نفق عفراء الفضيحة قطع شك مهندسو خريج جامعة القران الكريم!

Quote: عاصمتنا (الحضارية) تغرق! .. بقلم: كمال الهدي الأربعاء, 02 سبتمبر 2009 00:11 [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته انتابني حزن عميق ممزوج بخجل شديد أثناء متابعتي لأول صور بثتها قنواتنا الفضائية للأمطار التي شهدتها عاصمتنا الحضارية قبل أيام، وسبب الخجل تحديدا هو أن مشهداً من هذا النوع لا يفترض أن تقع عليه العين في بلد يزعم أهله أنهم متحضرون وملتزمون بتعاليم الإسلام السمحة، ناهيك عن أنهم ينتمون لدولة نفطية تجاوزت اهتمامات مسئوليها ما يجري على الأرض وصاروا يحدثون الناس عن تصنيع الطائرات السودانية. نعم انتابتني حالة من الحزن والخجل وقتها، رغم أنني لم أكن أعلم بالحجم الحقيقي للمأساة أو تفاصيلها من أطفال أشقاء ماتوا تحت جدار متهالك أو شباب صعقتهم الكهرباء .. أو من نفر تدمرت بيوتهم بالكامل ليفترشوا العراء.. وهي تفاصيل لا شك انها أدمت أفئدة الكثيرين في بلدنا المنكوب بابنائه.. فمن غير المعقول أن نسمع من كل مسئول في دولتنا العظيمة كل ما سنحت له الفرصة حديثاً عن الرفاهية التي يعيشها مواطن السودان وعن العزة والكرامة والحياة الآمنة ووقفتهم الصلبة كقادة لنا في وجه المتآمرين على بلدنا، في حين أننا لا نستطيع أن نأمن شر البعوض أو خطر الأمطار، ونفشل في الحصول على الماء النظيف الخالي من الروائح في بلد حباه الله بأعظم نيلين في العالم ، ونحلم فقط بأن لا ينقطع التيار الكهربائي عن بيوتنا ومدراسنا ومصانعنا لأربع وعشرين ساعة فقط لا أكثر. فأي حياة كريمة يتحدثون عنها والخرطوم كلها غرقانة في شبر موية! الضجة التي أثارها سعادة والي الخرطوم الذي طاف عاصمتنا الحضارية بطائرة عمودية وكل التقارير التي أشارت وستشير في مقبل الأيام للجهود الكبيرة المبذولة لاحتواء الكارثة ليس أكثر من حديث فارغ المضمون لأن كل ما حدث هو أن الأمطار قد هطلت على عاصمتنا الحضارية جداً! لمدة ست ساعات وهذا وضع أكثر من عادي في الكثير جداً من أفقر بلدان العالم، ولم نسمع في يوم بأن هطول الأمطار لساعات قليلة قد أوقف عجلة الحياة في أي من هذه البلدان. أما عندنا فقد توقف كل شئ وخرج مسئولونا صبيحة اليوم التالي في جولاتهم التفقدية للوقوف على حجم المأساة التي تسببوا فيها مع سبق الاصرار والترصد، إذ ليس من المعقول أن تستقبل عاصمتنا في كل عام فصل الخريف بدون مجاري تصريف، ثم بعد أن تحل الكارثة يحدثوننا عن جولات الوالي ووقفة ولايته المشرفة وجهود المعتمدية لدرء الخطر. ثم أنهم سعوا بكل قوة إلى تصوير الأمر ككارثة طبيعية حلت بنا لأنهم قد خجلوا فيما يبدو من أنفسهم ( هذه إن حدثت تكون محمدة كبيرة) ، لكن يجب أن يفهموا أن ما حدث وما سيحدث في بلدنا من كوارث هي من صنع الانسان ولا علاقة للطبيعة بها. الأمطار تهطل في بلدنا في فترة معلومة من كل كل عام ومياه الهضبة الأثيوبية التي تأتينا بغزارة كما ردد بعض مسئولينا في اليومين الماضيين ، هذه المياه تأتينا في وقت معلوم أيضاً ومن غير المعقول أن تنتظر ولايتنا الموقرة كل عام هطول الامطار ووصول الفيضانات وبعد ذلك يطلب والي عاصمتنا المبجل من الكل أن يتعاونوا مع الجهات الرسمية أو أن يقول أنهم سوف يوقفون أي شاحنة (حايمة) لكي تشارك في مهام وتصريف المياه. كما لنا أن نتساءل لماذا لا تتذكر دولتنا المبجلة المواطن البسيط إلا عند الملمات؟ فمع بداية الكارثة التي تسببوا فيها باهمالهم ولا مبالاتهم سمعناهم ( المسئولين) يتحدثون عن تضافر الجهود الرسمية والشعبية بغرض التغلب على الصعوبات والمشاكل التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة.. ولماذا تتضافر جهودنا معكم وأنتم طوال العام ترسلون موظفيكم لانتزاع رسوم النفايات والعوائد والضرائب وخلافها من الأعباء المالية التي أرهقت كاهل معظم الأسر البسيطة؟ لا أدري كيف تملكون الجرأة لتحصيل كل هذه الأموال من المواطن المسكين وبعد كل ذلك تطلبون منه العمل معكم في فتح المجاري وكسر الحواجز وحفر الطرقات لتصريف المياه؟ فأين تذهب الأموال التي تجمعونها من هذا المواطن؟ فالمعروف في كل بلدان العالم أن دافعي الضرائب يحصلون على خدمات نظير ذلك، فقولوا لنا بالله عليكم ما هي الخدمة التي تقدمها الدولة للمواطن السوداني الذي يدفع أموالاً مقدرة نظير كل شئ إلى درجة أن الناس صاروا يداعبون بعضهم بأنه سيأتي يوم تبيع فيه دولتنا للمواطن الأكسجين الذي يستنشقه.. سؤال أخير ( مركب) أوجهه لسعادة والي الخرطوم الذي ناشد الجميع بالمساهمة في درء المخاطر: هل شاهدت كيف إمتلأ النفق الذي شُيد حديثاً بشارع المطار بجوار مركز عفراء بالمياه؟ وهل يمكن أن نطلق على من وقف على تشييد هذا النفق لقب مهندس؟