بعناصر جديدة - عسكرية أو مدينية الخ - ، وان تدخل الحلبة نخبة الهامش التي نمت، مطالبة أيضا بحصتها.

    لهذا ما كان للصراع أن يكون سلميا، لان الكعكة لا تكفي الجميع، ولان قصعة اللبن صغيرة والنهمون كُثر. هذا ما يفسر الانقلابات العسكرية والحروبات المتعددة وبروز الانقلابيين ولوردات الحرب وكل الصراع الدموي على السلطة في السودان. هذا الصراع هو في الحقيقة صراع للسيطرة على جهاز الدولة والريع ومواصلة إحتلاب البقرة العجفاء السودانية التي ما عادت تحلب إلا دماً.
                  

07-09-2007, 04:24 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    الحزب الليبرالي وضرورة القطع مع الدولة الجبائية:

    نهج الحزب الليبرالي السوداني الاقتصادي، وربما كأول حزب في تاريخ السياسة السودانية، يهدف إلى القطع الجذري مع نموذج الدولة الجبائية ونموذج الاقتصاد الاستهلاكي الطفيلي، والذي يلعب جهاز الدولة البيروقراطي والقوى التي تقف حوله وترغب في امتلاكه الحاجز الأساسي أمام إجتراف تنمية حقيقية.

    هذا يقتضي منا البحث عن نموذج جديد للتنمية، أي بناء اقتصاد إنتاجي لا استهلاكي، وذلك عن طريق آليات السوق الحر وترشيد السياسات الاقتصادية والاعتماد على القوى المبادرة والقادرة والراغبة في الاستثمار والإنتاج، والعمل من جهة ثانية على تطوير الفائض الاقتصادي وتدويره في المناطق التي يتكون بها، لا إحتلابه من قبل جهاز الدولة وتوزيعه على الفئات الطفيلية المعتاشة عليها من السياسيين.

    هذا يفترض التقليص الجذري لجهاز الدولة، وتخفيف سيطرة الدولة على الاقتصاد، والاعتماد على قوى واليات السوق كمحرك للتنمية، وليس على جهاز الدولة الذي اثبت فشله. وفي نفس الوقت أن يقوم جهاز الدولة البسيط والصغير والمرن والذي أُعيدت هيكلته جذريا بمهامه الأساسية التي أهملها طوال عقود، في أثناء تركيزه على إحتلاب الريع وتوزيعه، وهي توفير الأمن وبناء البني التحتية وتوفير الفرص المناسبة للنشاط الاقتصادي الحر والمبادرات الاقتصادية وتصفية العلاقات الإقطاعية والمتخلفة والتي تعوق نمو الاقتصاد.

    في إطار تقليص جهاز الدولة، سيتم تقليص الجهاز العسكري الطفيلي الذي تخصص في البطش والقمع، وإعادة هيكليته جذريا، بحيث يتحول إلى قوة منتجة تمول نفسها، وبتركيزه في الحدود وإبعاده تماما من العاصمة والاستفادة منه في أوقات الكوارث الطبيعية الخ ، وكذلك بنائه وتربيته على احترام الدستورية والحياة المدنية الخ .. إن هذا سيوفر إمكانيات هائلة كانت تضيع هدرا، خصوصا إن الحزب سينهي مرة واحدة والى الأبد أي صراعات مسلحة وحروب أهلية أصبحت في حد نفسها تجارة لقيادات الجيش المسيطرين على جهاز الدولة.

    وفي نفس الإطار ستقوم الدولة المحدودة بتنزيل السلطة من المركز إلى الأقاليم، وفق نظام فيدرالي أو كونفيدرالي، بحيث أن السلطة المركزية ستقتصر فقط على صك العملة والدفاع الفيدرالي والتمثيل الخارجي وسن القوانين الفيدرالية، مما سيخفف من جيش البيروقراطية وتكاليفها العالية في المركز.
                  

07-09-2007, 04:25 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    وستقوم الدولة المحدودة بمحاربة الفساد والمحسوبية وضربهما بيد من حديد، وفي الحقيقة فانه في ظل فتح الاقتصاد لعلاقات السوق وعدم سيطرة الدولة عليه، فان منابع الفساد والمحسوبية ستجفف إلى حد كبير، إلا أن كل الجهاز القمعي والذي كان مخصصا من قبل لقمع المواطنين، سيستخدم هذه المرة لضرب الفساد والمحسوبية، والتي هي من أكثر الأمراض التي تعطل وجود نظام اقتصادي سليم وقائم على المنافسة والكسب والعمل وليس العلاقات والمحسوبية. كما ستعمل هذه الدولة على ضمان الأمن وخصوصا في الأقاليم، وستستفيد من إعادة توزيع القوات المسلحة وإعادة هيكليتها في هذا الإطار.

    وستقوم الدولة المحدودة بالتركيز على بناء البنية التحتية باعتبارها العصب الأساسي لتحريك علاقات السوق في البلاد، ومن ذلك توفير الكهرباء وبناء الطرق والموانئ. إن الفائض المتوفر من بعض الموارد المعدنية - بترول ، ذهب - الخ - وكذلك الدعم الأجنبي الخ ، ستكون كافية لبناء هذه البنية، وفي ظل نظام ديمقراطي وأنظمة عالية للمحاسبة والشفافية فان إمكانيات الفساد ستتقلص، كما إن هذا البناء سيكون في مرحلة واحدة بعدها سيستعدل الاقتصاد ويكتسب إمكانيات الدفع الذاتي.

