31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 02:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2007, 11:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. (Re: بكري الصايغ)

    إبراهيم السنوسي:وصفنا بالمرتزقة أفشل أكبر حملة عسكرية لإسقاط نميري.
    ---------------------------------------------------------------

    جميع الحقوق محفوظة لـ صحيفة " رأى الشعب ":
    الخرطوم: محمد عبد السيد ـ خالد عبد العزيز.


    في فجر اليوم الثاني من يوليو عام 1976م استيقظ سكان العاصمة السودانية فزعين على أصوات انفجارات ودوي مدافع وأزيز الرصاص، وللوهلة الأولى ساد اعتقاد ان هناك انقلاباً عسكرياً قد وقع ضد حكم الرئيس جعفر نميري وأن القوات المؤيدة والمناوئة تتبادل القصف. وهرع المواطنون نحو المذياع للاستماع للبيان الاول ولبيان مضاد ولكنهم اكتشفوا أن الوقت مازال مبكراً لتستأنف الإذاعة إرسالها. ومرت الدقائق كالدهر وأصوات الذخيرة تزداد عنفاً خاصة تجاه المطار والقيادة العامة للقوات المسلحة ومعسكرات الجيش في الخرطوم حيث مقرات سلاح الدبابات والذخيرة او امدرمان من جهة سلاح المهندسين.

    وكلما مرت الساعات يزداد القلق والتوتر بين المواطنين، فالإذاعة صامتة رغم أن موعد إرسالها قد أزف والإذاعات الخارجية لا تشير من بعيد أو قريب إلى ما يحدث في الخرطوم والاتصالات الداخلية والخارجية مقطوعة.

    ورويداً رويداً بدأت معلومات شحيحة تصل إلى المواطنين مفادها ان «مرتزقة» قد هاجموا مقرات الجيش تمهيداً للاستيلاء على العاصمة ثم السودان. وصوب المواطنون ظنهم أولاً تلقاء اللاجئين الاثيوبيين لتوتر العلاقات بين السودان وأثيوبيا انذاك. وعند منتصف نهار ذلك اليوم انقشعت المعركة عند بعض المعسكرات فلاحظ الفضوليون الذين اقتربوا منها على حذر أن الجثث الملقاة جوار اسوار هذه المعسكرات لا تحمل سحنات الأثيوبيين بل هي سودانية كما ان الجنود او الضباط الذين يحرسون البوابات ويدققون في هويات الفضوليين ويأمرونهم بالعودة من حيث اتوا يرتدون الزي المدني ويرفضون الرد على الأسئلة ويكتفون بالقول: «كل شيء انتهى اطمئنوا».

    وعندما تمكن بعض الفضوليين من الإفلات والتسلل إلى داخل العاصمة لم يجدوا أثراً لدبابات او حراسات في التقاطعات الرئيسية ولكنهم كانوا يسمعون أصوات انفجارات ودوي ذخيرة من أنحاء متفرقة. عندما حل المساء كانت العاصمة غارقة في ظلام دامس فالعاملون في مرفق الكهرباء لم يتمكنوا من الوصول إلى مكان عملهم وواصلت الإذاعة والتلفاز صمتها. ولكن بعض الذين يملكون أجهزة مذياع قوية تمكنوا من سماع بيان للواء الباقر احمد النائب الأول لنميري آنذاك يعلن فيه ان القوات المسلحة تمكنت من دحر محاولة للهجوم على معسكراتها من جماعات قادمة من الخارج.

