الصحافي القدير ابوبكر الشريف في ذمة الله (خال الزميل السمندل)

Quote: أبو بكر الشريف – اللقاء الأخير  التقيت يوم عطلت السنة الهجرية الجديدة في أحد شوارع الرباط بالصديق والزميل الصحافي صلاح الأحمر، واخبرني بان الأخ أبو بكر الشريف عاد من رحلته إلي السودان عبر القاهرة ، واتصلت في اليوم التالي على هاتفه من مقر عملي ، واخبرني بصوت واهن بأنه متعب قليلا ، وأخبرته إنني في طريقي لزيارته في منزله ، وبالفعل ورغم التعب الذي كان يبدو عليه استقبلنني بحرارة كما عهدته دوما ، وشكى لي انه يعني من اضطراب في معدته ، وطمأنته بان ذلك شيء مألوف بسبب الرحلة الجوية وتغيير المناخ وبرنامج الوجبات ونوعيتها ، وبعد ذلك انطلقنا في ( ونسة ) سودانية حميمة عن سفرته للسودان ومصر ، وكان رغم الضعف الذي يبدو عليه يحدثني بتفاؤل وحماس خاصة انه اعتبر أن سفرته للسودان كانت موفقة جدا ، وكيف انه استطاع مقابلة العديد من الفعاليات السودانية في عدة ميادين وخاصة الإعلامية منها ، ونجح في الحصول على الكثير من المكاسب لمصلحة الجالية السودانية في المغرب وان ثمارها ستظهر في القريب ، ولم أر المرحوم متفائلا ومسرورا كما شاهدته هذه المرة ، وكان كل كلمة يقولها يؤكدها بعزم وأمل كبير كأن صفحة جيدة في مشوار حياته قد فتحت . هكذا تركت الراحل العزيز وهو يتحامل على نفسه ليغرقني بوابل من كلمات الوداع الحارة والتمنيات الطيبة الصادقة ، وودعته ولم اكن ادري انه الوداع الخير ، وعندما سمعت الخبر المفجع بعد أربعة أيام من هذا اللقاء ، اكتشفت أن المرحوم أبو بكر كان يودعني بكلامه الجميل الذي كان يشع أملا وحبا للآخرين ، كأنه كان يرسل معي وصيته الأخيرة للأبناء الجالية السوداني بالمغرب وعن المستقبل الزاهر للعلاقات المغربية – السودانية . إنها فعلا سخرية القدر .رحمك الله آيها الصديق والصحافي المخضرم ، أسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء... وان لله وأنا إليه لراجعون عمر عبدالسلام – الرباط