|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: رأفت ميلاد)
|
ولسه بنقسم يا اكتوبر لما يطل في فجرنا ظالم نحمي شعار االثوره نقاوم ونبقى صفوف تمتد وتهتف لما يعود الفجر الحالم ياكتوبر
أستاذي القامة الموصلي شكرا عظيما وأنت تهدينا نبض كلمات النضال الرائعة فهي لا يكمن أن تكون سوى الملحمة القومة للباشكاتب والمصادفة عندما وقعت عيني على البوست كان ود الأمين يحلق بي في شال النوار أستاذي تقديري العظيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
شكرا استاذنا الموصلي علي هذه اللفتة، علي أدناه يساعد
نقلا عن صحيفة الخرطوم
الموسيقار محــمد الأمــين: قرابة نصف قرن من الابداع الغنائي المتجاوز للآخرين..!!
صلاح شعيب
لو إنه تأتي لكل فرد سوداني راشد إجادة حرفته علي النحو الذي عمل الموسيقار محمد الامين حمد النيل الازيرق لتأسيس مشروعه الغنائي/الموسيقي لتحصلنا علي وطن ينافس علي المستوي العالمي, وليس القاري أو الاقليمي, أقول هذا لا مجازا أو مبالغة وإنما أعني ما اقول ضمنيا, فالباشكاتب كما يكنيه إستاذنا الناقد ميرغني البكري يعتبر من العلامات الفارقة في مسيرة الابداع السوداني التي لا يمكن أن يعتورها النسيان أو يغشاها الضمور. وإذا كان من الممكن والجائز تكريم المبدعين بالطرق المعروفة فإن أي تفكير من هذا النوع حيال الاستاذ محمد الامين لا يفي بالغرض وربما ــ لو أردنا إسداء الوفاء الحقيقي له ــ لاحتجنا أولا إلي كتاب مدرسي يعهد تأليفه إلي المتخصصين من أهل الفكر والفن ليكون مقررا علي كل المستويات التعليمية وما اقل أن تتنوع محتويات هذا الكتاب, حيث يلبس لكل مرحلة دراسية لبوسها حتي إن توافرنا عليه عند المستوي الاكاديمي لبقي أكثر غني وعناية بالسيرة الذاتية الملهمة وبالتحليل الفني المنهجي وبالدراسة الموسيقية المنوته التي توضح إضافات الاستاذ محمد الامين التي إرتبطت بالممارسة الغنائية السودانية, والتي لم ينقلها مبدعنا إلي طور التجديد المختلف فحسب, وإنما أبان عن قدرة خارقة في تمهيد الطريق للتجريب اللحني والموسيقي ــ هذا الذي تعهدته من بعد أجيال وأجيال. ولعل القناعة أن هذه الاجيال ما كان لها أن تتجرأ في إبراز مشاريعها الفنية والموسيقية المطروحة الآن إن لم يكن الفنان محمد الامين قد إمتلك بعد ناصية تلك الجرأة في تلحين أعماله الباكرة مثل بتتعلم من الايام , طائشة الضفائر, الموعد, الجريدة, حروف اسمك, كلام للحلوة, أسمر, زاد الشجون, الحب والظروف, وحياة ابتسامتك, اربعة سنين, حروف اسمك, زورق الالحان, عويناتك, مراكب الشوق, يا مني و آخريات, وحقا إنه لا يمكن الاشارة إلي هذه الاعمال الكبيرة دون الاشارة الي شعرائها الذين توفقت حساسيتهم الابداعية في تفجير البركان اللحني الكامن في ذهن الباشكاتب, ويكفي الاشارة إلي الشعراء محمد علي جبارة , هاشم صديق, عمرمحمود خالد, فضل الله محمد, محمد علي ابوقطاطي, مبارك بشير, ابوآمنة حامد, إسحق الحلنقي, خليفة الصادق, تاج السر كنه, نزار قباني..إلخ, والواقع أن سطوة هؤلاء العمالقة في شعر الغناء السوداني بشقيه العامي والفضيح علي إهتمام الفنان محمد الامين ــ وهم المتميزون بالمفردة التي تتراوح بين الجدة في الصورة الشعرية والعمق في التناول لما هو عاطفي ووطني ــ قد كانت منفعة متبادلة لم يكن ريعها لصالح هؤلاء المبدعين فقط , وإنما وقع ريعها علي أذن المستمع الذي أدرك رهافة الاحساس وجمال التناول الذي إنضفر في خيال مبدعنا, والذي وصفه لي مرة البروفيسور شبرين بإنه يمتلك خيالا لحنيا ملائكيا إنساب عبر الصوت القوي والمعبر الذي تدربت موجاته الطروبة في هذه الحنجرة الذهبية الفريدة. إن الاتقان الحرفي للحن والامساك باسرار الآلة الموسيقية المدوزنة بشفافية ليتكاملان ثم ينتجان السيرة الذاتية للاستاذ محمد الامين والتي مرت بتضاريس حياتية وإبداعية صعبة. هذه التضاريس إن تعلقت بالقبول الاجتماعي التي تواجه هؤلاء العباقرة حين يبتدرون هذا النوع من الابداع الملائكي, فهي تتعلق كذلك بالادوات الفنية الفقيرة آنذاك في توصيل العمل الموسيقي المشبع في أقاليمه . و إن هي تعلقت بفهم المؤسسات الثقافية الحكومية التي يفترض فيها الأخذ بيد هذه المواهب الحريصة علي ذلك التجويد في المفردة المعبرة عن المسؤولية الفنية الصارمة , فهي تتعلق أيضا بمخاطرة الكوادر الموسيقية المؤهلة في التعاون مع مبدع لم يكن همه إطلاقا حصد المال عبر مناسبات الاعراس بقدرما كان همه هو تقديم مشروع موسيقي طموح يتجذر علي خلق التحول الاجتماعي في فهم التقدمي من الابداع, ولا يتجذر علي إستسهال الحرفة الغنائية التي عمل لها بعض زملاء الباشكاتب, فحصدوا