    في اليوم التالى أي الثالث من يوليو بدأت تتضح معالم ما حدث: فقد بدأت مجموعة مسلحة ترتدي الزي المدني باحتلال جسر النيل الأبيض الذي يربط بين الخرطوم وأمدرمان وقطعوا الطريق على القادمين من وإلى امدرمان. وتمكن عدد منهم من التسلل إلى مطار الخرطوم في لحظة هبوط الطائرة المقلة لنميري والقادمة من باريس بعد زيارة رسمية لفرنسا ويرافقه احمد مختار امبو الأمين العام لليونسكو حيث كان من المقرر ان يرافق نميري بعد ساعات قليلة إلى مؤتمر قمة افريقي في موريشيوس. وأطلق المهاجمون قذائف ار بي جي نحو الطائرة في اللحظة التي كان نميري يصافح مستقبليه من الوزراء ولكنها أخطأت الهدف. وفوجئ نميري باللواء خليفة كرار رئيس جهاز الأمن يقف أمامه بسيارة حمراء عادية لا تمت بصلة لرئاسة الجمهورية ويدفع به إلى داخلها ثم ينطلق بسرعة خارج المطار إلى خيمة مجهولة أو مكان أمين.

    وقرر كل مسئول التصرف بالطريقة التي تنقذ حياته إذ ظل المهاجمون يطلقون النار داخل المطار واضطر عدد من المسئولين للاختباء في الحمامات أو التظاهر بالعمل في المطار كعمال نظافة او موظفي جمارك. وكان الوحيد الذي تصرف بشجاعة تحتمها عليه وظيفته هو اللواء محمد الباقر فقد اندفع إلى القصر الجمهوري وتخندق فيه لعدة ايام وتوجه بونا ملوال وزير الإعلام آنذاك إلى مكتبه وبقي فيه أيضا عدة أيام.

    وتمكن الباقر من الاتصال بعدد من كبار الضباط الذين اتصلوا عبر هواتف لا ترتبط بمؤسسة الهاتف والذين بدورهم اتصلوا بعدد من مرؤسيهم للتحرك ومواجهة الموقف واتصل هؤلاء الضباط بمرؤسيهم للمرور عليهم في منازلهم والتقاطهم بملابسهم المدنية. كما قام العقيد عمر محقر مدير مكتب نميري بدور بارز هو أيضا حيث انطلق من المطار لمنازل ضباط يعرف ولاءهم للرئيس وحملهم بسيارته إلى المعسكرات فحاصروا المجاهدين من الخارج. حصدت هذه العملية التي اسماها نظام نميري لاحقاً (بالغزو الليبي المسلح المندحر بإذن الله) أرواح المئات من ابناء الوطن. وكانت مجزرة حقيقية راح ضحيتها عشرات الأبرياء الذين طالتهم القذائف الطائشة في منازلهم وأسفرت فيما بعد عن اعدامات بالجملة وقتل لمجرد الاختباء في الطرقات.

    وظل المهاجمون لثلاثة أيام يحتلون منازل تحت التشييد في قلب العاصمة ويطلقون الرصاص عشوائياً وفي اليوم الثالث كانت قوات تم استدعاؤها من خارج العاصمة قد تمكنت من السيطرة على زمام الأمور وعلم فيما بعد أن قادة الحركة دخلوا الحدود السودانية قادمين من ليبيا وعندما لم يصلهم ما يفيد بنجاح الحركة عادوا أدراجهم ولقد لعب اللواء خليفة كرار ومحمد يحيى منّور مدير الاستخبارات العسكرية والذي لقى حتفه من قذيفة (ار بي جي) وهو يتقدم راجلاً أمام إحدى الدبابات أمام القيادة العامة، لعبا درواً كبيراً في إجهاض الحركة التي قال قادتها فيما بعد أن اسمها الانتفاضة المسلحة، ولكن ولان اعلام نميري كان قوياً ولان الطريقة كانت غريبة على أشكال تقييم الأنظمة في المنطقة، سرت تسمية نظام نميري على هذه الحركة حتى اليوم. ولحق بهذه الحركة الكثير من الأقاويل وتبادل قادتها فيما بعد الاتهامات بالتقصير أو محاولات الانفراد بإسقاط النظام. والتقت «البيان» بأحد قادة هذه الحركة هو إبراهيم السنوسي القيادي الاسلامي اللصيق بالزعيم الاسلامي حسن الترابي لعدة سنوات واحد ابرز قيادات حزب الترابي «المؤتمر الشعبي» حالياً، لسبر اسرار الحركة فادلى بتفاصيل تنشر لاول مرة.

    ـ كيف بدأت معارضتكم لنظام حكم الرئيس نميري؟

    ـ بدأت حكومة الرئيس نميري منذ انقلابه في مايو 1969م شيوعية حمراء مما دعانا لمعارضتها منذ الوهلة الأولى لأنها كانت تتقاطع مع مبادئنا الهادفة لتمكين شرع الله. وبالفعل قام نميري باعتقال قيادة الحركة الإسلامية في اليوم الأول آنذاك حتى قبل اعتقال وزير الدفاع، رغم أننا كنا جزءاً من المعارضة. وبعد ذلك شاركنا في تحركات المعارضة ضد حكومة مايو بدءاً بأحداث الجزيرة ابا في عام 1970م والتي استشهد فيها إمام الأنصار الإمام الهادي المهدي، وبلغت المعارضة ذروتها في انتفاضة شعبان عام 1973م والتي اشعلها طلاب جامعة الخرطوم والتي كان يرأس اتحادها المرحوم احمد عثمان المكي (الحركي الإسلامي الذي توفى مؤخراً بأميركا). وقاد طلاب الحركة الإسلامية المعارضة الطلابية ضد نظام نميري واستمرت المظاهرات من أغسطس وحتى ديسمبر ومن بعد ذلك وفي أكتوبر 73 تكونت الجبهة الوطنية التي ضمت حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي بالإضافة إلى الأخوان المسلمين وفتحت معسكرات الجبهة الوطنية للتدريب العسكري بمنطقة الكفرة بليبيا.

    وكان قد صدر الأمر باعتقالى فقررت القيادة العليا لأول مرة في تاريخ الحركة مبدأ الاختفاء وفعلياً كنت قد اختفيت منذ ان بدأت شعبان، وظللت محركاً لإحداثها حتى صدر القرار من الحركة الإسلامية بالخروج بعد تكوين الجبهة الوطنية للذهاب إلى ليبيا وخرجت سراً من الخرطوم ومنها إلى مليط ثم إلى ليبيا متنكراً ومعي الأخ جعفر شيخ إدريس وبهاء الدين حنفي «سفير السودان حالياً بتركيا» وذهبنا لمعسكرات المعارضة بالكفرة وكان يترأس الجبهة الوطنية الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وكان نائبه الشريف حسين الهندي القيادي بالحزب الاتحادي فيما تولى عثمان خالد مضوي من الإخوان المسلمين منصب سكرتير عام الجبهة الوطنية وكانت هذه هي القيادة الثلاثية للجبهة الوطنية إلا أن الشريف حسين كان الأكثر وجوداً هو والاخ مهدي إبراهيم بمعسكرات المعارضة وكان فعلياً هو الآمر والناهي وكانت المعسكرات تنقسم إلى جزئين الأول لمجاهدي الأنصار والثاني كان للاخوان المسلمين وكان اغلب المجاهدين الإسلاميين من طلاب الجامعات كانوا يأتون سراً إلى المعسكرات يتدربون ثم يعودون مرة أخرى للخرطوم.

