ما بتنشتل الزهره في الأرض اليباب ما كل نجمه تضوي ليل ولا كل سحابه بتنهمل.... طمعت انت محبتك في الشوق... في الخير .. وفي الامل اهو انت لا قادر تعود من تاني تنساه ولا قادر تصل ليه يتموك اتناسوا في جرح الليالي محبتك خلوك وحيد ما راعوا حرمة عشرتك ومودتك ليه تظلم الزمن البريء هم شتتوك ما شتتك ليه لوعتك ما قلنا يا حنين زمان ....ما بتنشتل يا الكبرياءك في شموخو استعصي حتي علي الزمن ما تحني هامتك انت عزة نفس تظهر في المحن الحب تبادل في الحنان ما قسوه ما فرقة شجن ولو يظلموك ما قلنا يا حنين زمان .... ما بتنشتل
و بعد ما سمع احد الخبثاء هذه القصيده قال له "إن الله رايد لها فوق راسك تقوم"
- أبو آمنه شاعر رقيق ،بسيط وخجول ، يمتاز بسرعة بديهة وطرفة تلازمه وعلاقتي معه متجذرة منذ اكثر من ثلاثين عاماً . عاش مرفوع الرأس ومستور الحال .
لم ينزل " بيرقه " الا عند " الضرورة " و" عشان عين أكرم مية عين "
لقد عاش أبو آمنه فقيراً ومات فقيراً وكان غنياً فقط بمعارفه وأصدقائه وأحبائه ومن منا لا يعرفه في أي موقع يلقاه.
- ذات مره طلب منه احد ابنائه ان يشتري له دراجه فصار يتعذر بمختلف الاعذار فلما حاصره ابنه قال له: يا ابني انا من اولوياتي اني اوفر ليكم حق
الكسره والملاح فرفض الابن العذر وقال: انا ما عايز لا كسره لا ملاح . فما كان من ابو آمنه الا وسحب ورقة واعطاه قلم قائلا : اكتب الكلام ده هنا ...ما يجوني
ناس حقوق الانسان يقولوا انا ضيعتكم..!!
- لعمل حله "القطر قام" اقترح صديقي امام ان نشتري لحمه عجالي محترمه فقال ابو آمنه يا اخوانا انا لي شهر ما اكلت لحمه لانها بقت بخمسه جنيه .
قال امام : يعني نعمل ام رقيقه ..؟
رد ابو آمنه هي ام رقيقه في اعز منها ... رحم الله أم المؤمنين ...!!!
01-06-2009, 04:00 PM
صلاح هاشم السعيد
صلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987
طارق : كنا نتجاذب أطراف الوطن والحبيبة (قنبلة ... سماحة الزول في الطول والعلا ... قنبلة ... الايدين كلاشنكوف .. قنبلة ..) هذه الأغنية تضعنى سذاجتها وجهاً لوجه مع الوطن .. يآآآآهـ كيف مزقتنا الأشواق .. كيف طارت احلامنا مع قنبلة.. قل لي بالله كيف نقول وداعاً.! كيف تركنا أبو آمنة للتراب وذهب.! كيف نشيع وطناً دون أن يعتذر.! لو تذكر ذات رأس سنة ماتع، كيف بتنا على رصيف الحلم في بيت من الطين وصوته يجئ هامساً من وراء الليل مترعاً شجياً بلتغة محببة. كان يصمت ليتوه أو ليطارد نجمه الهارب ـ كنا ننتظر إلى أن يقول : ساعدوني.. ويتداعى المساء وينسكب القصيد. هل ذكرت كم كان يشبهنا ونتقاطع بنفس الملامح حين نناجي الوطن سراً.. يا صاحبي: وهل نملك في زمن الغباء والابتلاء أن نضحي بأنفسنا لنستعيد أنفسنا. أوتذكر كيف أشهر بياض نعله الهدندوي في وجه التاريخ معلناً أنه لا يملك من حطام الدنيا غيره. (ومن هم الجماهير إن لم نكن نحن.!) قالها غاضباً وذهب.
الإبداع وحكاويه مع أبي آمنة ينهمرا مطرا أرجواني القطر.. يا صديقي.عبق دعاشه ينداح.. فيعطر المكان بسيرته الجميلة من ذاكرة صديق الوفاء شيمة أصيلة فيه..أبو آمنة يشبه كل البسطاء في وطني إلا أن يتمايز عنهم بثروته الشعرية المختزنة في حنايا الجوى منه المسكون بعشق الوطن والجمال...
واصل يا صديقي كأننا نراه رأي العين..
01-07-2009, 01:17 AM
Ali Sirelkhatim
Ali Sirelkhatim
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 4000
الباشمهندس /طارق انا لا اعرف الراحل المقيم كمعرفتك له. ولكن عرفت روحه وشفافيته من خلال القصائدوالاشعار التى سمعتها وقرأتها له. وكلماتغنى فنان باحدى قصائده افتخر واتباهى بين الناس بان كاتب الابيات ضابط شرطة. نسال الله الرحمة والمغفرة للراحل المقيم الاستاذ ابوآمنة حامد والف شكر لك يا اخ طارق وانت توثق لرجل سطر اسمه فى وجداننا باحرف من نور شكرا لك وانت الصديق الصدوق ونعم الخليل
لك ودّى المقيم يا باشمهندس
اخوك
على سرالختم
01-07-2009, 06:29 AM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
الاخوان و الاخوات جميعا طارق العزيز كما اخبرتك و انت فى "خضم" هذا الطوفان من الوفاء و العمل الكبير احيلك .. لكلمات الراحل ابوامنه حين كتب " منشية البكرى" و التى نشرت فى مطلع السبعينات .. و لنتأمل مطلعها و نتفكر ، كما كان الراحل قارئا لزمانه ..
آه .. يا منشية البكرى ! آه .. يا منشية البكـرى .. أنا مثل شعبى .. ضائع الخطـو .. يتيم كسر الكأس علـى روعته وبكت خمـرى ادّكارات النديم آه .. من جرحِى .. ومـن لوعته آه .. من ليلـى .. ومن حزنى المقيم أنا مهمـا قلت عن أمجاده يتلظى الفقد عندى .. ويقيـم أين منا حبـه .. اللامنتهى أين منـا وجهه الصافـى الوسيم آه من غيبته هـذا الذى .. ملأ الدنيا .. ضيـاء وغيوم آه من غيبتـه .. فى وطن كان فيه النـور .. فى قلب السديم آه من أشواقنا الجرحـى .. إلى فرحـة اللقيا .. إلى الوجه الرحيم جف نبع النـور منا .. وذوت شعلة الفرحة فى القلب الحميـم ما بكيناه .. ولكـن دمعة فاض فيهـا الشوق .. للود القديم
Quote: آه من غيبتـه .. فى وطن كان فيه النـور .. فى قلب السديم آه من أشواقنا الجرحـى .. إلى فرحـة اللقيا .. إلى الوجه الرحيم جف نبع النـور منا .. وذوت شعلة الفرحة فى القلب الحميـم ما بكيناه .. ولكـن دمعة فاض فيهـا الشوق .. للود القديم
.........................................
01-07-2009, 02:40 PM
شمس الدين ساتى
شمس الدين ساتى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 2642
الاخ الحبيب طارق كلما تستدعى الذاكرة حياة الراحل تستوقفنى .. إشارات و ملامح .. كان شغوفا .. بالحياة البسيطة .. عينه على كل الناس.. تلتقط صورا لا نراها .. زاهدا فى كل الدنيا.. لا يريد منها شيئا و كان يستطيع أن ينال منها ما يريد لو أراد .. حالما بعالم أفضل .. يتساوى فيه الناس .. قارئا نهما تنقل بين عدد من الكليات الجامعية و فى الكثير من الوظائف .. لم يجد نفسه يوما إلا بين بسطاء الناس .. أتذكره بين أصدقائه فى القاهرة مع الاستاذ السر قدورأطال الله عمره و الراحل صالح الضى و جلساتهم العامرة ..فى ضريح سعد..
01-07-2009, 08:12 PM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
صبى هو الجرح سمح الدماء سقانا بلهب الفراق النبيل جمال .. جميل .. ويبقى جمال .. جميلاً .. جميل هو الشعب .. أحزانه .. نصره هزمنا .. بمبدئه ـ المستحيل عرفناه فى القدس صوت بلال ووهران كان لها المدفعا وحين مضى .. عاد ثم استحال .. رياضاً من النور .. لا بلقعا عرفناه من بوحه سألناه عن جرحه بكينا على نوحه أتدرون ماذا المسافر قال ؟ أنا عائد .. من فراق طويل وزادى فى رحلتى ـ أحبتى السمر ـ ليل جديل أنا شلت من كل نجماته تحيات شوق نبيل .. نبيل ! لكم ـ أنتمو ـ يا رفاق الصباح أتيت بوجد قتيل .. قتيل ! ما زلت أحمله فيكمو وما زلت أحمله عنكمو وما زلت أحمله لكمو .. فهل كان زاد ارتحالى قليل ؟" نقول .. وناصر ، يعرفنا ويعرفنا "الممكن المستحيل" إذا غاب ناصر ، عدنا نداعب ممكنه المستحيل بسيف - بني مر- فى غمده .. يعود لقائمة المستحيل !
01-07-2009, 08:15 PM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
حملناه .. هذا المسجى ، وعدنا .. حملناه مليون جيل .. وجيل حملناه فجراً .. وسيفاً .. ونيل ! وحين اشتعلنا بأحزانه .. تفجر فى أرضنا سلسبيل ! ففى كل حقل .. وفى كل مصنع .. دخان .. دخان .. دخان .. وفى كل مرمى .. وفى كل مجمع .. صمود .. على بلد لا يهان .. ونقسم ألا يهان !
01-07-2009, 08:25 PM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
أستأذنك أخى طارق فى أن أنقل هنا بعض ما كتب عن الراحل ابو امنه حامد
متفرد.. في زمن المألوفين بقلم : نشأت الامام متفرد.. في زمن المألوفين إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
.. لذا كان الأدقّ فيمن حوله، نحيلاً حد التلاشي، تعانده قدماه مراراً وهو يحاول أن يجعلهما تحملان بعضاً منه، لكنهما تصران على خذلانه، فيتهاوى على «عنقريب» متهالك، ويطلق من فمه تنهيدة، ويتبعها بأخرى، ثم يرنو للفضاء، يداعب نجمة، أو يمازح قمراً، ويلقي بروحه غير آبه سوى بوشوشة العبير، أو ما يتراءى له من عناق النسيمات والخصل..
* ديوانا شعر «ناصريٌ أنا» و«سال من شعرها الذهب»، وأغنيات صدحت بها أعذب الحناجر «وردي، أبو اللمين، صلاح بن البادية، الجابري، سيد خليفة، عثمان مصطفى وصالح الضي»، هذا ما تركه لنا.. ودمعة حرى نسكبها.. وفي القلب مستقر لها..
* وكأن العام الماضي لم يكتف بالنجوم الزواهر الذين حاول درسّ لمعانهم، واستمات في إخفاء بريقهم، فأخذ معه الفنان، والتشكيلي، والشاعر، والمسرحي، وقبل أن يسدل ستار آخر ساعات أيامه، أخذ معه أبو آمنة حامد، ليصبح شاعراً راحلاً، امتد ترحاله بين عوالم شتى، من أقصى نواحي الشرق، إلى حدود التعب والرهق، وشظف العيش..
* في آخر أيامه.. ناوشته يد المنون بمخالب المرض، فكان يبدو كشاعر طالع من رماد المراثي، وليٌ في ثوب ثائر، بين الحالة ونقيضها، لكنه في وضع من البراءة التامة، والطفولة الدائمة، ثوري لكنه مكتئب، مضطرب روحاً وقلباً.. وجسداً، يهجس بالحياة بمقدار ما يهجس بالموت..
* وأخيراً.. وقبل ساعات من حلول العام الجديد، أسلم أبو آمنة روحه إلى بارئها، وجعل جسده المتهالك المنهك، يستجم من مجاراة تلك الروح المتمردة..
* لك الرحمة، ولنا العزاء فيما تركت.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
الاخ العزيز الباشمهندس طارق و كل القراء المحترمين صباح الخير لاحظت ان ويكبيدتا لا تحوى أى معلومات عن شاعرنا الراحل .. ايضا لا توجد ترجمة انجليزية لاشعاره .. فهل يمكن أن ندعو من هذا المنبر لعمل مثل هذا .. يستحق الشاعر الفيلسوف ابوامنه ذلك و تستحق اعماله ذلك .. شاعرنا عندما كتب سال من شعرها الذهب كان عمره لا يتجاوز العشرين عاما .. و ردد كلماته كل الشعب ..
Abu Amna Hamid From Wikipedia, the free encyclopedia Look for Abu Amna Hamid on one of Wikipedia's sister projects: Wiktionary (free dictionary) Wikibooks (free textbooks) Wikiquote (quotations) Wikisource (free library) Wikiversity (free learning resources) Commons (images and media) Wikinews (free news source) Wikipedia does not have an article with this exact name. http://en.wikipedia.org/wiki/Abu_Amna_Hamid
01-08-2009, 07:04 AM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
الاخ طارق وجدت هذه الكتابة الجميلة عن الراحل الشاعر ابو امنه فى صحيفة (الانتباهة) و انقلها كما هى:
Quote: تذكار: بلا موعد نسترجع سيرة الشاعر الراحل أبو آمنة حامد.. والذي حق للناس تقديم كلمة الوطني على اسمه..! فمن يقدس الحب والمرأة والمكان تتقاصر الوطنية دونه... كان مبتهجاً في أشعاره التي من ضمنها "فرحة" و "بهجة" : في عيونو فاض شوق انهتن لى حبّو للناس للوطن ما غيرت ريدتو السنين ما بدّل إحساسو الزمن وشفنا المشاعر الحلوة لساحاتنا بالآمال مشن.. { لأنه عاش فقيراً ومات فقيراً في »زهده الدائم«.. ولأنه »انشرق« بالإبداع وصار »حالة فريدة« حتى في العبث والغضب والسخرية، ترتسم في الروح حسرة على نسيانه، فلا أثر أو بناء يذكِّر به الوطن أبو آمنة، وهو الذي ساح في سوحه، وقدم لوحة عظيمة تعكس عظمة وجمالية أقاليم السودان كافة: بنحب من بلدنا ما برّه البلد سودانية تهوى عاشق ود بلد في عيونا المفاتن شي ما ليهو حد { ولم ينس موطنه الصغير في الشرق: في سنكات بنهوى بت سمحة وأبية ترقد في الضريرة خصلاتها الغنية عاشت في شعوري أحلى هدندوية { وطاف في قصيدته السودان مدينة مدينة.. ثم رقد دون أن تكرمه المدائن..! { آخر مرة قال لنا: "المرض ما بِكتُل.. بتكتُل القباحة"..! { وأبو آمنة إن لم تكن "القباحة" هي التي أفنت أعصابه، فقد ساهمت في "تفتيته" حتى ذوى..! { والقباحة المقصودة أكبر من ظاهر المعاني بالنسبة لشاعر أطال الجمال عمره - كما يقول..!!
كان شاعر المريخ الاستاذ محمد زبير رشيد قد قال لصديقه ابو آمنة حامد راجيك غلب زي المطر.. وعندما فاز الهلال في مباراة المولد الشهيرة بهدف جكسا الشهير قال ابو امنة حامد مخاطباً شاعر المريخ محمد زبير رشيد: يا شاعر البيد والحضر ما قلت لي قبال شهور راجيك غلب زي المطر وين المطر.. وين السحاب الشال؟ بس هو وين المطر منو الهز بكفره الشباك؟ غير جكسا يا ود الرشيد هجوم خطر ودفاع قدير ابو الزيد تمرس بالنضال كم في الملاعب صال وجال لما هجومكم اقترب كلبش في اقدامه الحبال خلاه ما جايب خبر ديم الصغير ما بتقدروا بلعب نظيف ما بنذروا جنيه اشول تل حديد كيفن تحاولوا تكسروا؟ المباراة يا ود الرشيد كانت شوطين من لهيب تعرف براك مين انتصر مين فينا نام ببسمته ومين فينا أضناه السهر
المصدر: زاوية "الشعر الكروي في العصر الذهبي" صفحة شتات الذكريات \إعداد صديق أحمد يوسف \ جريدة حبيب البلد 2-11-2008
اسعدتنا والله صديقي اسعد الريفي بمداخلاتك الثرة واتمني المواصلة لرجل نطمح ان نقدم له وعنه ما يشرف وما يقارب قامته طولا وما قدم ثراءا.
