بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: عماد الدين عثمان أحمد ** لعل المتمعن في سطور عماد الدين عثمان أحمد يلاحظ أن علاقة الرجل بمدينته بحري وثيقة بصورة عجيبة، وقد فكرت كثيرا في مبعث هذا الود الكبير الذي يحمله عماد الدين لمدينة بحري وأهلها لدرجة أن عماد عندما يحدثك عن بحري تحس انك أمام درويش في حلقة ذكر، يستبد به الطرب ويحلق في عوالم من الوجد الجميل، وكثيرا ما كان يقودني فكري إلى أن هذا الرباط المتين بين عماد الدين ومحبوبته بحري نشأ لأن عماد (وهذا أمر نادر) قد تنقل بالسكنى بين ثلاثة من أحياء بحري العتيقة بدءأ من الدناقلة مرورا بالمزاد وانتهاء بالشعبية جنوب، فاعتصرت بذاكرته مشاهد من هذه الأحياء الثلاث فكونت مزيجا من ذاكرة بحراوية عطرة، فعماد الدين يحادثك عن جمال خميس (الثعلب) لاعب الهلال حديث العارف وعن جمال الآخر (كدوس) وغيرهم حيث جمعتهم به حي الدناقلة أيام سكنه به ، ويحدثك أيضا عن شيخ ادريس كباشي وعبده الشيخ من أبناء المزاد ويعرج للكرابيج في الشعبية جنوب وهم من أحرف من لعب الكرة ببحري وان كان سوء الحظ وضيق الفرص حينذاك حرمتهم من اللعب بأندية القمة، يحدثك عنهم حديث العارف من واقع علاقة الجيرة التي ربطتهم به بالشعبية جنوب. ** وشيئا آخر استرعى انتباهي في عماد وتوثيقاته فالرجل يطرق شتى المجالات الرياضية والثقافية والفنية بصورة موسوعية ويرسل المعلومة بصورة مجردة خالية من انطباعاته ورؤاه الشخصية، فهو رغم مريخيته الصارخة يوثق للعيبة الهلال البحراويين بتجرد ومهنية تاركا مريخيته جانبا، ويحدثك عن القيادي العمالي البحراوي عبدالله نصر قناوي رحمه الله أيضا بصورة مهنية فلا تلحظ رأيه أو انطباعه الشخصي بالرغم مما كانت عليه تلك الفترة من صراع سياسي مرير بين أهل اليسار واليمين، إنني دائما ما أشبه الدور التوثيقي لعماد بالروائي الذي يترك أبطاله يصيغون الأحداث ويكتفي بالرصد لما يفعلون ولا يزحم الرواية بانطباعاته الشخصية، وهكذا عماد عثمان أحمد. ** إن مثل عماد يقبع في ديار الغربة بعيدا عن التناول الإعلامي المكثف لما يقوم به من جهد خلاق وبلادنا في أشد الحوجة إليه والى أمثاله، لما يورده من شخصيات وطنية ينبغي أن تحتذى وتدرس سيرتها للأجيال القادمة وأتمنى أن يجد عماد موطئا في أحد الصحف السودانية لينثر فيها إبداعاته الخلاقة لأن الدائرة الاسفيرية التي ينتشر فيها الآن مهما كثر مرتادوها فإنها لا تعادل الانتشار الواسع للصحف .