كسلا المدينة المسحورة التى أحببت - فى !الرمق الأخير - فهل نهب لنجدتها !!

Quote: قبل ما يقارب مدة ثلاث سنوات أو أكثر بقليل كنت أعمل في منطقه خلوية "Countryside" وأثار إنتباهي وجود خريطة كبيرة في المكان الذي يشتري منه أهل المنطقه الإحتياجات المنزلية . و هذه المنطقه بها خور صغير يقسمها تقريباً إلى نصفين كما هو حال القاش مع مدينة كسلا . هذه الخريطة كبيرة و بالقرب منها صندوق كبير للإقتراحات والإستفسارات وهناك أيضاً أرقام التلفونات والفاكسات التي تخص الجهات المنفذة والجهات المتخصصة مثل حماية البيئة وغيرها كما أن هناك تعريف لكل ما يخطر ببالك مما يزيدك فهماً وعلماً بما يدور في هذه الخريطة الكبيرة. وقفت مدة أتأمل و أقارن ما يحدث في بلدنا كسلا في بناء جسور القاش سألت نفسي لماذا لا يؤخذ رأي المواطنين في بناء هذه الجسور وتذكرت أنني عندما كنت صغيراً كانت هناك فكرة تدور في خاطري وهي أن الشاحنات التى تنقل الحجر لبناء هذه الجسور ستقف عندما يخلص جبل مكرام وكنت أكرهها لأن الأهل يمنعوننا من الخروج أثناء مرور هذة الشاحنات . وأنا إلى الآن أعتقد جازماً أن نسبة مقدرة من هذا الجبل ذهبت إلى القاش منها من قضى نحبه و منها من ينتظر في جسر آيل للسقوط. والسؤال لماذا لا تضع الجهات الحكومية خريطة كبيرة للمشروع أو المشاريع المراد إقامتها وأيضاً للمشاريع التى يراد تطويرها وتتاح الفرصة للمواطنين أن يتعرفوا على مصالحهم من المشروع وقد يكون هناك شخص متضرر ضرر مباشر أو ضرر غير مباشر وذلك لأن سبل كسب العيش من أهم واجبات الحكومة ، والمواطن مهما كان في نظر المنفذين فهو الذي يعرف مداخل ومخارج بلده والذين يتعللون بمسألة الأمية ليس لهم مبرر وهنا يحضرني كلام بروفيسر من كلية الهندسة في حفل تخريج طلاب جامعة الخرطوم ذلك أن أحد طلاب الهندسة الكيميائية كان يدرس في قسم الدراسات العليا ، فسأله والده وكان أمياً ماذا تعمل يا ولدى فى الجامعة الآن : فأجابه إبنه إنني أريد أن أحضر مادة تذيب المواد الأخرى . فسكت الأب برهة وسأل الأبن ولكن في أي إناء سوف تضع مادتك هذه؟ّ!. فالقضية ليست بالعلم وحده من حيث القراءة والكتابة و خاصة أننا نعلم أن الرسول عليه أفضل الصلاة و التسليم كان أمياً وكفي به أُمياً مُعلماً . وأعود وأسأل نفسي ماذا لو كانت هذه الخريطة لتطوير منطقة القاش كلها من دخوله إلى الإقليم الشرقي و إلى القاش داي , و ماذا لو أُخذ براي كل أهل البلد كلٍ حسب عمله (رعي، زراعة ، تجارة) وذلك أنه وإلى الآن لا يوجد مشروع متكامل وخاصة أن حوجة المواطنين لتجميع المياه والإستفادة منها الفائدة القصوى صار أمراً مُلحاً نظراً لإنخفاض منسوب المياه الجوفية وزيادة عدد السكان والمنطقة كلها تحتاج لإيقاف السحب الجوفي وتجميع المياه في فترة الخريف وهي تقريباً ثلاثة أشهر. والآن وهناك خريطه لم تعلق لخزان ستيت وهو حلم إنتظره أهل الشرق طويلاً فهلا قبلت السلطات المُنفذة إقتراحي هذا والذي أطلب فيه تخصيص ما يزيد عن 50% من المزارع لتربية الماشية على الضفة الشرقية و ذلك لأن أغلب مواطنين الإقليم من مُربي الماشية وأنا مُتاكد أنهم يمكنهم تطوير هذا الجانب المهم للوطن خاصة في مجال الألبان ومجال اللحوم وإكتفاء الإقليم من منتوجاتها و المُساهمة مع باقي الأقاليم في الإكتفاء على المُستوى الفيدرالي ومن ثم التصدير للخارج . وهناك علاج لكل المشاريع التنموية بالبلاد لو إتخذت الحكومة نظام الشرح الوافي للمشروع المعين بدلاً من إراقة الدم وإهانة المواطن الذى هو في الأساس المراد بالتنمية. كما أن هناك آراء قد لا تخطر على العلماء أنفسهم قد تأتى من إنسان عادي بسيط في مظهره راجح في فكره . ومشاريع التنمية أمر حتمي لمٌقابلة الزيادة في عدد السكان ومساهمة المواطنين في الإنتاج والإكتفاء فالمشورة والتروي مهمة جداً جداً لنجاح هذه المشاريع خاصة أن هناك مشاريع كثيرة لم تؤدي الغرض المُراد منه إنشائها ولا داعي للمُزايدات والذى يرفض التنمية عليه بالبديل ، كما أن على الحكومة أن تفهم أن التنمية هي للمواطنين وعليها توضيح ذلك بأكثر من الشفافية و ذلك هو الصدق فقط لا شئ غير الصدق.