|
ااااااااااخ لقد نسيت زبوني الطيب الهاديء في محطة الوقود!
|
بالامس حملت زبونا لي وهو شاب هاديء جدا تكاد لا تسمع صوته وهو في المقعد الخلفي وراء مقعد القيادة ودوما يضع علي اذنه سماعة جهاز تسجيل ملحق بجيبه وهو يستمتع بموسيقاه وهو يعمل نادلا في مطعم من مطاعم المدينة التي اقطن فيها وفي اثناء طريقي وانااقله لجهته التي يقصدهادلفت الي محطة وقود لاتزود بالوقود وفي اللحظة التي نزلت من التاكسي الي داخل المحطة نزل معي الزبون ايضاليشتري عصيرا وسجائر من ذات المحطة وعدنا سوياالي السيارة وبدات في تزويدها بالوقود وبعد ان اكملت مهمتي انطلقت بالسيارة الي مطعم زبوني وانا مستمتع باغنية لابي داؤود وفي اثناء طريقي رن هاتفي النقال ورفعته وانا ارحب بمحدثي فاذا بي اسمع صوت شخص غاضب جدا وهو يصيح لماذا ذهبت وتركتني وانا في محطة الوقود!)وفجاة نظرت الي الخلف لاتاكد ان زبوني بخير..وكانت المفاجاة ان السيارة خالية من زبوني الهاديء والذي تركته في المحطةوقد صار يجري ورائي يلهث الي مسافة خارج محطة الوقود وقد انفجر بعض الحاضرين بالضحك من هذا المنظر الكوميدي وهم يرون لاول مرة زبونا يطاردالتاكسي وحسبوه مجنونا ولم يدروا ان السائق هو المجنون و(المهود والغبيان)! وفي طريقي العودة لاستعادة زبوني ومن داخل اعماقي(فكفكت) للانقاذ واهل الانقاذ ..وهم الذين ذهبوا بعقولنا.. فهم من اضطرونا لولوج هذا الواقع البئيس في منافي ابدا ما كانت في يوم من الايام احلامناوقد احالونا الي بشر تائهين هائمين بلا عقول نفتقد التركيز.. وهم المسئولون (وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وانا ادرك تماما ان اي سوداني او سودانية من يسقط او ينحرف هو او ابنه او ابنته في داخل الوطن او في هذه المنافي اللئيمة ليس هو المسئول عن ذلك الضياع والخراب بل وحدهم الذين اضطروه ودفعوه دفعا قسريا الي هذاالجحيم القسري هم المسئولون عن سقوطه وضياعه....فالبرد لا يقتل الانسان لانه لايعقل ولا يعرف القتل..بل القاتل الحقيقي هو الانسان الذي طردك من بيتك وشردك وجعلك هائما علي وجهك لتموت بسبب البرد...وهنا البرد مثله ومثل اي مدية او بندقية استخدمها القاتل لقتلك ولكن اكثر الناس لا يعقلون ولا يتدبرون بل يتعاملون مع الامور بسطحيةكمحصلات ونتائج ولا يغوصون يبحثون عن جوهر الاسباب والمسببات التي ادت الي هذه النتائج..وذلك مثل اخينا المتصاحف عبد الله عقيد وهو يعترف لاول مرة ان البلاد موبوءة بالايدز ولا بد من محاربة الايدز باستعمال الكوندوم الواقي ولكنه لم يسال بعقل الصحافي الحصيف عن مسببات الايدز وما هي الظروف الاجتماعية والاقتصادية و قبلهاالسياسيه التي ادت الي تفشي هذا الوباء وكيف نقضي علي الايدز من جذوره وانا في اعتقادي ليست البايلوجية بل السياسية....فنحن امة مصابة بايدز سياسي فيروساته بشرية فاسدة ظالمة مدمرة وهو السبب الاصيل في تفشي هذا الايدز المرض الفيروسي...فاذا قضينا علي الاول حتما سنتقي شرور الثاني ولكن اكثر الناس لا يعقلون!
|
|
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|