صدق او لا تصدق هذا ما قاله الحلو فى لقائه مع السودانيين باريزونا

بالنسبة لي ... و أنا أتصور نفسي في مكان عبد العزيز الحلو .. فإن الذي قيل ليس من السوء في شيء

هذا الجمهور الذي يخاطبه عبد العزيز الحلو هو عماد الحركة الشعبية .. و هو الذي يمول الحركة و يساندها ماديا و معنويا.. و هو الذي وضع كل آماله فيها .. و هذا الجمهور لديه في ذاكرته ما يصنع سوء الظن صنعا من العدم تجاه أهل الشمال دون تمييز .. فالشمالي العنصري ليس بالضرورة أن يكون هو الذي يحتقر الجنوبيين و المهمشين علنا.. و هذه حقيقة يحتاج أبناء الشمال إلى تمحيصها و مواجهتها من القبل .. لا من الدبر كما يفعل معظم المثقفين السودانيين الشماليين

كلام مارد جاء صحيحا كله لأنه الحقيقة مجردة من كل غلاف سميك يذهب بأصل القضية ... و أنا أزيد و أقول أن القدح المعلى في صنع هذا الواقع كان من الطرف الشمالي

ما قاله الحلو .. و حاز به على التأييد من قبل الجماهير المهمشة .. يستحق منا إعادة النظر في توجهنا .. بدل الغضب و الخوف .. و هذا الكلام لا أعتبره غريبا و إن قاله قرنق رئيس الحركة نفسه .. و على كل فالسعي لحل الأزمة لا يعني في نظري تمام الثقة في الطرف الآخر .. لأن الثقة صفة مكتسبة و نادرا ما تكون متوارثة .. و الإكتساب يحتاج إلى تجربة .. و من الواضح أن تجربتنا لا يكتسب منها غير سوء الظن

ربما يكون لواقع أن عبد العزيز الحلو قائد ميداني أثر في ما قيل .. و لكن يظل العنصر الأهم و هو الجمهور نفسه .. هذا الجمهور هو المقصود بذاك الخطاب الذي طعن الناس في عنصريته بالتحديد حين نسوا أو تناسوا عدم العنصرية الواضحة في كثير من نقاطه و اهمها

بالنسبة لمعظم جماهير الحركة من غير المثقفين .. فإن العدو الذي يقاتلونه هم عرب الشمال بالتحديد .. و هم ليست لديهم فكرة عامة عن ما هو دون ذلك من تفاصيل بنود الحركة و أهدافها .. و لن تكون فكرة جيدة أن يخاطبوا بنفس اللهجة التي يخاطب بها الشماليين المؤيدين للحركة .. خصوصا في هذه الفترة .. فترة حكم الكيزان .. و ليس هناك داعي للتهويل في هذه القضية حيث أن هذه هي السياسة شئنا أم أبينا.. و نحن صنعنا هذه المأساة .. و الحركة تحاول بين خطأ و صواب أن تصل بهؤلاء الناس إلى مرحلة تقبل فكرة وحدة السودان .. و ليس ذلك بالسهل إذا وضعنا أنفسنا في مكانهم .. فلو قامت الحركة بشرح فكرتها الوحدوية لهؤلاء لفقدوا تأييدهم .. و هم قاعدتها الجماهيرية الأساسية .. خصوصا أنه لا يوجد دليل مادي محسوس على إمكانية هذه الوحدة إلى الآن .. و شعب الجنوب سئم التبشير الوحدوي تماما كما سئمه الكثير من الشمال

و بنفس النظرة أنا أرى أن الحركة تخاطب العقول الشمالية العامة غير المثقفة بالفكرة الوحدوية فقط .. في حين أن الحركة في حقيقتها تحمل خطتان .. و هما الوحدة في حالة إمكان وجودها ..أو الكونفدرالية و ربما الإنفصال التام في حالة عدم إمكانية الوحدة .. و أنا شخصيا أرى ذلك منطقيا إلى أبعد الحدود .. و المثقفين من أعضاء الحركة و اعضاء التحالف و مؤتمر البجة مثلا يعلمون هذه الحقيقة .. و هم لا يطعنون فيها لانها منطقية و واقعية كما ذكرت .. و هنا أذكر أني قرأت مقابلة مع ياسر عرمان يقر فيها أن معظم أعضاء الحركة من الإنفصاليين .... و لكن هؤلاء ستتغير وجهتهم لو رأوا إمكانية تحقيق الوحدة المنشودة .. مما يؤيد كلامي اعلاه

و ختاما أود الإشارة إلى ما قاله يحي بن عوف .. فلو كان الذي قاله صحيحا فهو مطمئن إلى درجة ما .. و لكن تبقى القضية الأساسية هي ما قاله عبد العزيز الحلو و نقله بكري كما سمعه .. و أنا لا أرى أنه يستحق كل هذا التهويل .. حتى محاولة دقنة البجاوي للإعتذار (إذا كان إعتذارا عن ما قاله الحلو) فهو ليس في محله .. و لكنه يتماشى مع تكتيك الحركة الذي أرى أنه يجب أن يتكشف أكثر .. و لهذا أرى أن يحي بن عوف لم يعتذر عن ما قاله الحلو .. و إنما إعتذر عن ما إدعى أنه تصرف شخصي من شباب الحركة .. و تلك نقطة في صالح يحي بن عوف و ليست ضده .. و اتمنى أن يكون هذا ما رمى إليه دقنة البجاوي أيضا

لم أقل بأنك عضو بالحركة يا عزيزي دقنة .. و ما أعرفه عنك أنك عضو بمؤتمر البجة .. و مؤتمر البجة و سياسته و رؤيته تجعله في معسكر الحركة هو و قوات التحالف التي إندمجت بالفعل مع الحركة .. و لهذا صنفتك مع المؤيدين لسياسة الحركة .. و أظن أنني لم أخفق في ذلك إذ ها أنت ذا تذكر أنك يشرفك أن تكون عضوا بها وفق قناعتك

نقدك لما قاله الحلو لا أراه صحيحا .. و لا أظن أنني احتاج أن أقول لك بأن هذا رأيي و تلك نظرتي الخاصة .. فأنا لا أرى تلك العنصرية الشعواء في خطاب الحلو و التي أغضبت الإخوة هنا .. و هذا ما أردت توضيحه .. و لك الود و الإحترام