كتب صديقي الدكتور كمال عبد المحمود في بوست "ابو آمنه حامد وذكرياتي معه في مارس 2007 م
Quote: هذا الرجل الذي ملا الدنيا وشغل الناس ، ولد فقيراً وعاش فقيراً ومات فقيراً ، ورغماً عن ذلك كانت كل النقودُ التي تقع بين يديه تفرُّ منه كما يفر الماءُ من البنانِ . هذا الرجل الذي فاق مستر بيرناردشو في السخرية ، والذي تحدى الجاحظَ في الذكاء والذي ضاهى المتنبئ في الحكمة والذي شابه عنترة بن شداد في القوة ورغماً عن ذلك كان يحمل بين ضلوعه قلبَ طفلٍ رضيعٍ وديع . رغم شظف العيش الذي عانى منه وأسرته كبيرة العدد وبالرغم انه كانت تجمعه صلات حميمة مع معظم الساسة وصُّناع القرار وكذلك الوسط الرياضي وما به من رجال أعمال عتاه إلا انه كان عفيفاً أبياً لا يعرف النفاق الأجوف ولا الكذب الأصلع ولا يشكو قلة الفئران في بيته ولأقرب الناس إليه ، لذا أقّدم صرخةً في آذان كل هؤلاء أن أبو آمنة قد رحل و ترك وراءه أسرة كبيرة يعوزها العوز لا يملكون بيتاً صغيرا يحميهم من الحر والبرد ، أقول إلى الذين لا يعرفون أدق الخصوصيات عنه أنه كان يعتبر وجود ثلاجة واحدة بالبيت ضرب من ضروب الرفاهية وكان حتى مماته يشرب الماءَ من الزير كان عايشاً بمنزل ( إيجار) بحي الدناقلة شمال ببحري انهارت معظم غرفه ابان فيضانات عام 1989 م ظل هذا المنزل بلا علاج حتى يومنا هذا ن ورغماً عن ذلك اذا أتاه ضيفٌ يصّرُ أن يكرمه بما يملك وبما لا يملك مستلفاً من بقالةٍ صغيرةٍ قرب دياره الغنية بالفكر والأدب والفلسفة.
لكني عرفتك من خلال ما سطرته في حق الهرم الشاعر الإنسان البسيط الاستاذ أبو امنه حامد عبر منبر سودانيز أون لاين العام ونسبة لعدم نيلي العضوية فيه (ولا أعرف لماذا) فقد راسلتتهم بشتى الطرق وتمت تزكيتي ولم انل زورقي فأنا معي مجدافي ولم انل كراستي فأنا معي يراعي ولم أنل بيتي فأنا معي مفتاحي
لذلك راسلتك في إيميلك الخاص لأشكرك على سردك الجميل في حق الجميل أبو امنه حامد فأنت مسكون بالإبداع كما هو ...قف...واصل انت
لك التحايا النواضر
اخوك / معتز يوسف
الدوحة قطر
الف شكر اخي معتز فأنا لم افعل سوي رد جميل لانسان طالما اسعدنا بجلساتنا معه واسعد قلوب الكثيرين بابداعة رحمة الله عليه.
اما بخصوص عضوية سودانيزاونلاين ، واصل في مخاطبة بكري عله يحن عليك كما لم يحن من قبل وبالتوفيق.
كتب ياسين على على منتديات كسلا الجمال و فى لقاء مع الشاعر اسحق الحلنقى :
اذكر انني اثناء خروجي من السينما الوطنية من امدرمان التقاني الراحل أبو آمنة حامد وكانت مع زوجتي وقدمتها له باسماً: هذه زوجتي فسلم عليها وقال لها أرى على ملامحك سمة الشرق الجميلة فقالت له: انا لست من كسلا ان كنت تقصد ذلك انا من امدرمان بيت المال.. فمازحني ضاحكاً: معقولة تحب من كسلا وتعرس في امدرمان؟ ولكنني دفعت الثمن غالياً لأن زوجتي شهر كامل وهي تحاصرني بالأسئلة.
ومن باب المشاركة كنت اقابل الشاعر من خلال مروره على مكتبة وضاحة وهي مكتبة داخل حوش مدارس الشعب ويملكها اخي الاكبر وكنت كلما صادفت مروره استوقفه لاستشيره في بعض ما اكتب من كلام اتجرا على تسميت بالشعر فكان دائما ما ينصحني بعدم ولوج هذا المجال لما فيه من تعب ومعاناة ويقول لي ياخي افتح ليك عيادة ولم القروش ياخي وفي مرة قلت ليهو البسمع كلامك ده يا استاذ ما يقول انت كاتب: سال من شعرها الذهب فضحك وقال لي الزمن داك جوز الحمام كان تلاتة
والتحية لجميع المتداخلين
01-08-2009, 11:18 PM
صلاح هاشم السعيد
صلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987
فرحة بين الرّيد والهوى عشنا أيّامنا سوى ما قاسينا النّوى ما أحلاك يا هوى الهم راح وإنطوى عش ريدتنا استوى بين إيديهُ هنايَ في عينيهُ منايَ حقّقنا أحلامنا والعاشق عقبالُه
*****
بيني وبينُه حكاية ما ليها نهاية وأحلام دنياي لو شفتوهُ معاي خطوُه الحالم آية يروي محاسنُه رواية كم ضوّت دنيايَ نوّر دربي برايَ حقّقنا أحلامنا والعاشق عقبالُه
*****
أنا بحبُّه أكتر ياما هوايَ بيكبر ياما مشاعري بتسكر حبُّه النّامي الأخضر راعيناهُ وأزهر في قلبينّا ونوّر والعزّال كدناهم في لحظة نسيناهم حقّقنا أحلامنا والعاشق عقبالُه
ضمن البحث عن ما كتب و قبل عن شاعرنا الراحل وجدت هذه الصفحة فى شبكة ومنتديات النافذة كتبها فى المنتدى "ساتى"
Quote: رحم الله أبو امنة حامد أوّلا أود أن أقول ان أثر الدوبيت و النظم - على شاكلته - له أثر على كل سكان السودان .. و لكن ان تنداح دائرته لتصل الى شرق السودان - و سكانه - الشرق -منهم أو معظمهم له لهجة خاصة -(كالبجة والبني عامر والهدندوة و ..) في هذا المثال نقصد المرحوم أستاذنا أبو آمنه .. الناظر لآغنيته بنحب من بلدنا يحس و يلمس ذلك .. بل يجد معرفة - و رائحة تمرس و خبرة .. أنظر لهذا النص : *** الوارثات جدودن في الجّود والشّجاعة البظهر جمالن من زمن الرّضاعة سودانيّة ميّة الميّة في ذوقها وطباعها ياناس أرحموني انا قلبي في رفاعة ***
التّوب المهبهب فوق أم الضّفائر والخد المعطّر زي أحلى الأزاهر والخطوة الأنيقة ترنيمة مشاعر أنا بيك كل عمري بمشيلها وبسافر ***
لابد من البحث .. ممن لهم يد في هذا المجال - ومن لهم دراية بهذا الفن الجميل .. ولا بد من معرفة الحقيقة .. و الرجل - رحمه الله أحسن كتابة ( السهل الممتنع) ها هو يتحدث عن الجود والشجاعة و يتحدث عن السودنة - وسودانية مية المية .. و يثني على الذوق العام وأحسن الخصال - والطباع - أربعة أبيات دسمة .. يمكن ان يكتب عنها - الراسخون في هذا الفن والنقد ** أنظروا الى هذا المربع الجميل .. عن الزي - الثوب - السوداني و ها هو يكشف عن الجمال - بمقياس - تلك السنوات - و جمال الخطوة و اظن ان المشي يكشف عن تناغم الشخص .. نعم جمال المشي يؤكد ان هناك إيقاعا جميلا .. وترتيبا خاصا في داخل ...
و الرجل يتحفنا ثانية (ما نسيناك) ويكتب شعرا جميلا .. و يقسم الى 4 و 4و 4 كمان (ما نسيناك) -----------------------------
الرهيف قلبو بيعيش في شكو أكتر من يقينو تستبيهو نظرة جارحة وتحترق بالحب سنينو قلبو ضايع في العيون الشاربة من حبو وحنينو وناكرة حتّى إنو إنسان يسعى لي قلباً يعينو ماكفاهو العذاب الهو فيهو ليه تزيد آلامو أكتر وليه عيونُو العمرها ماخانتك تبكي وتسهر وليه توشّح فجرو بالأحزان بعد ماقلبو نوّر أضحى جرح الفرقة في قلبو الحزين من حبُّو أكبر قلبي غافر ليك ذنوبك سيبو بس تنشف جراحو الحنين العاش لحبّك بتسخر من نواحو سيبو مرّة يغسل أحزانو بالأمل يشرق صباحو وكيف يطير لعشُّو عصفور مكسور جناحو تأملوا هذا الجمال أضحى جرح الفرقة في قلبو الحزين من حبُّو أكبر لا اظن ان حجم الصدق يمكن ان يكون أكبر و أكبر - رجل يكتب السهل القريب ويعرف كيف يغمز و يهمز الكلمات أنظ هذه: وليه توشّح فجرو بالأحزان بعد ماقلبو نوّر (ماذا تريده أن يقول ؟ يكفي انه كتب هذه السطور) بصراحة و كالعادة نحن نلتفت الى الرجال - بعد رحيلهم عنا- صفقوا معي لهذا الرجل وتعالوا نتدارس ونعرف مصانع الإبداع
رحم الله ابو آمنة فقد كان عزيزا فى نفسه ورغم انه مات فقيرا ولم يترك لأولاده بيتا يأويهم الا أنه لو طلب لتمت الاستجابة لطلبه ولكنه فضل ان يكون عزيزا كبيرا فى كل شىء ..
Quote: دبايوا إلى متى يتعذب هذا الوطن؟! أكرر.. »أفصلوهم«.. إن شاء الله من »السجانة«..! هذا الوطن كبير.. لكنه لا يحتمل كل هذه الوجوه..!! يللا.. بلا لمَّة..!
أبو آمنة حامد
01-10-2009, 07:37 PM
حامد محمد حامد
حامد محمد حامد
تاريخ التسجيل: 11-19-2008
مجموع المشاركات: 3085
وصلتني الرسالة التالية من الاخ جمال ابو آمنه المقيم ببريطانيا:
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ العزيز طارق كل التقدير لما تبذله من جهد مقدر فى رسم هذه اللوحه التوثيقيه ومن كل هذه المداخلات الرائعه
الشجيه حقيقا انا فى غايه السرور لهذه الزكريات التى تعلمنا معنى الانتماء والوفاء لمن نحب.. وانا كنت اناقش اصدار
كتاب يوثق للوالد مع بعض الاخوان الاعزاء بلندن لكن كان العائق بالنسبه لى اجد معاون يملك زخيره رائعه لكن
الحمدلله بوجودك والاخرين الاعزاء سوف تساعدونى فى ما اصبو اليه فى القريب
باذن الله
ثانيا لى الشرف ان اتعرف باخيك وسوف اتصل به قريبا واقول لك انت من توجهنى وليس انا ويكفى استمتع
بهذة الروائع من الزمن الجميل ومن اناس يكنون للوالد كل هذا الوفاء فى وقت تمنيت ان يجد تكريم من الدوله
يشعرنا بمعنى الوفاء لمن اعطوا لهذا الوطن..شكرا كثيرا اخى طارق فتكريمكم اسمى واغلى
بالنسبه للدكتور ابراهيم تحياتى له هناك فهو صديق واخ وزميل عزيز وتربطنا اشياء جميله وكان
محبوبا من كل الزملاء.وانا سكون معه فى اتصال قريبا
لكم التحيه
جمال ابوامنه
اخي جمال شكرا وهذا كله من الواجب وليس تفضلا.
فكرة الكتاب اخي جمال تم طرحها لي من العديد من الاصدقاء والزملاء بالمنبر ولكني آثرت اولا الفائدة العامة ومعرفة كل الناس بانسان لا يعرفونه الا من خلال سال "من شعرها الذهب ". رغم التحذيرات من الاستاذه ناهد بشير الطيب بان الكثير من هذه المعلومات سيتم الاستفادة منها في الصحف والمجلات لاننا وفرنا عليهم الكثير من المعلومات والصور التي لم يروها او يعرفونها بعد.
كان وراء اقتراح عمل كتاب عن ابو آمنه الاستاذه ناهد بشير الطيب وصديقي الاستاذ اسعد محمد الخليفه طه الريفي والاستاذ صلاح هاشم السعيد وشجعني ايضا الاستاذ صديق محيسي . نحن اخي جمال جاهزون باقلامنا وصورنا ومعلوماتنا وكل ما يتطلب الامر من دعم مادي لانجاز ذلك الكتاب وان يكون ريعه لاسرته الكريمة .
01-11-2009, 06:50 AM
تبارك شيخ الدين جبريل
تبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936
صدقني اخي كمال ابو آمنهطوال حياته كان ملكا عاما وحقا مشروعا من حقوق الشعب السوداني .
- ابو آمنه والهلال :
كان في وقت من الاوقات لا يفوت تمرينا للهلال وحين سأله الاستاذ عبد الوهاب هلاوي في آخر لقاء له بالتلفزيون عن لماذا وهو من الشرق لا يشجع مثلا هلال الساحل
فقال ان الحب لا يبرر unjustifiable...!!
- هو الذي ابتدع كلمة الأهله
- هو القائل القولة الشهيرة ان جماهير الهلال اكتر من الشعب السوداني.
سمع ذات مرة ان احد ابنائه ينتمي الي قبيلة المريخ فاخذ ابناءه الي استاد ونادي الهلال وعرفهم بهم وثم اخبرهم بما سمع وان كان بالفعل ان احد ابنائه
مريخابي وقال ان كان كذلك
- " انا ابو العائله وشاخور اصدقائي ويمكن ان ارسل لهم اي واحد تثبت مريخيته ليربوه عندهم .......!!!
Quote: شاعر المريخ محمد زبير رشيد كان قد توعد صديقه شاعر الهلال ابو آمنه حامد وقال له راجيك غلب زي المطر . ولكن عندما انتصر الهلال بهدف جكسا في مباراة المولد الشهيره في يوم 31/7/1963 م قال ابو آمنه مخاطبه : يا شاعر البيد والحضر ما قلت لي قبال شهور راجيك غلب زي المطر وين المطر وين السحاب الشال ؟ بس هو وين المطر مين هز بي كفرو الشباك غير جكسا يا ود الرشيد يونس علي قدرة سمير هجوم خطر ودفاع قدير ابوزيد تمترس بالنضال كم في الملاعب صال وجال لما هجومكم اقترب كلبش في اقدامو الحبال خلاهو ما جايب خبر ديم الصغير ما بتقدروا يلعب نظيف ما بنذروا جنبو اشول تل حديد كيفن تحاولوا تكسروا المباراه يا ود الرشيد كانت شوطين من لهيب تعرف براك مين انتصر.. مين فينا نام بي بسمتو ومين فينا اضناهو السهر.
كان ابو آمنه بالاضافة الي محمد زبير رشيد في سجال مع شاعرالمريخ كرف .حاو ل مدير الكرة بالمريخ حينذاك بدر الدين ابو رفاس ان يدخل علي الخط رد عليه
ابو امنه قائلا :
يا اب رفاس المشكله مش مشكلة الكاس المشكله شعر اب رفاس...!!!
01-12-2009, 01:51 PM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
من أشهر طرائفه ان احدى الصحف " فى حياته" قد نشرت على صدر صفحاتها خبراً يفيد بوفاته ويومها علق ساخراً "يعنى حسع الواحد فى نظر الصحافة السودانية بعاتي" !!
01-12-2009, 01:58 PM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
و من أجمل ما كتبه أحد العشاق .. مستشهد بكلمات ابو امنه:
Quote: عزيزتي ايات ... سنبلة ... يقين ... لا التبغ عطوفاً يرحمني لا القهوة عتقت رشفاتي ... و جنوني بات يواسني و شجوني حن لبسماتي ... و لا اجد في ابيات الضاد بيتاً يصف حالاتي ...
الا ما جاد به ابو أمنة حامد و هو طالباً يتلمس دروب العشق و الهوى ... اعربوا ان شئتم ماتحته خط او فلسفوه ان شئتم ... كونوا له كاتبين او مغنين ....
يا حبيبى ... أكلما قلبىّ المغرم احتمى بك وانزاح ملهما عاد كأسا بلا حبب فاره .. مترف .. لدن .. فنن.. لا .. ولا فنن هزنى الوجد والشجن فى الهوى قلبى إغترب رقص الورد والزهر مهرجانا على النهر سال فى الشط وانهمر عطره الحلو وانسرب أى غصن إذا انثنى فيه تحتفل الدّنا والثريات والسّنا غير بدرى إذا احتجب عشت فى الحب منتهى التيه .. ولكن بلا انتهاء تائه .. ذاهل النّهى شفّنى الوجد والطرب إن تكن أنت لم تزل يوم بدر المنى اكتمل نحن شلناك فى المقل وقعدنا على اللّهب
كان ا خرهم أبو أمنه حامد , وقبله بقليل عوض مالك , والفاتح الجاني , ذلك الزمان النضير الذي حمل في أهابه ضوء عصر مضي , وأهطل فيه الشعر سحائب انتظمت روح الحياة . ليس من باب الدخول وحده اطل ابومنة حامد برأسه إلي عالم الشعر والشرطة والتدريس والصحافة , ولكن من مسامات الوجد تسرب هذا السوداني الهدندوي إلي وجدان الناس والشرطة, والتدريس , والصحافة في عام 1956 فصل ابومنه حامد من ثانوية وادي سيدنا لأنه قاد مظاهرة بالمعالق احتجاجا علي الطعام الذي كانت تقدمه إدارة المدرسة للطلاب , وعلي الفور جاء والده من بور تسودان وأخذه إلي البيه عبد الله خليل رئيس الوزراء وسكرتير حزب الأمة الذي كان يسكن امدرمان محاولا ارجاعة إلي المدرسة مرة أخري ,غير إن البيه اعتذر إن يراجع قرار الفصل احتراما منه لقيم التربية وقدسية التعليم في ذلك الوقت, وتجنب خلط الخاص بالعام , فوعده بأن يجد له مقعدا في ثانوية الخرطوم , ولكن العم حامد الذي كان قطبا شعبيا من أقطاب حزب الأمة في شرق السودان , وتلك من غرائب الجغرافيا السياسية في السودان ,اثأر إمام البيه مشكلة أخري , وهي إن ابنه إذا قبل في تلك المدرسة البعيدة فلن يستطيع الوصول إليها لأنه لايقدر إن يوفر له (حق) المواصلات , فحسم البيه الأمر, وتعهد ( لزولهم ) الأنصاري الهدندوي إن يقطن ابوا منه معه في منزله , وان يرافقه كل صباح في سيارة رئيس الوزراء الي الخرطوم , يذهب عبد الله خليل إلي الوزارة , و يواصل السائق مشواره يحمل الفتي الوسيم إلي مدرسة الخرطوم الثانوية بعد جسر بري ( ايه من ذلك الزمان) , كان منظرا مألوفا إن يشاهد أهالي امدرمان والخرطوم أبو أمنه حامد يركب مع رئيس وزراء السودان والسيارة الرئاسية تتهادي بشارع النيل وتنحرف إلي شارع الجامعة حتي هدفها اليومي . عاش ابو منه حامد في دعة من العيش كأنه احد أبناء البيه إلي إن التحق بكلية الشرطة1960 التي تخرج منها 1962 وأرسل ضابطا شابا إلي وادمدني العام نفسه , اذكر ونحن شباب كيف استقبلنا واستقبلت مدينتنا الشاعر الشاب الذي كان يملا صيته الإرجاء , ذهبنا إليه في مكتبه برئاسة البوليس الأصدقاء شريف مطر, وسعيد احمد خير , ومحمد عبد الحي, وعمر محمد الحاج لنتعرف عليه غير مصدقين إن نشهد الفتي الضابط الذي كنا نقرا شعره في صحيفة الإخبار والايام والراي العام وصوت السودان والعلم ,عاش أبو أمنه حامد في مدني عامان عطر جوها شعرا , وحضر فيها ثورة أكتوبر الشعبية التي أطاحت حكم الرئيس عبود, اذكر كيف كان وسط دخان القنابل المسيلة للدموع يأمر الشرطة بأن لتسرف في استخدام العنف ضد المتظاهرين , وان تكتفي بفضهم بالعصي حتى يتوقفون عن تكسيرا لسوق وإشعال الحرائق في البارات و المحال التجارية, لم يستطع ابوامنه حامد الاستمرار في سلك الشرطة , تغلب الشاعر علي العسكري, فاستقال, وعاد إلي الخرطوم كاتبا في الصحافة ومعلما في دنقلا . كان قلقا قلق ألمبدعين لايستقر في وظيفة إلا وتركها إلي أخري , طبيعة الشاعر ضد الصرامة والانضباط , والشرطة لم تكن مكان أبو أمنه حامد , لقد قبل دخولها ارضاء لوالده الذي كان سيفاخر بابنه الذي صار ضابطا . في أجزخانة العاصمة بالسوق العربي بالقرب من مدرسة الكمبوني المنتدى المسائي اليومي للشاعر(* الرهيب) منير صالح عبد القادر, كان ابومنه حامد وسط رهط كبار الشعراء محمد المهدي المجذوب , محمد محمد علي , ابو القاسم عثمان , محمد الفيتوري, الطيب محمد خير, الطيب شبشه , هناك يعرض شعره , ومن هناك يجد طريقه إلي صفحة الإخبار الأدبية التي كان يشرف عليها منير صالح عبد القادر, شارك أبو أمنه في محكمة الأدب التي قاضيها الرهيب ممتعا القراء بقفشاته الساخرة , وثقافته الغزيرة في متابعة المجلات الأدبية. في عصر ابوامنه ازدهرت المدرسة النزارية في السودان ازدهار الحب في قلوب الشباب, فانتشرت مفردات جديدة راقصة حررت الشعر من رزانة اللغة وصرامة الصورة ,كان ذلك الجيل التهم (قالت لي السمراء وطفولة نهد ) لنزار قباني وافاعي الفردوس والقيثارة للياس ابوشبكة , بجانب أباريق مهشمة لعبد الوهاب ألبياتي , وليالي الصبا لعمر ابوريشة , ابوامنه وعوض مالك , وعثمان عبد السيد , وسيد احمد الحار دلو والفاتح التجاني , والسر دوليب, هم الذين أسسوا رابطة أدباء بحري في ستينات القرن الماضي تلك الرابطة التي روجت لشعر الحب مقتفين اثأر نزار قباني ومحاولين تقديم نمط سوداني متحرر من عبوس السياسة, كانوا نجوما تطرز سماء الشعر في العاصمة المثلثة , في عام 1966 عند قيام ( ثورة مايو) اختير أبو أمنه حامد ملحقا صحافيا بسفارة السودان في القاهرة لكونه من القوميين العرب ومن جماعة بالبكر عوض الله, وهناك حقق أمنيته بالعمل بالقرب من ثورة جمال عبد الناصر ووسط من أحب من الشعراء والأدباء والكتاب المصريين ,عبدالرحمن الابنودي, امل دنقل , صلاح جاهين يوسف الشريف , كان هؤلاء