كانت القرية كعادتها ذلك المساء يلفها هدوء عميق، بدأ الظلام يتسرب إلى كتف «شبا» قاهرا خيوط النهار، لا شئ في الأفق سوى منظر النخيل يرتمي في أحضان النيل، ذلك «الإله الأفعى»، الأزقة مقفرة.. بعض ذكور اليمام لا زالت ترسل نغمات هديلها علها تفوز بأنثى لتنجب لها صغارا تكون امتدادا لوجودها.. «سكن» القرويون إلى «بيوتهم» بعد عناء طويل بين المعاول والأرض في انتظار أن تحبل وتجود بثمرها عليهم... جيئ بـ«اللبن المقنن» برائحته المميزة الشهية تلك وكان «القرقوش» حاضرا.. وكانت «المحنة» وحكاوي «حبوبتي نفيسي بت البغاديد» هي مسرحنا في بيت جدي «ود القرونة» في إحدى تلال شبا.. انتصف القمر في كبد السماء محفزا للغواية، نسائم من عبق الأرض تملأ المكان، لـ«الرملة» هنا طعم آخر في ليالي الصيف تلك، اليوم كان خميسا.. تناهت إلى أسماعنا ورفقائي مزمل الرحيمة ومجدي فاروق ومامون مكاوي ومبروك الطيب ونحن نقتعد الرمال «أنين» طمبور من نواحي «القلعة» و«الدوداب»، كان الصوت عذبا مليئا بالدفء.. «مشاويرك عديلة»، يا إلاهي إنه «صديق أحمد» صاح مزمل طربا، أينما كان صديق أحمد كانت صورة «عبد الله محمد محمد خير» حاضرة.. فالرجلين مثلا ثنائيا غنائيا أغنى وجداننا بالكثير من الطرب.. «أها ماشين ولا أمشي براي» صاح مامون متسائلا، فهو يعشق صديق أحمد حد الجنون.. «كيفن مانا ماشين»، رددت عليها بابتسامة خبيثة.. وكان أن «سرجنا حميرنا» في سبيل صديق أحمد ونغمات طمبوره الجميل.. كان صوت الطمبور يأتي إلى ونحن على «حميرنا» ثم يعبر إلى الضفة الأخرى ويعود مرة أخرى كأنما يحفزنا لحث «حميرنا» على إسراع الخطى حتى لا «تفوتنا اللعبة».. ما أنا وصلنا مكان «اللعبة» حتى جهرنا «نور الرتائن» المنصوبة أعلى «حوش» العرس، تركنا حميرنا لترتاح أسفل القرية عند النخيل وأسرعنا الخطى في طلب «النغم».. حين وصلنا كان «الدليب» يصدح حتى عنان السماء و«الصفاقون» يتبعون امرأة «تنقز» برشاقة كبيرة ويعطي «مُشاطها» «الشبال» يمنة ويسارا.. إنه فرح أحد أبنا القرية عاد من الاغتراب بعد خمس سنوات وجاء ليحتفي بالسعادة «عند منحنى النيل».. سرت فرحة المكان إلينا وأصابنا شئ من «النقزي» ونحن نقف خلف القوم... كان صديق أحمد مبدعا ونغمات طمبوره تأخذنا بعيدا إلى عوالم يصعب وصفها.. تغير إيقاع الطمبور إلى «الرتوتي» فدخل عبد الوهاب الحلبي وعلي عزاز «الدارة».. كانت مبارة في «النقزي» جائزتها «زغرودة» هنا و«أبشر» هناك... لم أر في حياتي شخصا يطوع عضلاته مع إيقاع الموسيقى كما فعل عبد الوهاب الحلبي.. تمايل الرجل هنا وهناك وملأ «الدارة» جيئا وذهابا وكان أصابع رجليه تنغرس في الرمل ثم تعلو من «نقرات الطمبور والرتوتي»... للفرح هنا طعم مختلف.. بساطة الناس ورحابة الأرض عند خاصرة النيل تصبغ الاحتفال بنكهتها.. طربنا وتمايلنا مع القوم وأفق السماء يصفر ويزرق حتى بدأ الليل ينهزم مع تباشير الفجر وآذان «جامع شبا».. عدنا محملين بالفرح وشاكرين لصديق أحمد أفاعيل تطريبه... إنا لله ياخ
عديلة عليك محل ماتمشي تمشي ياعديلة ارضيلو زي الغيمة رشي مشاويرك عديله عديله عليك عديله الكان قصيره الكان طويله عديله عليك اما انا الهماني راحتك اول الشي انت تامرني وعلي امرك بيمشي بس عليك توعدني ماتطول بيك غيبة وعد من انبل حبيب لي اجمل حبيبة فيك عرفتة الدنيا قاصيها وقريبه منك اتعلمت كيف اقدر اجيبا لامتين يانومي في رؤياي تصدق لامتين ياشوق مؤاني قليبي تحرق تاني جود بي لقياي زمني المفرق تاني يااجمل صباح في عمري اشرق ياحلات العشرة وكتين تبقى صح صح وياحلات الريدة وكتين تصفى تفرح وياحلات ليلا معاك مادرنا يصبح وياحلات صبحا تكون انت المصبح في الربيع قالو الزهور تنضر تفتح ياربيع في حضنو كم دفاني وارتح يايباب بستاني من غيرك مكردح والسموم في ام شير وغيرا ام شير تكتح حبك الخلاني لي زول مابجافي حبك العلمني انظم ليك قوافي حبك اكبر مهر لي طهري وعفافي اه بحبك دا اصلو حبك زيو مافي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة