ياخي .. ده مقلب كبير خلاص

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 07:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد عبد الله (Emad Abdulla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-07-2008, 00:53 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ياخي .. ده مقلب كبير خلاص


    ( محمد وشك ) لم يكن درويشا أو معتوه ..
    كان به مسٌ من الرب عظيم ..
    تسكنه عاليات الأطياف من هناك ..
    من لدن الكُنه البعيد للعوالم الغامضات .
    و ( يقوم ) مع البحر ..
    ما أن ترعد في مرتفعات الحبشة و ينتصب عِرقُ النيل هناك , و يُنذر قذفاً , حتى يمس محمد وشك ما يمسه من ذات حال الدميرة , و يعوده الطيف الغريب الآسر .
    ( ما للمدو الجزر بأحوال القمر ؟؟ و ما للنيل و طمي محمد وشك الخصيب ؟ ) .
    ....
    ذات شتاء , و كلية الفنون تعج و تمور كبحر , و العام الأكاديمي على أواخره , و قد سرقتني ما يسرق البني آدم منا في عشرينيات عمره . فما رسمت إلا بالمزاج الذي هو في تلتلة و كرٍ و فرّ ..
    و ما كنت لونتُ إلا ما لا يتجاوز القطع الثلاث زيتية .. و مثلها بألوان الماء و بعض الشخبطات بالباستيل و القواش ..
    ذاك ما كان من أمر الرسم و الإستيفاءات الأكاديمية .. و قد انقضى العام الدراسي و ما زلت أكابد البحث في مادة الدراسات العامة ..
    أطارد الطيب محمد الطيب و دكتور عبدالله الطيب و المكتبات المحشورة في لفائف الخرطوم بكتبها الصفراء القديمة , ثم حبوبة ناس فلان و جد ناس علان ..
    علني أظفر بما يعينني على رصد مفهوم البطولة في الحكاية الشعبية .
    ثم ما يزيد استعصاءً على عصيه .. هو أمر الداخليات و " قعداتها " الصبّاحية بالعود و الغناء متين الوجع و نقرشات الونسة و كواريك السياسة و ذكريات القبلات الاولى و الثانية ..
    و الحبيب الذي هو أخا البدر سناءً و سنا و الذي - في النهايةِ - قد غدر , و الآخر الذي ما يزال في رحم المنى , و ذاك الجميل الذي ماسألناه ..
    و كثير لغطٍ حول الركوكو و قيم فينوس الجمالية .. و القيامة الكنيسة و غوغان الذي شاخ ليرسم و غويا و الشمس التي تطلع لعيون الحبيبات ليلاً .. و .. و ..
    داخلية المقرن لطلاب الفنون ( الكنيسة ) و صرير جنادب الليلة يعلو و يتحد في الشملة الكبيرة لأشجار الحديقة النباتية خلف الداخلية .
    الكون في الحديقة النباتية عجيبٌ أمره في الليل , و قد كانت تقلقني " الكشكشات " تمرق من بين يوابس الأغصان و الشجيرات هناك و تنسرب صخّابة إلى أذني ..
    و الدنيا ليلٌ هُسٌ أصمَتُ من قبر .
    من عجبٍ أن تلك الكائنات تصن لأيّما صوتٍ لا ينتمي لها بوشيجة الدبيب الصامت و الظلمة !!
    فتتوقف الجنادب حين يكشكش شيءٌ ما .. بغتة تكفّ عن الصرير .. و الضفادع تقطع الحركة , تماريها الأشجار و أغصانها عن الهفيف ..
    و طيور الليل و الخفافيش تربض في الهواء مترقبة .. حتى الأسد في حديقة الحيوان القريبة يكف عن الزئير و القَنَتي ..
    لا يتبقى من صوتٍ ضالٌ غريب .. إلا تلك الكشكشة المريبة ..
    فأعرف أن ثمة ود ابن آدم يأتي بشيء تأباه الدنيا و ناموس الكائنات الآمنة تلك ( كشخصٌ يقضي حاجته الدنيئة .. حرامي يتحامى بشجرة .. عاشقان يذوبان قبلا .. شرطيٌ يتلبد ) .
    طاحونة رأسي لا تكف عن الرحي , و رائحة التربنتاين و الألوان و تماويه الظلال النعسَىَ , و عبق ( الحلو مر ) تنبعث من درفة الدولاب مكسورة المفاصل .. ثم لاشيء .
    غادرني ليلتها سيف اللعوتة .. تحدثنا و دخنّا , حاضرني – كعادته – عن الرفق بالقوارير و محمود محمد طه و صلاح محمد عيسى و السمندل و ما هو باين في العيون .. و .. و .. و
    ما توقفنا كلاماً حتى كسر الليل صندلَهُ .. و سكن .
    كنت ألون بمسام جنوني .. قطعة من طبيعةٍ صامتة ( ستيل لايف ) .
    و قد أغوتني لوحتي من بعد كل ذاك الحديث مع " سيف " و الذي ندبني حضاً على فتح بوابات الروح على قصوى مشارعها .. فنويتها فتحاً لليلتي تلك ..