يسهرون أسبوعيا في منزله بقاردن سيتي , وهناك أعطي أبو أمنه أجمل شعره لصالح الضي , وكتب في رو ز اليوسف, وصباح الخير,عاد بعد ذلك إلي السودان ليفصله منصور خالد من وظيفته عندما تسلم حقيبة الخارجية , وروي لي احد الأصدقاء الذين عاصروا الشاعر سرعدم استلطاف منصور خالد لأبي أمنه حامد والعهدة علي الراوي , قال الصديق إن منصور خالد كان ولايزال يحرص علي إخفاء تاريخه الخصوصي وراء تاريخه السياسي الرسمي , وكان أبو أمنه حامد والوحيد الحامل لمفتاح ذلك السر, فهو ومنصور سكنا سويا وفي سريرين متقابلين في (جراج ) البيت الذي خصصه لهما البيه عبد الله خليل رئيس الوزراء والذي أصبح منصور سكرتيرا له فيما بعد هذا ماقاله الصديق عن سر كراهية منصور لأبي أمنه حامد الأمر الذي ادي إلي فصله من وزارة الخارجية , غير ا ن هنالك رواية أحري يرويها المقربون من الشاعر الذي رحل تقول إن منصورا فصل أبو امنه لأنه كان لايهتم بهندامه كثيرا وهذا عند الوزير يصل إلي جريمة دبلوماسية لا يمكن السكوت عليها, ويروي ابو أمنه نفسه انه تفاجأ يوما وهو يركب (بوكسا ) من بحري إلي الوزارة بعربة الوزير منصور في ذيل البوكس, وحاول أبو منه الاختفا ء ورا ء صحيفة الرأي العام التي كان يحملها حتى لايشاهده الوزير, وفي وسط الكوبري توقفت الحركة تماما لحادث مروري بين عربيتين, وهنا طالت مدة قراءة أبو أمنه للجريدة, ومقابلها طالت نظرات منصور خالد له متوعدا إياه بالويل والثبور عندما يصل الوزارة , فليس عند منصور خالد دبلوماسيين يركبون الباكسي وقمصانهم ( مكرفسة) كحاله ابو امنه , وبعد انفراج كربة ابو امنه واختيار الوزير لشارع أخر تنفس الصعداء , وجهز نفسه لمقلاة منصور خالد, ويروي الشاعرنفسه عند بوابة الوزارة القديمة وخارج سورها قررت إن امسح حذائي بالاورنيش لأنني إذا دخلت علي الوزير فهو حتما سيبدأ النظرلي من تحت لفوق, وبهذا ربما يشفع لي حذائي عن قميصي المكرفس , وكرفتتي التي تشبه مصران الجدادة ,وجلس ابوا منه حامد بالقرب من (درابزين) وزارة الخارجية إمام ست الشاي, وبدا يرشف من فنجان القهوة للانتعاش , وهنا وقعت الكارثة الثانية فالوزير الذي كان خارجا لتوه لحضور اجتماع لمجلس الوزراء لمح أبو أمنه مرة أخري وهو يجلس علي صفيحة قديمة إمام ست الشاي وتأكد تماما من خلال فتحات سيخ الدرابزين ان الجالس هو ابو امنه بلحمه ودمه فاستشاط غضبا , وعلي الفور طلب من مسئول الاستقبال إن يطلب له ابوامنه بمجرد عودته من اجتماع المجلس, و يروي الرواة إن مقابلة منصور مع ابو امنه انتهت بأن يذهب الشاعر إلي جورج ترزي الوزارة ليفصل له ثلاثة بدل جديدة علي حساب الوزير,مع انذار شديد اللهجة بالفصل اذا شاهده مرة اخري علي هذا الحال, او يعثر عليه ثانية في احد باكسي بحري , وهنا انشد ابو امنه قصيده اذكر مطلعها فقط ( في سور وداخل سور, قالوا الوزير منصور,مابعرف الهواء, من بوكسي لي حنطور, في بحري لي كم دور, شاعر بالجوي ) لم يصفق جمال عبد الناصر لا لام كلثوم , ولا لعبد الحليم حافظ أشهر من غنيا لثورة يوليو وانتصاراتها , ولكنه صفق ووقف طويلا لأبي امنه حامد عندما ادي عبد الكريم الكابلي رائعة الشاعر( قم صلاح الذين واشهد بعثنا في لقاء القائد المنتصر) قدمه عمر الحاج موسي ابوامنه حامد لعبد الناصر الذي كان يزور السودان في مطلع السبعينات دعما لثورة النميري, وقال له هذا هو الناصري الهدندوي كاتب الأغنية فصافحه عبد الناصر ووجه له دعوة لزيارة القاهرة علي ضيافة رئاسة الجمهورية . كان ابو امنه حامد شديد السخرية, بليغ العبارة سريع النكتة , عاشقا لهلال , ولعبد الناصر, ولحسين بازرعه , ولعثمان حسين, لم يكن شيوعيا ولكنه كان صديق للشيوعيين, ولم يكن اتحاديا ولكنه كان صديقا للاتحاديين, ولم يكن أنصاريا بالرغم من إن والده كان أنصاريا, ومع ذلك كان صديقا للجميع, في أيامه الأخيرة عندما أوهنه المرض طلعت شائعة بموته فأصدر بيانا ساخرا ينفي ذلك , وظهر من علي التلفاز مؤكدا انه لايزال حيا , في أيامه الأخيرة تخلي عنه الجميع إلا الأخ الكلس رجل الحارة منبع الانسانية صلاح مطر الذي ظل يراعاه في صحته ومرضه حتي لحظة وفاته . في العام قبل الماضي , وانا في اجازتي السنوية للوطن رافقت صديق العمر شريف مطر لغداء الجمعة الذي يقيمه منذ سنوات شقيقه الوجيه ورجل الاعمال الكبير صلاح, وهناك انتظم عقد عجيب من الناس سياسيون من حزب الامة , والاتحادي , والشيوعي والبعثي, ولاعبو كرة قدامي , وفنانون , وسماسرة, ومقاولون وعشيرة , واناس بسطاء جاء بهم الطريق, ومن بين هؤلاء كان يجلس شخص اشبه بمومياء رمسيس في المتحف المصري , كان الجالس عبارة عن جلد ناشف يكسوه عظما قديما , قال لي صلاح هل عرفت هذا الرجل ؟ وبعد قدح شديد للذاكرة الخربة توصلت الي ان الجالس هو ابو امنه حامد الذي لم يعرفني عندما قدمت نفسي له , حكي لي ابومنه حكاية مع شرطة النظام العام اربعة مرات فتيقنت ان ظلالا من النسيان بدأت تزحف علي الجزء المضيء في الذاكرة , وقد أطلت النظر إليه خفية فوجدت محاق المرض يحاصر ( جتته ) من كل جانب, كان التاريخ لئيما معه , شجرة كانت خضراء يطوحها السوس فيحولها إلي عجز خاو, ( إيه من ذلك الزمان ) في الثمانينات اتصل بي الصديق المفكر الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد من ابوظبي ليختارني رئيسا للقسم السياسي لصحيفة الفجر التي تولي إدارة تحريرها , وعند وصولي من الخرطوم إلي ابوظبي , سألني إن كنت اعرف عنوان ابو امنه حامد في السودان , قال لي محمد لقد سمعت إن ظروفه سيئة للغاية وأريده مديرا لمكتب الصحيفة في دبي, وسعينا للاتصال به , ولكنا اكتشفنا انه وصل إلي المملكة العربية السعودية , ومن السعودية وصل ابو منه حامد لينزل مع الصديق حسين شريف في شارع الجوازات, وفرحنا كلنا بوجود شاعر في قامة ابو امنه بالإمارات, ذهب أبو أمنه إلي دبي ونزل مع الصديق الصحفي بالبيان يومذاك محجوب شعراتي , وفي دبي تسلم ابوا منه مكتب الجريدة واجتمع بمحرريه , ولكنه كان الاجتماع الوحيد اليتيم, لم ترق له فكرة الهجرة عموما , وترك شعبية بحري كان بالنسبة له كترك السمكة للماء, كان يقول لنا بالليل ( إنا إيه اللجابني هنا حيث عاش عنتر وعبلة وشيبوب ), انا مالي ومال طحنون