نـَوَر ...

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 10:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة طلال عفيفي (طلال عفيفي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2007, 11:41 PM

عامر تيتاوى
<aعامر تيتاوى
تاريخ التسجيل: 01-14-2006
مجموع المشاركات: 3328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: ABU QUSAI)

    اخى طلال احى
    كتاباتك المتفردة

    خلال زيارة الى
    سوريا الاسبوع الماضى دار الحديث
    عن النور وهم يعيشون فى بادية الشام

    ومنذ زمن طويل ياطلال يدور فى ذهنى سؤال عن علاقة
    حلبنا فى السودان بحلب الشهباء خاصة ان الشوام
    ايضا يصفون من ينتسب الى تلك المدينة بالحلبى
    لكننى لاحظت انك ذكرت على وجه التاكيد انتفاء
    هذه العلاقة
                  

06-21-2007, 04:57 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: عامر تيتاوى)



    ( الغجرية نور ؟
    _ نور دى انا شفتها.
    لو ما أخاف الكضب اقول شفتها فى سوق الدامر.
    نفس العيون والنظره المريحه.
    يمكن اكون شفتها فى جنوب اسبانيا؟
    يمكن نور دى كانت فى البصرة فى العراق ؟
    احتمال تكون دى نور زوجة مصلح الحلبى سمكرى الجرادل والكوانين ؟
    قابلتنى فى سكة NORTH CAROLINA حلبية على السكين مافى اى شكك فى
    انها دى نور دى نور.
    سارحه
    سارحه فى افاق لا تنتهى
    يمكن دى هى ؟
    كدى بعد ما ارسل ليك الصورة .
    كدى دقق فى الشعر الغجرى ال............. والسفر فى كل الدنيا
    قبانى رسم لوحه مجنونة الجمال وعبدالحليم بكى وجا كمان طلال يبحت
    يبحت وينقر فى خلاخل الحلبيات .
    تحياتى .
                  

06-21-2007, 06:04 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

                  

06-21-2007, 09:38 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: abubakr)



    عزيزي يا أبوبكر ..
    هل لنا أن نحلم بعالم إنساني ، فيه
    الناس بنزعاتهم وضجيجهم ورقصهم وكل
    تواريخهم ، سواسية ومحترمين ؟؟

    عالم يكف فيه الأقوياء عن السطو ،
    كذا الحكام عن الغصب والإغتصاب ..

                  

06-22-2007, 11:21 PM

محمد احمد سنهورى
<aمحمد احمد سنهورى
تاريخ التسجيل: 07-31-2006
مجموع المشاركات: 367

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)
                  

06-23-2007, 06:31 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

    Quote: هل لنا أن نحلم بعالم إنساني ، فيه


    طلة

    للاسف حتي الحلم في هذا الزمن جريمة
    الشر يتكاثر
    الحل في تكاثر الحب
    ولكن الحب كذلك معتقل في قفص الانانية
    انظر الي الصراعات الاسفيرية والتصنيفات والخطاب العدواني اللاموضوعي هنا كمثال
    اتعجب كيف لخطاب عدواني ان ياتي بحرية وعدل ويهزم الفساد والظلم والانانية
    تناقضات كثيرة باسم الحق والحقيقة
    يتخبط الجميع فيرقص الشر طربا
                  

07-03-2007, 09:47 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

    ارفع البوست للاعالي وطلال دايما بوستاته ثمينة وامينة


    الحلب والنوبه والزنج والقبط والعرب والمولدين والنوبيين ادونا احلي مافي الوجود


    وطن صعب المراس
    حل قضاياه تحتاج لفصل الدين عن الدولة حتي نمرح ونلعب سوا سوا


    الحلب يشكلوا/ن لون زاهي لمدينتي رفاعة ومدني

    ولهم/ن اجمل الصور العالقة بالذاكرة وعندما تسال كثير من الحلب انت من وين ؟؟؟؟؟

    هذا يرجع بك الي اطراف السودان شرقا غربا جنوبا اوالشمال
    لكن الاجابة تكون نحن من مدني او رفاعة او اي مدينة اخري

    اتمتع معك انت الفنان وصور احفظها في قلبي كاميرا تعرف كيف تؤتي اللقطات

    دمت صديقا اسفريا الي ان نلتقي
                  

07-04-2007, 03:29 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

                  