    وستقوم الدولة المحدودة تشجيع النشاط الاقتصادي عن طريق سن القوانين المشجعة، وخصوصا في مناطق القطاع التقليدي، وذلك بتخفيف الضرائب أو إلغائها تماما، وتقديم التسهيلات الجمركية والبنكية الخ، مما سيدفع أس المال إلى الاستثمار في تلك المناطق، وإلزامه بإعادة استثمار جزء من الأرباح في تلك المناطق.

    كما ستقوم الدولة بتطوير تلك المناطق بما يتوفر من موارد في أقاليمها .. في الوقت الحالي يطرح الحزب الليبرالي بصورة عامة أن تذهب 50% على الأقل من عوائد موارد أي إقليم إلى تنمية ذلك الإقليم، بما فيه تطوير البنية التحتية والصرف على الخدمات، أما ال 50% الباقية فستذهب إلى الميزانية المركزية حيث سيعاد توزيعها ليذهب النصيب الأوفر لتطوير البنية التحتية وتمويل الخدمات في الأقاليم الأكثر تخلفا.

    وستعمل الدولة المحدودة على تطوير علاقات السوق عن طريق القوانين التي تشجع الملكية وتقننها، وخصوصا في إطار الانتقال من الملكية القبلية أو المشتركة أو ملكية الدولة ( للأرض ) إلى الملكية الفردية، وتشجيع الادخار والاستثمار، والتشجيع للدخول في الاقتصاد النقدي بالنسبة للرعاة والمزارعين التقليديين، كل ذلك عن طريق برامج تعليمية وعن طريق السياسات المالية والضريبية وعن طريق القروض البنكية وتشجيع وتمويل الاستثمار الصغير الخ.
                  

07-09-2007, 04:26 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    أما في المناطق النائية والتي لا إمكانية لبروز نشاطات زراعية أو صناعية ذات شأن بها، فان الحزب الليبرالي سيعمل على تحويلها إلى مناطق تجارية . إن الحزب يدرس الآن أن تكون هناك 8 مناطق حرة على الأقل على الحدود السودانية مع الدول المجاورة، من بينها 3 مناطق في غرب السودان ( الحدود السودانية - الليبية التشادية ( العوينات) ، الحدود التشادية - السودانية ( الجنينة) ، الحدود السودانية مع أفريقيا الوسطى. كذلك منطقة حلايب في الشمال الشرقي، منطقة سواكن، منطقة يي في جنوب السودان، وكذلك في مناطق على الحدود الإثيوبية والاريترية .

    ولأن الحزب الليبرالي واقعي ويدرك الإمكانيات الحقيقية للاقتصاد السوداني، فهو لن يزعم انه سيقوم بتقديم كل الخدمات للمواطنين في الريف والحضر كما في دول الرفاهة، ولكنه سيلتزم بتقديم خدمات على قاعدة العدالة والمساواة بين المواطنين، يكون له القدرة على تنفيذها، فيلتزم مثلا بمجانية التعليم وشموليته والمساواة في الوصول إليه في مرحلة الأساس (الابتدائية) ، على أن يكون التعليم المتوسط والعالي أهليا وتجاريا .. نفس الشيء يقال عن الخدمات الصحية الأساسية، مع ضمان تساوى الفرص لكل مواطن للوصول لتلك الخدمات الأساسية، وفي هذا لنا برامج تحت الدراسة يمكن أن نعرض بعض ملامحها لاحقا.

    إن هدف الحزب الليبرالي عموما سيكون بناء مجتمع من المنتجين، وليس مجتمع من الأجراء أو الفقراء. هؤلاء المنتجين سيكونون مستغنون بمبادرتهم وإنتاجهم عن الدولة، وحصر الدولة في مهامها الأساسية المحدودة، وإبعادها عن إهدار موارد الناس وتعطيل قدراتهم، وهذا ما نسميه بإدخال اقتصاد وعلاقات السوق إلى السودان ودعمها، بعد أن قُمعت وعُطلت طويلا من قبل الدولة الجبائية الطفيلية الاستهلاكية البعد كولونيالية .
                  

07-09-2007, 04:27 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    اقتصاد السوق والعدالة الاجتماعية:

    هذا الذي قمت باستعراضه أعلاه في لمحات خاطفة وسريعة، هو ما أسميناه باقتصاد السوق الاجتماعي . هو اقتصاد سوق بما يدعو له من سيادة علاقات السوق وفتح أبواب المبادرة ومحاربة النظام الجبائي - الدولتي والاحتكاري في المحصلة - من جهة، وهو اجتماعي لأنه يهدف إلى تحقيق تغيير اجتماعي يستهدف رفع مستوى حياة الناس وتغيير واقعهم من جهة أخرى.

    ويطرح حزبنا إن فكرة العدالة الاجتماعية، والتي أصبحت تراثا إنسانيا وحقا من حقوق الأفراد والجماعات، يمكن تحقيقها بالضبط في إطار اقتصاد السوق الاجتماعي، وعبر آليات مختلفة لا صلة لها بالتسلط والبيروقراطية وقمع المبادرة والقرارات الفوقية، والتي تؤدي في النهاية إلى العكس تماما، أي إلى خلق فئات متميزة وبيروقراطية، تنتهك مبدأ العدالة الاجتماعية في أساسه. هذه الآليات المقترحة من جانبنا، نزعم أنها لا تتعارض مع آليات السوق وان كانت تشذبها.