وظربون وجكنون , أريد العودة سريعا إلي الشعبية في بحري , جلسة في الكراسي إمام البيت في بحري تسوي الإمارات وبترولها, يا أخي إنا بناع بترول , إنا بناع ....... عاد أبو أمنه إلي ابوظبي , وحاول أبو القاسم أقناعة بالبقاء , ولكنه رفض بشدة , قال إن هذا لإيقاع لاينفع معه,ولما إصر علي العودة اتفق معه أبو القاسم علي الذهاب إلي أديس أبابا لإجراء حوار مع الرئيس الاثيوبي حينذاك منقستو هبلا ماريام , ووافق ابوامنه, فأعطي من إدارة الجريدة ثلاثة ألاف دولار تكلفة الرحلة, وانتظرنا طويلا ليوافينا بالسبق الصحفي, ولكن إخباره انقطعت تماما حتى علمنا انه وصل إلي شعبية بحرية , وهو جالس ألان إمام بيته يحي المعجبين في سبق صحفي أخر , ومن هناك اتصل بنا تلفونيا ليقول لنا إن الدولارات ( وقعت له في جرح )فقد نفعته تماما , فهو الحين أعاد إصلاح بئر ادباخانته المنهارة وسيذبح يوم الجمعة ( كرامة ) لنجاته من مؤامرة الغربة, وضحكنا يومها طويلا , وعلق الصديق ابو القاسم بقول ( إن بوأمنه حامد لايمكن الا ان يكون ابوامنه حامد ) ادخله الله جنات الخلد , فهو لم يؤذ أحدا في حياته, و لكن الحياة آذته كثيرا, * اطلق محمود ابو العزائم هذا اللقب علي منير صالح عبد القادر لانه كان عملاقا ضخم الجثة وراي فيه شبها بايفان الرهيب الذي عاش في العصر القيصري الروس
Quote: لم يصفق جمال عبد الناصر لا لام كلثوم , ولا لعبد الحليم حافظ أشهر من غنيا لثورة يوليو وانتصاراتها , ولكنه صفق ووقف طويلا لأبي امنه حامد عندما ادي عبد الكريم الكابلي رائعة الشاعر( قم صلاح الذين واشهد بعثنا في لقاء القائد المنتصر) قدمه عمر الحاج موسي ابوامنه حامد لعبد الناصر الذي كان يزور السودان في مطلع السبعينات دعما لثورة النميري, وقال له هذا هو الناصري الهدندوي كاتب الأغنية فصافحه عبد الناصر ووجه له دعوة لزيارة القاهرة علي ضيافة رئاسة الجمهورية .
شكرا باش مهندس /طارق على هذا التوثيق ولكن سؤال حائر أين هؤلاء الذين
كانت تجمعه بهم صلات حميمة من( الساسة وصُّناع القرار وكذلك الوسط الرياضي وما به من رجال أعمال عتاه ) فالاحياء منهم الآن يعرفون الراحل كما يعرفون ابناؤهم ويعرفون فقره المدقع ،، فلم كف الأيدي عن أسرته ؟ ومن هذا البوست نناشدهم جميعابالوقوف خلف اسرته
ولنا عوده
01-13-2009, 05:21 PM
عمر عثمان
عمر عثمان
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 1583
اخي ياسر ابو جكه لعل في افادة اخي كمال عبد المحمود ما يجيب علي تساؤلك.
Quote: هذا الرجل الذي ملا الدنيا وشغل الناس ، ولد فقيراً وعاش فقيراً ومات فقيراً ، ورغماً عن ذلك كانت كل النقودُ التي تقع بين يديه تفرُّ منه كما يفر الماءُ من البنانِ . هذا الرجل الذي فاق مستر بيرناردشو في السخرية ، والذي تحدى الجاحظَ في الذكاء والذي ضاهى المتنبئ في الحكمة والذي شابه عنترة بن شداد في القوة ورغماً عن ذلك كان يحمل بين ضلوعه قلبَ طفلٍ رضيعٍ وديع . رغم شظف العيش الذي عانى منه وأسرته كبيرة العدد وبالرغم انه كانت تجمعه صلات حميمة مع معظم الساسة وصُّناع القرار وكذلك الوسط الرياضي وما به من رجال أعمال عتاه
Quote: إلا انه كان عفيفاً أبياً لا يعرف النفاق الأجوف ولا الكذب الأصلع ولا يشكو قلة الفئران في بيته ولأقرب الناس إليه ، لذا أقّدم صرخةً في آذان كل هؤلاء أن أبو آمنة قد رحل و ترك وراءه أسرة كبيرة يعوزها العوز لا يملكون بيتاً صغيرا يحميهم من الحر والبرد ،
Quote: أقول إلى الذين لا يعرفون أدق الخصوصيات عنه أنه كان يعتبر وجود ثلاجة واحدة بالبيت ضرب من ضروب الرفاهية وكان حتى مماته يشرب الماءَ من الزير كان عايشاً بمنزل ( إيجار) بحي الدناقلة شمال ببحري انهارت معظم غرفه ابان فيضانات عام 1989 م ظل هذا المنزل بلا علاج حتى يومنا هذا ن ورغماً عن ذلك اذا أتاه ضيفٌ يصّرُ أن يكرمه بما يملك وبما لا يملك مستلفاً من بقالةٍ صغيرةٍ قرب دياره الغنية بالفكر والأدب والفلسفة.
فالناس البسطاء ومحبيه هم الذين وقفوا معه والحمد لله حالهم مستور شأن العديد من الاسر السودانية
ولله الحمد وفق الله ابناءه والبركه في اخي جمال واخوته.
شكراً لك أخي طارق وانت توثق لعلم من بلادنا وقامه تستحق ذلك فأبوأمنه لم يكرم التكريم الذي يليق به وبعطائه حياً فلا يعقل ان لا يكرم وهو مغادر الفانية .. فشكراً لهذا الوفاء وهذا التوثيق .
شكرا اخي طارق وانت تنثر هذا الرحيق عن الشاعر الأديب الراحل ابو آمنة حامد الذي صاغ وجداننا بكل ماهو جميل فقد جسدت لنا اسمى معاني الوفاء في هذا البوست التوثيقي ولتعطر سماواتنا بحلو الكلام . . من الجوانب المهمة في حياته حبه وعشقه الكبير لنادي الهلال العاصمي وهو من رواد أدب العكننة الخالي من التعصب الكروي وكانت له مداعبات مع أديب المريخ حاج حسن عثمان (القبطان) وسبق ان كتب ابو آمنة مقال قبيل إحدى مباريات الهلال والمريخ في السبعينات بعنوان (غدآ القاك) ولسوء حظ ابو آمنة حامد انتهت تلك المباراة بفوز المريخ ليكتب حاج حسن عثمان ردا عليه مقالا بعنوان (هذه ليلتي) .
- رفد مكتبة الغناء السوداني بدرر من كلمات الأغنيات الشفيفة الخالدة نذكر منها :-
- الفنان محمد وردي : بنحب من بلدنا , فرحة ( حققنا احلامنا ) .
- الفنان محمد الامين : بهجة .
- الفنان احمد المصطفى : غريب .
- الفنان سيد خليفة : جاري
- الفنان صلاح بن البادية : سال من شعرها الدهب , وشوشني العبير , اين هي .
- الفنان احمد الجابري : مانسيناك .
- الفنان عبد الكريم الكابلي : جمال العربي .
- الفنان صالح الضي : نحن ماناسك , ضاحك المقل , اللقاء المستحيل .
- الفنان عثمان مصطفى : كبرياء .
- سبق وان انزلت جريدة الإنقاذ الوطني خبرا بوفاة الشاعر ابو آمنة حامد على صدر صفحتها الأولى وهو على قيد الحياة، فهبت جموع الكثيرين نحو منزله بحي الدناقلة شمال الذي سكنه الراحل في اواخر حياته وكان ذلك استفتاء شعبي كبير لمكانته المرموقة لدي الشعب السوداني وقد قابل ذلك بسخريته وبطيبته المعروفة ولم يقم برفع قضية ضد الصحيفة ليطالب بتعويض مادي رغم حوجته الماسة للمال في تلك الفترة . . الرحمة والمغفرة والرضوان وجنات له فيها نعيم مقيم لشاعرنا ابو آمنة حامد طيب الله ثراه . . ولنا عودة مرة أخرى إنشاء الله .