    ـ كيف تم إعداد المعسكرات والتدريب وجمع القوات؟

    ـ كانت قوات الأنصار قد تم جمعها من داخل السودان ومن الأنصار الذين هاجروا لأثيوبيا ويقوم بالتدريب مدربون من مفصولي القوات النظامية السودانية، وكان يشرف على المعسكرات بصورة مباشرة الشريف الهندي، وفيما بعد قبيل التحرك للخرطوم، تولى العميد محمد نور سعد قيادة المعسكر الذي كان قد اتصل به د. عمر نور الدائم. وقبيل تحرك القوات للخرطوم كان العميد سعد دخل اليها سراً للترتيب من الداخل لتهيئة الأوضاع العسكرية وللأشراف على تسريب السلاح الذي تم دفنه في الصحراء عن طريق بعض الخبراء والادلاء من الأنصار. وكنا آنذاك مغيبون تماماً فكانت تتوفر لنا معلومات شحيحة عن التسليح وحركة المال وتفاصيل التحرك لاسقاط النظام عسكرياً حتى لا نؤدي دوراً رئيسياً في الحركة ويكون لنا نصيب مقدر في السلطة التي يراد الانفراد بها.

    ـ من أين كان يأتي تمويل المعسكرات؟

    ـ كان التمويل ليبيا صرفاً وقد أنفقت ليبيا علينا بكرم بالغ وبلا منة او تدخل في شئون المعارضة. ونحن في الأخوان المسلمين لم يكن لنا علم بقدر التمويل او مصارفه وكنا نسلم الشريف الهندي قائمة باحتياجاتنا مثل تذاكر السفر للقادمين من الداخل وتكلفة إعادتهم سراً للخرطوم والصرف على احتياجات المعسكر بالإضافة الى النثريات الشخصية وكان ذلك يتم بقائمة وحسابات دقيقة ولم نكن تعلم بحجم التمويل

    ـ كيف بدأ تحرككم نحو الخرطوم؟

    ـ تحركت بعض من قوة المعسكرات من الكفرة بالسلاح الذي طلبه العميد محمد نور سعد وذلك يوم الخميس «23» يونيو 1976م على متن رتل من السيارات سراً لداخل السودان، وكنت في قيادة القوة ومعي الأخ أحمد سعد عمر والصادق ابو نفيسة، وقد كانت الحملة مجازفة كبيرة إذ كنا معرضين لكي نضل في هذه الصحراء التي لا ترى فيها الا بحاراً من الرمال وهبوب العواصف بل كان هناك احتمال ان تعلم الحكومة بالحملة فتقوم بضربها عن طريق سلاح الطيران او الكمون لها وابادتها. وفي الصحراء في منتصف الطريق بين ليبيا والسودان التقانا العميد محمد نور سعد وذلك بعد ثلاثة ايام من تحركنا ووقف على أحوال القوات وكمية ونوع السلاح من مضاد للدروع وللطائرات والدبابات والترتيبات لدخول الخرطوم.

    الى جانب ذلك قام عن طريق الإدلاء من الأنصار باستخراج السلاح المدفون في الصحراء والذي لم يكن يعرفه إلا الخبراء الذين قاموا بدفنه وأذكر في تلك الايام التي كنت بجوار العميد محمد نور سعد في الطريق للخرطوم إننا تسامرنا كثيراً وتوثقت الصلة بيننا. وروي لي رؤية كانت تراوده باستمرار وتتمثل بأنه سيستشهد في هذه العملية ولن يحضر نتائجها، وسبحان الله فقد تطابقت رؤيته مع رؤية رأيتها عن كيفية إعدامه واستشهاده. واعتقد ان هذه الرؤية قد أثرت تأثيراً كبيراً في نفسية محمد نور سعد ومما يؤكد ذلك تصرفاته أثناء المعركة وبعدها.

