نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
|
 Re: بحرى طراوة (Re: Emad Ahmed)
|
شخصيات بحراوية - البروفسير علي شمو
بقلم علي شمو
اعتقدأنني كنت محظوظاً جداً لأني ولدت في النهود، وهي نموذج لانصهار المجتمع السوداني، ونشأتي بها أعطتني إحساس المواطن الشمولي أو القومي؛ هي في الأصل عاصمة قبيلة (الحَمَر) وعمدتها شايقي، وسكانها من الشايقية والبرياب والجعليين، ولا أحد يشعر بأنه غريب مستضاف في أرض غريبة، مثلما يحصل في المناطق الأخرى في السودان.جاء والدي من المسلمية إلى النهود تاجراً واستقر بها، وهناك تزوج والدتي وهي شايقية من البسابير وجدي من البرياب، كان بيتنا يشهد حضوراً كثيفاً لأصدقاء والدي الذي كان يعمل في تجارة المواشي ويقوم بتصدير الإبل إلى مصر، عائلتي اشتهرت بالتجارة بين مصر والسودان منذ قرون.. جدي الكبير شمّو معروف ومكتوب عنه في كتاب المطالعة، فقد كنا ندرس مادة اسمها الإبراهيميات (إبراهيم شمو، إبراهيم أحمد) كانوا يصفون فيها الرحلة بين المسلمية ومصر، هذه تشكيلة لعائلة تقليدية جداً، عشت في هذا الجو ولم أكن أفكر إطلاقاً في أني سأكمل دراستي للمرحلة الثانوية!، لذا أنا أول واحد ينتهي اسمه بشمو يعمل موظفاً!.أما الأسرة الصغيرة فنحن ثلاثة إخوة ذكور وبنتان، توفيت والدتي وكان عمري حينها أربع سنوات، ولا أذكر شكلها، وكنت حتى وقت قريب أسأل أخي شاع الدين عن شكلها، وقامت على تربيتنا زوجة أبي وهي ابنة عمه، وربتنا تربية لم تجعلنا نحس أننا فقدنا الأم، ولي إخوة آخرون من والدي.. كنا نعيش مع بعضنا في النهود ودرسنا المرحلة الأولية بها، ثم فيما بعد تزوج والدي سبع نساء ولم نكن نحس بفارق كبير أو فقد للوالد مع مشاغله في التجارة وزوجاته الأخريات، وهو لم يحسسنا في يوم أننا فاقدون للوالدة، بل بالعكس كانت العلاقة طيبة جداً كأنه كان يريد أن يعوّضنا فقدنا للوالدة في وقت مبكر..التعليم؟ كيف خطوت أولى درجاته؟كنت أذهب مع أخي الأكبر شاع الدين إلى الخلوة، وعندما دخلت المدرسة كنت صغيراً جداً (خمس سنوات) ودخلت الصف الثاني مباشرة، فجاء قرار بإبعادي من المدرسة لصغر سني، فصادف وجود مفتش المركز فى ذلك اليوم فسأل: (لماذا أخرجتم هذا الولد؟) فأجابوه (لأنه صغير السن) فقال لهم: (امتحنوه!) وعندما امتحنوني وجدوني أحفظ (جزء عمّ) فأدخلوني إلى الصف الثاني مباشرة، وحينما تخرجت في هذه المدرسة كان عمري حوالي ثماني سنوات، فقد كان هناك فارق كبير جداً بيني وبين كثير من الزملاء.بعد ذلك جئت لأم درمان وسكنت في حىّ السوق مع صديق لوالدي اسمه قسم الله الطيب - عليه رحمة الله - وهو من أبناء الجزيرة، الحياة الآن تغيرت، فمن الصعوبة أن تعيش مع أسرة أخرى، ولكنهم كانوا يعاملونني أحسن معاملة، وقد أقام قسم الله احتفالاً كبيراً بمناسبة حفظي القرآن، ولا أزال أذكر العاطفة الجياشة التي كانت تحنو بها عليّ زوجه مما كان يشعرني بأننى ابنها وأكثر، وهذا يعكس أيضاً طبيعة المجتمع في ذلك الوقت من حيث رحابة الصدر والأريحية والكرم.كانت أم درمان بداية النقلة الكبيرة التي شهدتها حياتي فقد استقررت فيها وبدأت مسيرتي من الخلوة وحفظي القرآن ودخولي معهد أم درمان العلمي، عندي عصبية لأم درمان كالتى تجدها عند أبناء أم درمان، أنا أحس أنه ليس لديّ انتماء آخر.