المال ولم يحصدوا علي مثل التقدير النوعي المبذول نحو مبدعنا محمد الامين. إن في أجواء إنعدام المسؤولية الفنية الآن في المشهد الغنائي تخصيصا والمشاهد الفنية الاخري تعميما يختلط حابل الكلمة الضعيفة بنابل العمل اللحني الاضعف بالضرورة, وذلك ما يجعل الناس في ظروف "الانحطاط العام" يتمسكون بتجارب جيل محمد الامين الغنائية بوصفها ما تزال حيوية في تجاويف إبداعها برغم مرور ما يقارب نصف قرن من إنتاجها, وللحق إن الباشكاتب هو محط النوستالجيا الغنائية التي نمارسها الآن نتاجا للجعجعة الفنية التي لم تقنعنا بطحينها الذي يصم الآذان ويحرض علي الردة عن هذا السمو الذي خلقه لنا جيل أبواللمين, وأي جيل هو الذي أولد إبداعات الكاشف وعبدالرحمن الريح واحمد المصطفي وصلاح محمد عيسي ومحجوب عثمان ووردي والتاج مصطفي وابوعركي وزيدان ابراهيم ..إلخ. ولهذا أري انه لم نلحظ حتي الآن افرادا يمتشقون حسام المسؤولية الفنية كما فعل الاستاذ محمد الامين وابناء جيله والثابت ان العبرة ليس بكثرة الانتاج او الاطلال عبر القنوات الرسمية او الشهرة الفنية اللحظية والتي غطت في الماضي اجيالا من الفنانين صاروا الآن اثرا ً بعد عين. ان العبرة هي في تواضع مبدعي هذا الجيل في الاستفادة من تراث السير الذاتية التي خلفها اولئك المبدعين , وظني ان جيلنا هذا لو توطن علي معرفة الصعوبات والعوائق التي واجهها محمد الامين وادركوا كيف انه يعكف سحابة يومه للتمكن علي آلة العود والانتظار لثلاثة عقود حتي يعثر علي العازف الحقيقي الذي يفهم توصيل احساسه وعدم المهادنة في اختيار الكلمات السوقية ولفظ كل المغريات الاجتماعية والسلطوية التي تتدافرت وتضافرت نحوه ــ فانهم سوف يخلدون اسمهم ليس في ذلك المشهد الفني او الثقافي فقط وانما علي مستوي ذاكرة السودانيين اجمعين. إنه بخلاف تلك المعاناة التي واجهت مبدعي الخمسينات والستينات والتي تمثلت في النظرة المعيبة للشخص الذي يحترف الغناء وكذلك المعاناة في عدم التقييم المضمون له, فإن معاناة الباشكاتب تضاعفت كونه اراد الاصرار علي شق تيار لحني وموسيقي لم تعهده الاذن الموسيقية آنذاك, فجاء الي الخرطوم ومجالها الموسيقي لم ينضج بعد علي فهم ابعاد هذه التجربة التي لم تراهن علي تقليدية الكلمة الشاعرية وتبسيط الجملة الموسيقية, ولكن مع ذلك لم ينثن للتيار فصبر وصابر في محرابه الفني قانعا ً ان الاجيال القادمة ستستوعب تجريبه الفني وستعمل علي توصيله للملتقي بأجمل الاشكال, ورويدا رويدا بدا ان اجيال المعهد العالي للموسيقي والمسرح ستجد فيه موئلا لتطبيق دراساتها الاكاديمية و إستثمار كل خانات الآلات المدروسة منهجيا, فوجد صالح عركي, بدرالدين عجاج, ميرغني الزين, الفاتح حسين, ميكائيل الضو, احمد باص, سعد الدين الطيب, اسامة بكلو, ماهر تاج السر, عثمان النو, فايز مليجي, عثمان مبارك, الفحيل, وغيرهم ممن رفدوا غناء محمد الامين بإحساسهم العالي في تطبيق النوتة الموسيقية وتشذيب اعماله بالتوزيع والحليات الموسيقية, حتي اذا دخلنا مرحلة الثمانينات وجدنا ان الاستاذ محمد الامين قد تربع علي عرش الاغنية السودانية إن لم يكن مثيرا الجدل حول القمة الفنية التي ربما يتقاسمها مع الاستاذ وردي, وصارت حوارات الموسيقيين و"السميعة" تضع تجربتيهما في مقارنات لا تنفض إلا بتأكيد دورهما الكبير في تجديد الاغنية, ومؤكدين كذلك أن إنبثاق إبداعهما من خلال جيل واحد خلق منافسة فنية خدمت كلاهما وجعلتهما صنوان للريادة في طرق مناطق صعبة في سلم التلحين الخماسي وفي مخاطبة الدواخل الوجدانية والوطنية خلال تعاونها مع أولئك البعض من فحول شعر الغناء. ليس ذلك فقط وانما صارا ــ محمد الامين ووردي أو وردي ومحمد الامين ــ سببا لتوريث ذاكرتيهما اللحنية لاثنين من اعمق مبدعينا وهما ابوعركي ومصطفي سيد احمد وكثيرا ما اري ان الخيال اللحني للاستاذ محمد الامين قد انتهي الي ابو عركي البخيت وأن الامكانية اللحنية للاستاذ محمد وردي قد إنتهت إلي مصطفي سيد أحمد, اقول هذا وفي ذهني أن عركي والراحل مصطفي برزا بالخصوصية اللحنية التي تعرفهما, بيد إنهما إستفادا فقط من منهج التلحين للموسيقارين محمد الامين ووردي بصورة أكبر ضمن الاستفادة من تراثنا الغنائي. من ناحية اخري أعتقد أن المتناول لجمائل الباشكاتب ــ والمساحة لا تكفي ــ لا يغفل تجربته مع آلة العود, وهذا ما يتطلب فصلا كاملا في ذلك الكتاب المقترح. فمن جهة فإنه ينبغي الاشارة الي أن ما كشف عنه الاستاذ محمد الامين من مهارات فردية في إستنطاق آلة العود لم يسبقه فيها أحد إلا الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله والذي