    من بين هذه الآليات ما أسميناه بتحقيق تساوى الفرص أمام المواطنين ، وليفعلوا بعد ذلك بهذه الفرص المتساوية ما يشاءون: البعض سيستغلها ايجابيا ويطور من واقعه ومقدراته، والبعض الآخر سيهدرها .. لكن لا يمكن أن يكون الوضع كما هو الآن: أن ينطلق الناس من فرص غير متساوية، وذلك وفقا لقربهم أو بعدهم من جهاز الدولة، أو حسب سكنهم في الريف أو المدن، أو حسب انتمائهم لهذه القومية أو تلك.

    مثال بسيط على عدم تساوى الفرص الحالي يمكن أن نأتي به من مجال التعليم، حيث نجد أن المدارس الابتدائية مثلا تتوفر على مسافة قريبة في المدن للتلاميذ، وهي كثيرة نسبيا، ومستواها متوسط أو دون المتوسط. بينما في المناطق الريفية والأقاليم نجدها بعيدة عن سكن التلاميذ، وهم يقضوا ساعات طويلة أو يقطعوا أميالا طويلة للوصول إليها، وهي مكتظة عموما وبحالة رديئة جدا، هذا إذا وجدت على الإطلاق.

    في نقاشاتنا البرامجية داخل الحزب الليبرالي طرحنا إن تساوى الفرص يعني هنا أن تتوفر المدارس على نفس البعد الجغرافي، وبنفس الإمكانيات، لكل تلميذ ، غض النظر عن مكان إقامته في الحضر أو الريف. من هنا كان شعار : مدرسة في محيط 15 كلم من كل تلميذ، أي ألا تكون المدرسة ابعد من 15 كلم، وان تقل هذه المسافة بعد كل مرة نحقق فيها هذا المطلب، كأحد الالتزامات التي يمكن بها تحقيق مبدأ تساوى الفرص، في ظل الالتزام بتوفير التعليم المجاني في مرحلة الأساس. لقد ظهرت آراء أيضا أثناء النقاش أن هذا قد يكون مكلفا، وربما كان من الأفضل وخصوصا في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة توفير وسائل النقل، مما يتيح أيضا نفس النتيجة، ويوفر تساوى الفرص. على العموم فان الهدف هو تحقيق تساوي الفرص، ويبقى اختيار الآليات يحتاج إلى المزيد من الدراسة والنقاش.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 07-09-2007, 04:30 AM)

                  

07-09-2007, 04:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    نفس النقاش دار حول توفير الخدمات الصحية الأساسية، وان تتوفر شفخانة على بعد معقول من كل مواطن، بحيث أن مواطن الريف لا تكون شفخانته ابعد من مواطن المدينة، وهو أمر لا يتوفر حاليا، إذ هناك مناطق تبعد الشفخانة عنها بضعة كيلومترات، بينما الأخرى تبعد الشفخانة عنها بضع مئات من الكيلومترات.

    الآلية الثانية التي نطرحها لتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية هي مبدأ رفع الحد الأدنى لمستوى حياة الناس باستمرار، لحدود اعلي .. هذا الأمر يمكن أن يطبق عبر سياسة الأجور، مثلا .. فوفقا لأطروحاتنا في ضرورة بناء عقود اجتماعية بين أصحاب العمل والعمال - راجع بيان حزبنا في عيد العمال لعام 2003- ، فان أصحاب العمل ملزمين بنص القانون بالالتزام بحد أدنى للأجور لا يمكن النزول عنه. هذا الحد الأدنى يتم رفعه قانونيا بانتظام وفقا لتطور الاقتصاد وقطاعاته المختلفة.

    وبما أن الحدود العليا للاجور لا ترتفع كثيرا، أي هي اقرب للثبات، فان هذا يؤدي إلى إن الارتفاع في مستوى المعيشة والحد الأدنى يكون دائما لصالح الفئات الاجتماعية الأضعف، وهو يسير نحو خلق حد أوسط وطبقة وسطى في المحصلة واسعة وكبيرة، وتقليص حدود الطبقات المدقعة والتي تعيش على حدود الفاقة أو تحتها.

    هذه الآليات لا تنتقص من اقتصاد السوق القائم على علاقات السوق والمنافسة وتقليص تدخل الدولة في الاقتصاد، ولكنها ترشده وتهذبه كما قلنا، وتوضح أن النمو والتنمية في النهاية لهما هدف اجتماعي، وهذا ما نسميه باقتصاد السوق الاجتماعي الذي نتبناه تصريحا، وليس تلميحا، وهو ينسجم مع منهجنا والذي أسميناه الليبرالية الاجتماعية، والذي يمكن أن نتطرق له أكثر في نقاشات لاحقة.