كيف كان نظام التعليم فى الكتاتيب؟أسلوب الدراسة لم يكن بطريقة الخلوة المعروفة، لم تكن هناك كتابة أو لوح أو حبر أو غيرها، كنا نقرأ القرآن من المصحف مباشرة، فكانت طريقة مختلفة، وينتهي الكُتّاب عند الساعة الثانية ظهراً فنعود إلى البيت، وبالصباح ننتظر المدرسة، يعني نظام مختلف تماماً يبدأ منذ أذان الصبح ويستمر بمراحل معينة، ولا أعتقد أن هناك نظاماً تعليمياً مشابهاً له في العالم، هو في رأيي نظام مدروس وممتاز جداً.ماذا بقي من ذاكرة الكتاتيب والطرق التلقينية فى التعليم؟الذاكرة في هذا السن قوية جداً، المهم الانتباه والتركيز، أما الحفظ الشامل فمرحلة أخرى لأنه لا يمكن أن تطلب من طالب في سن كهذه (7 سنوات) أن يتأمل لكى يحفظ، بل ويكون حفظاً صحيحاً بكل المخارج والحروف، والمرحلة التالية التي يمكن أن أقرّ بأني استفدت منها فهي الدراسات الإسلامية الخاصة باللغة العربية في النحو والفقه والتفسير، وهذه دراسة خطيرة جداً في رأيي لأنها دراسة تعوّد العقل على ألا يقبل أي شئ كمسلّمات، وقد اتضح لي ذلك عندما سافرت إلى أمريكا ووجدت أننى بخلفيتي ودراستى الإسلامية والعربية مقارنة مع غيرنا من الذين يدرسون النظام الشكلي والمدني كالطب والتجارة والقانون..إلخ وجدت أن عندهم تجاهاً لتقبل الأشياء بسرعة، يعني لو أراد الرجل أن يقوم من الصلاة وتذكر أنه نسي ركعة وأيرجع أم لا؟، أو يقال لك إن هذه المسألة فيها رأي أو اثنان، أو أن هناك وجهة نظر تقول كذا، هذه فى رأيي عقلية غير عادية، تجعلك لا تتقبل الأشياء من حولك كمسلّمات.إلى أي مدى شكلت البدايات القاسية مثل موت الوالدة والرحيل إلى أم درمان على شمّو؟لم تكن قسوة بقدر ما هي مواجهة مواقف صعبة، أنا أذكر مجيئي وأنا صغير وكيف تخطيت كل هذه العقبات وسلمت من أشياء كثيرة كان يمكن أن تعوقني، حتى عندما ذهبت إلى مصر وكان عمرى 17 سنة واجهت مشاكل كثيرة، أن تدافع عن نفسك، أن تكون قوياً، لتتغلب على الظروف الصعبة، وكذلك البعد عن الأهل وهو شئ صعب جداً، فقطعاً هذه أشياء أثرت في الشخصية العامة وعلّمتني الاعتماد على النفس وخلقت عندي القدرة على المواجهة، وأيضاً القدرة على الاحتمال والصبر على الكثير من الأشياء، فلم يحدث أن طلبت شيئاً من أحد، أو طلبت مصاريف أثناء الدراسة.ما هي ذكرياتك فى المعهد العلمي؟هو مكان أشبه بالدراسة الحرة، تجد طلاباً كبار السن أو تجد رجلاً يدرس مع أبنائه!. كنت من جيل صغار السن ومعنا بكرى غريب الله ومحمد حجاز مدثر، ومقارنة ببقية الطلاب كانوا يجلسوننا نحن صغار السن بالصفوف الأمامية مما أشعرنا بنوع من التميُّز أو إحساس الصفوة، والموقف محرج حقيقة عندما تكون صغيراً وتحرز علامات متقدمة وتتفوق على من هم أكبر منك سناً، كانت تحدث ربكة كما الشعور بأنك زميل لهم.. كيف كان النشاط الثقافي فى المعهد؟كانت هناك الجمعية الثقافية التى تعقد ندوة ثقافية كل أسبوع يحضرها الشعراء الكبار مثل الهادى آدم، وكنت أتمرن على الإلقاء وهو واحد من أسباب تنمية هذه الملَكة عندي، فكانوا يعطوننا خطباً لنلقيها على الناس. وأذكر مثلاً مرة ذهبت فيها إلى جامع السواراب وبعد الانتهاء من صلاة الجمعة اعتليت المنبر لألقي الخطبة وأقود الناس للمظاهرة وعمرى حينها 12 سنة، فكنا نعمل على إثارة الجماهير دون أن تتم محاكمتنا بل نعاقب بالجلد فقط!، هذا أحد النشاطات. كما كانت هناك القراءات العديدة فى الفكر الإسلامي والأدب المصري وسيد قطب.. وفى سنة 1946 زار البلاد عبد الحكيم عابدين وسعيد رمضان وقاما بإلقاء خطب فى جامع أم درمان، وكانت دهشة كبيرة للناس هنا، فهذه أول مرة يشاهدون مثل هذا الأمر فهؤلاء الخطباء يرتدون بدلاً ويضعون طرابيش على رؤوسهم ويبدون بمظهر أنيق ويتحدثون عن الدين والدولة الإسلامية والعدالة في الاسلام..من هم زملاء تلك المرحلة؟تفرقنا بطبيعة الحال، لكن هناك من أتى بعدنا ممن أذكرهم: حسين الدسوقي صالح، محمد صالح وحسن الفاتح قريب الله، جيلنا كان ثورياً جداً.. أذكر أنه فى الأربعينيات طالبنا بتعديل مناهج المعهد العلمي الحديثة كالحساب واللغات وقمنا بإضراب، وكانت هناك لجنة تمثيلية تنظم العمل الوطني، وهذه اللجنة تضم الطلاب من الابتدائي حتى عمر 12سنة، وكان يتم تمثيل 2 من الابتدائي كله، ثم الثانوي، فلكل فصل طلاب يمثلونه، وكنت أنا على سبيل المثال ومحمد أحمد الشيخ نمثل الابتدائى، تصور أن يكون طالب عمره ما بين 10-11 سنة عضواً في اللجنة التمثيلية، بل ويصنع الأحداث ويشارك فى اللجان ويرفع المطالب ويقود المظاهرات، شئ غريب حقا!..كيف أثّر المعهد وسفرك لمصر على توجهك الإسلامي؟لم أكن مجنداً في ذلك الوقت، كنت مهيّأً، وكان للبيئة التى نشأت فيها أثرها الكبير، لكن لم يكن هناك تجنيد بالمعنى المفهوم إلا عندما ذهبنا للقاهرة، وكان أمامنا سودانيون منهم صادق عبد الله عبد الماجد، وأحمد الله أن يسّر لى رجلاً مثله يتولاني، كما هناك عبد الباقي وجمال سنهورى، لم يكن هناك فرق بين مصري وسوداني، ولم تكن هناك جوازات سفر، وكانت حركة الإخوان المسلمين في بداياتها، كانت حركة تربية ولم تكن حزباً سياسياً، وكان لهم الأثر الكبير في التفكير الإسلامي الموجود الآن في الأحزاب، وأنا عندما انضممت إليهم لم يكن بدعوة من شخص بأن أتجند، بل وجدت نفسي أنضم إليهم تلقائياً، وهم ناس فى ذواتهم يشكلون لك قوة لكي تنسجم وتنصهر وتصبح من الكيان العام وتتفاعل معهم.كيف كانت الرحلة إلى مصر فى ذلك الزمن؟لم تكن هناك طائرات في ذلك الوقت، سافرنا إلى مصر عام 1949بالقطار ثم بالباخرة، وكان معي حسين أبو صالح، وكانت الرحلة ممتعة جداً. ينطلق القطار من هنا إلى حلفا، وهناك يمر المسافرون بنقطة الجمارك، وبعدها ركبنا الباخرة النيلية التي قضينا فيها ليلتين، ثم نزلنا في الشلال وركبنا القطار مرة أخرى ووصلنا إلى القاهرة فى اليوم التالي، قطار- باخرة- قطار.. لقد كانت رحلة ممتعة.كيف تيسرت لكم هذه الدراسة؟كانت مصر تمر في ذلك الوقت بثورات وانفتاح ونقد عام ومظاهرات، وفتحت الأبواب لكل الناس، بإمكان أي شخص أن يذهب إلى هناك ويجد مكاناً مناسباً. أول مكان سكنت فيه كان الجيزة فى عمارة عبدالحميد باشا عبدالحق، وهو واحد من الباشوات المعروفين، سكنت هناك ومعي حسين أبوصالح رفيق الرحلة والتحق هو بكلية الطب بينما التحقت أنا بجامعة الأزهر.كيف كان الالتحاق بالأزهر؟