|
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى (Re: بكرى ابوبكر)
|
مرت تلك الأحداث في ومضة عين وأنا أمسك بالهاتف ولا أرد على الابن وائل. * الجزء الثاني خمسة أشهر بعد ذلك الحدث صباح الاربعاء السادس من أكتوبر 2005م الثالث من رمضان وعند الساعة الرابعة صباحاً ولم أكن قد أويت الى فراشي إلا منذ ساعتين بعد اجتماع مساء الثلاثاء بميناء الخرطوم البري تلفون من القاهره وإذا بي أسمع نحيب.. لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله لقد كنت أتحدث إلى أعز الناس خالي الحبيب أحمد مالك في ليلة البارحه وأنا في طريقي الى اجتماع الميناء البري حوالي الساعه التاسعة وخمسة وأربعون دقيقة مساء وهو طريح الفراش منذ أكثر من خمسة أيام.. لم أتحدث معه في الأيام الثلاثة السابقه دائماً ما يقال لي بأنه نائم أو بالحمام ولكن بالأمس بل من عدة ساعات تحدثت اليه وكان في أحسن حال يحمد الله ويشكره وقلت له لقد تخوفنا أن بالأمر شئ كلما طلبت الحديث اليك لم أتمكن وعليه نويت أن أزورك بالقاهره ولكنه قال لي انتو كفاكم مشاغلكم وإنشاء الله سوف أحضر لكم قبل أن تحضروا لي ..ولقد كان.. الطف بنا يا رب..كيف استطيع أن أخطر زوجتى بالولايات المتحده والتى كانت تستعد للمغادرة في اليوم التالي متوجهة للقاهرة للاطمئنان على والدها فاتصلت بمنزل خالتنا إكرام وزوجها سيد أحمد الريح والذي يعتبر كبيرنا بمدينة فنكس وكان الوقت حوالي الساعه السادسة مساء أي بعد إفطار رمضان مباشرة بتوقيت فنيكس وبعد ألو لم أستطع أن أنطق حرف أخر وقطعت المحادثه ثم بدون تفكير اتصلت بمنزلي وردت علي من كنت لا أدرى كيف أنقل اليها الخبر ومرة أخرى قلب المؤمن دليله فمجرد سماع صوتى ألغي عليها التحية دوى صوتها يمزق أوتار قلبي وأنا على بعد آلاف الأميال. اللهم لا اعتراض على حكمك ولا على قضاءك لم يندمل الجرح بعد حتى تفتق آخر. في هذه اللحظة وأنا أحمل الهاتف في يدي رجع بي الزمان وأنا طفل ذو خمسة أعوام وخالي الحبيب أحمد مالك يحتضننى بين ذراعيه ورأسي تنزف دماً متحاشياً أن تراني والدتى أو أحدى خالاتى بمدينة تندلتي في أواخر الخمسينات بمنزل جدى ابراهيم مالك وذلك في أمسية أحد الأعياد.. كنا قد عدنا من رحلة للصيد بضواحي تندلتي خالي أحمد وبعض أصدقائه في انتظار العشاء الذي يعد لهم مما عادوا به من رحلتهم غزال وطائر الحبار ودجاج الوادي. وكنت أتناول عشائي يغالبنى النعاس عندما خطر لي أن أذهب وأطل على نصيبي من تلك الرحله وكانت غزالة صغيره اشتريت لي من دليل الرحله الذي رافقنا، فتركت عشائي وأعددت بعض الحليب في زجاجه ووضعت عليها حلمة بزه وتسللت دون أن يشعر بي أحد لخلف المنزل حيث توجد زريبة للمواشي والتى حبست بها تلك الغزاله ولم أتردد بالدخول ولاحقت ضالتى حتى قبضت عليها وبدأت في تغذيتها. وكان لجدى ابراهيم مالك "حمار" في حجم الحصان هي وسيلة مواصلاته في رمال تندلتى فما كان منه إلا أن عاجل ذلك المعتدي على حرمة داره بركلة في رأسي وعلمت حين وعيت للحياة بعد عدة أيام بأن من سمع صرختى وهرع بي الى منزل الباشتمرجي المسئول الطبي الأول بتندلتي محمد عوض هو من فقدته اليوم خالى أحمد مالك ولولاه لما كنت اليوم هنا ورغم ايماني أن الاعمار بيد الله ولكن لكل شئ سببا.. كان قربي عند حوجتى له فأين أنا الآن منه؟ ولا أستطيع أن أفعل له شئ غير الدعاء لرب العباد بالرحمة والغفران ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم إذا بي أراه في خريف عام 2000م أنا وأخوتى صلاح وجمال والمهندس زهير مكي نزلنا من الطائرة الاثيوبيه بمطار الخرطوم ووجدنا أكثر من عشرون من الأقارب وأصدقاء الأسرة يلتفون حول سلم الطائره في استقبالنا بعد ان وصلهم خبر تعرض عربتنا لحادث اصطدام بقطار بمدينة جيبوتي التى كان لنا بها عمل في مجال نقل مواد الإغاثه لكل من اثيوبيا ومنطقة الأوغادين بالصومال. ورغم حديثنا التلفوني مع الوالد والأهل لنطمئنهم وحضورنا فوراً في اليوم التالي للحادث إلا أن الخبر كان له وقع اليم عليهم رغم أننا لم نصب بأي أذى بحمد الله.. بمجرد نزولنا الى أرض المطار رأيت الدموع تنهمر على وجه خالي أحمد.. ورأيته منتحباً مرة أخرى بمطار الخرطوم يوم وصول جثمان أبي قبل خمسة أشهر من رحيله هو نفسه ولم يفارقنا طوال 40 يوماً ظللنا نتقبل فيها العزاء في دار أبي.. في العشرة الأولى ظل يجلس من الصباح حتى المساء ثم داوم على الحضور ولمدة اسبوعين أخرين من الظهيرة حتى المساء والأسبوعين الأخرين يأتي عند صلاة المغرب ويظل الى ما بعد العشاء.. كان عضواً باللجنة القومية لتأبين الوالد بشير النفيدي وكانت بين المواد المعده للتأبين صورة تجمعه بالوالد ومولانا الشيخ البرعي بمنزل خالنا أحمد والذي كان بين ثلاثتهم سر في حياتهم لا يعلمه إلا الخالق.. انتقل الشيخ البرعي للرفيق الأعلى في فبراير ولحق به الحاج بشير في مايو من نفس العام. كان الخال أحمد متشبثاً بتلك الصورة وكأني أسمعه يناجيهم ويبثهم شوقاً
لرفقتهم متسائلاً عن سبب عدم اصطحابه في رحلتهم تلك.. وكأنى أرى الدمع في مقلتيه ولقد استجاب الله له بعد بضعة أشهر. وفي ليلة تأبينه ذكر مولانا الشيخ الفاتح البرعي خليفة الشيخ عبد الرحيم بأن والده وفي أخر أيامه عندما كان مستشفياً بالقاهره كان عازفاً عن تناول ما يقدم له من طعام أو شراب مما كان يدعوهم للاستعانة بالراحل أحمد ابراهيم مالك الذي كانت استجابة الشيخ البرعي لكل ما يقدمه له بيديه من طعام أو شراب تكشف عن ذلك السر الإلهي بين الرجلين.. .. وهنا تحضرني مصـر المـؤمـنه تلك الرواية على لسان الشيخ الفاتح البرعي بأن والده أصيب بوعكة حادة والآم بالبطن مما دعاهم لنقله من الزريبة متوجهين لمستشفى الخرطوم وعند وصوله إلى مشارف العاصمة أمر الشيخ بالمرور على منزل الحاج أحمد إبراهيم مالك لاصطحابه معهم للمستشفى فلم يكن الاتصال التلفوني متوفراً حينذاك .. واستحسن حاج أحمد الذهاب إلى مستوصف الخرطوم شارع 17 بامتداد الخرطوم بدلاً عن مستشفى الخرطوم وهنالك شخص سبب* الألم بأنه حصوة بالكلى مما يستدعي إجراء عملية جراحية .. مرة أخرى استحسن الحاج أحمد أن يصطحب الشيخ عبد الرحيم لإجراء العملية بقاهرة المعز وبدأ في تكملة الإجراءات للسفر .. فناداه الشيح ياصاح همنا لزيارة أمنا مصر المؤمنه بأهل الله ... إلى أخر القصيدة .. كان يشحذ همة صديقة حاج أحمد للاستعجال بالقيام إلى مصر المؤمنه ولشدة الألم استنجد الشيخ البرعي بكافة أوليا الله الصالحين بمصر من سريره بالمستوصف بشارع 17 امتداد الخرطوم .. وكان أن خرجت الحصوة ومنّ الله عليه بالشفاء دون مشرط أو جراحة ولم تولد القصيدة بمصر كما يعتقد الكثيرون . وهذا أيضاً يكشف السر الخفي بين الرجلين فلو لم يطلب الشيخ البر عي التوجه إلى منزل الحاج أحمد إبراهيم مالك وهم في طريقهم لمستشفى الخرطوم ولو لا استحسان الحاج أحمد الذهاب إلى مصر لإجراء العملية لم تولد مصر المؤمنه ولم نتشرب بالمعرفة لذلك الكم الهائل من أولياء الله الصالحين بمصر المؤمنه . وغادرنا في أغسطس للقاهره لمتابعة علاج خالاً له الحاج مصطفى قريش وكان هو في كامل صحته ولم أره بعد ذلك.. ولكنى كنت أتحدث اليه منذ ساعات. لا أدرى لم ظللت متشبثاً بذلك التلفون واقفاً بوسط غرفتى لا أدرى ما أفعل. اللهم لا اعتراض على حكمك.. اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه. أعادت وفاة الخال أحمد نكب الجراح وظللت ومنذ ذلك التاريخ أنظر للحياة بمنظار أخر ولكنى أقول لنفسي هذه سنة الحياة ودورتها وكلنا يوماً على آلة حدباء محمول. كنا نرى الموت ولكن ربما عن بعد.. بعض الأقارب والمعارف والجيران والأصدقاء ولكن اليوم بدأ يقترب أكثر فأكثر .. من القادم؟ اللهم لطفك تمضي الأيام وعلينا بالعمل الذي يبقى.. صدقة جاريه... علم ينتفع به .. ابن صالح يدعو لك.. اين نحن من ذلك.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | بكرى ابوبكر | 08-05-07, 01:47 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | بكرى ابوبكر | 08-05-07, 01:53 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | بكرى ابوبكر | 08-05-07, 01:57 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | بكرى ابوبكر | 08-05-07, 02:01 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | بكرى ابوبكر | 08-05-07, 02:05 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | سلمي النصري | 08-05-07, 03:34 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | Dr. Moiz Bakhiet | 08-05-07, 04:03 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | khalid abuahmed | 08-05-07, 07:05 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | الكيك | 08-06-07, 05:19 AM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | أبو الحسين | 08-06-07, 07:07 AM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | Nasser Mousa | 08-06-07, 08:12 AM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | DKEEN | 08-06-07, 09:10 AM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | Souad Taj-Elsir | 08-06-07, 01:37 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | غباشي | 08-06-07, 01:27 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | غادة عبدالعزيز خالد | 08-06-07, 07:58 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | بكرى ابوبكر | 09-20-07, 11:16 PM |
Re: الاستاذ امين النفيدى يكتب عن حياه رجل البر و الاحسان الحاج بشير النفيدى | Dr. Ahmed Amin | 11-29-07, 07:09 AM |
|
|
|