(4) امتداد الدرجة الثالثة ذلك الحي المتفرد

Quote: الاخ طارق التحايا النواضر امهات راحلات قادمات من الزمن الجميل حلتنا خليط من مربعى 13 و14تمتد على مساحة كبيرة صنع هذا الخليط فى دواحلنا اشياء كثيرة كلها جميلة، ومنذ ان وعينا وتفتحنا فى هذه الحياة وجدنا هذه المنظومة الامتدادية الصغيرة حاضرة بترابطها وشربنا منها كثيرا من القيم فكان لابد ان نبادل اهل حلتنا هذا الوفاء بوفاء لاشك هو اقل بكثير مما زرعوه فى اعماقنا فرأينا ان نبدأ بأمهات رحلوا عن( حلتنا) ومضوا الى رحاب الله لكن ذكراهم مازالت تدغدغ نفوسنا ،وبين حينا واخر تعترينا اشواق دافقة لرؤياهم، واحاديثهم العامرة، فنبحث عنهم فى كل الامكنة فلانجدهم فقد مضوا دون عودة وخلفوا فى نفوسنا مرارات كبيرة ولكن عزائنا الوحيد ذلك العبق التليد الذى خلفوه وراءهم فظللنا عبر سنوات طويله نستمد منه القوة واليقين. وسنحاول ان نذكرهم باسماء ازواجهم او مااشتهروا به فاطمة بت المقل فى كل يوم امر بمنزلها المجاور لنا ولا البث ان اتذكر قوتها الحديدية وجلدها وصبرها فقد صبرت على المرض مايقارب الاثنى عشر عام دون ان تتضجر ودون ان ينتابها الضيق كانت تؤمن بأن الله اذا احب عبدا ابتلاه ،كانت مميزه بشلوخها التى على جبينها وبسخريتها الجميلة وقفشاتها التى لن ننساها وقد لقبت بى بت المقل على اسم بلدتها المقل (ديار الشايقية) (اللهم ارحمها واغفر لها) بتول على التوم لاانساها ابدا ولا انسى ذكريات الطفولة حينما كانت تأتى الى منزلنا بصورة شبه يومية حينها لم اكن ادرك شى ولم اكن اميز الا قليلا من الاشياء ولكننى كنت اشعر دائما حينها ،ان الخالة( بتول) هى مثل امى ايضا بحنيتها وعطفها .حينما كنت اذهب الى منزلهم فى الشارع الخلفى لنا كانت تستضيفنى وتعاملنى كأننى شخص راشد فتقدم لى اشياء كثيرة جدا فى وقت واحد لا اذكرها بالتحديد لكن حينمااخرج من منزلها كانت جيوبى تكون دائما منتفخه الخالة( بتول) كانت امرأة منظمة جدا تحب ان يكون كل شى فى مكانه ورغم حنيتها المتناهية فهى لاتحب الفوضى، وعندما تدخل منزلها تحس ان كل شى فى مكانه المضبوط و للبيت بريق خاص و عندما تهم بالدخول تشتم رائحة جميلة ومميزة فتدرك انك على اعتاب منزل نظيف ومرتب عندما علمت بوفاتها منذ سنوات احسست بنفس الالم الذى احسته امى حينذاك فقد كانت رفيقتها عبر سنوات طويلة(اللهم ارحمها واغفر لها) زينب زوجة الشاويش عرفت بزينب الشاويش فى كل الحلة فزوجها رحمه الله محمد احمد الشاويش من شخصيات المربع المعروفه، كانت طيبة القلب ذات طابع خاص فى حنيتها مازلت اذكر ونحن نجلس امام منزلهم تأتى لنا كل يوم ببلح الرطب والماء البارد وتستضيفنا لساعات طويلة داخل سور منزلهم يكفى اننى اذكر انها قبل وفاتها بأيام قليلة تجولت فى كل بيوت الحلة وسلمت عليهم فردا فردا كأنها تودعهمم فى صمت (اللهم ارحمها واغفر لها) زكية زوجة عوض