|
Re: هشام هباني... كم هو رائع أنت ... فهذه القصيدة اتت في الزمن الذي يتواري فيه الناس خجلا ... (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
الاخ/ العزيز هشام هباني
لك عاطر التحايا و كثير السلام
اخي العزيز ما زلت انت كما انت, لا تستطيع ان تمسك العصا من المنتصف, لانك تعلم, بانه لا يصح الا الصحيح , فقد تناسي القوم الشهداء و اصبحوا يمضمضون الكلام مضمضة و لا يتكلمون الا اذن لهم و وجوهم الي الحائط ,علما بانهم لا يريدون ان يعترفوا بانهم قد هزموا لانهم , لا يملكون ما يقدمونه للناس, و لانهم ما زالوا يخوضون معارك النضال,( باساليب ام الدسان ) او( غمضدت لبدت) او (حمد لبد), هذه هي الالعاب التي كنا نعلبها في الصغر, فقد كان الشخص منا يختفي من الناس, الساعات الطويلة لكي يثبت لهم بانه (رجل) غير ساهل في عملية ام الدسان هذه, و المحزن هو ان احد قوي التغيير في السودان, يصارع اعتي نظامه قمعي شهده السودان في تاريخه, باساليب ام الدسان او حمد لبد, و المحزن ايضا هو ان احد قوي التغيير في السودان, يكون برنامجه لدفع عجلة التغيير في السودان طيلة هذه السنوات هو منهج ام الدسان في التغيير.
و المحزن يا هباني هو ان يتم الزواج العرفي لقوي التغيير في السودان في ماعرف بالتجمع , الذي كان ملصقا باللعاب او البصاق, فكان هؤلاء القوم لا يقبلون انتقاد الناس لهم, بحجة ان ذلك سيضعف التجمع و يقوي من اعداءه, فكم تمت مطاردة الناس و اتهامهم بالخيانة, يوم ان قالوا ان هذا التجمع لن يستطيع ان يحدث تغييرا في غرفة جلوس ناهيك عن تغيير بلد وهو بهذه الحالة, و هاهم الان كاليتامي الذين فقدوا والدهم و ليس امهم, لان لا دور للام عند هؤلاء اليتامي, فهاهم الان يستجدون القتلة و يحاورون القتلة و في داخل الغرف المظلمة و كأنهم يمارسون عملا غير شرعيا يخافون ان يطلعلوا عليه الناس, و هاهم الان في انتظار سبدرات الالفية الثالثة, و هاهم الان تناسوا دماء الشهداء المعروفين امثال علي بن فضل كرم شعب السودان وجهه, فلم يستشهد علي و رفاقه و رفيقاته من اجل اتفاق منا امير و منكم وزير , خذوا هذا و اعطونا هذا, هؤلاء يتبعون لكم و هؤلاء يتبعون لنا, لكم الجنوبيين و لنا الشماليين و لا تاخذكم رحمة بهؤلاء و لن تاخذنا رحمة بهؤلاء اذا قالوا ان هذه قسمة ضيزي و ليس باتفاق سلام , و سنضربهم في دارفور و نسحلهم و اضربوهم في توريت و فرقوا بينهم في الاجتماعات و سنفرق بينهم في الاجتماعات و المضاجع في الخرطوم و غيرها من القري و من المدن.
اخي الحبيب هشام بن هباني, سنظل علي العهد حتي نري كل من بقر بطن احد او قتل احد في حمام او مزق جسم احد تحت شجرة غير ظليلة او رمل باخت لنا او ام لنا او فعل ام الكبائر مقاد الي ساحات العدالة و ليس ساحات الفداء او ساحات خذوا وزاراتكم و سناخذ وزاراتنا .
اخي الحبيب هباني لن نقبل ان يتناسي الناس دماء الشهداء و الشهيدات و لن نقبل ان يكون هم الناس, ان فلان الفلاني (سيبين ) في اليوم الفلاني, لان الاسباب التي تواري من اجلها ذلك الفلان وهو امر غير مقبول و غير منطقي, ما زالت موجودة و كان من الافضل لشعب السودان ان (يبين) كل مختف قبيل نيفاشا و ليس بعدها, عسي و لعل ان يكون حالنا افضل من الان.
اخي هباني ان من قال حقي غلب, و نحن علي حق , و هؤلاء قتلة و جزارين و مصاصي دماء و اموال , فلماذا نطأطا رؤوسنا لهم و هم بكل هذه الصفات النتنة و ما خفي كان اعظم, و سنصارع هؤلاء القتلة بالكلمة لانها اقوي من المدفع وهم يدرون ذلك جيدا.
اخي هباني سنقنع من تجمع المحادثات السرية و في الغرف المظلمة و سنقنع كذلك من انصاف الحلول من باب ليس بالامكان ابدع مما كان.
اخي هباني سنقنع من الحركة الشعبية التي كانت املا للعديد من الناس في الخلاص من المشروع الاصولي الوصولي الذي ظل جاثما علي صدر شعبنا طيلة هذه السنوات, فها هي الحركة الشعبية تقوم بعلمية النص بالنص, لكي تمد من عمر المشروع الوصولي في السودان, فقد كتبت نيفاشا الحركة الشعبية للانقاذ عمرا جديدا و لبستها ثوبا جديدا و لكنه مرقع بالاكاذيب و المكر و الظهور بمظهر الحمل الوديع.
اخي هباني لن نعول علي الحركة الشعبية, التي خذلت معسكر اليتامي الذين ينهلون من معين التراث السياسي التليد , و لكنهم لا يستطيعون ان يقولوا للحركة الشعبية , لماذا هذا الخزلان يا ناس الحركة؟ فنحن اصبحنا يتامي لان والدنا الكبير قد مات في التسعينات و لم يفضل لنا والدا غيرك في هذه الدنيا و ها انت خليتينا في السهلة لا صاحب و لا صديق و حقا ما العمل؟
اخي هباني ان هؤلاء القوم قد ملأوا جيوبهم بمال السحت و لم يملأوا رؤوسهم بالفكر و طرح البرامج التي من شأنها ان ترفع من شأن انسان السودان, فهذه الزيارات الماكوكية من وشنطون و الي بون و الي لندن , انما هي زيارات عمل و مرابحة.
اخي هباني لم توقفنا عن قول كلمة الحق الاتفاقيات السرية لرؤساء احزابنا و لا العلنية النيفاشية و لا عودة بعض الزعماء طوعا او كرها فالامر عندنا سيان, لان الحابل قد اختلط لنا بالنابل , و لابد لنا من فرز الكيمان , فنحن الان نعيش مرحلة في غاية الاهمية وهي مرحلة فرز الكيمان من جديد.
اخي هباني نعم لوقف الحرب و لا لدقمسة قضايانا المصيرية باسم ان هذا هو ما اعطي الله , فلا دخل لله بما كسبت ايدينا و لا دخل لله بما فعله العلويون و البشيريون و الترابيون و الزبيريون و الشمس دينيون و علي الحاجيون , و القائمة تطول, و لا بد من مساءلة هؤلاء عن اماكن دفن الشهداء اولا و من ثم القصاص منهم جميعا, و لا و الف لا لمنهج عفا الله عما سلف, فهذا هو ما يفعله الله و نحن بشرا سويا و لسنا الله في خاتمةالمطاف و لك الود و المعزة و المحبة يا هباني و بلغ سلامي لاخلاص و نضال و احمد و كل الاحباب و سنتواصل ان شاء الله عبر الكلمة.
|
|
|
|
|
|