07-04-2007, 10:08 AM

اينانا
<aاينانا
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)



    Gipsy Girl
    Theodor Aman - 1884
    National Gallery, Bucharest
                  

07-04-2007, 01:34 PM

هبة الحسين

تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 509

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

    إحتمال بريدجيت عند الترحال
    ملاذمة القبور السوداء
    وتطاير الدم..
    عندما تحمل اخبارها ..البسيطة والاذي
    تفاصيلها المخفية.. وعقدها المتلون
    عند خطوط الليل والعتمة تفتح حقائبها
    في تلك الدروب الضائعة والبراري المتبرجة
    المساحات الشاسعة تضج بموت الفراشات والندى الرطب
    سواحل البحر الخائرة. هجمات الاعشاب المصطرعة
    والعنكبوت المهزوم
    تلك الدموع علي جلد اصيل شمسها اللزجة جفت لتتأكل الفضيحة
    عندما ينفتح صدرها حتي ينبض الجلد
    معاناة المياة بلطمها للسواحل وإنهيار الاخطبوط
    فهي ايضًا لاتعرف الطرق
    ذهبت دون مرجعية
    تجوب الاراضي
    دون بصيرة .دون عناوين
    تحمل امامها ايادي تدمي
    حتي تفقد وعيها
    لتفقدة من جديد
    من اجل حريتها تموت........
    ولكن لاتشعروا بالاسي حيالها..
    فانتم لاتعرفونها!
                  

07-21-2007, 02:14 PM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: هبة الحسين)

    حلاوة الروح لا تضاهيها حلاوة

    طلال ازيك...

    النور...

    بهجة للعين بألوان ازيائهم الفاقعة...وحلاهم يتصاعد رنينها جاذبا للانتباه...

    يصعب تجاهلهم...يطيب النظر اليهم وتسافر معهم الروح في عوالم خلف القفار..والبحار...

    كنت أحسدهم وأنا طفلة عندما يحلون بحلتنا لاصلاح سراير الحديد وأواني عدة الالمونيوم أومقايضتها...

    أحسدهم علي تجوالهم اللانهائي...المتوالي...فمثلي مثل أي طفل كانت ولا زالت روحي يهيم بها الخيال

    حيث عوالم مختلفة المعالم والوجوه...ظننت حينها أنهم ولابد يجولون العالم بأسره وليس فقط السودان...

    وكان يجمح بي الخيال فأراهم يجولون بحميرهم أو بماتيسر لهم من مواصلات خلف الأدغال والجبال والبحار...

    بل وقد ربما يملكون "سجاجيد طائرة"...

    مثل السندباد...كان مسلسل الكرتون المفضل عندي...رغم مظهره الهندي الا أنه روح غجرية تسوقنا

    نحو بنات الخيال وتمتعنا نحن الأطفال بما لذ وطاب من أسفار غريبة وعجيبة...

    لذلك كان كلما حل الغجر بحلتنا أجري تسابق ساقاي الريح ممنية نفسي برؤية السندباد أو حتي أي ولد

    في مثل سني قريب الشبه منه لأتأمله وربما تسنح لي الفرصه فأكلمه وأصاحبه فيعطيني لعبة مدهشة أو

    وصفة سحرية...



    وحتى الأن...وبعد كل ما صار وجرى من حكايات الكبر...

    مازلت أقتنص بعض الأحايين لأرجع بالذاكرة حيث الغجر والسندباد في حلتنا "الحديبة عبداللاه" بالرهد

    لأسعد النفس بالقليل من براءة...بعد ما فعل الدهر بنا من محن...فأجد فيها استراحة المقاتل بعد

    حرب ضروس...فهل كان سيكون ذلك لولا النور...




    طلال موضوع جمييييييييييييل...

    واصل...

    نحن متابعييييييين.


    محبتي واشواقي.
                  

