(4) امتداد الدرجة الثالثة ذلك الحي المتفرد

Quote: الاخ طارق سلام كتير امتداديات وتظل الذكريات باقية بحلوها ومرها ويظل وميضها يخطف القلوب فما ننفك نحلم بها فى كل يوم ونتمناها لو تعود فى كثيرا من فصولها التى مضت ثم لا نلبث ان نبتسم والدموع فى اعيننا كلما طافت بخاطرنا ايام لها صدى فى رحاب النفس ،مااروع الايام حينما تمضى بجمالها وابتسامها وحلاوتها ومااروعها حين تمضى بحزنها وقساوتها لتحل مكانها ايام اكثر اشراقا . الامتداد حملنا عبر دروب طويلة من الذكريات فلايوجد شبرا فى ارضه الا وسطرنا فيه ذكرى ففى هذا المنزل كان مرتع الطفولة ومسكن صبانا وعند تلك الشجرة كنا نستظل من وهج الشمس وفى ذلكم الركن القصى تسامرنا، ضحكنا، بكينا، تمردنا،تناجينا ، تخاصمنا، تصالحنا ، ومضينا معا نسطر فصول الرواية فحملتنا كل الشوارع واحتضنتنا المدارس والبيوتات . ونحن صغار لم نعرف غير الامتداد ولا نكاد نفارق محيطه الاخاذ الا فيماندر فتشبعنا برائحة الدعاش حين ينزل المطر ونسير عبر شوارعه الفسيحه لنصل لمدرسة الامتداد 4 حيث الحصص والحوش الكبير وجدران الفصول المتهالكة والكنب المكسر والسبورة يوجد فى منتصفها ثقبا كبير كل هذا لم يكن ليمنعنا من ان نتعلم لم يكن ليمنعنا من ان نبتسم كنا نكره مادة العلوم لانها دائما ماتكون فى الجدول دبل علوم فيطول المقام بأستاذ المادة فيتسلل الملل الينا فنبحث عن حلم من احلام اليقظه نبدد به هذا الملل ومع تواضع احلامنا حينها كنا نفكر فى فسحة الفطور وماسيحمله البوفيه من اكل او تلك البالوظه العجيبه عند حجه امنه او سلطة حجة نعومة ...كنا نحب الحصص الفاضيه حب غير عادى ونتمنى لو تركونا بدون حصص كل العام ولامانع لدينا ان يدخل علينا استاذ ليحكى لنا قصة دون ان يتزامن ذلك مع زمن البيوت وحين تاتى العطلة الصيفيه كنا نخرج فى اخر يوم للدراسة ونحن نقول يارب اجازة لحدى نهاية العمر..وفى الفصل الثانى من الرواية كانت المتوسطة بكل ذكرياتها التى اظن انها لاتنسى للجميع حيث كانت بداية النضوج والتفتح ومعرفة الاشياء وخلال هذه الاعوام كنا نسطر ذكريات لاتنسى فى كل انحاء الامتداد ،السعادة تملأ القلوب والانفس متصالحه حد اليقين نسير بخطوات مطمئنة، لاتتسارع انفاسنا الا لهفة لغياب الاخرين..... ثم بدأنا نحلم بها وتخفق قلوبنا لها وتنتابنا تلك الرعشات عند رؤيتها انها بت الجيران بضفائرها الطويلة وصوتها الناعم وبدانا نغنى حينها خلاص كبرتى وليك تسعتاشر سنه وعلمنا حينها انه الحب وعلمنا ايضا ان له حلاوة خاصة وهمسا رهيب وعرفنا ماهو تعانق الارواح فغنينا حينها( يانسيم ارجوك روح لها وحييها)(و الزهور صاحية وانت نايم داعبت خديك النسائم) ورددنا مع الكاشف صابحنى دايما مبتسم وبعدها سبحنا فى العلا كالشهاب وبقى لينا الانجم قراب تحتنا ويابختنا) نعم بختنا فقد وجدنا اخيرا فصل الربيع الذى كنا نفتقده فى الامتداد وادركنا حينها ان هذا الشعور ليس ربيع الامتداد فحسب بل هو ربيع العمر. ثم علمنا عزابات الحب وهجر الحبيب وتلك اللوعة وذلك الضنا فغنينا (ياضنين الوعد) ورددنا (كيف تنسى لهفة قلبى ليك تنسى الحنان الكان لديك لو مر اسمك فى البعيد شايلو الصدى بلل نسايمو الحلوة بى قطر الندى)وظللنا بعدها فى محراب عثمان حسين نغنى (هل تصدق تنتهى قصتنا يااجمل حقيقة نحنا عشناها بدموعنا وبالضنا فى كل دقيقة ياحبيبى)كل هذه الرواية ولازلنا فى الامتداد الذى عشقناه وبعدها تعلمنا مامعنى ان نعشق وطن وكيف نقاوم يوم يطل فى فجرنا ظالم ومن الامتداد عشقنا الحرية فامست ديدننا ومتنفسنا . ذكريات لاتحصى وايام بطعم الدهشة وسنوات بحجم الفرح الحقيقى يوم كان لايشبع روحنا فرح زايف بل كنا لانعرفه اصلا،، هكذا كان الامتداد ارضا خصبة لكل ذكرى جميلة ووادى اخضرا ممتد لكل القيم النبيلة وفيه دائما شفنا كل جديد . هنا عشناها بباسطه وبسعاده التقينا بكل الطيبين احسسناهم عشقناهم فى امتدادنا الذى امتدت اياديهو لنا امتداد ممتد حتى اللحظه ...هاهنا دفنا ذكرياتنا الجميلة ولانحتاج لننبش فيها لنتذكرها فنحن مازلنا نستنشقها فى كل يوم ونحن نسير فى دروبه( مرات كده نبكى ومرات نفرح ومرات ماتعرف تعمل شنو والحنين الى الايام الحلوة لاينقطع هاهنا فارقنا من نحب وودعناهم بدموع لاتنتهى وبكيناهم سنوات طويلة وبين كل هذه الذكريات بحلوها ومرها يمر الزمن ويساعدنا فى التطلع الى الامام ليكون اجترار الذكريات دافع لنا فى بناء المستقبل فشكرا لك يازمن وانا شخصيا ممتنا لك لانك دائما ماتضمد الجراح . مدثر قرجاج