كانت لديّ فرصتان للدارسة بدار العلوم أو جامع الأزهر، والغريب أني أجريت موازنة لنفسي ورأيت أني بمستوىً جيد في اللغة العربية فقررت أن أدرس الشريعة والقانون، ولم يكن الشغل أو الوظيفة يهمنا حينها، كانت فكرتنا أن ندرس فقط، وأن يكون الواحد مكتملاً، فالتحقت بالجامعة. وكنت أثناء الدراسة بالأزهر مشهوراً فى الحي كرياضي وأعرف البوابين والأطفال وغيرهم، فلعب الكرة يتيح لك النجومية ويفتح لك أبواباً جديدة، والمصريون لا يعرفون عنك شيئاً سوى لعبك الكرة، وفى الوقت نفسه كنت أحرص على أن أكون طالباً متفوقاً، فكنت أعمل توازناً بين الدراسة والهواية، وكثيراً ما نلت جائزة في الدراسة ولقيت بعض الإخوة السودانيين مثل علي أبو القاسم والمشاهير كحنفي بسطام.تخرجت وبعدها تخصصت في مجال التدريس، وهذا ما لا يعلمه الناس، أني تخصصت في التدريس والمجال التربوي في العام 1954، ثم نلت الماجستير في التربية، وبعدها درست القانون المقارن في أول معهد أسسته الجامعة العربية للمتميزين من خريجي الجامعات في العالم العربي.هل هى منحة؟ وكيف تم اختيارك للدراسة؟نعم، كانت منحة، وكانت عملية الاختيار صعبة، ومن ضمن المتقدمين أذكر الممثلة دينا عبد الحميد، كان العدد قليلاً جداً في شعبة التاريخ وشعبتي القانون والأدب، وبالمعهد درست الفنون العربية والقانون المقارن وكنت أعمل في الوقت نفسه.كيف كانت تتوفر لك مصاريف الدراسة والسكن؟كنت كأي طالب أتسلم 3 جنيهات شهرياً، كما أن والدي كان يرسل لي، إضافة إلى أنني كنت أحصل على منحة من التي تخصص للطلبة الأوائل حوالى 10 جنيهات في الشهر، وبعدها انتقلنا من عمارة الجيزة إلى داخليات ولوكوندات، واللوكوندات تتيح لك التعرف على سكان الحي وأصحاب المحال كصاحب المطعم والغسال وصاحب القهوة والسندويتشات، خاصة إذا كان وضعك المادي (كويس) ومظهرك جيداً.. فكل هذه الأشياء تؤثر في علاقاتك.كم كانت فترة إقامتك بمصر؟مكثت بمصر حوالى ست سنوات، وعدت إلى السودان قبل الاستقلال بفترة قصيرة.كيف كانت جامعة الأزهر وتأثيرها الفكري والديني عليك؟بالمناسبة مفهوم معظم الناس عن الأزهر خاطئ تماماً، فالأزهر مؤسسة أكاديمية ممتازة جداً، فهناك القسم العام الذي يتيح الدراسة الحرة للطلاب، ثم هناك التعليم المفتوح، كما أن القسم الثانوي في الأزهر قوي جداً مقارنة بالثانويات العادية، فبالإضافة للعلوم العربية والإسلامية يقومون بتدريس الرياضيات والعلوم، وبعدها يلتحق الطلاب بالجامعة بمعناها الحقيقي من أساتذة وقاعات ومناهج ومكتبات وإنارات.. ثم هناك النشاط الطلابي، وعندما ذهبنا إلى هناك كان ذلك قبل اندلاع ثورة يوليو، فكانت النشاطات الطلابية في أوج نشاطها، الوفديون والإسلاميون والانتخابات والخطب واتحادات الطلبة والمظاهرات كمظاهرة حريق القاهرة، هذا غير المظاهرات في المناسبات الوطنية. الحياة فى ذلك الزمان كانت مختلفة تماما؛ كانت توجد تعددية حزبية، والحكومات تتغيّر، والصراع موجود بكافة أشكاله، وكل هذا ينعكس على التربية السياسية للفرد، والغريب فى الأمر أنه لم نكن نعتبر طلاباً أجانب، فلدينا حق الترشيح فى الانتخابات والمشاركة فى المظاهرات وغيرها (ونعمل زينا وزي أولاد البلد!).هل التقيت حسن البنا؟ ومَنْ مِن الشخصيات البارزة التقيتهم هناك؟عندما ذهبت إلى مصر كان حسن البنا قد اغتيل قبل عامين (عام 1949)، ولكني أعرف سعيد رمضان وحسين دور وحسين عابدين وكثيراً من الناس، ولكن لا أظن أنهم كانوا يعرفوننا لأننا كنا (أولاد) في ذلك الوقت، فقط كنا نحضر المحاضرات التى كانوا يقيمونها.