    ارتميتُ أرسم .. وعلى الجدار القديم و بلونٍ أزرق لفرشاةٍ عجفاء , بقى وشمٌ قديم خطه أحدهم ( مِنْ أين .. يا امرأةً بُحّتْ لها حَنجُرة الغناءِ الجميلْ ) .. فانتصب شيطاني .. و النوايا ..
    و آليتُ الليلة غزوةً ترقص على حمى إيقاعها بنات دمي .
    رأيتُ برتقالتي تتدحرج - و الغرفة الزنزانة تخذت شكل الدماغ الكبير - ما كان دماغي .. لكنه كونٌ من أدمغةٍ ذواكرَ عبرنني .. و هواجس و مُنىٍ من ضبابٍ و إحَنْ .
    وحدي كنت أمام لوحةٍ يتوجبُ الخلاص منها .. و ملزمٌ على محاحاتها لساعة متأخرة من ليلتي الجن تلك .
    بابكر دينق كان يلح في أن أكمل مجموعتي لامتحان التخرج في قسم التلوين .
    بابكر دينق هذا له مزاجه الذي يميل به - إن مال - إلى أن يقول لك و عن يقين : شُغُل ده سوي ليهو شوية أحمر هني , و هو العامل الجميل بقسم التلوين .
    فتنتابك وساوس اللون , لتعيد قراءتها توجساً بصرياً - و الشوف شوف دينق - ..
    لتعرف حينها كم أن هنري روسو كان مدهشاً , و أنك فقط فأرٌ أكاديمي مشروط بالتنظير العنكبوت و أطلاله .
    تلك اللوحة في بهمة ليلتي تلك , و الشباك خلفي بحديقته و هوامه و أصوات مساءه .. يوسوس فاتحاً كوة في مؤخر رأسي ..
    الشباك الحديدي أب سيخ , يطل على الحديقة النباتية في حي المقرن , و الدنيا شتاء .
    ....
    ( محمد وشك ) لم يكُ مجنونا ..
    كنت و إياه نرتاد الخلاء ( فوق ) , عند أطراف البلد : حفير مشو ..
    أو نلوذ بمقابرها و السور القديم للقبة هناك .. مستغرقٌ يكون هو في تأمل المقابر أو الصحراء العميقة تنسحب إلى جوف الأفق , و يغمغم :
    ياخي ده مقلب كبير خلاص . ثم .. لا يزيد .
    ظللتُ أصحو لأجده قابعا طرف فراشي في الديوان الكبير , ساهما في ملكوت الله بوجهٍ خلوٍ من التعبير , هو وجهٌ فقط ( و انا مفتونٌ بالأوجه الإنسان ) .
    ينظر في عيني مباشرة دو ن أن يطرف - و ما لحظتُ عيناه تطرفان مُذ عرفته , أبدا - يقول بعدها : الشاي كيف ؟؟
    نخرج أنا و إياه مصطحبين الأعشاب الخضراء اليابسة ملفوفة بعنايته .. و نقصد إلى النيل ..
    يسبح ( محمد وشك ) إلى الجزيرة البعيدة ببطء .. و كأن لا حواس في جلده تتلمس يرودة ماء النهر اللازوردي الساكن في صفوه المرآة .. و غبشة الصباح الشمالي شديد القرس .
    أتامل جسده الجذع العظيم لشجرةٍ عملاقة .. و هو يمعن سباحةً في قهر النهر و يبتعد في أناةٍ و بطء , فكأنما النهر منه و هو له ..
    و أنا أمج اللفافات , و يأكلني قلقٌ لذيذ .
    يعود صاحبي بودعاتٍ صغيراتٍ بيض , لا يكف عن تقليبها في يده .. و يردد :
    ياخي ده مقلب كبير خلاص .
    ثم يكوم ( طين البحر ) عندي .. تحت القيفة المبتلة قبالة النيل الشمالي , طميٌ متماسك طيب الرائحة , لزجٌ و نقي , يقول : كده بالله يا معلم أعمل لي دبتشي بيتشن .
    ذلك فقط ما يتذكره من أسماء علقت بذاكرته بعد زياراته للخرطوم , و سينما كلوزيوم .. هذا الكاوبوي الـ ( دبتشي بيتشن ) و كان يعني روبرت ميتشوم .
    فأظل أخلق له من الطين ما شاء من الدبتشي بتشنات , و نسوة عارياتٍ و خيل و لواري و تماسيح .. هو يقلبها و يبتسم لها و للدميرة الكبيرة داخل دماغه :
    سبحان الله .. ياخي ده مقلب كبير خلاص .
    ....
    أتراجع كنت إلى أبعد نقطة من تلك اللوحة , أسحب أنفاسا ثقيلة من أعقاب البرنجي المتناثرة على أرضية الغرفة العارية , و أعود إليها لوحتي .. تلك المتاهة .
    يطن ويلسون .. و غارودي و كانط و إليوت , و موسيقى ترتكبني فأرتكب فيها شبقاً يتواطأ و اللون البرتقالي الفاحش الحار على اللوحة و حامل اللون .. مندغماً فيما لا كنه له .
