يا سوط المطر ..

Quote: سيرة المطر تأسرنى كنت اعشق قطراته فى اوضتنا المكسينة فى كوستى ونحنا صغار قالوا الخريف هلّ والزرع حايخضر والضرع حايكبر {العشب} فى تلك المدرسة مازال يروى عيونى بالخدرة وضرع بقرة ناس خالتى حولية مازال يدرّ فى عمرى الآمان ما ان تتجمع الغيمات يدخلنى فرح, فرح من نوع غريب وشجى كنا نعرف ان السماء الشالت وملت ضرعاتها لتحلبها على الارض العطشانة, كان بمثابة عمل لينا نحنا البنات التلاتة صدر ابوى يبدأ فى الشخير حالما تهب نسمات المطر.. البخاخة تكون فى يده طيلة ايام الخريف,, البيت كلو يصب, فى كل مكان تخت رأسك تلقى جسمك مبلول, كانت تفرحنى هذه البلات, ونضحك بفرح وكانون امى فى نص الاوضة, ملاح المرس والعصيدة كانت اشهى ما نحتاجه فى ايام كوستى الماطرة. لمن تنزل قطرة موية قدر حلمنا بالتهام هذه الوجبة وتطفى الكانون, تضحك امى {بموية وكملت} قوموا نوموا.. مشهد منى وهى تنفخ فى الجمرة الوحيدة التى تقاوم انطفائها. نقتها وهى توجه اللوم لنجوى بانها ماردمت السقف الاوضة كما ينبغى.. نجوى- الزراف ركوب الجن كما يسميها كمال معاذ , احد انبل اصدقائنا, كان واجبها ان تطلع فى راس الاوضة وتردمها, كانت يومها فى التاسعة من العمر, تلبس بنطلون معاوية, توأم منى وحبيبى الطيب, وتمشى تجيب سلم عم محمد الصعايدى واكون قد بديت اجهز الجردل والتراب من الشارع, منى تفتح فى جدول فى الزقاق الضيق عشان تطلع موية المطرة لبرة الشارع, والشارع مافيهو مجارى ونفضل نقاوم فى دفق موية المطرة المنهمرة داخل الحوش. معاوية كان يعانى ايضا من الالتهاب الرئوى, فكان يلزم العنقريب ونجوى مشحوطة فى رأس البيت وانا اناولها الجردل وجسمى النحيف مبلول بالمطرة. امى حليمة تنادينا, خلاص انزلن كفاكن, الصاقعة المرة الفاتت وقعت فى حى زندية وقتلت ود فطين, كر على شبابو والشر برة وبعيد منكن سقف الاوضة اتردم, نلتف حول امنا عشة وتكون منى نجحت فى توليع النار اللى انطفت, ريحة ملاح المرس تملأ الاوضة, صحن الطلس متلهف فى انتظار اصابعنا الصغيرة, ناكل وامى ترقبنا بفرح. بعدها نتدفأ بكوننا معا.. بكوننا اخوات عرفن طعم الدنيا من شقاها وكفاحها.. ومنى تعلق { برضو تقولوا الاولاد احسن}- ماترانا حسع بنات واولاد, نردم البيوت ونفتح المجارى نشيل الليل ضحك, ومنى لا تكف عن التعليق وكأنما اوضتنا مفتوحة عل السماء وكأنما التراب الذى جلبته من الشارع وردمته نجوى على سطح السقف ذاب فى فص موية المطرة ضحكت فى سرى وبانت سنوات الصحو فى وجهى وانا التقط سحابات هذى البلاد فى النمسا العليا المحصنة ضد الصواقع والانهمار.... بلاد ما استطاعت ان تحصننى ضد فايروس الحنين, وجنون الذاكرة.. شبكت اصابعى وضمتيها على مزنة, لمعت ذات حنان فى جبين حبيبى...