كيف كان الوضع السياسي العام بمصر حينها؟كنا ندرس مقارنة بين القوانين الغربية والقوانين الإسلامية فنجد متعة كبيرة. بعد ثورة يوليو كنت أعمل في الإذاعة المصرية، وبعض الناس بدأوا فى التحرك، وكان هناك الاتحاد الاشتراكي واسمه هيئة التحرير، وكانت الثورة المصرية بقيادة محمد نجيب اُستقطب لها السودانيون باعتبار أنّ أمه سودانية وعلاقاته السودانية واسعة، ثم وقع خلاف بينه وبين جمال عبد الناصر وتمت إقالته. جمال عبد الناصر كان مكروهاً في مصر والسودان، الشعب المصري كان يكره عبد الناصر جداًً بسبب ما جرى لعبد القادر سنهوري وضربهم في أحد المجالس البرلمانية وأحداث المنشية، ولعدد من العوامل، وكلها ساعدت في أن يكون الشعب المصري ضد ثورة يوليو!، في ذلك الوقت كنت أعمل في الإذاعة المصرية وكان الصراع بين مصر والسودان قد بدأ بعد توقيع الاتفاقية ودمج الأحزاب الوحدوية مع بعضها البعض وتأليب الحزب الوطني الاتحادي.. أريد أن أقص لك بدقة الجو السائد حينها في مصر في ذلك الوقت: كان بعض الناس يأتون إلينا ويقومون بتهديدنا ويقولون لنا إنهم تابعون لهيئة التحرير التى أسستها الثورة المصرية، ولما شعرت بهذا التحرش وأن المشكلة قد تتفاقم أذكر أني ذهبت إلى كبرتي وقلت له (أنا عايز أرجع السودان)- رغم أنني كنت مخططاً لإكمال الدراسة بمصر - وبالفعل رجعت إلى السودان في فبراير 1955، وقد عارضنا -نحن السودانيين- ثورة يوليو لمعارضتها محمد نجيب، فالمنطلق كان عاطفياً.. كما هناك مواقف كثيرة لصلاح سالم الذى عنده نوع من التعالي وكان يوهم مجلس الثورة المصري أنه يدير السودان أو هو محرّك السودان، وقد ارتكب العديد من الأخطاء التى كانت سبباً فى ابتعاد السودانيين عنه. وعبد الناصر لم يحقق شعبيته هذه إلا بعد تأميم قناة السويس سنة 1956 ليبرز بعدها في صورة الزعيم العربي، ولكن قبلها لم يكن محبوباً من الناس.كيف تم التحاقك بالإذاعة المصرية؟مجرد صدفة، فلم أكن أفكر في أن أتخذ الإذاعة كحرفة، فقد كنت فى مدخل الجامعة العربية لزيارة صديقي عز الدين فالتقيت توفيق البكري وهو سوداني من المناضلين هاجر إلى مصر عام 1931 وكان يعمل رئيساً لوزارة الثقافة ومسؤولاً عن (ركن السودان) فقال لي (انتظرني في المكتب) وعندما حضر قال لي (يا أخي أنا فكرت مليّاً ووجدت أنه من الضروري تعيين بعض الخريجين السودانيين في الإذاعة المصرية وأنا رشحتك، ما رأيك؟) فقلت له “مرحب”. وبدأت العمل فى الإذاعة ومعي الدكتور حسن عباس صبحي وعثمان محمد عوض، وهو سفير متقاعد، واستمررت فى العمل بها حتى عودتي إلى السودان، وهنا اقترح عليّ يحيى الفضلي، وكان حينها وزيراً للشؤون الاجتماعية، العمل فى الإذاعة السودانية، وعملت بها. لم أكن أظن أني سأستمر بالعمل الإذاعي، كما كان أبي غير راضٍ عن ذلك، وأذكر أنه أُعلنت وظيفة في جامعة الخرطوم وتم قبولي لأكون مساعد تدريس بكلية القانون، ولكن بعض الناس أخذوا يقولون لى (أنت رجل نجم وبقيت معروف وعندك موهبة وصوت جميل..إلخ) ولذا واصلت في الإذاعة!.هل تذكر لحظات الاستقلال وقد كنت تعمل بالإذاعة؟كان ذلك اليوم بالنسبة لي عظيماً جداً، ولكل السودانيين. وكمذيع مبتدئ شاركت أبو عاقلة، تحدثت قليلاً ولكن المذيع الرئيسي للحدث كان الأخ أبو عاقلة، لا أزال أذكر مشهد الناس واللحظات التي جاء فيها تسليم الأزهري العلم البريطاني إلى المسؤول البريطاني، وقام عبد الفتاح حسن بتسلّم العلم المصري من الأزهري، وتم لف العلم ووضعه فى علبة، وأذكر السيد عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني ورئيس القضاء وكبار موظفي الخدمة المدنية.. كان يوماً رهيباً، وكان عليّ أن أذيع اللقاء الجماهيري، وكان حفل الاستقلال مقسماً إلى قسمين: حفل أول رسمي خاص بإعلان الاستقلال ورفع العلم السوداني، وحفل ثانٍ يُتلى فيه خطاب جماهيري للشعب فى ميدان وزارة المالية. وبعد انتهاء الحفل الرسمي بأداء القسم فى القصر الجمهوري تم إنزال العلمين الإنجليزي والمصري. ثم بدأ الأزهري والمحجوب بمخاطبة الشعب السوداني أو الجماهير، ونقل الخطاب مباشرة عبر الإذاعة. وكنت حينها أقوم بتسجيلات مع الناس، وعندما استمعت إلى التسجيل يذاع فى الليل من الإذاعة اندهشت، فقد بدا لى وكأني أستمع إلى رجل غريب، فقد كانت انفعالاتي وسعادتي كبيرة وتحدثت دون تردد أو تأتأة.ما هو انطباعك عن إسماعيل الأزهري؟إسماعيل الأزهري رجل بسيط، إذا ما زرته في بيته في أي وقت تجده مرتدياً جلابية ورأسه كاشف ولابس شبشباً، يستقبلك ولا يقول لك (يا فلان) بل يقول لك (ياسيد فلان)، حتى ولو كان عمرك 19 سنة، أو كنت تعمل سوّاقاً أو جناينياً، لا يقول لك (يا فلان) أبداً، يحضر لك الشاي ويناولك الكوب بنفسه، وهو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء!، كان لا يتحدث كثيراً في الاجتماعات؛ بل يستمع لساعة أو ساعتين دون تدخل يذكر منه، ولكن في النهاية يأتي بقرار أو تلخيص يكون بالضبط هو روح الاجتماع!، وفي أغلب الأحيان يكون جالساً وهو مغمض العينين فيوحي للناس بأنه (دقس) أو نام، ولكن بعدها يتحدث وتشعر أنه كان متابعاً للاجتماع بكل حواسه، لا يتردد في اتخاذ القرارات، يستجيب للجماهير، عنده طاقة غريبة جداً، أنا أعتقد أن تركيبته الفيزيائية غريبة جداً.. أذكر في مرة من المرات ذهبت معه فى رحلة بالطائرة من الخرطوم إلى الأبيض وتناولنا إفطارنا بها، وبعدها توجهنا إلى الفاشر ثم الجنينة يوم طويل جداً وفى غاية الإرهاق ورغم ذلك أقام ليلة سياسية في النادي الأهلي بالجنينة ثم اجتمع برجال الحزب بعد ذلك، ولا يرفض دعوة لاجتماع أو لوليمة.ومتى كان زواجك؟تزوجت بنت عمي سنة 1959 وكان زواجاً تقليدياً والمهر 100 جنيه!.كيف تمت الرحلة إلى واشنطن؟بترشيح من عبود وطلعت فريد سافرت لواشنطن عام 1959، وأذكر أنه عند وصول الطالب إلى هناك يعطى فترة معينة ليتعرف فيها على الولايات المتحدة الأمريكية والحريات والديمقراطية والدستور والتعديل الأول.. إلخ، ثم بعد ذلك يقومون بتوزيع الطلاب حسب الكليات. أذكر أن أستاذاً اسمه كيسلر سألني (ما هي رغبتك)؟ فأجبته (أن أنقل لمكان لا يكون فيه أي سوداني لا في المدينة ولا في الجامعة)، فذهل لطلبي وقال لي: (أنت أول سوداني يطلب هذا الطلب)!، فقلت له أريد أن أتعرف على الحياة الأمريكية لأني لا أريد أن أتعلم من الجامعة فقط بل من المجتمع، وأيضا أريد خلق صداقات وعلاقات هنا. وهذا فعلاً ما حصل فكانت غرفتي في الداخلية محطة لكل الناس، معظمهم يشغلون الآن مناصب سفراء ووزراء في الأمم المتحدة، وآخرون صاروا قسيسين كباراً، ومن العرب أذكر كامل أبو جابر وأخاه غسان أبو جابر. كنت نشيطاً جداً في اتحاد الطلبة العرب المسلمين في أمريكا، وقد جرت مناظرات شتى بين اليهود والمسلمين، والحكاية (دي) أفادتني بتجارب وخبرات عديدة، فعلى سبيل المثال كنت عندما أذهب إلى المطعم مع أصدقائي كنت الوحيد منهم الذي يستطيع قراءة المنيو أو قائمة الطعام!، فقد كان الطلاب هناك (عايشين مقفولين مع بعض) فقد صدق حدسي!، بل وكل أسبوع أكون مدعواً عند أسرة أمريكية في المدن الريفيه ومعظمهم على ما أعتقد أصبح يعرف شيئاً ليس بالقليل عن السودان وعن الإسلام والقبلة إلخ..مكثت ثلاث سنوات وبعدها كنت ضمن الطلاب الذين قدمت لهم الدعوة للمشاركة في أول اتحاد للتلفزيون التعليمي Ivb، فكنت عضواً فى أول اتحاد للإذاعيين الأمريكيين، وحضرت عدداً من المؤتمرات. كما درست التلفزيون هناك، ولم يكن حينها يوجد تلفزيون بالسودان، وبعد إدخال التلفزيون بالبلاد كانت لديّ معرفة تامة بشأن هذا الجهاز وكيفية الإعداد له وكيفية إدارته، وأنا مدين فى هذا للبروفيسور فوستر الذى تلقينا على يديه علم الإلكترونيك ميديا كالراديو والتلفزيون والسينما والصحافة والإنتاج، فكنت محظوظاً بأن وجدت فرصة للتخصص في كل وسائل الإعلام بجانبيه العلمي والنظري. لم تكن فى الشرق الأوسط دراسات إعلامية، فمعظم الإعلاميين جاءوا بخلفياتهم من الدراسات الإنسانية كالأدب والقانون والتجارة كمعظم الإعلاميين المشهورين في مصر أمثال هلال معوض وطاهر أبوزيد وسعد لبيب.كيف تقيّم خطوات مسيرتك فى الحياة، وأى المراحل شعرت فيها بالنقلة الكبيرة على مسار حياتك؟شعور أن تكون صغير السن وزميلك يكبرك بخمس سنوات، شعور السفر إلى القاهرة وعمري 17سنة هذه فى رأيي قفزة، وكذلك عندما تخرجت فى الجامعة وعمري 21 سنة، وحضرت إلى الإذاعة واستقررت بها ثم أصبحت مديراً للتلفزيون هي قفزة دون شك، ثم عندما توليت منصب أول وكيل وزارة من داخل الوزارة هى قفزة فى رأيي، فقد كان عمري حينها 39 سنة مع زملائي من الوكلاء كجعفر كرار وعبيد الصاوى ومحمد توم التجاني، وكان التعليق أن الوكالة صارت (ملعبة) فكيف يمكن لهؤلاء (الشُفَّع)-أى نحن- أن يصبحوا وكلاء وزارات؟! فلم يكن من السهولة أن تكون وكيلاً دون التدرج فى السلم الوظيفي الطويل، وكان الصراع صعباً جداً لكي تصل إلى هذا المنصب، فقد حضر عمر الحاج موسى وقال لي (أنا ما لقيت ليّ وكيل وعايزك تبقى وكيل وزارة) ذهلت حقيقة، وقلت له (شكراً جزيلاً) وذهبت إلى مكتبي، ولكن اليوم تجد من تخرج في الجامعة يتم تعيينه وكيلاً، هذه أعتبرها قفزات حقيقية فى حياتي..وكيف كانت سنوات إدارتك للمنصب الكبير؟تعلمت أنه لا يمكن أن يكون هناك وكيل وزارة إلا بالقدرات الذاتية، لم يحدث وأن تأخرت لثانية فرغم أني الوكيل فإنني أحضر إلى مكان العمل قبل الموظفين، وأخرج بعدهم. كنت أريد أن أمثل لهم القدوة، وكنت لذلك لا أسمح لأحد أن يخرج أثناء ساعات العمل أو يتأخر فى الحضور، كما كنت أقوم بزيارات مفاجئة للمكاتب، هذه أشياء كثيرة أشعر أن الإنسان يحققها بنفسه وبإمكاناته وشعوره بالمسؤولية، وليست منحة أو فضلاً، فعمر الحاج موسى لم يكن ليسمح لشخص غير مسؤول أن يستمر فى عمله وكيلاً للوزارة.
