|
Re: صياد المعارضة الماهر ... ودب الإنقاذ النهم .. في قصة لتشيخوف (Re: Emad Abdulla)
|
Quote: كم من أحزابنا السياسية وكم من مثقفينا الوطنيين تخلص من حمولته السياسية، وأثقاله الفكرية، وحقائبه البرنامجية، وعفشه التاريخي، طمعاً في السلامة، وأملاً في أن تتركه الإنقاذ في حاله وأن تسمح له بالعمل في النطاق الذي تختاره، وأن يتحدث حين يشار له، وأن يصمت حين يؤمر، وأن يكون قطعة ديكور باللون والشكل والحجم الذي يناسب قصر الإنقاذ الموحش. كم من أحزابنا ومثقفينا فعل كل ذلك، فلم يجدي فتيلاً، فعمد إلى جماهيره يتخلى عنها لأظافر ومخالب الإنقاذ تنهش فيها فصيلاً إثر فصيل، بالجوع والفقر والمرض والجهل والتهميش، وهو لا يحرك ساكناً. كم منهم فعل كل ذلك، فلما لم يفلح مع الإنقاذ، قدم لها أنصاره وقواعده وأعضائه ومناضليه، مجموعة بعد مجموعة، وواحداً تلو الآخر، لتلتهمهم في موائدها الملطخة بالدم، قتلاً واغتيالاً واعتقالاً وتعذيباً وفصلاً وتشريداً، وهو ينظر متفرجاً، يشمت على الآخرين، أو يصدر بياناته التي ستتطلع عليها الأجيال المقبلة، أو ينادي الناس للتبرع لحماس في فلسطين، أو للدعاء أو الدعوة لإطلاق سراح لمعتقلي جوانتانامو. |
التحية لك أستاذي محمد سليمان .. ومن قبل التحية لـ ( حق ) و هي تختط منهجا إستثنائيا في البقاء على مواقفها المبدئية من عدم ممالئة المؤتمر الوطني و مهادنته , و السير قدما في سبيل عزله و فضح دناءة مخططاته و سيرته الدموية , و صيرورته إلى إنهزام في وجه القوى الوطنية الجديدة المتحالفة , ووضعه وجها لوجه أمام الوطن , ليحاسب على كل ما اقترفت يداه . إن رصدٌ متأنٍ لهذه ( الكم ) التي ذكرت يا سيدي قد يسلمنا إلى حال القنوط من مآل الحال , و يا بشرى للإنقاذ إن كان مرصد الجماهير يسلم عقرب بوصلته لحال البيع السافر و المخذي هذا . و لرب ضارة نافعة , فالوعي في أوساط شرائح المجتمع يزداد يوما تلو الآخر بضلوع نخب القوى التقليدية , و على مستوياتها المؤسسية , إضافة إلى الصفوة التي - كانت - وطنية مثقفة , و التي نودي عليها تاريخيا بقيادة الحراك الجماهيري , إنغمست كل هذه القوى - و على مرأى و مسمع من جماهيرها - في الـ ( تسليم ) لسطوة الآلة الإنقاذية , و التسليم بإيثار السلامة الغانمة بفتات السلطة أو سكينة الأمان الكاذبة , تُمنح لها صكوك غفران و استتابة أمام البطش الإنقاذي . فكأن هذه الكيانات مرتخصة البيع , كأنها تذر الرماد على العيون بـ ( مرحلية الهزيمة ) لأغراض التكتيك .. و ترتضي ذلك انتصارا مؤقتا تخدر به قواعدها ( المتبقية ) , و هي إذ تفعل ذلك ترتكن - بحسابات خاطئة - وتراهن على الصمم الجماهيري بسقوطها الداوي في مزبلة التاريخ , كأذل ما يكون , و على غياب الوعي بسقوط ورقة تينها , و سفور سوأتها إثر ارتهان إراداتها لنظام السوء الجبهجي . إن الوعي المتصاعد بغياب الإرادة السياسية الفاعلة , تلك الإرادة التي تتصدى لقيادة الجماهير لفعل التغيير . هذا الوعي تتصاعد وتيرتة الآن بمتوالية توازي السقوط المذل للكيانات و القوى التي استبدلت مقاومة الأجندة الإنقاذية بدِعة الرايات البيض و أمانها . إذ مايزال رحم الوطن يفرخ وعيا جديدا كلما سُرِقت قضيته و بيعت بثمن بخس , و تكالبت عليه نصال الخيانة و السوم الرخيص . و يقينا أن حركة التاريخ كفيلة بإيلاد و بعث هذه الإرادة من جديد , ووضع قاطرة البلاد على المسار الصحيح و تحت قيادة جماهيرية واعية بالمفترق الحاد الذي ستؤول إليه الأمور , وهي ملمة تماما وواعية بالدرس , و بالمزالق المهلكة التي أوصل الجبهجيون البلاد إليها, و تماما واعية أيضا بكيفية تجنيب الوطن مصير أكثر قتامة و بؤسا.
|
|
|
|
|
|