بحري طراوة... ويا ناس بحري .. قالوا بتحبوا يلا حبونا..

Quote: بناء على رغبة السيد حسن ميرغني شقيق الأخ طارق ميرغنى نورد بعضا من ملامح شخصية بركات الحلبي . الذي ينتمي إلى حي الحلبة بحلة خوجلى. يقع حي الحلبة في الجزء الشمالي من مقابر حلة حمد بداية حي حلة خوجلى. يقال إن أجدادهم الأوائل اتو مع الحملة التركية و إن اختلف الناس في أصولهم إذ أن البعض يرجح أنهم من مجموعة من غجر شرق أوروبا و يدلل على ذلك بالوشم الذي يرتسم على وجوه و ايادى بعضا من نسائهن و البعض الأخر مع مقولة أنهم من بلاد الشام تحديدا مدينة حلب السورية . اختلفت الآراء أو اتفقت أنهم الآن سودانيون بحكم الميلاد و صاروا جزءا أصيلا من نسيج ست الهوى يمتازون بالطيبة و حسن المعشر و لهم لكنة محبب سماعها خاصة بهم و يتميزون أيضا بالصراحة التامة إذ لا يجدون حرجا في البوح بما في دواخلهم .و اذكر في ذلك قصة السيدة المشهورة التي تم القبض على وحيدها بحرباشة كمنقة و تم اقتياده إلى الضبطية فذهبت شاكية باكية إلى احد رجال الدين و السياسة فوجدته في محفل من أتباعه و مريديه علها تجد مخرجا فأجابها بإجابته الشهيرة نرفع له الفاتحة ففاجأته بلهجة حادة آمره .... ارفع التليفون . كانت منازلهم متشابهة جدا و الرابط الاساسى بينهم شجرة النيم العملاقة التي تتصدر باحة المنزل يتحلقون حولها للسمر و ممارسة إعمالهم الحرة . كانوا في ذلك الوقت مغرمين بالدراجات الهوائية يتجولون بها بين الإحياء لترويج و بيع منتجاتهم كما كانوا بارعين جدا في إصلاح و صيانة إعطاب الأدوات المنزلية و من أشهر الطرائف إن اثنين منهم كانوا على دراجاتهم الأول يمتلك صوتا صداحا رنانا يردد بصوت جهير صلح كراسي ... شد السراير ... صلح مواسير ... صلح بوابير الجاز ... و الأخر خلفه يردد مقطعا واحدا .....وأنا كمااااان . كانوا في الرياضة متعصبين جدا لفريق العامل الذي ضم نخبة متميزة من اللاعبين أشهرهم حافظ عبيد و المرحوم شيخ ادريس جعفر عبد الرزاق وهينو الذين تم تسجليهم في فريق الهلال . كان بركات رجلا ضخم الجثة طيب القلب وديع وباسم اغلب الأوقات و مولعا بازدراد كميات تجارية من الطعام و غالبا ما تجده حاملا كرتونه بها طفل ميت في سرج العجلة لدفنه في المقابر و رغما عن رهبة الموقف إلا انه دائما ما كان يتلذذ بسندوتش ضخم من الرغيف الشمسي لزوم التصبيرة حتى يحين موعد الوجبة الرئيسية إذ انه متعهد دفن الموتى مجهولى الهوية لمستشفى بحري و رغم ضخامة جسمه إلا انه كان مفعم بالحيوية و النشاط إذ كان يمارس السباحة و المساعدة في انتشال الغرقى و كان زيه التقليدي العراقي و السروال الطويل و كانت العجلة الرالي الدبل في ذلك الوقت رفيقته الدائمة في حله و ترحالة يجوب بها كافة إرجاء بحري وهى تئن تحت وطاة الجسد الضخم و غالبا ما كان يشاهد برفقة شقيقه سليم على دراجته و معه القرد على المقعد الخلفي . في مشهد كوميدي من مشاهد تلي مانش كان المرحوم بركات يمتلك إقداما ضخمة جدا لذا كان دائما مايسير حافي القدمين لصعوبة إيجاد مقاس له إذ يقال إن إصبع قدمه الصغير كان نمرة خمسة أدى المرحوم بركات خدمات جليلة بجانب انتشال جثث الغرقى حفر المقابر و تركها جاهزة في وقت كان كثير من الناس يرتعب من سيرة المقابر له الرحمة و المغفرة .