بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: تحضرني ذكرى مضى عليها أكثر من أربعين عاما وهي ذكري أليمة لكنها ما زالت محفورة في ذاكرتي كأنها الأمس وهي ليوم من أيام الحزن الباقي في الأعماق ونحن أبناء الطاشر من العمر وكنا في السنة الرابعة ببحري الثانوية شاركنا أبناء السنة الثانية في رحلتهم إلي "الخليلة" وكان وقتئذ الأستاذ الفاضل والمربي الكبير ـ الدكتور الآن ـ حيدر إبراهيم أستاذ التاريخ وهو أبو الفصل ومعه الأستاذ زغلول أستاذ الانجليزي وهو مصري الجنسية وكان أيضا ضيف الشرف الأخ محي الدين عثمان وكان قد تخرج ولكن وللعلاقة القوية التي كانت تجمع أبناء بحري الثانوية أبى إلا أن يشارك في هذه الرحلة ولكن كان القدر بالمرصاد وبينما نحن نجهز في الغداء وكان الجو خريفيا غائما إذ انطلقت صيحة مذعور: عارف غرق .. عارف غرق .. وكان وقعها كالصاعقة إذ انهار الجميع إلا من رحم الله وكنت والاخ محي الدين منهم والحمد لله. وسكن الجو فإذا بالسماء تذرف قطرات من الدموع اختلطت بماء النهر ويومها قلت مرثية عندما قرأها أستاذنا العظيم أستاذ اللغة العربية الدكتور عبد الرحمن مبروك رحمة الله عليه علق عليها وقال لي الآن صرت شاعرا وكانت شهادة افخر بها واعلقها علي جبهتي ما حييت. ذهبنا إلي منزل المرحوم ميرغني فلا بد أن يبلغ أهله احد وكنت أنا والأخ عمر نصرالدين اللذين حملا هذا العبء الثقيل. . بكل أسف ضاع من ذاكرتي اغلب الأبيات ولكن ويالغرابة الصدف كنت عندما أعود للسودان في الاجازة السنوية يلتقيني الأخ عمر نصر الدين أمام منزلي ويقرأ علي هذه القصيدة ثم ينصرف سبحان الله. بعض أبيات القصيدة التي ما ذلت اذكرها: نصب أصابك يا زمان أم الكرى ... فمشيت موثوقا تصيب ولا ترى; يا جمعة الأيام فيك تناثرت ... درر السماء فضاع منها المشترى; يا نهر هذا النيل فيك تحشرجت ... روح الصداقة والوفاء المزهرا . . . إلي أن قلت: بكت السماء عليك حين تلاطمت ... لجج السماء مع المياه تحسرا يا عارف الأيام بعدك أصبحت ... عطلا يردن تبدلا وتغيرا .. الا رحم الله كل احبائنا. . أخوك عمر رمضان