    عادل عبد العاطي
    عضو الحزب الليبرالي السوداني
                  

07-09-2007, 04:36 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)
                  

07-09-2007, 04:43 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    كان الاستاذ إبراهيم سليمان قد عالج هذه المقالة في تعقيب له تحت عنوان الحزب الليبرالي اسم رنان وطرح باهت انشره للاهمية :

    Quote: الحزب الليبرالي اسم رنان وطرح باهت

    لأخ الكريم / عادل عبد العاطي
    لك التحية والتقدير وبعد

    لم افقه مما تقولون في الشأن الإقتصادي وتعقيداتها بشكل عام إلا قليلا ، ولكني اعتقد أنك قد تناولته في مقالك "البقرة العجفاء التي تحلب دما" معبراً عن رؤية حزبكم الليبرالي شئ جدير بالتأمل والتمحيص ، وخلال مطالعتي للمقال بحثت عن اجوبة لاسئلة ملحة ومعادلات في غاية الصعوبة لم تكون جليه بشكل كافي

    اولاً : على من تقع مسئؤلية توفير الخدمات الضرورية للمواطن مثل التعليم والصحة وحماية البيئة وخلافه حسب طرح حزبكم مرة الدولة ومرة السوق؟ إذا كانت على الدولة فالضرورة عليها الإستمرار في إحتلاب البقرة أي فرض ضرائب وجمارك وعشور وعتاوات مقابل توفير هذه الخدمات والمطلوب الرقابة على جهاز الدولة للتأكد من إعادة تدوير هذا الحليب لصالح مصدر الحليب أي المواطن ، وهذا النموذج لم يختلف عن السائد قبل مجئ الإنقاذ ، ولا اعتقد منطقياَ أن توفر الدولة هذه الخدمات للمواطن دون إحتلاب ، ولا يعقل ترك مسئولية توفير الأمن وحماية البيئة ووضع المناهج التربوية للسوق مقابل إلغاء الضرائب وكافة انواع الإحتلاب.

    ثانياً : بالطبع النمو السكاني يلازمه تضخيم في جهاز الدولة الذي قد يبتلع كافة إيردات الثروات القومية الأمر الذي يضطر هذا الجهاز لدخول السوق لتوفير إيرادات لها ومن هذا الباب يدخل الرأسمالية الطفيلية ، فما هو (سدادة) حزبكم لهذه الثغرة سيما وانتم توصون بتحويل الجهاز العسكري إلى قوة منتجة لا إدري في أي مجال؟ التصنيع الحربي ام المشاريع الزرعية.

    رابعاَ : ما علاقة البطش والقمع وإبعاد العسكر من العاصمة بالإقتصاد؟

    خامساً : إن كان حزبكم يرى ان حصر مهام الجيش في حماية الدستور ذلك كافياً لإنهاء الحروب المسلحة والصراعات الأهلية مرة واحدة وإلى الأبد أعتقد أن هذا لوهم كبير ، فالصراع في دارفور مثلاً ليس مردها إلى تجارة قيادات الجيش للسيطرة على السلطة حسب رؤية حزبكم بقدر ما هي سيطرة المركز علي الموارد وتداول فئات إثنية بعينها على السلطة لصالح منسوبيها.

    سادساً : تخصيص نسبة من عائدات الموارد للأقليم المنتج وتكوين ميزانية مركزية تعاد توزيعها على الأقاليم ، هذا لم يختلف عن السائد الآن ، وأعتقد أن المسالة ليست في التنظير بقدما ما هي أهلية الأجهزة وعدالتها وفاعليتها الرقابية ، وفي هذا ايضا لم تأتوا بما لم يأتِ به الأوائل.

    سابعاً : فيما يخص طرحكم " وستعمل الدولة المحدودة على تطوير علاقات السوق عن طريق القوانين التي تشجع الملكية وتقننها؛ وخصوصا في إطار الانتقال من الملكية القبلية أو المشتركة أو ملكية الدولة ( للأرض ) إلى الملكية الفردية" إن كان المقصود بالملكية القبلية الحواكير فهي أرص دولة بإسم القبيلة تملكها أفراد بدون صكوك وقد إستغلت الدولة الإنتهازية هذه الوضعية لنزع هذه الأراضي لتمليكها إلى منسوبيها بعقودات (دار المساليت بغرب دارفور مثالا) وقد أطلقت هذه الإنتهازية اولى شرارات الصراع المسلح المستعر الآن في دارفور، فمثل هذه الوصفة الإقتصادية ملغمة ، وحتى بعد إمتلاك مزارعي مشروع الجزيرة لحواشاتهم لم تبتل عروقها وظل المشروع خاوي على عروشها.

    ثامناً : يطرح حزبكم تحويل المناطق النائية التي لا إمكانيات لبروز نشاطات زرعية أو صناعية إلى تحويلها إلى مناطق تجارية وأن تكون هناك 8 مناطق حرة على الأقل ، هل يعنى هذا تجميع كافة سكان هذه المناطق لممارسة هذه الأنشطة في المناطق المقترحة؟ هل يعقل هذا!!! كما أن هذه المناطق أصلا اسواق ، لوكان لديكم بعد نظر لتأملتم مليا في ترويض الوديان والإنهار الجافة بدارفور وكذلك البحيرات الجوفيه تحت رمالها النائم ، بدلا من مقترحات تحصيل حاصل.

    تاسعاً : ضمن طرحكم "العمل من جهة ثانية على تطوير الفائض الاقتصادي وتدويره في المناطق التي يتكون بها " ونحن تنسائل في اية مرحلة فاض الإقتصاد السوداني ام تنتظرون إلى ان يفيض؟ والنتيجة الحتمية لهذا التدوير إزدياد المناطق الغنية غنى ويستمر الفقيرة على فقرها.

    عاشراً : يبدو أن حزبكم لا يعير إهتماماً للتمنية البشرية والإعلام التنموي المصاحب لأية عملية تنموية حقيقية حيث لم اجد لهما اثرا رغم الإسهاب.

    اسم حزبكم رنان إلا أن طرحكم باهت مع إحترامي له .

    إبراهيم سليمان / كاتب صحفي / إنجلترا
                  

07-09-2007, 04:49 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    الاخ الفاضل ابراهيم سليمان

    تحية طيبة والف شكر على المداخلة القيمة ومعذرة على تأخير الرد للانشغال.