كان نسيج وحده في الطريقة التي يعزف بها, وصحيح أن عازفين مهرة كانوا قد عرفتهم الساحة الغنائية ومنهم خليل فرح وأمير العود حسن عطية وإسماعيل عبدالمعين وأحمد المصطفي وبشير عباس والماحي سليمان وعلي السقيد وأبوعركي البخيت والحبر والكردفاني وهاشم ميرغني وعوض أحمودي وعادل الصديق وأحمد ربشه وآخرين, غير أن قابلية الاستاذ محمد الامين في التميز وتجاوز كل هؤلاء يتضح في التأليف عبر الانتقال بين السلالم بطريقة لم يألفها المتابعون للاغنية السودانية, ولعل عبقريته اللحنية هي التي تجعل المستمع إليه آن يعزف يحس وكأن شلالا رقراقا من النغمات ينساب عبر آلة العود, بالشكل الذي يحيل المرء للمقارنة توا ً بينه والراحل برعي محمد دفع الله والموسيقار بشير عباس. إن إحساس تعامل الاستاذ محمد الامين مع آلة العود ربما يتغلب علي أحساس المتمكنين في هذه الآلة وقد تطرح القدرة الفذة لمبدعنا في إستخراج نغماته سؤالا حول موقعه, أو ترتيبه إن أردت, علي مستوي الوطن العربي وفي ذهننا تجارب العازفين المغنيين أمثال فريد الاطرش وعبد الوهاب الدوكالي ونصير شمة وأحمد الجمير وعبدالرب إدريس وحازم شاهين وزياد غرسه ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومنير بشير وعبادي الجوهر وطلال مداح وحمزة علاء الدين وآخرين. أعتقد أن ما يضاعف فرص الاستاذ محمد الامين في بز هؤلاء العمالقة هو إختلافه عنهم من ناحية إنه يبني أعماله علي خلفية السلم الخماسي المعروف بمساحته الضيقة في التأليف مقارنة بأعمالهم التي يلحنونها علي خلفية السلم السباعي, فوقا عن ذلك فإن عدم توافق الذائقة اللحنية العربية مع المنتج عبر السلم الخماسي وغياب الاغنية السودانية في القنوات الاعلامية العربية ساهم إلي حد كبير إلي عدم وقوف المستمعين والموسيقيين العرب علي هسيس النغمات التي يخرج بها عود الباشكاتب, وفي تقديري الشخصي أن الاستاذ محمد الامين يعتبر من أعظم عازفي آلة العود في تاريخ الغناء العربي الحديث إذا جاز لنا إضافة غنائنا لهذا التاريخ, والواقع إنه لو إكتفي ابواللمين بالتأليف الموسيقي وصمت عن الغناء لوجد إنتشارا عالميا أكبر مما هو قد وجده الموسيقار السوداني الراحل حمزة علاء الدين والذي طفقت شهرته الآفاق برغم أن تكنيكه المتبع في موسيقاه البحته لا يوازي براعة مبدعنا المغني. علي المستوي الشخصي إلتقيت الاستاذ محمد الامين أكثر من مرة وتحاورنا حول كذا من القضايا الفنية, ونشرت له حوارا صحافيا عام 1991 بعد عودته من الجماهيرية الليبية التي مكث فيها قرابة العامين بعد خروجه من السودان قبل مجيئ الانقاذ, وبغير ذلك إستمتعت بعدد من حفلاتها الغنائية وزرته في منزله بصحبة زميلنا الصحافي والشاعر الراحل سيف الدين محمد صالح, وكذا تجاذبنا أطراف الحديث معه بشركة حصاد في مجدها الذهبي, قبل عقد من الزمان, وكان الزميل الاستاذ الزبير سعيد حاضرا, كما إنني قرأت الكثير من الحوارات الصحافية التي أجريت معه, بجانب الاستماع الي الحوارات الاذاعية والتلفزيونية وأخير وليس آخرا الحصول علي آراء وروايات عن حياته بمدني وأيامه الاولي بالخرطوم. خلال كل هذا التراكم من المعلومات والرغبة المتواصلة في الاستمتاع بأعماله المسجلة, خاصة بالعود, أخلص الي إنني ما قدرت مبدعا مثل الاستاذ محمد الامين والراحل مصطفي سيد أحمد, ولو كان هذا هو تقديري الشخصي أو العاطفي لو جاز التعبير, فإنني آمل أن يشاركني الكثيرون في هذا التقدير والذي قلت في البدء أن مبعثه هو إجادة الاستاذ محمد الامين لحرفته, بما يجعله السوداني الاول في الاخلاص للحرفة أو قل المهنة, وأيضا لوطنه ــ خصوصا إذا ما تمعنا جيدا عبقريته , مضافا إلي كل هذا إلتزامه الوطني الصادق تجاه القضية المركزية الاولي للسودانيين ألا وهي إنجاز الديمقراطية, وهاهنا علينا أن نبحث عن سجل الاستاذ محمد الامين منذ غنائه لملحمة أكتوبر للاستاذ هاشم صديق والتي أرخت للثورة السودانية الاولي كما لو لم يؤرخ لها اثر إبداعي آخر, والآن ما يزال سجل الباشكاتب نظيفا في عدم التلوث مع الحكومات المتعاقبة, برغم تساقط رهط من المغنيين. إن ما شغلني خلال هذا الشهر الانباء التي تواترت عن الوعكة الصحية المفاجأة التي ألمت باستاذنا محمد الامين وافقدته وجوده الراكز في الساحة الفنية ولقد تابعت بحق من خلال إقامتي هنا كيف أن ألاف السودانيين المقيمين بالمهاجر قد أرقهم مرض الباشكاتب واصبح كتاب شبكات الانترنت وزملائه العازفين يحبرون مساحاتهم الحرة بالسؤال الدائم عن صحته ويتساءلون عن دورهم في المساهمة في علاجه والتخفيف عن معاناته مع المرض, واشهد الله إنني أصحي كل صباح متذكرا حال مبدعنا وأتخيل معاناته في هذه الوعكه الطارئة بإذن الله, وظللت أتبادل المعلومات مع من عرفوا بوعكة الباشكاتب وبدا الحزن يغمر وجوههم إلي الآن. إنني إذ أكتب هذا يحدوني الامل الكبير أن يدرك الاستاذ محمد الامين أن قاعدته الجماهيرية المليونية إنما هي متضامنه معه في محنته الحالية وفاء لما قدم وإنها تأمل أن يشفيه الله, ليعود بالجديد من الاعمال وبالمزيد من الصحة سيما وإن دهن إبداعه لا زال في العتاقي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: صلاح شعيب)