    تطن دنيا الحديقة النباتية , يفغر الشباك مزيدا من الكوى في مؤخر رأسي .. تتصاعد وتيرة حُمايَ .. فأوقن أكثر فأكثر بقدرية غوصي الآتية .
    برتقالتان كانتا , و زجاجة خضراء ( بيرة ) .. تتماسكان على قطعة دلقان لا لون لها , ذاك كان كل الفخ اللازم .. و أنا الطريدة .
    كنت أرسم بسكين اللون .. و طيّعةً كانت كأنني ما كنت من يحركها .. لطعاتٍ لونية سميكة تتراكم فوق بعضٍ مع كل نصل يقعي على سطح اللوحة .. و الحياة تدب في الشرك الذي أهيئ حباله لي .
    رائحة زيت التربنتاين تزكم خيالاتي , و كهربية دماغي في أطيب أعالي مدها الكيلواطي , و الإستدعاءات في الذاكرة تطلق صافراتها . ضجيجٌ متجانس من كل ذاك ..
    فلا الإنسان حواس خمس ورطتئذٍ .. بل كنتٌ ملايين الحواس الكونية مكتملة العدة للطفرة القادمة قفزاً في الزمان الطليق .
    متحدٌ كنت و هذا الطوفان الراعف بيني و الوجود الذي فتح مغارة سِرّهُ القُدس لي .
    ثم .. تدحرجَت - البرتقالة الشيطان اللون - أقسم أني رأيتها تتدحرج , البرتقالة تدحرجت أماماً و التمع تكور كتلتها و هي تفعل ..
    ساحبة معها ألوانها المبتلة بطيئاً .. تزمع سقوطاً من اللوحة , ارتعشت عضلة يدي بلا إرادة كمن يهم بمحاولةٍ لالتقاط برتقالتي و ألوانها المندلقات من السقوط .
    في الثانية التي أخذتني فيها شهقة الرعب و الدهشة و محاولة تحديد المعادلة الحيرى بين التوهم و الحقيقة , بين ميتافيزيقا الوجود و اليقين فيه ..
    في تلك الطرفة من الزمان تماما .. توقفت البرتقالة الشرك / اللون عن الحراك ..
    فاجَأتْها ( عقلنتيَ ) الخرقاء و هي تتخلق في عُري هويتها الطـازجة .. و هي مضغةٌ تقطع المسافة بين الفكرة المحضة و اليقين الوجودي ..
    فاستحَتْ و غضِبَتْ .. وأمسَكَتْ , فسَكَنَتْ .
    من يومها .. ساكنةٌ هي الأشياء عندي , من بعد أن أضِعتُ روحها في غيبوبة الظل المنعكس ..
    و شرخ مرايايَ الغبشاء .. وعتمة روحي المتهالكة .
    ....
    ( محمد وشك ) لم يكن مجنونا ..
    كان فقط .. بصيراً .

    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 06-07-2008, 01:39 AM)
    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 06-13-2008, 02:04 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-07-08, 00:53 AM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص كمال سالم06-07-08, 00:57 AM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-07-08, 01:02 AM
      Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص سلمى الشيخ سلامة06-07-08, 02:22 AM
        Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-07-08, 10:42 AM
      Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص khatab06-07-08, 02:25 AM
        Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-07-08, 12:32 PM
        Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص GamarBoBa06-08-08, 06:24 PM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Nasr06-07-08, 03:40 AM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Baha Elhadi06-07-08, 04:28 AM
      Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Ishraga Mustafa06-07-08, 06:04 AM
        Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص ibrahim kojan06-07-08, 07:36 AM
      Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-07-08, 09:33 PM
        Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Baha Elhadi06-09-08, 07:14 AM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-07-08, 09:13 PM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص ibrahim kojan06-07-08, 09:22 AM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-07-08, 10:15 AM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص ابو جهينة06-07-08, 10:15 AM
      Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص محمد سنى دفع الله06-07-08, 10:30 AM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص محمد حامد جمعه06-07-08, 10:19 AM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص sanaa gaffer06-07-08, 10:32 AM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص مجاهد عبدالله06-07-08, 11:06 AM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص الجندرية06-07-08, 05:22 PM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص emad altaib06-07-08, 09:50 PM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص أبو ساندرا06-08-08, 09:22 AM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص tayseer alnworani06-08-08, 11:27 AM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص emad altaib06-08-08, 04:14 PM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Salah Abdulla06-08-08, 05:32 PM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص عثمان دغيس06-08-08, 06:59 PM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص دينا خالد06-08-08, 09:33 PM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص يوسف الولى06-09-08, 05:14 AM
    Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص tmbis06-09-08, 08:30 AM
      Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص عمران حسن صالح06-09-08, 08:45 AM
        Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص Emad Abdulla06-13-08, 08:22 AM
          Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص rosemen osman06-13-08, 10:25 AM
  Re: ياخي .. ده مقلب كبير خلاص محمد البشرى الخضر06-13-08, 01:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de