    تناولت في تعقيبك اسئلة مهمة ارى ضرورة الاجابة عليها؛ ذلك انه لا يوجد قول فصل في السياسة؛ والبرامج الاقتصادية وعموم البرامج الحزبية يجب ان تخضع للنقد والتحليل والمراجعة من قبل المختصين ومن قبل الناشطين ومن قبل الرأي العام؛ وقبل كل من قبل المواطنين الذين تمسهم . لذلك تجدني جد مرحب بمساهمتك النقدية هذه؛ كونها بشكل مباشر تصب في اتجاه ان نطور برامجنا وخطابنا بسد ما غاب عنه او توضيح ما التبس منه .

    ادناه تجد ردي على استئلتك العشرة:
                  

07-09-2007, 05:04 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    سؤالك:

    على من تقع مسئؤلية توفير الخدمات الضرورية للمواطن مثل التعليم والصحة وحماية البيئة وخلافه حسب طرح حزبكم مرة الدولة ومرة السوق؟ إذا كانت على الدولة فالضرورة عليها الإستمرار في إحتلاب البقرة أي فرض ضرائب وجمارك وعشور وعتاوات مقابل توفير هذه الخدمات والمطلوب الرقابة على جهاز الدولة للتأكد من إعادة تدوير هذا الحليب لصالح مصدر الحليب أي المواطن ، وهذا النموذج لم يختلف عن السائد قبل مجئ الإنقاذ ، ولا اعتقد منطقياَ أن توفر الدولة هذه الخدمات للمواطن دون إحتلاب ، ولا يعقل ترك مسئولية توفير الأمن وحماية البيئة ووضع المناهج التربوية للسوق مقابل إلغاء الضرائب وكافة انواع الإحتلاب.

    إجابتي :

    هناك نوعان من الخدمات الاساسية تقدم للمواطن: خدمات تقدم بشكل مباشر؛ وخجمات تقدم بشكل غير مباشر.

    الخدمات التي تقدم بشكل غير مباشر اغلبها يتعلق بالبني الاساسية وما يتعلق بحماية البيئة الطبيعية وصحة البيئة وتوفير الامن الخ؛ اى ببساطة توفير الظروف الصالحة للمواطنين للحياة والانتاج. هذه الخدمات ستقدم من قبل الدولةالمركزية ومن قبل الاقاليم الفيدرالية؛ وسيتم الصرف عليها من الميزانية المركزية ومن الميزانيات الفيدرالية؛ على ان يكون التركيز في ادارتها على سلطات الاقليم الفيدرالي ومؤسسات الحكم المحلي الادني؛ لانها الاعرف بقضايا اقليمها؛ بينما تهتم الحكومة المركزية بالمشاريع ذات الطابع القمي؛ مثل شبكات الطرق القومية والمواني ومحطات توليد الكهرباء والمشاريع القومية لحماية البيئة ومحاربة التصحر الخ.

    اما فيما يتعلق بالخدمات التي تقدم بشكل مباشر؛ مثل التعليم والصحة؛ فان طرحنا ان يتم تقديم الاساسي منها من قبل الدولة؛ اى التعليم المجاني في مرحلة الاساس والخدمات الصحية الاساسية؛ اما ما يتعلق بالتخصصي فيتام تقديمه عن طريق القطاع الخاص والقطاعين الاهلي والتعاوني.

    هذا طبعا يستدعى ان تكون هناك ضرائب؛ ولكن الضرائب ستكون منخفضة ومحدودة لان المهام ستكون محدودة؛ ولان جزءا كبيرا من الخدمات المباشرة سيتم تقديمه من قبل القطاع الخاص والقطاعين الاهلي والتعاوني؛ كما ان عملية جمع الضرائب نفسها سيتم ضبطها بحيث يكون جمعها دقيقا وصرفها دقيقا؛ والا تضيع على مهام اخرى في الدولة او تختلس من قبل جامعيها الخ؛ اي تفعيل اليات المحاسبة ومحاربة الفساد والشفافية والمؤسسية في الجهاز الضرائبي ؛ وهذا ما سيقودنا الى سؤالك الثاني.
                  

07-09-2007, 05:05 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    سوالك:
    ثانياً : بالطبع النمو السكاني يلازمه تضخيم في جهاز الدولة الذي قد يبتلع كافة إيردات الثروات القومية الأمر الذي يضطر هذا الجهاز لدخول السوق لتوفير إيرادات لها ومن هذا الباب يدخل الرأسمالية الطفيلية ، فما هو (سدادة) حزبكم لهذه الثغرة سيما وانتم توصون بتحويل الجهاز العسكري إلى قوة منتجة لا إدري في أي مجال؟ التصنيع الحربي ام المشاريع الزرعية.

    اجابتي:
    النمو السكاني لا يجب ان بلازمه تضخم في جهاز الدولة ؛ بل في واقع السودان اعتقد ان الدولة ينبغي ان تكون بسيطة كل البساطة؛ وان تتنزل مهامها للسلطات المحلية ؛ واذا ابتلعت الدولة كافة ايرادات الثروات القومية - المملوكة لمجتمع والتي ينبغي ان توظفي في بناء البني التحتية وتوفير الخدمات الاساسية فان هذا بالضبط يثبت نظريتنا عن الدولة الجبائية وكونها كائن طفيلي غير منتج.
    بالمقابل ارفض دخول الدولة للسوق لان مهام الدولة مختلفة تماما؛ هي يجب ان تحرص على القانون وليس ان تصبح طرفا في السوق؛ ولذلك نحن ضد ان تقوم الدولة باى نشاطات اقتصادية في السوق كتاجر او منتج ؛ حيث هذا باب مفض الى الفساد بصورة مباشرة.
    عن دعوتنا لاستخدام القوات النظامية فنحن نرى ان يتم استقطاب طاقاتها في بناء البني التحتية من طرق وكباري الخ وفي حملات محاربة التصحر بالتشجير الخ وفي المشاريع الزراعية الانتاجية لتموين نفسها الخ.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 07-13-2007, 08:30 PM)

                  

07-09-2007, 05:05 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    3
                  

07-09-2007, 05:06 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    4
                  

07-09-2007, 05:06 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    5
                  

07-09-2007, 05:07 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    6
                  

07-09-2007, 05:07 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    7
                  

07-09-2007, 05:07 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    8
                  

07-09-2007, 05:08 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    9
                  

07-09-2007, 05:08 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    10
                  

07-09-2007, 05:09 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    **
                  

07-09-2007, 11:30 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    عادل عبدالعاطى

    لدى اشكال فى قراءة المواضيع الطويلة او المقالات فى هذا المنبر

    ولا ادرى ان كنت الوحيدة!!

    تجزئة المقال لاجزاء قصيرة جدا مع تقصير طول السطر

    تجعل القراءة اكثر سهولة 'دا اقتراح'

    لى عودة
    رباب
                  

07-10-2007, 11:47 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Rabab Elkarib)

    العزيزة رباب
    تحياتي القلبية

    Quote: لدى اشكال فى قراءة المواضيع الطويلة او المقالات فى هذا المنبر
    ولا ادرى ان كنت الوحيدة!!
    لا لا اعتقد انك وحدك فطبيعة المنبر وكثرة المواضيع تجعل الناس تميل الى القصير المختصر
    انا نفسي اعاني عندما اقرا مقالات طويلة - في المنبر - وخصوصا عندما تكون مدفوسة.

    حاولت تقطيع المقال بقدر الامكان وخلق فراغات بين الفراغات لتسهيل القراءة ولا ادري ان كنت قد نجحت .

    لك ودي وفي انتظار عودتك .
                  

07-09-2007, 11:36 AM

ابو خالد

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 217

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    الأخ عادل

    تحياتي

    أولا شكرا لك على مبادرتك أعلاه التي طرحت فيها رؤى الحزب الليبرالي الإقتصادية.
    وفي راي أن رؤى الأحزاب الإقتصادية هي الأهم ومناقشتها بشفافية بعيدا عن التهريج السياسي
    تقودنا الى الفهم الواضح لمقومات وخطط ومناهج الأحزاب.
    عليه دعنا نناقش ما جاء في طرحك فقرة بفقرة ونأمل أن نجد عندك الإجابة الأمينة لكل تساؤلاتنا.
    إذن....
    طالما أن هنالك طرحا جديدا لذا لا بد من أن تكون التعريفات محددة لكي لا تختلط التعريفات "القديمة" مع الأطروحات الجديدة.
    فمثلا نحن بحاجة لتعريف ماذا نعني بالفائض الإقتصادي....؟؟ لأن كلمة فائض ذات دلالات
    إقتصادية مختلفة...كيف يصير الناتج فائضا... عملية يترتب عليها التخطيط الإقتصادي لاحقا حسب رؤى الحزب السياسية.فالحزب الليبرالي يخطط لإقتصاد يختلف عن كل ما تم بناءه سابقا منذ عهد الإستعمار كما يزعم...
    إذن ماذا نقصد بالفائض...؟؟
    .....
    "...وكان هو (القطاع التقليدي) البقرة الحلوب التي تعتاش عليها الدولة الإستهلاكية وبيروقراطيتها المتعطلة..."
    الفائض الإقتصادي المتكون في القطاع التقليدي.....؟؟
    هل هنالك إحصائيات أو أرقام محددة توضح نسبة هذا الفائض من الناتج القومي العام حتى نستطيع الحكم بصحة الزعم أعلاه .لاحظ هنا بأننا بصدد تخطيط إقتصادي عادل والذي يعتمد بالضرورة على البيانات الإحصائية لكي يدلنا على مواضع الخلل الرئيسية (التي إعتمد عليها المقال)..وبالتالي الخطة أو الموديل البديل لإصلاح هذا الخلل...؟؟

    هل فعلا الإقتصاد السوداني الموروث من الدولة الإستعمارية هو إقتصاد جبائي يقوم على الضرائب والجمارك في كل أو معظم مراحل تطوره...؟؟
    أين مشروع الجزيرة والمناقل وتوابعهما من خزان الروصيرص وكهربائه منذ عهد الإستعمار من هذا الطرح...؟؟
    ولاحقا.... أين الرهد وتمبول والسكر بكنانة وحلفا وعسلاية.....؟؟
    هل هي فعلا "نماذج تحللت فيها الدولة من التزاماتها.." ..؟؟
    ألا ترى معي بأن التبسيط يخل كثيرا بالتحليل الامين غير المتسرع.....؟؟
    عموما يفتقر المقال الى البيانات الإحصائية التي يبنى عليها التخطيط المستقبلي السليم..
    نواصل....
                  

07-10-2007, 12:06 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: ابو خالد)

    العزيز ابو خالد

    تحية طيبة وانا سعيد بدخولك في هذا الخيط.

    Quote: وفي راي أن رؤى الأحزاب الإقتصادية هي الأهم ومناقشتها بشفافية بعيدا عن التهريج السياسي تقودنا الى الفهم الواضح لمقومات وخطط ومناهج الأحزاب.
    نعم ويا ريت يتم مثل هذا النقاش .

    Quote: طالما أن هنالك طرحا جديدا لذا لا بد من أن تكون التعريفات محددة لكي لا تختلط التعريفات "القديمة" مع الأطروحات الجديدة.
    فمثلا نحن بحاجة لتعريف ماذا نعني بالفائض الإقتصادي....؟؟ لأن كلمة فائض ذات دلالات إقتصادية مختلفة...كيف يصير الناتج فائضا... عملية يترتب عليها التخطيط الإقتصادي لاحقا حسب رؤى الحزب السياسية.فالحزب الليبرالي يخطط لإقتصاد يختلف عن كل ما تم بناءه سابقا منذ عهد الإستعمار كما يزعم...إذن ماذا نقصد بالفائض...؟؟
    نعم هناك دلالات اقتصادية مختلفة لمصطلح الفائض ؛ وانا في هذا المقال وغيره اعني به الفرق بين ما ينتج وما يستهلك؛ سواء توفر هذا الفرق في صورة منتجات او في صورة نقدية. هذا الفائض في العادة يستخدم في اعادة الاستثمار والتوسع في الاستثمار او رفع المستوى المعيشي للمنتجين عن طريق رفع معدلات الاستهلاك . في الدولة الجبائية يتم الاستيلاء عليه من قبل الدولة.


    Quote: الفائض الإقتصادي المتكون في القطاع التقليدي.....؟؟
    هل هنالك إحصائيات أو أرقام محددة توضح نسبة هذا الفائض من الناتج القومي العام حتى نستطيع الحكم بصحة الزعم أعلاه .لاحظ هنا بأننا بصدد تخطيط إقتصادي عادل والذي يعتمد بالضرورة على البيانات الإحصائية لكي يدلنا على مواضع الخلل الرئيسية (التي إعتمد عليها المقال)..وبالتالي الخطة أو الموديل البديل لإصلاح هذا الخلل...؟؟
    نعم الى درجة كبيرة تكون الفائض الاقتصادي في القطاع التقليدي وان كان ايضا قد توفر من بعض المشاريع الحديثة والتي تحكمت فيها الدولة الجبائية؛ مثل مشروع الجزيرة مثلا والذي كان نصيب المزارع بالكاد يكفي احتياجاته بينما يذهب نصيب الاسد للدولة وادارة المشروع .
    عندي طبعا احصائيات وساتيك بها حالما ارجع للبيت حيث تتوفر لي بعض المواد هناك فانا الان اكتب من العمل.

    Quote: هل فعلا الإقتصاد السوداني الموروث من الدولة الإستعمارية هو إقتصاد جبائي يقوم على الضرائب والجمارك في كل أو معظم مراحل تطوره...؟؟ أين مشروع الجزيرة والمناقل وتوابعهما من خزان الروصيرص وكهربائه منذ عهد الإستعمار من هذا الطرح...؟؟ ولاحقا.... أين الرهد وتمبول والسكر بكنانة وحلفا وعسلاية.....؟؟ هل هي فعلا "نماذج تحللت فيها الدولة من التزاماتها.." ..؟؟
    ألا ترى معي بأن التبسيط يخل كثيرا بالتحليل الامين غير المتسرع.....؟؟
    في الغالب الاعم ازعم ان الاقتصاد السوداني يقوم على الجباية؛ وحتى المشاريع التي تعد على اصابع اليدين التي ذكرتها كانت فيها عيمنة للدولة وسرق للفائض؛ ولا يهم هنا ان يكون نهب الفائض يتم في القطاع التقليدي ام القطاع الحديث.

    Quote: عموما يفتقر المقال الى البيانات الإحصائية التي يبنى عليها التخطيط المستقبلي السليم..
    المقال ليس مقالا اقتصاديا محترفا ولا هو يشكل برنامج الحزب الليبرالي الاقتصادي؛ انما هو شرح للاطار العام لمنهج الحزب الليبرالي الاقتصادي؛ ولذا لم يشغل نفسه بالارقام والبيانات الاحصائية؛ وان كان يمكن الاتيان بذلك في اطار الحوار.

    لك ودي.
                  

07-10-2007, 11:11 AM

ابو خالد

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 217

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    الأخ / عادل

    "ياخي شنو فاتح لينا.."

    نعود لمناقشة باقي فقرات المقال.

    كما ذكرت من قبل بعض الفقرات بها تعميمات وتحتاج لدعم.

    فالكلام أسفله مثلا عن الحزب الإتحادي الديموقراطي غير دقيق .

    Quote: من الملاحظ هنا أن الحزب الوطني الاتحادي كان مدعوما من قبل الرأسمالية التجارية "الجلابة"، وهي فئة لا تستثمر صناعيا ولا زراعيا، وإنما يقوم نشاطها الاقتصادي الأساسي على إحتلاب الفائض. وعندما توحد الحزب الوطني الاتحادي مع قيادة طائفة الختمية في الحزب الاتحادي الديمقراطي، فان الطابع التجاري والتحديثي فيه قد انخفض، ليتحول إلى حزب تجار وإقطاعيين لا يفهموا شيئا غير إحتلاب الريع وانتزاع الجباية، دون أي برنامج تنموي، رأسماليا كان أو اشتراكيا.