07-21-2007, 04:53 PM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

    طلال سلامات

    القصة التالية لنجلاء عن الحلبية عيشة (لعلها-اي القصة-تصادف هوي" في نفس البوست)

    فستان المرحومة


    يصعب أن تميز "عيشة" ، هكذا من الأول ، عن بقية الخلق هنا. فهي ، وسط أهلها على حواشي البلد أو فى تجوالها النهارى القلق من بيت لآخر، ليست إلا بنتاً عشرينية تعرض خدماتها المنوعة اللانهائية لستات البيوت المأصلات . تلبي عيشة ،بملابسها الغريبة التي لا تتبع اى نسق ، خطوط كثيرة من الصورة يرسمها الخيال القنوع لبنات الحلب . فبخلاف شعر أسود أثيث يتناوم جله بين ثنيات الطرحة الخضراء ليس للبنت ما تخبئه ، على الأقل وأنت تراها من بعيد تمشى خارجة داخلة من و الى كل مكان . غير أن لعيشة بشكلها المألوف هذا سحر فقير أوقعه العوز والبهدلة فى وهدة الكمون ، فصار من الأشياء الخبيئة اللصيقة بوجودها نوع من التألق المفاجىء يخترق الهالة الغبشاء التى تحويها كما تحوى لالوبة صلدة حصاة اشد قسوة . ربما ترى فيها- لمرات -من الألق ما لا يتفق فى شىء مع جل ما يليها ؛ ولكن عيشة تنطوي على نصيبها منه ببساطة غيبية تشبه فى خفتها أي شيء نفيس منتشر كالهواء أو الموت ؛ نصيب يتناوب عليها كما يتناوب الصيف اللاهب مع ربيع محلىِّ مزعوم يتناثر الى عدم قبل أن يفهم الشجر والطير اشاراته الأعجمية فلا يكاد يُفتقد ولا يهتم له صاحب وهو حال عيشة الحلبية مع اشارات أقدارها المتعجلة . لكن عيشة لا تهتم لشىء ولا تستعجب من شىء فهى ليست أكثر من بنت كسول على عجلة من أمرها. وهكذا يمضى موكبها الصغير الأناني إلى ما يشاء الله له أن يسير دون أن تشغلها أسئلة من قبيل لماذا تتوهج فجأة بشرتها الباهتة أو كيف تغرق عيناها الخضراوان في عسل سوداني أدهم .
    من صباح الرحمن يتبعثر اليوم بين خيط الفوضى الذى تشده عيشة من جهة وكافة نساء البلدة وصبياتها من جهة . فعيشة لا تصحو ابداً على نية الذهاب لمكان بعينه او للقيام بشغلة بعينها انما يبدأ يومها الحافل فى أية لحظة ينفجر فيها النداء المعتاد " عيشة يا بت كنتى حايمة وين من الصباح ؟ كدى ادخلي لى جوه " وهى معتادة اثر كل نداء على توبيخ طفيف يؤديه الجميع باخلاص سادة متعفنين فى الاستقرار الزراعى , كأنما ورثوها جميعهم مع أحواض البصل وجناين الجوافة المترفقة على كتف النيل رغم أن الجميع يعرف أن عيشة تخدم فى ثلاثة أرباع البيوت الآهلة بالسكان .سكان تعرفهم عيشة كلهم انما ليس بأكثر من القدر الذى تحتاجه لتبقى على قيد الحياة. كانت تتفرج عليهم كما تتفرج على خطوط متحرشفة مبيضة يتركها صابون الغسيل على ظاهر كفيها وكامل المرفقين , ويعرفونها بما هو أقل أو أكثر مما هي عليه لا لأن عيشة بنت غريبة انما لأن البنت نفسها لم تكن تملك من تعريشات ضلالاتها وغنائمها الخبيئة إلا بقدر ما تملك من أحلام وما أقل شأنها وأفقرها .
    تدخل عيشة الى البيوت كافة تسبقها الجلبة الفائرة وتقوم على أمور شتى في نهارات الأسر المتشعبة عن العنقود ثلاثي الأجيال يتقاسمون الحيشان المفصولة عن بعضها بحيطان الجالوص القصيرة ؛ حيطان تنتهى فجاة قبل منتصف الحوش بقليل فى ايماءة مبتورة لوجود فرع ٍ ما على شىء خجول من الاستقلالية ؛ و غالباً مايكون هذا الفرع ابناً يحرس مع زوجة ودود ولود سلالة الجد والحبوبة القابعين فى مكانٍ ما من هذه المتاه . ولكن عيشةالتى تشعر بالملل فى بيوت العواجيز مستعدة لفبركة غابة من الأعذار والأكاذيب المتشابكة لتتجنب وقوعها بين يدى أي من الحبوبات كثيرات التشكى ذوات المحافض البنية الخاوية المتدلية تحت غيمة جلباب النوم والصلاة.
    صحيح أن عيشة تتعثر في المآزق كما تفعل نملة مكافحة مستعجلة إلا أنها نادراً ما تكذب للتخلص منها وذاك لان البنت تعتمد اسلوب متعرج فى دفاعها عن نفسها فمتى ما لحظت عيشة تسببها فى الأذى بادرت على الفور بقطع الطريق على من يفترض ان يقومً بالصراخ فى وجهها. وبدلاً عن تلقى التأنيب تبدأ عيشة بتقريع نفسها بصورة لاذعة ؛ وبصوت أعلى من عواء قطة فى مخاض ليلي خاطف يبدأ سيل الشتائم فى الجريان طائلاً كل شىء فى الطريق ابتداء من عقل عيشة المطرطش ونكد حياتها مقطوعة النصيب ، مروراً بسب أهلها والدعاء على نفسها وعليهم بما لا يلحق السامع أن يفسره ومن يعطيه الفرصة ليفكر ويتدبر ؟ تكون عيشة ساعتئذ بركت على جحور المعاني وخرجت بالدرر و النتيجة : ينقلب الحال رأساً على عقب ليجد الشخص نفسه فى حاجة الى ما يشبه الاعتذار أو ربما الفرار من البقعة التى جمعته و الحلبية المسخوطة. فرار قاطع لا مناص من تحقيقه الا برفع العقيرة دفعة واحدة والصراخ فى وجه العالم : خلاص يا عيشة الموضوع انتهى انتهى ....وثم أن عليها أن تسكت وإلا ما لا تحمد عقباه سيكون. عندها تلملم عيشة أطرافها وتنسحب إلى الظل محققة فى سجل انتصاراتها الرعناء نصراً آخراً مهدداً .
    هل قلنا أن عيشة تكذب حين لا يتطلب الموقف شىء سوى السكوت المتمسكن ؟ ذلك صحيح ففى غير محل تفضح عيشة طبيعتها المتحفزة بسبب هذه الخصلة العجيبة لتدخل فى مشكلات حقيقية تتدخل فيها أطراف(رجال أو حبوبات ) لا قبل لعيشة بها . لكن هناك دائماً طرق للتراجع فى اللحظة الأخيرة حين يلتف الحبل عليها كماعلى عتوت أشهب مختل فترتد عيشة الى سيرتها الاولى ويتعالى من الأول سيل الشتائم عليها وعلى أبو أهلها لينتهي الأمر بالاعتذارات التي غالباً ما تكون مباشرة وواضحة. والظن أن هذا أقسى ما يؤلم البنت ، ولا هم ّ بعد كلمات اعتذار منكسرة من تقبيل الأيدي أو الكتوف التي تصد المحاولات التمثيلية للحلبية الخانعة بعنف تعرف عيشة عن ترفعه المخلوط بالقرف ما تعرف .
    في مرة من المرات و فى حوش " زمزم بت ود الأنصاري" كانت عيشة الجالسة على بنبر خشبيّ مصمت مشغولة بتنقيح آخر كوم من البهار الحىّ استعداداً لدقه فى هون النحاس . يا بالها المشغول بغبار يطوي في غيبه غيبها ... لكن لم تكن تلك هي القصة ، القصة هي طيران جزء واهي من حبة الكسبرة المحمصة في عين زمزم التى كانت تلزم الرقاد على جنبها الأيمن في عنقريب الحبل المنخفض مراعية فى رقادها ألا تدوس على البطن المتكور الذى يحمل جنين الأشهر الثمانية. للنصيب والقسمة تسنى لجارات زمزم وقريباتها حتى الدرجة الثالثة شهود هذه الحادثة العجيبة فقد تجمعن لعمل الريحة لزوم ولادة زمزم الوشيكة ، وبين جالسة على بنبر ومنحنية على أعواد الشاف ارتفعت الروؤس جميعها في لحظة سينمائية وطارت صوب زمزم الصارخة بالألم .......