بلال من امهاتنا الرائعات، حنيتها تعرفها فقط اذا استمعت لصوتها فنبرت صوتها تعبر عن طيبتها عندما كنت اذهب الى منزلهم دائما مااجدها تجلس فى مواجهة الباب مع صديقتها وجارتها المرحومة( حفيظه)، كنت عندما اراها وانظر الى تلك الخطوط التى رسمها الزمن على وجهها احس بأن تلك الخطوط بمثابة خارطة طريق تدرك من خلالها انه جيل من النساء لن يتكرر على مر العصور، مازلت اذكر جلستهم المميزة وامامهم صينية مليئة بالخضرة وهم منهمكون فى تنظيفها ويتبادلون الحديث، وجوههمم مازالت مرتسمة فى مخيلتى وعندما كنت اطرق الباب كان صوتها يرتفع من الداخل بعبارات الترحيب والاستقبال الحار(اللهم ارحمها واغفر لها). دولة زوجة (عوض مجيد) فارقتنا فى بداية عقد التسعنيات وظلت عبر سنوات طويلة باقية فينا بطيبتها ورغم سنوات غيابها الطويل الا اننى اقسم ان ملاحها وانا اكتب عنها فى مخيلتى ولا انساها رحلت عننا فجأة لا انسى يوم رحيلها فقد بكتها كل الوجوه التى كنت انظرها بحرقة شديدة(اللهم ارحمها واغفر لها) عايده المصرية انشودة من المرح ذات الظل الخفيف عندما تلتقيها تذهب عنك كل احزانك تأخذك عبر عوالم مليئة بالفرح والحبور لاتدخر وسعا فى سبيل رسم ابتسامة على وجوه كل من حولها ، عرفتها منذ الطفولة كريمة وحنينة وتحب كل الناس ذكرياتى مع امى (عايده )لاتنسى ولاتحصى فقد امتدت لسنوات طويلة حتى رحلت عنا فى العام الماضى مخلفة فى نفوسنا حزنا كبير(اللهم ارحمها واغفر لها) انا وامهات الزمن الجميل سيكون لنا وقفات اخرى فى الجزء التانى مع امهات الزمن الجميل سيكون لنا حديث عن (فاطمة بت الربيد) و(امنة ام القرشى)(خديجة بت الخولى)(حياة مامون) (حرم قنيب) (بت كريم)رحمهم الله جميعا ، وغيرهم من نساء ذلك الزمن الذى مضى ومضوا هم معه بأجسادهم لكن اشيائهم مازالت هنا فقد تركوا لنا ارثا فى كل بيت من بيوت الحلة ، تركوا لنا قيم سنظل نحرثها، تركوا لنا تلك الوصايا التى سنحملها فى عقولنا ابد الدهر... لكم منا السلام والاشواق هناك فى قبوركم التى ندعو الله ان يجعلها روضا من رياض الجنة وان يسكنكم فى اعلى منازله مع الصدقين.: ..امضوا الى رحاب الله فى سلام فمازلنا على العهد وستظلون داخل قلوبنا............ كل ابنائكم هنا فى (الحلة )يبلغونكم السلام هم مشتاقون لرؤياكم ولأحضانكم الدافئة كلهم مازالوا يحتاجون اليكم كبيرهم وصغيرهم، يحتاجون ان يحكوا لكم عن ماذا فعلت بهم الايام بعد فراقكم؟ وكيف هو طعم الحياة بدونكم.؟ كلهم يقاسون كلهم يعانون من فراقكم يودون لو تمتد لهم اياديكم وتمسح على وجوههم كما كنتم تفعلون فى الزمن الجميل يودون لو يجلسون معكم لساعات طويل لينهلوا من حنيتكم يودون لو ينظرون اليكم لدقائق لتشملهم تلك النظرة الحنونة التى افتقدوها عزائهم الوحيد ياامهاتى انهم مطمئنين انكم فى دار خير من ديارهم ومع اهل خير منهم ( اللهم ارحمهم جميعا) مدثر قرجاج