    كان أهلي , وهم من الختمية المتعصبين, من الذين إستثمروا في مشاريع النيل الأبيض

    الزراعية في خمسينات القرن الماضي .كانت مجموعة كبيرة من الرأسمالية من مختلف الأحزاب

    تستثمر في تلك البقاع وقد أصابت بعض النجاحات خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية

    وارتفاع الطلب على القطن عالميا الأمر الذي أحدث إرتفاعا هائلا في أسعاره.وقد كانت

    المنافسة حادة بين الرأسماليين أنفسهم وما أحداث عنبر جودة المشهورة إلا إنعكاسا

    لهذا الأمر (أرجو أن نجد الفرصة للتحدث عن الظلم الكبير الذي طال المزارعين من جراء

    تلك الأحداث) لكن لكي لا "نشر" الموضوع سوف أركز فقط على موضوعنا الذي أخذناه من الكوت

    أعلاه........

    لكن تلك الرأسمالية لم تكن بالقوة التي تمكنها من الصمود أمام أي هزات مصاحبة

    لإنخفاضات الطلب في السوق العالمي وهذه تغيرات تحكمها البورصات الأوربية والأمريكية

    القوية آنذاك,والى الآن, مقارنة بالرأسمالية السودانية الضعيفة.

    إذن هنالك بعد عالمي " إمبريالي" ألاحظ بأنك قد تجاهلته تماما في تحليلك السابق

    عن الرأسمالية السودانية.

    وما قيل عن مشاريع النيل الأبيض يمكن ان يقال عن عدد كبير من المشاريع المماثلة

    في بقية أنحاء السودان وهي دوما مرتبطة بالوجود الحزبي بتلك المناطق.

    إذن الحديث عن أن الحزب الإتحادي كان حزبا للتجار والإقطاعيين".. لا يفهمون شيئا غير

    إحتلاب الريع وإنتزاع الجباية دون أي برنامج تنموي رأسماليا كان أو إشتراكيا" كان

    غير دقيق ويحتاج لمجهود أكثر في البحث للوصول لمثل تلك الخاتمة كما أن التغاضي عن

    البعد العالمي لأزمة الرأسمالية السودانية يجعل التحليل مبتورا في بعض جوانبه.

    ونواصل ......
                  

07-10-2007, 01:46 PM

بكري اسماعيل

تاريخ التسجيل: 12-29-2005
مجموع المشاركات: 1041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: ابو خالد)

    تحياتي أستاذ عادل

    في اعتقادي أن الإقتصاد السوداني يمكن وصفه بأنه اقتصاداً معيشياً حتى دخول مشروع الجزيرة كمشروع قومي منتج يسهم في الدخل القومي حيث تحول بعدها إلى اقتصاد منتج ففترة الخمسينات حتى بداية الستينيات شهدت معدلات نمو لم تتحقق منذ ذلك الحين الدليل على ذلك الفائض الكبير في ميزان المدفوعات بالإضافة إلى تحسن سعر الصرف وقلة المديونية ، وسرعان مابدأ الإنهيار في نهاية الستينيات وبلغ أوج قمته عند الثمانينات .

    لا نؤمن بأرقام النموء والتنمية غير المصحوبة بتحسن حالة الأفراد والمجتمع المعيشية لأنها المقياس الحقيقي للرفاهية الإقتصادية والتي تعكس مدى معافاة الإقتصاد فإقتصادنا يعاني من أزمات حانقة بفعل التخبط وعدم الإستقرار السياسي الذي يعوق تطبيق سير الخطط الإقتصادية والإستثمار الخارجي فبالرغم من إنتاج البترول وتحرك جمود القطاع الصناعي إلاّ أن الإقتصاد السوداني في حاجة إلى تدارك وإعادة صياغة حسب واقع البلد والإبتعاد عن الخطط المستوردة وإتاحة الفرصة للمتمكنين من الاقتصاديين .

    Quote: ولكنه سيلتزم بتقديم خدمات على قاعدة العدالة والمساواة بين المواطنين، يكون له القدرة على تنفيذها، فيلتزم مثلا بمجانية التعليم وشموليته والمساواة في الوصول إليه في مرحلة الأساس (الابتدائية) ، على أن يكون التعليم المتوسط والعالي أهليا وتجاريا


    واجب الدولة الأول يتمثل في توفير الحقوق الأساسية ومن ضمنها التعليم والصحة فخصخصة التعليم المتوسط والثانوي ستقودنا إلى نفس الذي يحدث حالياً من تدهور في قطاع التعليم الحكومي فالتعليم الجيد صار متاحاً لللمتيسرين فقط وهذا يؤدي إلى التقليل من فرص استيعاب أبناء الفقراء ومحدودي الدخول في الجامعات وهو ماتكرس له المدارس الخاصة هذه الأيام لذلك يجيب أن يكون التعليم العام حقاً أساسياً متاحاً لكل مواطن .
                  

07-13-2007, 04:16 PM

ابو خالد

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 217

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: Abdel Aati)

    فوق

    لمزيد من النقاش حول الفكر الإقتصادي للحزب الليبرالي
                  

07-16-2007, 10:40 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقرة العجفاء التي تحلب دماً: الاقتصاد السوداني بين الدولة الجبائية وعلاقات السوق! (Re: ابو خالد)

    الاعزاء ابو خالد وبكري اسماعيل

    معذرة للغياب
    ساعود لمساهماتكما القيمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de