    -"مالها زمزم ؟ سجم اليابا ابوك!
    -.....................
    - كسبرة شنو؟ طارت فى عينها ؟ عاد ده كلام ده ؟ ا البنية على راس ليلتها ؟

    وهل يستدعى دخول زرة كسبرة كل هذا الهرج ؟ الحقيقة نعم ...فالنساء المحيطات بالمرأة الحامل يأخذهن جذع تمثيلي متعاظم على الضحية الموجوعة ؛ فالمسكينة ليست فى حاجة لأكثر مما هي فيه من كَرَبْ... وفى الشهر الثامن ؟ حيث وجع الظهر المنيع وصددان النفس عن النوم وجنين يعلم الله وحده إن كان سيستعدل فى الوقت المناسب ؟!
    كبرت الحكاية ؛ فبمجرد اكتمال الخروج المؤسف لحبة الكسبرة من عين زمزم وطفوها فى فنجان الصينى الأبيض أزاحت المرأة بيدها اليمنى من وقفن بينها وبين عيشة ، وبعين حمراء دامعة أخذت الشتائم تنهال على راس البنت المتهمة الآن بأنها شوم . صدحت زمزم بذلك في فى صراحة ضارية قائلة أنها –أي زمزم –تتشاوم من الحلبية دي وبالذات عندما ترتدى هذا الفستان ....

    -." فستان شنو ؟ " يشخر صوت متآمر من احدى الحلوق المتحفزة.
    - " فستان المرحومة...... المرحومة " محاسن بت عمى فضل "

    ومحاسن المرحومة كانت قد قضت فى ولادتها البكرية منذ ما يقارب العام ولدي زمزم من الشكوك ما يفيد أن الحلبية سبق وأن طقت بنت عمها الحامل عين ؛ وتعالت همهمة الترحمات على محاسن كما تعالت الاستعاذة من إبليس ومن الغضب القوي ....

    " عين شنو يا زمزم الموت حق والحياة باطل كدى قولى بسم الله ".

    عندما نهضت عيشة من البنبر الذى بقيت ملتصقة اليه كجذع أبكم كان الوجوم قد رمى بثوبه الملكىّ الي روحها ؛ مسحت البنت ظاهر كفيها بفستانها. أمسكت هون النحاس فى يد و بيد تناولت الطرحة الخضراء المعلقة فى مِرِقْ بلا لون و.....إلى الشارع الرحيم. انسحاب قطعي ّ صامت يليق بأميرة تنزلت من رسومات فارسية على حبال أسدلتها فضة النوم. . لكن وقبل أن تصل أميرتنا إلى منتصف الحوش استدارت فجاة وسـّلت لسانها السليط على جمهرة النسوة قائلة إنها ليست شوم وان المرحومة محاسن... الله يرحمها ... كانت قصيرة وخلاقة براها .. وبعدين... كل الناس قالوا انها لن تتزوج ولو تزوجت كيف ستلد وحوضها أضيق من هون النحاس ؟ ( صورة هون النحاس مرفوعاً بمحاذاة أعين خبيرة بالمقاييس).... وإنها ماتت ... الله يرحمها تاني ... إنما ليس من العين... فعين عيشة مليانة والحمد لله ولكن لانها خلاقة وتشبه الوتد . جحظت عيون زمزم فالحلبية لا تتطاول فقط على بنت عمها وانما تشتم الميتين زاتن!!

    " الله اكبر عليك....شوف الحلبية الما بتخاف الله .... "

    ترددت حوقلات واستغفار عالى ولكن عيشة توغل فى الخسائر :
    - " وبعدين الفستان ده ما حق المرحومة ولا شى لو كان حقها كيف دخل فى جسمى .... استغفر الله العظيم ؟ "
    أوضحت عيشة من بعد في محاضرة تطبيقية بصرية أنها طويلة وانو جسمها ماشالله.... ولا يستوي أن يكون فستان المرحومة على قياسها. الأهم من ذلك أن عيشة لا تلبس فساتين عقاب موتى كما يظن الجميع وانما لدى عيشة .....جنى من الخرطوم.... يأتيها من حين لآخر ويحضر لها الاقمشة من هناك وبالأمارة فقد اشترطت عليه أن يجلب الأقمشة مقصوصة على مقاسها وتتكفل هى بطقها على المكنة لئلا يعتبرها الجنى زوجته ويعيش معها فى الليل ...( ما هذه الحكاية ؟) .
    تنحنحت عيشة لتلقط انفاسها ولتتيح لنفسها برهة تتمادى فيها القصة الى آخر لكن انطلق صوت زمزم المتحشرج فى نبرة حاولت ان تكون ساخرة ومستهجنة ....

