إبراهيم الجريفاوي .. ( مزاج الكتابة )

Quote: يوم القيامة اليوميّ المخدة سجل حياتنا، المسودة الأولية لرواياتنا التي ، كل مساء جديد ، نكتبها بلاحبر ونحكيها بلا صوت ، ولا يسمع بها أحد إلا نحن.هي حقل الذاكرة ،وقد تم نبشه وحرثه وتثنيته وعزقه وتخصيبه وريه ، في الظلام الذي يخصنا. ولكل امرئ ظلامُه ولكل امرئ حقه في الظلام . هي الخربشات التي تأتي علي البال بلا ترتيب ولاتركيب. المخدة هي محكمتنا القطنية البيضاء ، الناعمة الملمس ، القاسية الاحكام . المخدة هي مساء المسعى.سؤال الصواب الذي لم نهتد إليه في حينه ، والغلط وحسبناه صوابنا؟ المخدة هي يوم القيامة اليومي . يوم القيامة الشخصي لكل من لايزال حيا . يوم القيامة المبّكر الذي الذي لاينتظر موعد دخولنا الأخير إلي راحتنا الابدية . خطايانا الصغيرة التي لايحاسب عليها القانون والتي لايعرفها الا الكتمان المعتني به جديداً ، تنتشرفي ظلام الليل علي ضؤ المخدات التي تعرف لاتكتم الأسرار ولايهمها الدفاع عن النائم .