    كما اسرّ لي محمد نور سعد بانه لم يكن يعرف مستقبله بعد نجاح يوليو وموقعه علماً بأنه استدعي ليكون قائداً للحركة في وقت سيكون فيه فيما بعد رئيس مجلس قيادة الثورة هو الأخ الصادق المهدي. وتابعت الحملة سيرها بعد ان فارقنا محمد نور سعد الى الخرطوم فوصلنا يوم الخميس الأول من يوليو لأطراف العاصمة القومية غرب مدينة امدرمان دون علم أجهزة النظام الأمنية التي كان النميري يباهي بها ويرتكز عليها في كشف التآمر عليه ولكنها لم تعلم بأمرنا وقد كنا رتلاً عسكرياً مسلحاً و«لكن الله سلم» وعلى مشارف أمدرمان التقانا محمد نور سعد مرة أخرى وبرفقة مبارك الفاضل المهدي ونصر الدين الهادي المهدي وجلسوا لوحدهم وقاموا بصرف التعليمات والسلاح للسرايا كل سرية على حدا مما أضاع الوقت الذي كان سببا في الإفشال وكانت سريتنا آخر السرايا التي صرف لها السلاح والتعليمات في وقت علمنا فيه ان الرئيس نميري سيعود الى الخرطوم من الخارج فجراً، الأمر الذي كان يقتضي أن تكون سريتنا أول السرايا التي تتحرك ولكن بعد تفويت الوقت المناسب صدر لنا أمر التحرك في وقت متأخر بعد وصول طائرة الرئيس وهكذا وصلت سريتنا بعد هبوط طائرة نميري وهكذا سلم النظام.

    ـ ماذا كان دورك في يوم «2» يوليو تحديداً؟

    ـ قدر الله لي ان أشارك في كل العمليات العسكرية التي وقعت في يوم الجمعة الثاني من يوليو حيث كنت في قيادة الحملة منذ ان تحركت من ليبيا ثم قائداً لسرية الإذاعة بعد ان تم استلامها وتحركت السرية لاحتلال جسر النيل الأبيض كما شاركت مع السرايا التي احتلت سلاح المهندسين والسلاح الطبي والدفاع الجوي وهي المعارك التي قادها بنفسه محمد نور سعد وبعدها طلب مني بالتوجه لمخاطبة طلاب جامعة الخرطوم لابلاغهم بأن الجبهة الوطنية هي التي تقود هذا التحرك وضرورة مساندتها وفعلاً خاطبت الطلاب وأوضحت لهم اهدافنا وأننا المعارضة تريد إسقاط نظام نميري وبعد ذلك تحركت من الجامعة املاً في الرجوع الى امدرمان ولكن وقعت بعض المناوشات مع القوات المسلحة ووقع واطلاق نار حيث أصبت في أثنائها برصاصة في رأسي وأخرى في كتفي الأيسر وهكذا نجوت و ما قدر الله لي الشهادة ساعتها.

    وبعد ذلك ذهبت للقيادة العامة حيث كانت المعركة على اشدها ما بين القوات المسلحة والأنصار الذين كانوا قد احتلوا وقتها القيادة العامة وظللت فيها وفي معركتها حتى تم إجلاؤنا عنها قبيل المغرب فانسحبنا منها وتحركت ومعي عدد من الأنصار متوجهين نحو امدرمان ولكننا لم نستطع ان نصل الى الجسر الذي كان في ايدي قواتنا والتي كانت تطلق النار على أي قادم نحوها وظللت في الحدائق القريبة من فندق الهلتون حتى بعد صلاة العشاء ولم أكن محدداً وجهتي وجراحي نازفة. كنت تركت العاصمة منذ سنوات ولا اعرف منزلاً أذهب اليه حتى هداني الله الى التوجه لمنزل أختي بالديوم حيث بقيت اياماً تلقيت فيها علاجاً وقمت بالاتصال بالاخوة في التنظيم سراً حيث نقلوني فيما بعد لعدة منازل وتم اخراجي من العاصمة جهاراً نهاراً إذ كنت مطمئناً على إنني لن يقبض على من رؤية رأينها رغم أن هناك مسئولاً كبيراً بالحركة امر بضبط تحركاتي وتم نقلي الى مدينة مدني ومنها الى القضارف ثم القلابات وبعد ذلك الى اثيوبيا. بعدها حكم على غيابياً بالإعدام.