    " جنيّ من الخرطوم ؟والله ياهو الفضل !!

    انبرت جارة زمزم لتناصرها وتفت عن شمالها ثلاثاً "دستوركم يا اولاد ماما" قالت انها لا تستبعد موضوع الجني انما موضوع الخرطوم ...؟ الله يعلم!! وفى لحظة ملهمة انتبهت زمزم الى وجه الاستحالة في هرطقة عيشة ثم انقضّت بسلاح بسيط واقعي على آخر خندق صنعته الحلبية :ألا يعرف كل الناس انو مافي فى كل هذا البلد الآمن الا مكنة خياطة وحيدة يتيمة هى مكنة يوسف الترزى ، المكنة السنجر وهى معطلة من يوم غرق اولاد رابحة الاثنين وولد عمهم الخزين فى البحر , الكفن الثالث كسر المكنة وشكتو حاجة سعدية بمسلة النجادة! ردت عيشة انها خاطت فستانها على نفس المكنة قبل ان تتعطل؛ وان الجنى ساعدها فى ابقاء يوسف الترزى بعيداً عن دكانته ريثما تقضى عيشة أمر الأقمشة وإلا فلماذا يُرى الرجل معتل الصحة على غير مرض.. ؟ فكل مرة يصاب فيها الترزى بالكتمة وخمة النفس يكون الجنى قد ظهر له أو أرسل له مرسالاً !! هكذا تسد عيشة الثغرات وتؤمن السيطرة !
    بارتجافة عصية على ملاحظة اى من النساء المنشغلات بتقليب القصة فى أذهانهن وجدت عيشة ما تكمل به خيوط لعبتها العجيبة فانفرط عقد تحالف النسوة عليها وانعكس ذلك فى صمت وكلام يتقاطعان كما تتقاطع موجتا اذاعاتين أجنبيتين . كن يتحدثن بطريقة وهمية تذكر السامع بشيء سحيق كبئر محاولات قدر الإمكان ألا يظهرن أدنى قدر من الاستهزاء فالمقام ليس مقام هزل وربما تكون البنت - بعد كل شىء - من خاصة جنيّ بندري كما تدعى . ولكن هناك ايضاً زمزم التى بدأن المعركة وهن مناصرات لها وكان الخلاص الوحيد من مازق الخوف والولاء هو الانزلاق فى لغط تكرار القصة على مسامع من ادعين مرتعدات عدم معرفتهن بما يحدث. وما أكثر المتطوعات لسرد القصة في اهتمام رسالي حريص على توكيد المعانى وبنفس المفردات التى استخدمتها عيشة وكأنها لغة سحرية لا يجوز اللعب بتراكيبها لئلا تقع واقعة أو يتنزل بلاء.
    . كسرت زمزم- آخر المحاربات- طوق الهمهمة المنكفئة وحلفت بأغلظ الايمان أن الفستان هو لمحاسن وانو الحلبية المكارة قد يكون لديها أورطة من جن سليمان لكن هذا الفستان بالذات ليس لعيشة . هنا شق صوت مخنوق جلبة الدائرة فقد أمسكت عيشة بكم الفستان ومزقت ما طالته يدها المرتجفة من خيوطه الباهتة مرددة همهمات معتمة يشلها الغضب. كانت لحظة عصيبة على البنت ، ...اخترقت الاهانة رئتيها كغبار ناري ولم تعد الرؤية ممكنة لأبعد من مشهد واحد مشتهى : جسد زمزم مطروحاًعلى شكل فيل محتضر؛ لكن ما يدخل الرعب فى قلب الحلبية لم يقع الا بعد توافد مجموعة اخرى من النسوة ليعج المشهد بوجوه جديدة مستثارة اما من الغضب أو من البهجة المحشورة فيما وراء النهود. أما النسوة الغاضبات فهن : أم المرحومة محاسن وبناتها العوانس القصيرات . ثم زوجة يوسف الترزى وبنته الكبيرة المزدرية؛ ولا داع لتفصيل أسباب غضبهن فهي جلية وأما أسباب بهجة البقية الباقية فلا تتعدى غريزة طبيعية دارجة عند البشر تزدهر فى وقت تفرجهم على الألم و الاهانات وشيكة الوقوع على ضحية بشرية يعرفونها.