|
Quote: أعتقد أن ما يضاعف فرص الاستاذ محمد الامين في بز هؤلاء العمالقة هو إختلافه عنهم من ناحية إنه يبني أعماله علي خلفية السلم الخماسي المعروف بمساحته الضيقة في التأليف مقارنة بأعمالهم التي يلحنونها علي خلفية السلم السباعي, فوقا عن ذلك فإن عدم توافق الذائقة اللحنية العربية مع المنتج عبر السلم الخماسي وغياب الاغنية السودانية في القنوات الاعلامية العربية ساهم إلي حد كبير إلي عدم وقوف المستمعين والموسيقيين العرب علي هسيس النغمات التي يخرج بها عود الباشكاتب |
احببت ان اعود ياصلاح لمقالك الجميل المتين ولابدي لك وجهة نظر مغايرة لماتفضلت به عاليه المقام الخماسي اذا احسن استخدامه من حيث تعدد المركزية فهو اكبر من المقام العربي آو السباعي لانه في هذه الحالة يتكون من خمسة وعشرين صوتا واستخدمه احسن موسيقار في القرن العشرين ايقور سترافنسكي خير استخدام كما استخدمه مزورسكي في متتاليته صور في معرض تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
كيفك يا موصلى
يا غواص فى بحور الدرر
الملحمة فعلا عمل غير عادى وسبق وقته كتير
وكان لا بد لنص مجود وصادق وعبقرى كتبه المتفرد هاشم صديق
كان لازم يلقى لحن وتوزيع متميز
وابو اللمين كان فى الموعد تماما
الزول ده يا موصلى عنده عبقرية لحنية ما حصلت والله
أمسك أى أغنية ليهو تلقى فيها حاجة جديدة وغير مسبوقة، وفيها كمية من الإبداع
نحن الناس الساى البنتذوق المزيكا والغناء حسينا بالشى ده
فما بالك إنت يا موصلى لما تكون خبير وعالم ببواطن الجمال والإبداع
إن شاء الله كلكم تسعدو وتطيبو وتلقو العافية
زى ما اسعدتونا وجملتو حياتنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: شهاب الفاتح عثمان)
|
Dear Mosley ..salam and great regards for highlighting this fundemental piece in the history of a nation that continues to struggle for freedom, peace, and democracy.. Your analysis put to words feelings and appreciation that many are aware of but can only describe with vague language.. The work remains the most powerful and perfected in contemporary Sudan: The.. words are full of imagery and vivid detail.. and the rich tunes and performance of Al/Ustaz and all the participants,musically or vocally, elevated the scenes to soul(ful)heights
Growing up in Omdurman in the seventies and early eighties and hearing the stories of October first hand form actual participants, one can not but be proud of how this genius work have said it all..
my sincere regards Marwan
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
يا اجود موصل لاحساسيسنا
يا زول يا جميل يا فنان يا بديع عظمة علي عظمة و ياربي يا مولاي يكون حدسك الفني اختار الملحة في الوقت لسر بلتع يسقط حجر تنابلة الانقاذ ديل,, قال ليك مناضل قديم ايام الانتفاضة كان عيان ما قدر يمرق في المظاهرات لمان جابلوا ليهو الاخبار سالهم اها المتظاهرين شالوا فروع نيم قالوا ليهو ايوة قاليهم لا خلاص نمير مشي تب. او الجماعة ديل يقطعوا شجر النيم الفي البلد كلها زي اليهود مع الشجرة القالوا بتوشي بمن تخبأ خلفها منهم في اخر الزمان...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
لا ادرى حتى الان من سطر فى الجهه الخلفيه من شهادة ميلادى الاصليه- وفوق عبارة حليب الام خير غذاء- من مواليد مابعد ثورة الشعب فى اكتوبر رغم بعد المسافه الزمنيه بين التاريخين استاذى ابو هديل كانت وما زالت تلك العباره مصدرا لاهتمامى بمتابعة كل ما دون عن تلك الثوره وما غنى تمجيدا لها شكرا لك على هذا التحليل المتخصص واعتبر نفسى اكبر المستفيدين منك وانت بحر فى علوم الموسيقى لك كل الود والاحترام وانت تعطر صباحنا بهذا العمل العبقرى وتحايا واشواق لاخى الحبيب عبد الله وداعه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
للشمس النايره قطعنا بحور حلفنا نموت أو نلقى النور
موسيقارنا الفذ الموصلي ..
القومة ليك وانت تزيدنا معرفة بملحة النضال والثورة
كتبت : يا الهي هذا لحن لن يتكرر ابدا في تاريخنا لان هذه الظروف ربما لن تتكرر ابدا
نعيش في ظروف أحلك من تلك الظروف التي عاشها هذا الجيل الأبي
ولكنهم كانوا:
كان في صدورنا غضب بركان وكنا بنحلف بالاوطان نسطر اسمك ياسودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
حبيبنا/ الموصلى والله المقطع دا يبكى عديل كدا
Quote: يا اكتوبر انحنا العشنا ثواني زمان في قيود ومظالم وويل وهوان كان في صدورنا غضب بركان وكنا بنحلف بالاوطان نسطر اسمك ياسودان |
وهذه الملحمة التى تجعل كل من فاته شرف حضور هذه الثورة عند سماعه لها( يعيش شعور كأنه فى وسط الاحداث )
لك الشكر بقدر ابداعك
أحمد العمار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
الله .. الله ..ياموصلى رجعتنا لسنة 70 في مدرسة الخرطوم جنوب النموذجية - جوار مقابر فاروق - عندماكنا نصبح في طابور الصباح من اذاعة المدرسة على انغام الملحمة عشقنا هذا النغم الخالد وقتها عن ظهر قلب ..وكنا نردده في ساحة المدرسة ..ونمتلئ حماسا ومفخرة بشعب السودان العظيم نسينا الكثير من ذكريات تلك الأيام الخوالى ..ولكن لم ننس الملحمة وأصوات مطربيها الذين شاركوا في هذا العمل الرائع شكرا ياموصلى يافنان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
قال . كنا نعيد الماضى الاول ........ وانت يا موصلى يا استاذ الاجيال بتعيد علينا صور الحشود وهى تصارع عهد الظلم . التحية ليك التحية للشاعر الفخيم هاشم صديق التحية للفنان القدير محمد الامين التحية للمجموعة الباهرة التحية للشهيد القرشى والتحية لكل من خط على التاريخ سطرا بالدماء وعاش السودان ( عليك الله يا موصلى لمان تسمع _ وفجر اكتوبر طل وسالم . ما بتقرب تشيل شنطتك وتكسح ؟ الملحمة عمل عبقرى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: ابراهيم عدلان)
|
Dear Mosley salam ..I had to at least visit your post one more time and thank you again for polishing up this living history..
What a hopeful and powerful work this has been..
It's interesting to learn some accounts of "the behind scenes stuff" that surrounded it..may be others can add more..,
when was the first public debut? Is there a tv(video)record of the first performance? How did people react to it? any living memories from the participants?, etc,
it is unfortunate, how disconnected and fragmented these stories are, and how the banning of such work from public media, has 'covered up' the revolutionary and hopeful spirit of October..
To a great extent perhaps this explains why we keep starting over, as the compass that gives roots to such great values keeps getting distracted, mudded up, or trivialized ..
But despie it all, this work has a life of its own..indeed it is that powerful spirit of hope.
Thanks again
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: مروان جمال الدين)
|
Quote: when was the first public debut? Is there a tv(video) record of the first performance? How did people react to it? any living memories from the participants?, etc, |
Dear Marwan I do agree with that we need to add a lot to this post we always have a problem with making our dcumentaries Thanks for your valuable contribution
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
Quote: قسما قسما يا اكتوبر نحمي شعارك نجني ثمارك ونرفع راية الثوره الغاليه عاليه ترفرف فوق الساريه عليها شعار الثوره الاكبر ورسمو النادر زاهي واخضر ولسه بنقسم يا اكتوبر لما يطل في فجرنا ظالم نحمي شعار االثوره نقاوم ونبقى صفوف تمتد وتهتف لما يعود الفجر الحالم ياكتوبر |
يا الله يا استاذنا يا رائع انا لى زمن ببحث عن هذه الملحمة وشكرا ليك عملت ليها برنت آوت .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
تحياتي أستاذ يوسف
الواحد يغيب منكم شوية يرجع يلقى حاجة ضخمة زي دي منتظراه. كويس أنو نهاية الإسبوع فربت لعل الواحد يلقى وقت يكتب لأنو ده موضوع ما ساهل.
أولا أستاذ يوسف شكرا جزيلا على طرح هذا العمل للتناول، هناك الكثير ليقال عن هذا العمل من ناحية التحليل الفني، يحتاج فقط لبعض الوقت لترتيب الأفكار وإنزالها على الورق، وهذا ما أتمنى أن أنجح في إنجازه خلال اليومين القادمين. هناك أيضا مقال هام كتبه الأستاذ نزار عتيق عن سمات المشروع الفني للأستاذ محمد الأمين سأحاول الحصول عليه وطرحه في هذا المنبر، هذا المقال وإن كان مخصصا للمشروع الفني لمحمد الأمين إلا أنه قابل للاستخدام كأداة لتلمس معالم المشروع الفني لأي مبدع على المستوى الغنائي. سأعود عندما يكون لدي جديدا يمكن أن يثري النقاش، وسيكون الأساس هو العمل نفسه و"الوصف التفصيلي" الذي تكرم به أستاذ يوسف، مع مناقشة لبعض ما كتبه أستاذ صلاح شعيب، مرتكزا على ما تضمنه مقالي السابق "حديث قليل حول الفن الغنائي السوداني" ومركزا على الشخصية الفنية لـ"قصة ثورة" أكثر من الشخصية الفنية لمحمد الأمين (لا أعتقد في إمكانية الفصل التام بينهما)، فهذا يمكن أن يكون موضوع حوار آخر. أستاذ يوسف مع الشكر الجزيل هناك نقد لطريقة تناولك للعمل، فقد كنت -ومازلت- أطمع في تحليل أكمل على المستوى الموسيقي، تحليل الأفكار اللحنية، الإيقاعات، الانتقالات ومساهمتها في تكوين صورة كاملة وخلق إحساس محدد والتحكم في مسيرنه منذ البدء حتى النهاية، متذكرا هتا تجارب سابقة لك في تحليل أغنية بخاف، زمان الناس، بتتعلم من الأيام (أو حروف إسمك) وأغنية لوردي (هل هي الحزن القديم، أم جميلة و ومستحيلة؟)، لا أشك أن هناك أماكن معينة في هذا العمل قادرة على خلق إحساس محدد لدى كل المستمعين قد يختلف في الكم، ولكنه لا يختلف في النوع، وهذه هي عبقرية التأليف الموسيقي والتلحين.
لنا عودة
عبدالحليم أبوقصيصة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Haleem Abu-Gusseisa)
|
عودة غير مكتملة
أكتب هذه المداخلة "كعربون" لمشاركة قادمة أكثر عمقا وتفصيلا، فأنا غير مقتنع بفكرة المشاركة بـ"تلغرافات" في مناقشة عمل بمثل هذه الأهمية في وجدان الشعب السوداني، كما أنه علامة فارقة، متفردة في الحقيقة، في مسيرة –ليست الأغنية- ولكن الاستماع عموما في السودان (لم أستطع حتى الآن التسليم بأن الملحمة أغنية أو حتى كورال). أستطيع أن أجزم أن أي استطلاع رأي في السودان حول أهم عمل "غنائي" في تاريخ الفن السوداني سيخرج بنتيجة مفادها أن الملحمة "قصة ثورة" هي الأهم. هذه المداخلة عبارة عن تساؤلات فكرت فيها كثيرا، خروجا عن إطار الاكتفاء بالاستمتاع والتسليم بأهمية وتفوق هذا العمل، وإن كنت لم أناقشها من قبل: أولا: هل نستطيع تصنيف الملحمة ضمن ما نطلق عليه عمل فني غنائي؟ فهي مكتملة العناصر من هذه الناحية، ليست فقط باعتبار زمن وجودها، ولكن حتى بالمقاييس الحالية، عدا التسجيل، ورغم ضعف بعض الجوانب الناتجة عنه. الملحمة عمل مكتمل شعرا ولحنا وتوزيعا موسيقيا وأداء صوتي فردي وجماعي، وفوق ذلك هي نتاج رؤية متكاملة وتحمل سمة التجانس بين كل عناصر العمل. قد يقول البعض أنها "ملحمة" ولكني لاأستطيع اعتبار ذلك كافيا، فالتعبير "ملحمة" غير معرف على الإطلاق، فهي ليست مصطلح ولكنها تعبير. ثانيا: هل الملحمة تأريخ وتوثيق لحدث ما "ثورة أكتوبر"؟ لا أتحدث هنا عن القصيدة ولكن عن العمل ككل، وهل يتوقف هذا العمل على استعراض الحدث الماضي أم المقصود به المستقبل وتكوين وعي ما مستمد من الماضي لخلق رؤية ما –ودوافع- للمستقبل؟ ثالثا: ما هو المقصود من هذا التكنيك الذي نفذت به الملحمة؟ أعني بذلك مشاركة ما يمكن أن يصنف بأنه نوع مختلف من المجموعات الآلية وهي المجموعة الآلية "العسكرية"، وهي مجموعة محددة من آلات النفخ النحاسية مع مجموعة محددة من الآلات الإيقاعية ارتبطت في وعينا بالقوات النظامية، مشاركتها مع رؤية أداء صوتي يتضمن الكورال والهتافات، وهو ما ارتبط في وعينا بالجماهير ونضالها، الذي كان –ومايزال- في أغلبه ضد سلطات مرتبطة "بالعسكرية". حتى الإيقاعات تضمنت إيقاع المارش وهو ما ارتبط في وعينا "بالعسكرة" مع مجموعة من الإيقاعات الأخرى التي تعكس احساسا مختلفا.
لدي رؤيتي الشخصية حول هذه التساؤلات والتي -كما ذكرت- مجرد عربون وليست مجمل الكلام ولا حتى كل المحاور.
لنا عودة أكثر تفصيلا.
عبدالحليم أبوقصيصة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
إليكم يا سادة مقال الأستاذ نزار عتيق
تقديم أولي: هذا المقال لا يهدف إلى تقديم دراسة نقدية للمشروع الغنائي للفنان محمد الأمين، بقدر ما يأمل إلى وضع إطار نظري لدراسة أكثر عمقا/تخصصا لتناول هذا المشروع. وعليه فإن هذا الإطار مفتوح تماما للتعديل، الحذف أو الإضافة. في كل الأحوال آمل، بالفعل، أن يدفع هذا المقال بآخرين، أكثر تخصصا ومعرفة للإهتمام بهذا المشروع الغنائي ورصده بما يستحقه. مع تقديري
الملامح العامة للمشروع الغنائي للفنان محمد الأمين
في خريطة ومسيرة الأغنية/الموسيقى في السودان (أقصد تحديدا الشكل الغنائي الذي ظهر وانتشر تاريخيا من خلال الإذاعة السودانية الرسمية بأمدرمان)، ثمة مشاريع غنائية إكتمل بعضها أو توقف (لظروف لا إرادية نعلم أسبابها كالوفاة مثلا أو إرادية لا نعلم أسبابها بقدر ما ندرك نتائجها، وهو التوقف بالطبع)، ومشاريع أخرى ما تزال تبدع/تجرب وتسهم في تفعيل وتطوير تلك المسيرة. أسهمت كل هذه المشاريع،بنوعيها، بشكل مباشر في تلك المسيرة سواء من ناحية الشعر، اللحن، الموسيقى والأداء ....إلخ من كل نواحيها الشكلية والموضوعية. المشروع الغنائي للفنان محمد الأمين، في تقديري، يعتبر من أهم تلك المشاريع الفاعلة والمتطورة ويشكل أحد أهم الركائز في هذه المسيرة، وعموما ثمة سؤالين أساسيين لابد من إثارتهما قبل تلمس ورصد هذا المشروع: أولهما: ماذا أعني بالمشروع الغنائي بالأساس؟ وثانيهما: هل يمكن وصف مشروع/تجربة ما بالاكتمال أو الإنتهاء (التوقف)؟. وفي الإجابة عن السؤال الأول، فالمشروع الغنائي أعني به تحديدا "الرؤية الذاتية للفنان للواقع الاجتماعي/الغنائي ثم تحديد ما يمكن أن يضيفه هو لذلك الواقع من أجل تطويره والارتقاء به من كافة جوانبه، أو بمعنى آخر هو سؤال المبدع لنفسه: لماذا وكيف أغني؟ وللمشروع الغنائي مميزات أساسية هي: 1/ الأصالة 2/ الإستمرارية 3/ الإنفتاح والرغبة الجادة/الدائمة في التجديد.
1/ الأصالة:- والأصالة هنا ليست بمعناها الجامد/اللاتاريخي الذي يتعامل معها باعتبارها منجز انتهى، يجب فقط إعادة تمثله ولكن بمعناها التاريخي أى (التمثل النقدي والاستيعاب العقلاني النقدي والإضافة الإبداعية إلى عصرنا وتراثنا. كما ذكر الأستاذ/ محمود أمين العالم). وجوهر الأصالة هو التفرد، الذي يضفي على كل مشروع طابعه المميز/شخصيته، والتي من خلالها يمكن تمييز كل مشروع عن الآخر بمجرد التدقيق السمعي حتى وإن كان بأداء صوتي آخر.
2/ الاستمرارية:- وفي هذا يتمايز المشروع عن التجربة، فالتجريب بشكل عام هو سمة أساسية من سمات أي مشروع، وبالتالي فأي عمل/تجربة جديدة من خلال مشروع غنائي ما، هي بالضرورة إضافة مفترضة فيه، وبهذا تحديدا يختلف المغني صاحب المشروع عن غيره من الفنانين، فأعمال هؤلاء الغير هي تجارب نتعامل مع كل تجربة على حدة ونقيمها، لأنها لا تمثل جزءا من الهم الغنائي العام في السودان ومحاولة الإرتقاء به، ولأنها بالأساس لا تأتي من خلال رؤية شاملة لذلك الفنان لمسيرته/مشروعه الغنائي.
3/ الإنفتاح والرغبة الجادة/الدائمة في التجديد:- لكي يكون المشروع الغنائي فاعلا ويكتسب مشروعيته كإضافة في مسيرة الغناء عموما، لابد أن يكون منفتحا على المشاريع – والتجارب- الأخرى بالضرورة من جانب، وأن يكون هو نفسه مفتوحا لأى إضافة يراها صاحب المشروع أو الآخرين أو تفرضها ظروف التطور (الإجتماعية، التقنية ...إلخ) من جانب آخر، وهذا بدوره يؤدي إلى خلق رغبة دائمة في التجديد والإضافة لذلك المشروع، لأن ما قد كان يعتبر إضافة للغناء من هذا الفنان قبل ثلاثين عاما مثلا، يعتبر هو نفسه تأخرا الآن، نظرا لظروف التطور الموضوعية التي تنعكس، على سبيل المثال، على النص الشعري ودلالاته، بالإضافة إلى ظروف التطور التكنولوجي وتغير ظروف التسجيل، والمعرفة الأكاديمية والتطور الذى تكتسبه أذن المتلقي السوداني .. إلخ. كل هذا يجعل من التجديد ضرورة وواجبا ملحا لكل صاحب مشروع غنائي. من خلال هذه السمات يصبح لكل صاحب مشروع رؤيته التي –بالضرورة- يتمايز بها عن المشاريع الغنائية/الموسيقية الأخرى، وبهذا تتحدد/تتضح هويته، ورغم أن هم/هدف كل هذه المشاريع (حسب التحديد أعلاه للمشروع) هو التطوير في المسيرة الغنائية والموسيقية عموما، فإن لكل صاحب مشروع رهانه/آلياته التي بها يقترب من المستمع لكي يقدم إضافته لتلك المسيرة، فهناك مشاريع راهنت على النص الشعري (عثمان حسين، الكابلي) ، وأخرى علي اللحن والموسيقى (أميزهم التاج مصطفى، وردي، الكاشف، عركي، الموصلي، عقد الجلاد وغيرهم قليل)، وأخرى راهنت على الأداء الصوتي (عثمان مصطفى، أبو داؤد وغيرهم)، وليس هنا مجال تقييم مدى نجاح/إخفاق هذه الرهانات لتلك المشاريع. مع ملاحظة أن هناك مشاريع غنائية حاولت بجدارة أن تغير حتى في الشكل العام للغناء مثل شرحبيل أحمد ، عثمان ألمو، العاقب محمد حسن، إبراهيم موسى أبا وعبد القادر سالم (في بداياته). وللإجابة على السؤال الثاني (هل يمكن وصف مشروع/مسيرة فنية ما بالإكتمال أو الانتهاء (التوقف)؟! نظريا في تقديري يصعب ذلك، ولكن بالنظر إلى مسيرة الأغنية في السودان، هنالك بالفعل مشاريع مهمة انتهت، أو عجز منتجوها بالأساس من دفعها للأمام (كابلي، عثمان مصطفى وردي وغيرهم)، وأعني بذلك أنه وبعد نضوج/وضوح رؤية أصحاب هذه المشاريع، لم يتمكنوا من المضي بها قدما، وجاءت تجاربهم في فترات لاحقة متراجعة حتى بمقياس آليات/منطلقات تلك المشاريع الخاصة بها، فالكابلي مثلا لم يستطع تجاوز "حبيبة عمري" وكل ما أتى بعدها شكل تراجعا لذلك المشروع، وردي لم يقدم أعمالا أضافت لمشروعه الغنائي بعد "الحزن القديم"، عثمان مصطفى توقف تماما بعد "الذكريات"، أما عثمان حسين فهو الأكثر تراجعا منذ زمن طويل وهو المشروع الذي يمكن أن نصفه بكل اطمئنان بالتوقف. عليه، وبناء على ما سبق أعلاه، كيف يمكن مقاربة المشروع الغنائي للفنان محمد الأمين؟
بالأساس يمكن رصد مميزات هذا المشروع كالآتي:
الأصالة :- أصالة مشروع محمد الأمين الغنائي، في رأيي، تكمن في أنه نظر منذ بداياته لمسيرة الأغنية في السودان، والتقط من تلك المسيرة بعضا من محطاتها الأساسية في ذلك الوقت: جرأة ومغامرة الكاشف الكبرى بخلقه كيانا خاصا بالموسيقى داخل الأغنية بعيدا عن كونها ترديدا ومحاكاة لما يقوله الفنان (كورس)، ثم البناء الموسيقي لدى التاج مصطفى، وشباب وصخب إبراهيم عوض ثم الإحساس الموسيقى/الصوتي لكل كلمة عند عثمان حسين، التقط محمد الأمين كل ذلك متجاوزا ما رآه من سلبيات لعل أبرزها تسيب الأداء الآلي وقتها، وبدأ في تقديم رؤيته/مشروعه الخاص المتجدد حتى الآن، والذي ارتكز على: (1)الانضباط الآلي (2) استخدام "الهارموني" و"الكاونتربوينت" بما تستوعبه كل مرحلة من مراحل تطور الأذن الموسيقية لدى المستمع (3) الحوار الحميم الدائم فيما بينه وبين الموسيقى في ألحانه (4) التعبير اللحني العميق للمعاني والصور في النص الشعري الذي يتعامل معه (مثال ذلك: التردد والتمهيد لمقطع "ورا البسمات كتمت دموع" أو الأداء الصوتي الشديد الحساسية لمقطع "أنت عارف نحن بعدك" ومرجعاته، وهكذا).
رهان وآليات المشروع: رهان وآليات المشروع الغنائي للفنان محمد الأمين بالأساس كان ولا يزال موسيقيا بحتا، وهو لم يتنازل عنه منذ بداياته، وهو يسعى دوما للوصول الى مستوى عال في الانضباط الآلي (ذكر د. الفاتح الطاهر في كتابه "أنا أمدرمان" بأن محمد الأمين عند بداياته وبعد التحاقه بالإذاعة، ترك كل هذا وعاد إلى مدينة "ود مدني" لإحساسه بأن الفرقة الموسيقية بها في ذلك الوقت لا تقوم بتنفيذ موسيقاه كما يأمل). ويحسب له مغامرته مع مجموعة من الموسيقيين الشباب من طلاب وخريجي معهد الموسيقى في أوائل الثمانينات (تلك المجموعة التي شكلت لاحقا حجر الزاوية في أوركسترا اسمندل) والتي من خلالها – أي تلك المجموعة- نستطيع تحديدا بداية نضوج ذلك الرهان الموسيقي، كما ان إتقان محمد الأمين وبراعته في العزف على آلة العود بالإضافة إلى سيطرته المقامية الكاملة مع جمال الأداء داخل مساحته الصوتية، كل ذلك أتاح له ارتياد أخيلة وأمزجة موسيقية/لحنية متباينة ساهمت بشكل مباشر في تنوع موسيقاه. (مثال ذلك: شال النوار، لما شفتك، طائر الأحلام، زاد الشجون، زورق الألحان. بتتعلم من الأيام، قلنا ما ممكن تسافر، همس الشوق وغيرها).
الإنفتاح على الآخر: إصرار محمد الأمين على رهانه الموسيقي، ساهم وبشكل غير مباشر في التأسيس/التمهيد لمشاريع غنائية مهمة تالية له زمنيا مثل أبوعركي، الموصلي، عقد الجلاد وأوركسترا السمندل وغيرها، وبشكل مباشر في تعاونه مع أصحاب هذه المشاريع الغنائية في إنتاجهم (وعد و طريق الماضي مع عركي على سبيل المثال)، كما نلحظ أن محمد الأمين مؤخرا بدأ في التعامل المباشر مع موسيقيين آخرين في تناول/توزيع بعضا من أعماله (الموصلي، أسامه بابكر وسعد الدين الطيب) مما يضيف مذاقا جديدا لهذا المشروع.
هذه في تقديري هي أهم الملامح العامة لهذا المشروع الغنائي المتفرد والمستمر، وآمل أن نرى قريبا دراسات متخصصة تضئ لنا الكثير حوله.
نزار محجوب عتيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Haleem Abu-Gusseisa)
|
الصديق العزيز يوسف يقولون ان الانسان في سنوات عمره الاولى تبقى الاحداث محفوره في ذاكرته مهما اصاب الوهن والنسيان تلك الذاكره وهذه حقيقه فانا كنت في التاسعه من عمري عندما قامت ثورة اكتوبر ولكن وحتّى هذه اللحظه مازلت اذكر تفاصيل تلك الايام الخالده في حيات الامه السودانيه ومن منا لا يذكر تلك الفرحه العارمه التي اجتاحت الشوارع بعد انتصار ارادة الشعب الصابر وبالطبع وانا في تلك السن الصغيره لم اكن ادرك المعنى الحقيقي لما حدث لذلك كان مالفت نظري بل سمعي الكم الهائل من الاناشيد التي كتبت ولحنت بعد الثوره وفي مقدمتها ملحمة قصة ثوره فهذا العمل لا اظن ان ياتي يوماً تستطيع فيه يد الزمن ان تمحوه من ذاكرة اي سوداني مهما كان انتماءه السياسي فالكلام ينفذ الى القلب مباشرة فيوقظ حواسك واللحن يجعل كل اعضاءك تتحرك في ايقاع عسكري مثير فلك يااخي كل الشكر على هذا البوست الجميل الذي اعادنا الى الزمن الرائع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غواص في محيط النغم (الملحمة قصة ثورة وعبقرية الباشكاتب) (Re: Elmosley)
|
الباشكاتب وبراعتة في العزف على العود
يندر أن يختلف إثنان في مدى مهارة الباشكاتب في العزف على العود.
العود آلة صعبة المراس...
إبتدءا بدوزنة الأوتار التي لابد أن يجتمع فيها التركيز
الميكانيكي والعضلي عند مفاتيح شد الأوتار والتركيز الذهني
لدوزنة كل وترين مع بعضهما البعض.
وانتهاءا بالضغط بقوة عند أطراف الأصابع حتى تخرج الانغام سلسة
جميلة كما تنتثر رائعة من بين أصابع الباشكاتب.
هنالك طرفة شائعة في هذا المجال:
سئل الأستاذ بشير عباس سؤالا محرجا :
أيهما أكثر مهارة في عزف العود برعي أم محمد الأمين.
وبشير نفسه عازف عود ماهر...وصديق شخصي لبرعي
لكنه أيضا رجل ذكي..
فرد..!!
برعي أحسن عازف عود في السودان..
لكن ...
محمد الأمين...
ببالغ...!!
| |
|
|
|
|
|
|
|