امتداد الدرجة الثالثة ذلك الحي المتفرد

Quote: · الصحافة شرق .. جارة الامتداد..وفريق العزيمة (2 من 2) الصديق العزيز / طارق جبريل ( أبور يم ) لاشك ان موضوع امتداد الدرجة الثالثة ، والردود حوله من ساكني الحي ومحبيه ، عادت بنا نحن سكان حي الصحافة شرق إلى اجترار ذكريات جميلة مضت و مازالت راسخة رغم مضي سنوات طويلة ، خاصة نحن سكان مربع 40 جيران الامتداد من الناحية الشرقية ، فلم نكن نمر مرور الكرام في طريقنا من قلب العاصمة ، بل كان لنا في الامتداد محطات استراحة من حين لآخر نقضيها مع رفاق المدرسة والأقرباء ، وبالتأكيد في (محطة 7) وشرب الشاي باللبن والباسطة الساخنة وصحن فول في الأكشاك بعد عودة من سينما الخرطوم غرب ليلا منتشين بأفلامها الرائعة . العزيز / طارق ، اسمح لي بالوقوف عند واحدة من المحطات الجميلة في شريط ذكرياتنا عن الصحافة شرق ، وتحديدا في حي مربع 40 الذي استقرينا في رحابه منذ مطلع السبعينات ، والتقت فيه نحن فتية الحي أحلامنا فأنشأنا فريق ( العزيمة ) لكرة القدم كأول فريق عرفته المنطقة ، فكان سباقا للفرق الأخرى ، واستطاع خلال سنوات قليلة ان يصل صيته إلى خارج حي الصحافة ، وتحول فتيته إلي نجوم ساطعة في فرق الدرجة الأولى والثانية والليق نذكر منهم : التاج محجوب ( الهلال ) حمودة ( النيل ) إبراهيم محجوب ( الزومة ) وغيرهم ، ولا ننسى أن بفضل هذا التيم الرائع ، امتدت علاقاتنا إلى أبناء الأحياء الأخرى في العاصمة ، وكان أول فريق في المنطقة يطبق نظام ما يشبه بجلب ( المحترفين ) من الفرق الأخرى وكسر قاعدة الولاء لفريق الحي والحارة فكان الفريق يضم لاعبين من الامتداد الدرجة الثالثة والديوم الشرقية وجبرة والعشرة وغيرها . اعتبر ان أهم حدث عرفه فريق ( العزيمة ) ، عندما أعلن الرئيس الأسبق جعفر نميري في واحدة من قراراته ( الهوجاء ) في منتصف السبعينات ، حين حل كافة فرق كرة القدم في السودان ،و أعلن ما اسماه ب ( الرياضة الجماهيرية ) وكان هذا القرار ( الأحمق ) سببا مباشرا في أن كرة القدم في السودان مازالت حتى يومنا هذا تترنح وتخبط خبط عشواء محليا وإقليميا، والمفارقة ان هذا القرار ( الفلته ) كانت له فائدة عظيمة على فريق ( العزيمة ) وقتها ، فقد عاد عدد كبير من نجوم أبناء الحي في فرق الدرجة الأولى وغيرها إلى صفوف الفريق وكانوا نجوما ساطعة في سماء الكرة السودانية ، وهذا جعل ( العزيمة ) قوة ضاربة في المنطقة كلها ، مما جعل ( الأمم ) من الأحياء الأخرى تتكالب عليه ، وكان الانتصار على ( العزيمة ) وقتها يعد حدثا مدويا تتحدث عنه حتى ( ربات البيوت ) في جلسات قهوة الضحى ، ويثير الغمزات والهمسات بين الحسان في حفلات العرس . وهكذا تركنا حال فريق العزيمة يصول ويجول في منطقة الصحافة شرق ، إلى أن غادرنا الوطن الحبيب للدراسة الجامعية في أواخر السبعينات ، ومطلع الثمانينات كل إلى ديار غربة تحولت فيما بعد من مؤقتة للدراسة إلي مشروع طويل الأمد بالمغرب الجميل ، فيه زواج وعمل وأبناء ، وكانت ( الرباط ) قدرنا ، ومازلنا نعيش معا ( ياابوريم ) في قدرنا المكتوب . ونرجو من العلي القدير أن يرد غربتنا ، ونعود وكل المغتربين من أبناء الصحافة وامتداد الدرجة الثالثة وبقية مناطق السودان إلى الوطن العزيز......... ولكم محبتي أخوكم : عمر عبد السلام – الرباط