    . بصوت جهور كطاحونة دخل رب البيت الى الحلبة يتنحنح بما معناه الحاصل شنو يا نسون ؟ كان ذلك حوش ابنه الأصغر الغائب حالياً لكنه حوشه بالأساس .... احم احم ...
    - رضينة ... يا حجة ....
    وما أسرع ما حل ذلك النوع من السكون الحضيضى المتآمر؛ مفسراً القصة كاملة بوقوف عيشة فى منتصف دائرة تحددها تياب البولستر المتداخلة ووقوف زمزم الى الطرف الايسر البعيد منتفخة الاوداج وبعين واحدة مطفأة. عند سماعها لذلك الصوت عرفت عيشة ان قصتها المثيرة تحتضر وبيقين ابدى لا عزاء له كسرت دائرة الصمت فى سباقها القديم مع الهجوم الوشيك. ابتلعت الاهانة فى ثانية وتحركت الملامح المتصلبة لترسم الوجه المتذلل اياه و لجأت لديدنها الأول حاشدة قطيع من الاهانات الموجهة الى نفسها قائلة فى نبرة جديدة يمتطيها خوف غجرى مجهول المسالك
    -" وحياة النبى العربى .. ما قصدت شى والله .. ِ يا سيدى انا ... والله انا م.."
    ضاعت كلمات كثيرة و تبعثرت فى حلق عيشة الملتهب من الالم فقد عبرها الوقت الاكثر صعوبة ؛صحيح ان الرجل المتضايق لم يأمر بوجوب اعتذارها ورجوعها عن الغلط لكن البنت ليست فى حاجة لاكثر من نبرته المتشنجة وهو يقطع الدائرة الى نصفين مرتعدين متفادياً النظر الى شىء خلاف حائط المزيرة الرطب وهويزجر النسوة و يأمرهن بالعودة الى ما كن فيه ... ولكن من سيفوت المشهد الاخير ؟ انحنت عيشة لتلقط نثار القماش الذى مزقته ومسحت به دموع مرئية ؛ دموع وسوائل اخرى من الانف تعمدت عيشة ان تخلف بعضاً منها فى كتف زمزم اثناء انحناءات الاعتذار وتقبيل الايدى والاكتاف . لم يشعر احد من النظارة بذلك انما رأوا زمزم وهى تكيل ركلة فاشلة اعاقها البطن المتهدل من الوصول الى مبتغاها لتصرخ المرأة الحانقة بخروج عيشة نهائياً من بيتها فهى لا ترغب برؤيتها حية تسعى وهذا ما كان , مع تعديل طفيف اذ شوهدت عيشة مع جمع النسوة المنهمك فى تجهيز سماية مولود زمزم المنتظر منذ اربع سنوات؛ منشغلات اولاً باشباع بطون الرجال المتكئين فى الديوان الماهلً فلم يتذكرن القصة وهل تذكرتها عيشة؟ كيف سنعرف ونحن نراها منشغلة تحت شمس ابريلية بينة بغسل ما فرغ من مواعين؛ تحوم هنا وهناك فى الحوش الكبير بذات الوجه المرهق و السيقان المبتلة وربما بذات الفستان الذى لم يعد يستر من ذراع عيشة المتوهجةالصبية الا القليل القليل
                  

07-30-2007, 05:09 PM

السمندل

تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

    هذه كتابة بديعة يا طلال . بديعة جدا وتخطف اللب
    قرأتها بهذيان لا غبار عليه ، وفي ذاكرتي قصص ومماحكات ،
    مع أبناء الريح هؤلاء،الذين تمنّعوا على الغياب في النسيان،
    ربما أعود وأحكيها معك لاحقاً ..
    حتى ذلك ، دعني أشدّ على يديك طويلاً
    و"أعربنك" بهذا الرابط الذي وجدتُ فيه شيئاً منك ومن كتابتك الأخاذة:


    http://gipsylands.blogspot.com/
                  

08-01-2007, 10:21 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـَوَر ... (Re: طلال عفيفي)

    up up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de