عماد عثمان احمد - جدة
01-15-2009, 07:02 AM
اسعد الريفى
اسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925
عاد بعد ذلك إلي السودان ليفصله منصور خالد من وظيفته عندما تسلم حقيبة الخارجية , وروي لي احد الأصدقاء الذين عاصروا الشاعر سرعدم استلطاف منصور خالد لأبي أمنه حامد والعهدة علي الراوي , قال الصديق إن منصور خالد كان ولايزال يحرص علي إخفاء تاريخه الخصوصي وراء تاريخه السياسي الرسمي , وكان أبو أمنه حامد والوحيد الحامل لمفتاح ذلك السر, فهو ومنصور سكنا سويا وفي سريرين متقابلين في (جراج ) البيت الذي خصصه لهما البيه عبد الله خليل رئيس الوزراء والذي أصبح منصور سكرتيرا له فيما بعد هذا ماقاله الصديق عن سر كراهية منصور لأبي أمنه حامد الأمر الذي ادي إلي فصله من وزارة الخارجية , غير ا ن هنالك رواية أحري يرويها المقربون من الشاعر الذي رحل تقول إن منصورا فصل أبو امنه لأنه كان لايهتم بهندامه كثيرا وهذا عند الوزير يصل إلي جريمة دبلوماسية لا يمكن السكوت عليها, ويروي ابو أمنه نفسه انه تفاجأ يوما وهو يركب (بوكسا ) من بحري إلي الوزارة بعربة الوزير منصور في ذيل البوكس, وحاول أبو منه الاختفا ء ورا ء صحيفة الرأي العام التي كان يحملها حتى لايشاهده الوزير, وفي وسط الكوبري توقفت الحركة تماما لحادث مروري بين عربيتين, وهنا طالت مدة قراءة أبو أمنه للجريدة, ومقابلها طالت نظرات منصور خالد له متوعدا إياه بالويل والثبور عندما يصل الوزارة , فليس عند منصور خالد دبلوماسيين يركبون الباكسي وقمصانهم ( مكرفسة) كحاله ابو امنه , وبعد انفراج كربة ابو امنه واختيار الوزير لشارع أخر تنفس الصعداء , وجهز نفسه لمقلاة منصور خالد, ويروي الشاعرنفسه عند بوابة الوزارة القديمة وخارج سورها قررت إن امسح حذائي بالاورنيش لأنني إذا دخلت علي الوزير فهو حتما سيبدأ النظرلي من تحت لفوق, وبهذا ربما يشفع لي حذائي عن قميصي المكرفس , وكرفتتي التي تشبه مصران الجدادة ,وجلس ابوا منه حامد بالقرب من (درابزين) وزارة الخارجية إمام ست الشاي, وبدا يرشف من فنجان القهوة للانتعاش , وهنا وقعت الكارثة الثانية فالوزير الذي كان خارجا لتوه لحضور اجتماع لمجلس الوزراء لمح أبو أمنه مرة أخري وهو يجلس علي صفيحة قديمة إمام ست الشاي وتأكد تماما من خلال فتحات سيخ الدرابزين ان الجالس هو ابو امنه بلحمه ودمه فاستشاط غضبا , وعلي الفور طلب من مسئول الاستقبال إن يطلب له ابوامنه بمجرد عودته من اجتماع المجلس, و يروي الرواة إن مقابلة منصور مع ابو امنه انتهت بأن يذهب الشاعر إلي جورج ترزي الوزارة ليفصل له ثلاثة بدل جديدة علي حساب الوزير,مع انذار شديد اللهجة بالفصل اذا شاهده مرة اخري علي هذا الحال, او يعثر عليه ثانية في احد باكسي بحري , وهنا انشد ابو امنه قصيده اذكر مطلعها فقط ( في سور وداخل سور, قالوا الوزير منصور,مابعرف الهواء, من بوكسي لي حنطور, في بحري لي كم دور, شاعر بالجوي )
(عدل بواسطة اسعد الريفى on 01-15-2009, 07:03 AM) (عدل بواسطة اسعد الريفى on 01-15-2009, 07:07 AM)
01-15-2009, 07:11 AM
ابراهيم احمد سليمان
ابراهيم احمد سليمان
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 182
بوست رائع لقامة شامخة و ظلمت في بلادي كثيرا، وسوف ياتي يوما ننصفهم،علي وعيهم الذي نثروه في الامكنة، وكنا من نستنشق عبيرهم لقربنا وصحبتنا لابنائه الذي ترك. لنا عودة
كنا صغار... هنا في هذه الديار في غابة "السروب" .. والكموب في موطني" هيا" علي ضفاف "يومقل" الخضير .. من قمة تهزأ بالدهور وتدفق العطور من وطن يحرسه "اوكريب" عملاقنا المناضل الاشم يا واهب الرعاة الف حلم يا غامر الوديان بالازهار يا اكرم الجبال يا بلد الاشاوس الابرار يا قمة تهزأ بالاقدار وتصنع الجمال في همهمات موكب الرحيل في اغنيات وتر ثميل ينشدها من قلبه فتي تعرفه من شعره الهدندوي من رقصة السيف علي كتفيه من لعبه تجثو علي يديه في خصره التفافة "الشوتال" في رأسه ايماءة "الخلال" من موطن يهابه الرجال اسماؤنا هدندوية العبير نهش للناظر والمأمور ونملأ الدروب بالعطايا بالسمن بالضياع بالهدايا ملوكنا لا يجلسون في التراب الهة لا تعرف التراب لا تأكل "العصيدة" التريبة فارضنا الجديبة ليست تليق بالملوك والنظار ! *** بناتنا من اجمل البنات احلي من الخريف والنبات تحيلنا في شعرها " الشكين" بحيرة امواجها حنين ومدها وجزرها عطور ومفرقا ثمين يزخر بالورود والزهور ! *** تزرعنا الانامل الرقيقه بالامل الذائب في الفنجان نبثها مشاعرا خفيقة يحسها في قلبه الانسان نحبها خطواتها الانيقة ونحن – في عرف الوري- حبان ! *** ونحن من ابطالنا الامير... احد الذين صنعوا التاريخ واذهلوا الغاصب والمحتل ونازلوا الدخيل ... في كل ركن عندنا في الشرق وتشهد الوديان والجبال بأننا من قمم الخيال عشائر صغارها أبطال وموطن يدين بالنضال وأسألوا خليفة المهدي ... وأسألوا القصور في سواكن من دكها... من حطم الأسطورة وأسألوا توفيق في سنكات عن الذين أكلوا الأراك ... إذ صغر الكبار عن فتية من البجا ... صغار قلوبهم من نار .. وعزمهم حديد يبرق في عيونهم أمل ويسكبون الليل في النهار يضمهم شعار مع الجنود في ربى الخرطوم مع الأبطال في (قدير) قلوبهم تخفق (للنجوم) في الشمال تصافح الأحرار في دارفور وتحمل السلاح لكي يعيش شعبنا الجسور موحداً يملي على القدر إرادة تصنعها الجموع من الدموع من الدماء لغدنا الموشوش الضياء ولتسألوا الهضاب عند كرري عن الذين مزقوا الحجاب فتياتنا الأماجد الغضاب عن قصة يعرفها التراب ترابنا الجديب ! *** وأن يشق بكم القطار في شرقنا الحبيب أودية يقطنها الأراك يعبدها (الكموب) وإن رأيتم موكب الصغار في زحمة السباق ضراعة تسأل عن "هديب" فحاولوا أن تسعدوا الاشبال لأننا كبار لأن في قلوبنا مشاعراً حرار لا تستطيع حتى البحث عن "هديب" إذا سعى القطار في شرقنا الجديب...
01-17-2009, 11:57 AM
ياسر الامير ابوجكة
ياسر الامير ابوجكة
تاريخ التسجيل: 08-06-2007
مجموع المشاركات: 9
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة