بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: التوبة أول مدارج السالكين وبعد ما حدث ما حدث بين الشيخ حمد وشيخه أرباب العقائد واتخاذ حمد لتوتي منطلقاً لدعوته ،بدأ الناس يتوافدون عليه ويبدو أن حمد كان يشكك في استقامة المنهج الصوفي وقدرته في إنتاج مؤمن على الجادة كما يتضح في ما أخذ به الوافدين عليه (كان يأمر كل من أتاه وتاب عليه يديه أن يصحح توبته بشروطها ) ويعتبر الشيخ حمد إن أهم شروطها ( الندم على ما فات من تضيع فرائض الله ؛كمعرفته لله تبارك تعالى والصلاة والصيام والزكاة وغيرها ،والإخلاص فيما يفعل وترك الرياء والزنا والربا ...)[4] وغيرها من كبائر الذنوب. ولطول إلفة الناس للمنكر ...أعتمد ولد مريوم العزلة منهجاً في تربية أتباعه فكان (ينهاه عن مخالطة الخلق وأكل طعامهم وأكل طعام مستغرقي الذمم ..وأنه كان يأمر كل من تاب على يديه ألا يزوج ابنته أو موليته لفاسق كالغاصب وآكل الربا وغير ذلك ونهى عن مخالطة الرجال مع النساء وأمر بغض البصر وأمر بالمباعدة بين الرجال والنساء بحيث لا يسمع الرجال كلامهن خيفة الفتنة)[5]وكان يأمر كل من تاب على يديه وعنده مال مغصوب أن يتصدق به ويأمره بالصيام حتي يذهب اللحم الذي ربي بالحرام. أقصد البحر وخل القنوات هو عجز بيت لشاعر الإسلام محمد إقبال رحمه الله وهو قاعدة مهمة في مدارج السلوك لله عز جل (ما تقرب عبدي اليّ بشئ أحب اليّ مما أفترضته عليه) وحمد ولد أم مريوم واحد من هذا الموكب الكريم،فقد كان رحمه الله (إذا جاءه أحد لقراءة القران، يقول له لا يجوز لك أن تقرأه و أنت جاهل بفرائض العين مما فرض الله عليك من أحكام الوضوء و الصلاة و معرفة الله تبارك و تعالى و نحو ذلك، و أما القرآن فنافلة إلا أم القرآن، وخاصة في الصلاة فإنها فرض وسورة منه على سبيل السنة) . هذا في العلوم الدينية، و كما مرَّ بنا فإنه كان يرى وجوب العمل بالعلم كما في قصة مخاصمته لشيخه أرباب العقائد، أما في علم السلوك فقد كان يأمر تلميذه (بمواصلة أرحامه، و يأمره ألا يتكلف للأضياف، بل يعطيهم ما فضل من نفقته و نفقة عياله) . حمد ود أم مريوم يحرم الخفاض الفرعوني أمر حمد أتباعه بترك (طهارة فرعون)- أي الخفاض الفرعوني الشائع إلى عصرنا الحاضر – و خاصة أن حمد قد تبعته كثير من النساء، حتى قال أحد تلاميذه: أبونا أبو دلـــقاً مرقــــــــع ** العنده الراي و الصح المفقع أبونا المنع المناكر و الكبائر ** أبونا الخلا الفزاريات فقاير يقول صاحب الطبقات: و كان أتباع حمد من جهة النساء أكثر من الرجال أضعافاً مضاعفة، ولكن مع ذلك ما زالت عادة الخفاض الفرعوني موجودة في المجتمع السوداني مما يشي بأنها لم تجد صدى في نفوس السودانيين آنذاك، و قد تكون دعوته ووجهت حتى من علماء الدين.وحتى لا يفرح بهذا دعاة (سيداو) فقد كان لحمد أكثر من زوجة تزين العلاقة بينهن شرائع الإسلام وتمسك الشيخ بها , قد كان يبالغ في العدل بين زوجاته حتى إنه كان يمنع نسائه أن تبيت أحداهن في فراش الأخرى . وقد عاقب الشيخ ابنه الشفيع – تعزيرا- عندما لم يعدل بين زوجتيه. [ص68] وعلى هذه السيرة مضى أبناء هذا الشيخ الجليل وقد أشتهر منهم سليمان ولد أم مريوم ،وكان قاضياً على الكلاكلة وكان له نفوذ عظيم على قبائل النيل الأبيض وقد أنضم إلى صفوف المهدي وشارك في حصار الخرطوم وكان من المقربين من المهدي [ بابكر بدري ،حياتي الجزء الأول ص 300] وله مراسلات مع غردون باشا قبل حصار الخرطوم تفيض إيمانا ًوقد أوردها أبو سليم في محررات الخليفة عبدالله .