( منقول من صحيفة أوراق )
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 03:09 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | حسن طه محمد | 07-01-08, 05:11 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | doma | 07-01-08, 05:32 PM |
 Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | لؤى | 07-04-08, 06:04 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 05:35 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 05:39 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ارصد محمد جلال | 07-01-08, 06:01 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 08:30 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | بدر الدين اسحاق احمد | 07-01-08, 09:23 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ابراهيم قناوي | 07-01-08, 06:28 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 09:18 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ابراهيم قناوي | 07-02-08, 09:20 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | بدر الدين اسحاق احمد | 07-02-08, 09:21 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ابراهيم قناوي | 07-04-08, 11:29 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | صلاح شكوكو | 07-01-08, 07:14 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 08:18 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | سامى عتبانى | 07-01-08, 08:54 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 09:32 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | محمد قور حامد | 08-10-10, 08:24 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | عبد الرازق سعيد | 07-01-08, 08:59 PM |
 Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | بدر الدين اسحاق احمد | 07-01-08, 09:35 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 09:53 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-01-08, 09:42 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | المكاشفي خضر بشير | 07-01-08, 10:51 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 06:03 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Haitham Labib | 07-02-08, 06:00 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 01:43 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | طارق ميرغني | 07-02-08, 06:24 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Siham Elmugammar | 07-02-08, 08:43 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Hussein Mallasi | 07-02-08, 08:54 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | حسن طه محمد | 07-02-08, 10:17 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 03:30 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 02:51 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 02:33 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Atif Karoum | 11-01-09, 12:38 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | طارق ميرغني | 07-02-08, 10:31 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | بدر الدين اسحاق احمد | 07-02-08, 12:47 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | almulaomar | 07-02-08, 12:35 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | عبد الرازق سعيد | 07-02-08, 12:59 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Hatim Elmaki | 07-02-08, 04:51 PM |
 Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Hatim Elmaki | 07-02-08, 05:29 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 01:13 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | طارق ميرغني | 07-02-08, 01:56 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | حسن طه محمد | 07-02-08, 02:23 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 03:46 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 02:29 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 02:37 PM |
 Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 03:07 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 03:26 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 03:52 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | عبد الرازق سعيد | 07-02-08, 03:36 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 03:56 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 04:06 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | مزمل التريكى | 07-02-08, 03:57 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 04:03 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | حسن طه محمد | 07-02-08, 04:30 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 04:49 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 04:32 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ارصد محمد جلال | 07-02-08, 04:43 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Haitham Labib | 07-02-08, 04:56 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 10:35 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 04:58 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-03-08, 12:40 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 05:27 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | الحاج حمد الحاج | 07-02-08, 06:22 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | محمد الطيب حسن | 07-02-08, 05:52 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 06:13 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 06:53 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | عبد الرازق سعيد | 07-02-08, 08:47 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 09:42 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-02-08, 09:27 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | بدر الدين اسحاق احمد | 07-02-08, 09:59 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 09:35 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 10:07 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Hussein Mallasi | 07-02-08, 10:16 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 10:19 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 10:12 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-02-08, 10:42 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | طارق ميرغني | 07-03-08, 07:22 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Siham Elmugammar | 07-03-08, 08:44 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-03-08, 10:35 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-03-08, 08:17 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Abuobeida Ali Abdullah | 07-03-08, 09:16 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-03-08, 10:18 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-03-08, 10:28 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-03-08, 01:40 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | طارق ميرغني | 07-03-08, 08:41 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Habib_bldo | 07-03-08, 09:00 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | حسن طه محمد | 07-03-08, 09:14 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-03-08, 11:05 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-03-08, 10:55 AM |
| باب (ظرفاء بحري) | Kamal Karrar | 07-03-08, 09:34 AM |
 Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | mamkouna | 07-03-08, 11:05 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-03-08, 12:52 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ابراهيم قناوي | 07-03-08, 11:28 AM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-03-08, 12:19 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | Kamal Karrar | 07-03-08, 12:55 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | عبد الرازق سعيد | 07-03-08, 02:21 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ابراهيم قناوي | 07-03-08, 02:59 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | ناهد بشير الطيب | 07-03-08, 03:19 PM |
| Re: بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا.. | امير طمبل | 10-30-10, 03:04 PM |
|
| |
Emad Ahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست