بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: جماع الإنسان ..الشاعر العظيم رأيته بلحمه وعظمه يمدّ كفّه نحيلة في لهجة السؤال عيناه للبعيد تنظران تحدِّقانِ..تبصران ووجهه ينمّ عن ألم أجائع؟ لعله يكون أمتعبٌ ؟ أساغبٌ ؟ مهلهل الثياب والجسم في هزال أهكذا يكون هازم الجبال ؟* رأيته في قهوة تعجُّ بالصخب يؤمها من آده كمثله التعب ووجهه يموح بالحياء لا جدال أيا ترى أذلّ كبرياءه السؤال ؟ أإنها الحياة والمواقف العضال؟ وألمح الغريب في اللحاظ تنظران وتأمرانِ تنهيانِ .. لاكلام! فصمتها رسالة بليغة لكل ذي عيان وغير ما تردد يجيء رد آهلي المكان فمن هنا ريال وهاهنا.. وهاهنا وقطعتا نقود وكفه ممدودة تقول هل مزيد؟ عيناه تنظران للبعيد أيا ترى أتنظران للعدم ؟ للغيب والسماء والنجوم والرجم؟ أإنه في ومضة أصابه البكم ؟ أما لديه كالجميع فم؟ وأغرب الغريب أنه لم يدخل النقود جيبه لم يدخل النقود في جراب برغم كثرة النقود في يديه وفجا’ في وجهه الحزين تلوح بسمة حيية كدفقة الصباح في المروج كنجمة المساء قبل أن تحيطها البدور كلمعة الشعاع في المغيب تلوح بسمة وتختفي أهكذا يبادر الحبيب بالذهاب؟ لمن ترى تكون ذي النقود؟ وما الذي يريد أن يكون ؟ ويسرع الخطى .. مهمهما بدعوتين إلى الذين قدموا برغم فقرهم وجوعهم نقودهم إليه لكنه يزيدني تحيرا يداه ملؤها نقود يمدّها أمامه كأنها جريرة أو إنها كجيفة الحيوان أو إنها في ظنه ثعبان أيدخل الجيوب عاقلٌ ثعبان؟ يمدّها أمامه كأنما يخاف أن يمسّه من جسمها شيطان ويسرع الخطى .. يغادر المكان للمسجد القريب وأسرع الخطى وراءه .. لكي أرى الذي يكون بعد الآن وفجأة تسمّرت خطى الفتى الفنان أمام شيخ عاجز ممزق الثياب عيناه كوّتان .. ما فيهما ضياء ويدفق النقود في يديه ويسرع الخطى .. ويبرح المكان إلى المدى البعيد شعر : عبد السلام كامل عبد السلام