    ـ هناك اتهام بأن القوات التي كنت تقودها والتي استولت على جسر النيل الأبيض قد قامت بتصفية اللواء عبد الرحمن الشلالي فما مدى صحة هذه الاتهامات؟

    ـ سمعت هذا الاتهام مرات عديدة وهذا غير صحيح وكل ما حدث انني كنت قائداً للسرية التي احتلت جسر النيل الأبيض كما ذكر القطع الطريق واثناء إطلاق النار أوقفت قواتي سيارة كان على متنها ضابط عظيم في الجيش كما كان واضحاً من العلامات الى يرتديها ولم أتعرف عليه وأمرت بأن يقتاد الى اسفل الجسر حتى لا يتعرض للنيران المتبادلة بيننا وقوات الحكومة، وبعد ذلك نسيت أمره تماماً نتيجة لكثافة النيران في المعركة بيننا وقوات سلاح المهندسين وبعد فترة سمعت صوت إطلاق نار اسفل الجسر فوجهت أحد افراد حرسي الخاص باستقصاء الأمر فأبلغني بأن الضابط العظيم حاول الانسحاب من ايادي قواتنا فاطلق الحراس النار عليه من شمال الجسر بالقرب من موقع المجلس الوطني الحالى ولم أعرف شخصية الضابط الا من الصحف واجهزة الإعلام فيما بعد حيث تبينت أنه اللواء الشلالى رحمه الله قائد المنطقة لثلاث أسلحة وهي سلاح المهندسين والدفاع الجوي والسلاح الطبي وأنه كان يريد الوصول لقيادة قواته.

    ـ هناك من يري أن حركة يوليو شهدت فساداً في بضع قياداتها واستولوا على ذلك بالأعطال التي لازمت بعض الآليات وعدم الصرف على المجاهدين فما تعليقك؟

    ـ ما احب تأكيده هو ان السيارات التي أقلتنا من ليبيا وحتى السودان كانت جديدة ولكن الخلل كان في سيارات النقل داخل العاصمة والاحتياجات اللازمة للانصار. اما نحن الإسلاميون فقد كنا محجوبين عن تلك الترتيبات الإدارية والمالية في الداخل وعن التمويل والصرف وشراء المعدات. وسأغفل الحديث عن هذه الأمور المالية لانها تسبب لي احراجاً مع أصدقاء أحباء وما كنت سأتحدث عنها لولا انها كان احد أسباب فشل حركة يوليو.

    ـ هل شارك الحزب الاتحادي الديمقراطي بقوات في هذا التحرك العسكري؟

    ـ لم يكن للاتحادي وجود عسكري في الحملة بل لا وجود لهم في المعسكرات ولكن وجودهم كان بوجود الشريف حسين الهندي الذي كان رجلاً كريماً وشخصاً مؤثراً ومحدثاً لبقاً والمجاهدون كلهم كانوا من الأنصار ونحن الأخوان الذين كنا أقل عدداً من الأنصار.

    ـ هل نجحتم في الاستيلاء على مواقع بعينها؟

    ـ جرت كل هذه المعارك في يوم الجمعة «2» يوليو كما ذكرنا آنفاً بدخول الخرطوم واستيلائنا على عدة مواقع في وادي سيدنا شمالاً وسلاح المدرعات في الخرطوم جنوباً ثم مروراً بالإذاعة والتلفزيون وسلاح المهندسين والدفاع الجوي والسلاح الطبي ثم القيادة العامة التي لم يذهب إليها محمد نور سعد لقيادة وحدات السودان منها مما كان سبباً مؤثراً في الإفشال وفي ذات اليوم استطاعت الوحدات العسكرية ان تمتص أثر الصدمة وتعود لتسترد المواقع لا سيما بعد إذاعة بيان يفيد أن هذه القوات مرتزقة جاءت لغزو السودان وصدق الناس ذلك إذ أنهم لم يسمعوا بياناً أو توضيحاً لهذه القوة او الحملة التي دخلت السودان ولا يعرفونها ولا يعرفون قياداتها والتي غادر بعض منها السودان. ورغم ذلك استمرت معارك جزئية وفي مواقع متعددة لم تستسلم ولكن عدم الاتصال فيما بينها او مع قوادها كان سبباً في إخمادها وقيام مجازر في داخل العاصمة وخارجها راح ضحيتها عدد كبير من المجاهدين والمواطنين الأبرياء.

    ـ كيف كان يتم الاتصال بالقيادة السياسية بالداخل؟

    ـ اتصالاتنا لم تنقطع بقيادتنا سواء نحن من في الخارج أو القيادة بالداخل وحتى د. حسن الترابي الذي كان معتقلاً بسجن كوبر كنا نتبادل معه الرسائل شفوية ومكتوبة.

    ـ ما تقويمك للأسباب التي أفضت لفشل حركة يوليو؟

    ـ حركة يوليو كانت أول حركة عسكرية تقوم بها أحزاب المعارضة السودانية لقلب نظام الحكم بالقوة ونجحت في اعداد المعسكرات والتدريب وتحقيق عنصر المفاجأة واستلام عدة مواقع كانت كافية لإسقاط النظام ولكن أسباباً ذكرنا بعضها آنفاً وهي أسباب إدارية وسياسية وتنظيمية لم يكن من بينها أسباب خيانة أو اختراق حاد يقود للإفشال. لم يتم كشف الحملة ولو عرفت الحكومة ذلك لكانت قد تعاملت عسكرياً مع الحملة قبل الدخول للسودان ولكن حركة يوليو فشلت لعدة أسباب ويأتي في مقدمتها اختلاف نوايا وأجندات الأحزاب المكونة لها الى جانب عدم توفر الثقة وقد ذكرنا بأنه تم فرض تعتيم سياسي ومالى علينا.

    أما سبب الفشل الاستراتيجي فلقد تمثل في عدم وضع احتمال لفشل الهجوم وعدم وضع أي بدائل الى أين تذهب القوات وكيف تنسحب إذا لم تنجح العملية العسكرية وهذا كان خطأً جوهرياً لانه بعد فشل الحركة لم تعرف القوات أين تذهب الى جانب ان عامل الزمن أدى دوراً حاسماً في انهيار الخطة فقد ضاع الوقت في مشارف العاصمة التي وصلنا إليها يوم الخميس ولكننا لم نقم بالهجوم الا صباح الجمعة وذلك الوقت الذي أهدر في صرف التعليمات والسلاح من قبل القيادة مما فتح المجال لوصول الرئيس نميري لمطار الخرطوم والتوجه الى مكان اختبائه أدى الى فشل عامل المفاجأة علماً بان الهجوم بدل ان يتم قبل بزوغ الشمس حدث بعد شروقها مما أضاع فرصة مباغتة الوحدات العسكرية في ثكناتها قبل ان تعلم بالهجوم أو أن تراه. ومن المشاكل التي واجهت القوات عدم تمليكهم خرائط للمواقع المستهدفة خاصة وأن اغلب المجاهدين لم يروا مدينة الخرطوم من قبل وتسبب هذا في ان تتوه عدد من السرايا داخل العاصمة أو ان تذهب لمواقعها بعد ان استعدت القوات المسلحة لها.

    الى جانب عدم وجود أي اتصال بين القوات وفقدانها لأجهزة الاتصال فأضحت في جزر معزولة عن بعضها البعض فتفرقت داخل العاصمة بلا رابط والاهم من ذلك عدم وجود ضباط يقودون الجنود وهذه مفارقة لم تحدث في أي جيش في العالم أن يخلو من الضباط وأن يتم الاكتفاء بقيادة ضابط واحد فقط لكي يقود كل القوات. وكنا نريد أن يكون أعضاء سريتنا وهم الشباب الأخوان في الجامعات وأولاد الخرطوم الذين يقودون الحركة لأنهم على علم تام بالمواقع والطرق بالعاصمة ولكن الاجندة الحزبية حالت دون تحقيق ذلك. وزاد الامر تعقيداً بانسحاب العميد محمد نور سعد من قيادة القوات واتجاهه لولاية النيل الأبيض الحالية عندها فقدت القوات القيادة نهائياً. ولعل موقف سعد هذا يمكن تفسيره بالرؤية أن تملكته بأنه لن يشهد انتصار الجبهة الوطنية. ومن عوامل فشل الحركة كذلك الخلل الذي نتج من فشل القيادة السياسية بالداخل من توفير التموين والترحيل والإرشاد وتحضير الجماهير لعملية تغيير نظام الحكم ولم يكتف هؤلاء بهذا الخلل بل أنهم كادوا يعرضوا العملية العسكرية للخطر بالثرثرة في المناسبات العامة بأن قوات الجبهة الوطنية على أهبة الاستعداد لدحر نظام مايو.

    وأعتقد أنه من الأسباب المهمة التي أفشلت حركة يوليو غياب الاعلام عن حركة يوليو فالمعارضة بالداخل لم تقم بإعداد آليات التعريف أو إعداد بديل للإذاعة التي توقفت وفر العاملون منها ولذلك فإن الحكومة نجحت في نعتنا بالمرتزقة مما دفع الجيش السوداني لمواجهتنا بشراسة على أساس أننا قوات أجنبية تريد غزو السودان وهم الجهة المنوطة بها حماية شرف السودان وارضه وعرضه ومما حدا بالشعب الى الوقوف لجانب النظام أو على الحياد. وقد خرجت من حركة يوليو بعدد من الدروس أولها أن الأعمار بيد الله وانه لا يستطيع أحد أن ينقص العمر أو أن يحدد المصير فلقد أصبت برصاصة في رأسي وأخرى في كتفي جوار قلبي وظللت أنزف لعدد من الساعات وحكم علي بالإعدام غياباً وهأنذا أعيش ولقد كان ذلك بأمر من الله وما حانت الساعة أو نيل الشهادة.

    وأقول بأننا في الحركة الإسلامية قمنا بحركة يوليو لتمكين شرع الله وتطبيق الشريعة وفي سبيل ذلك كنا على استعداد للشهادة التي كتبها الله لاخواننا التسعة من أبناء الحركة الإسلامية ولغيرهم من الأنصار. والدرس الثالث ان الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور قد أفشلنا في يوليو 1976م لينصرنا في يونيو 1989م بقيام الإنقاذ فلو ان يوليو 76 نجحت لما جاءت يونيو 89 ولكان مستقبل الحركة الإسلامية مختلفاً تماماً مما عليه الآن.



                  

العنوان الكاتب Date
31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-01-07, 04:57 PM
  Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-01-07, 05:10 PM
    Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. abubakr07-01-07, 06:03 PM
      Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. Adam Omer07-03-07, 08:35 PM
    Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. Nesta07-01-07, 06:56 PM
  Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. Elmoiz Abunura07-02-07, 04:01 PM
  Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-02-07, 06:40 PM
  Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. عبد الناصر الخطيب07-03-07, 02:14 AM
    Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-03-07, 04:33 PM
      Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. Adam Omer07-03-07, 08:49 PM
        Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-04-07, 01:32 PM
          Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-04-07, 02:06 PM
  Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. Atif Makkawi07-04-07, 06:34 PM
    Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-04-07, 09:18 PM
      Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-04-07, 11:23 PM
        Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-05-07, 10:06 PM
          Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. sultan07-05-07, 10:49 PM
          Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-05-07, 11:14 PM
  Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-06-07, 10:06 AM
    Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-06-07, 10:33 AM
      Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-06-07, 10:45 AM
        Re: 31 عـامآ علي حـركة 2 يوليـو 1976، ومـجـزرة القوات المسـلحـة التي حـصـدت 3 الف قتيل!. بكري الصايغ07-06-07, 11:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de