مواضيع توثقية متميزة

مدينه إسمها تندلتي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 04:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 02:42 PM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدينه إسمها تندلتي (Re: abdalla elshaikh)

    هاكم هذة الجرغة المكثفة
    أقرأوها بسلام آمنين
    ........................
    .........................


    تعبر السكة الحديد إلي الجانب الآخر ..والريح المار علي سقف( التوتيا) ..ينشد مزاميرا يائسة ,علها تعلق بأفئدة من مروا من هناك الي (وادي عشانا), أو الي محطة( تور طعان ) المحطة قبل الأخيرة للولوج إلي عالم (نيالا) .
    أشجار النيم المصفوفة عند مدخل السكة الحديد من ناحية الجنوب, وبائعات الطعمية المكتنزات ا للائي يفاجئنك بيباسها عندما تذدردها مسرعا . فلا تجد ماء. جهّز حلقك رطبا قبل الدخول إلي هذا الامتحان منتصف النهاري.لأن الشطة مسحوق ناعم وعصارة الليمون حادقة! وبنات بأياديهن الغليظة الشبيهة بأرجل خيول (منغوليا) يمكن أن يوسعنك ضربا إذا ما اختلست من فول (الحاجات)شيئا!
    وبذلك كله احتوتني بهجمة أنثوية شرسة ,خلت بعدها أن قطاري الأخير لن يغادر إلي تندلتي في مواسم اللقاح!
    دار جدي توفيق كانت حافلة بلاعبي كرة قدم وأحذيتهم المصنوعة من الجلد الثخين,تبرحك بوخزها من مسامير (النقله),ويخلعونها بعرق جوارب مثقوبة , ويشربون الماء سطلا بعد سطل .وحين اتعب من جلب الماء لتلك الأفواه العطشى, ألوذ بداخل( كرنك) حبوبتي كنينة شيخ الطاهر, منزل عامر بشني الناس , طلاب العلم , ولعيبة الكرة, والموسيقيون أيضا, يمكن لذلك الزخم أن يرفد أي ذاكرة مبتدئة بأحجية تستعصي علي القص , حين يرويها بتلكم المقدرة, لكن هذه الذاكرة لكن تخون , مثل حبيبة متماسكة في عشقها للطحنية! .
    كانت جدتي لأمي الحاجة (النايفة عبدالله أشيقر) رغم عمرها الثمانيني , كانت تري بكامل نظرها ..وتنسج (شرقانيات) من قش (النال) و(سمسم الجمال).. تحزم دفعات من القش , وترصها في تناسق تام , يدهش (السمتريا), ويفغر ال(كونتراست) شدقيه !أن كان يجهل أن تلك الجدة كانت فنانة بسليقتها التي فطرت عليها.
    كانت نحلة ثمانينية , لاتكف عن الحراك ,وبصمت يشغلها عن ما حولها من صخب وشقاوة صغارها وأحفادها الذين لاينقصون عن دستتان ,من الأفواه الفاغرة والمحشوة والمتوفذة , لكل طعم بخيوط (الشعيرية) التي أمد فيها يدي إلي الكوع!
    درست أياما قليلة في المدرسة الشمالية , لكن من درسوا فيها قبلي كان تاريخهم ناصعا وابيضا , قل أن فيهم هاشم العطا أو اللواء عثمان عبدالله وزير دفاع الحكومة الانتقالية ..ووزير زراعة سابق ,ودبلوماسي بالخارجية السودانية كان أحد أساتذتي في الأيام القلائل التي درستها بتلك المدرسة. كل تلك الأسماء كان أبي رحمة الله علية يفتخر بأنهم تلامذته.
    لكنهم جميعا لعبوا في ظلال تلك اللبخات العملاقة (شدت) و(نط الحبل), واحتموا وراء تلك اللبخات في لعبة (الاستغماية), وعندما تغافلهم ( الحازوقة) يهرعون نحو تلك الازيار( الوهيطة )!
    لكن هذا لن يلغي فكرة أن المدرسة الشمالية كانت مسكونة, بنوع شفاف من كائنات الشوق الآخر! عندما كان خالي يعزف علي (كمانه),بخد يضغط بحزم علي وسادتها ,مائلا برأسه ناحية الشمال ,منسجما مع ألحانه , وهو جالس علي كرسي ,موضوع علي مسطبة مرتفعة داخل منزل المدرسة الشمالية . كان هناك من يبادله لحنا من فم شتيت النبت,حين تخذله أسنانه ويخرج اللحن هواء, بين فرجات الفم , ويعجز الفم عن مجاراة إيقاع تلك (الكمنجة) , يتأكد الحائط الفاصل بين البيت والمدرسة . وانه قد تم تسلقه بلا مواربة من كائن هلامي !
    هذا كان قبل الألفية الثالثة بعشر سنوات أو أكثر .وأجدني عالقا في (كورس ) الشهادة السودانية ,ومدرسونا هم طلاب الجامعة في تلك الأيام, الجزولي عمر الذي صار أخصائيا للأورام, واحمد صالح وآخرين .. ولكن لن أنسي مزحة خشنة من طالبة وعرة الشفاه.. أبعدتني عن المساق الأدبي إلي العلمي بلعنة يوم ثلاثاء مسلوق الوجه والخاصرة! وان كنت أقرأ في الخفاء ذلك الكتاب الذي (سبب لي أزاي)cry ,the beloved country.
    كنا ننتظر أن تتحدث إلينا بصوتها المارق من (فيولين شيلو)تمت دوزنته علي سلم (سي بي مول ) , ونمد لها أيدينا ب (برطمانيات) لكي تعبيء لنا من هذا النغم.. ولكن أظن أن للدهر إتاواته التي لا يخطيء ممن سيجمعها , وعلي دائر المليم والصوت والإطلالة.. كنت قد قابلتها بعد ذلك في جامعة السودان للعلوم مبتدئا لدراسة الفنون.. كان الصوت عميقا , وكأنه يصدر بجلال من تلك الآلة العملاقة ..في العذوبة والموثوقية..والرنة التي يحدثها تجويف الصوت من خشب (بالصا ) مقسى الجوانب.
    ــــ2ـــــ
    واخرج من بوابة السكة الحديد التي تطل علي الحي الجنوبي كما قلت لك وعلي يميني طلمبة (موبيل) و أمامي أغوار ممتدة علي الرمل , أحدثتها شاحنات ال(هينو) وال(زد واي), وهي تئن تحت وطأة شحنتها من التمر والملح وزكائب السكر وصفائح الدهن, والركاب زهيدي الأجرة والتعرفة بأعلى الشاحنة , ونساؤهم الولودات!
    وبشقاوة طفولية . أمر بالزقاق أمام منزل الضابط .ومنزل الأستاذ طلحة مصطفي , الذي كان قائما جوار منزل عمنا شريف البحر , وعلي اليمين منزل حاجة الشول .. أري أمامي حاجة( مريم بت فرح الدور) , وهي امرأة طاعنة في السن ,وفي حوالي الستين من العمر , اقتفي أثرها خطوة بخطوة وهي تقترب من منزل جدي من الناحية الغربية ,وتمشي وهي تهتز وقد أنهكها المرض ,مثل( فرامة الخدرة) ! ونبتة (الحسك الشائك) , في سرك هي (الضريسة)!علي الجوانب مثل قطيفة خضراء, واقترب من ورائها تلك الحاجة المسكينة, واستجمع كامل صوتي , ومروتي , وأطلق صوتا أجشا وغليظا ، من بطن أفطرت بكسرة خميرة وملاح تقلية , ولاتخشي في الطفولة لومة لائم : ( وههههها)
    وما يفاجئني الإ وتسقط تلك الحاجة الطيبة المصابة بارتفاع الضغط , وأمراض أخري , وهي تسقط علي قفاها .. علي قفاها .. هذا أول تحد لقانون الجاذبية. أن أري من يسقط علي قفاه مرتعبا .. وهربت منها بكامل قوتي وسرعتي الطفولية .. واظنني ما عدت ألي البيت الإ مساءا , لتقابلني جدتي الحاجة كنينه يرحمها الله بأن( بت فرح الدور) أخبرتها بالهلع الذي أصابها من حفيدها , وبختني والدتي بأن هذه المرأة كان يمكن أن
    تموت , وسيكون مكاني السجن , وفي قرارة نفسي كنت معجبا بفكرة السجن , وأظن هذا التمرد قد لازمني طويلا .. فأرد عليها والله : قالوا في السجن( بيجيبوا للواحد رغيفة كل يوم) .. وفي زمننا ذلك كان الخبز, يؤخذ كوصفة طبية !لكن (الصبر قاسي والمحبة قدر)!
    كم كان عالم تندلتي جميلا ومفرحا .. تدخل إليها محتضرا ومهزوما وتخرج منها منتصرا وقد تلبستك روحا وثابة من شقوة الميلاد , ومتسربلا بالرياش, وبالزرائر المذهبة , وقوس نصر0 (يشلع) مع بروق يونيو المطيرة.
    وأعود متشمما رائحة أخشاب ال(فلنكة), وأخراج الماء المطلية ب(القطران), فيعود إليك الماء أكثر إرواء , وتبقي علي مزاجك المعهود , فتغوص في الرمل ,الذي يعتقد فيه القادمون الجدد ,كأنه يتربص بهم , وستجد لهم ألعتبي , عندما تعلق لواري ال(أوستن) وال(بدفورد), في (القيزان) , ويستنجد (المساعدي) بالصاجات , ليضعها فتمر عليها العربة بثقل الحمولة , والماكينة تزفر كل حشرجاتها وتنهيداتها بفضل ال(كوز) كما قلت لك , فيعطي اللوري صوتا ناعما وحنونا .. ويكون تغريدا في أذان السائقين المخضرمين , الذين يطربون له , لقد نقلوا لي عدوي هذه المتلازمة ! حتى صرت أرخي أذني لكل شاحنة عالقة في الرمل أو الطين , والسائق المتمهل في كرسيه الوسيع , يرمي تعشيقاته , واحد , تثب السيارة , فيعاجلها بنمرة2 ,حتى تستوي علي وسادة الرمل الناعمة الإ أنها لا تستريح الإ عندما يرمي لها نمرة 3 , ويساعفها بنمرة 4 (سايرين), فينفك الصوت طريا ومزغردا..
    ذلك كان امتحانا لكل السائقين, وخصوصا في الليل الغاص بشخوصه المتراصة بين جنبات ال(شرقانيات) , تزعق الماكينات , والناس يبرطمون بكلمات غريبة , لكن تفهم من برطمتهم إنهم يقولون
    (يا الله لينا ).. (ياود مضوي .. تجيبو قوي) ليصلوا إلي أهليهم سالمين, ويامكاشفي القوم , وكل الأولياء الصالحين , في (العبيساب) وحتي (ابوعمر النادر ) , وان كنت أجد نفسي بينهم, كنت سأقول (أبوعاقله ترس )!
    لكن تفرقت بنا السنوات .. صديقي آدم عمر كان بمثل ماهو عليه الآن منظما وراشدا , فلذلك نصبوه علينا في السنة الثانية (ألفا)!
    والفصل ضاجا بأسماء أتذكرهم جيدا وهم نسوني.. وإذا ذكرت لك أسماؤهم سيقولون لي (بتعرفنا من وين ؟). مثل يوم أمس .. اليأس وتاج السر ومعروف وياسين الذي صار ضابطا للجيش في تلك البلاد , والأخ عيد , وعماد التجاني عازف( الاكورديون) , وعبداللطيف , وأسماء كثر .وأسماء تأتي وتذوب , في معمعة الهم اليومي , لتلك الحالة التي اسميها الحياة.
    في احدي الإجازات وأنا طالبا بالمرحلة الثانوية , عملت بالمستشفي البيطري , كم كانت تلك الحقن الصغيرة تهزم هذه الكائنات الكبيرة , وشاهدت عمليات جراحية لأغنام في الهواء الطلق,ومحاليل وريدية تنسرب ألي عروق الأحصنة الهائلة, وعجبت لل(بنسلين)الذي يفعل كل تلك الأعاجيب.
    شاركت في تظاهرت بعمري الغض , حين كنت في المدرسة الابتدائية , يبدو أن هذه المتلازمة قد ولدت بها, وكبرت معي بعد أن عملت صحافيا وتشكيليا , ومهن أخري , لاتجدها في القواميس الحاضرة , وتوقي للحصول علي درجة أل (دكتوراه ) في تنسق الزهور !و(المسكيت) مازال صامدا ومثابرا علي النمو , لايخشي الإ الله ولعنة أل(فنلدنيين) الذين أتوا به, ألي هذا المكان الوديع , وبياضهم الثلجيّ!
    في فيضان العام 1998م, عدت موفدا من صحيفة( الوفاق) السودانية, قلت ذلك لأن بالجمهورية الإيرانية صحيفة اسمه(ا الوفاق) أيضا !وكانت اللعنة مستحكمة , نيل ابوحبل يغرق البلدة ,والسماء عندما تحبل لاتنتظر إذنا للهطول ,الأواني والقدور طافية علي وجه السيل,وأواني الألمونيوم مبعثرة في كل الإنحاء ,يعصف بها الريح كيف يشاء ,والملا ريا تختار التعساء إلي المقبرة الوحيدة ,والكوليرا وافدا يتخفي في أثواب كل كارثة , سوي أكانت من السماء أو من صنع البشر .وعدت من هناك ب(مانشيت) عريضا : (في تندلتي : قد يتحقق حلم( ماركيز) الحب في زمن الكوليرا)!

    ـــــ3ــــ
    ثمار الهجليج تكبح (القارديا), ونبات )العشر) بأوراق مستعرضة , تخفي سرا ملوثا , وأشجار السنط , وبخور أل(القرظ) الذي يطرد عارضا يجيئني كلما حاولت أن اكتب لكم!
    لكن في احدي مساء آت العام 1979م, كنت ادخل إلي ثمان سنوات , يفاجئنا الناعي أن جدتي من جهة أمي الأميرة (نصرة يونس الدكيم) قد توفيت في (ابوركبة) ,وذهبنا بكل متاعنا وأهلينا,وأتذكر أني قد عدت بعد يوم ونصف مع خالي عثمان توفيق, علي ظهر لوري (بدفورد)بلون ( ازرق بروسي)، وبحكم أني صغير فقد اركبوني ألي شمال السائق , الذي يتكئ علي وسائد أسطوانية , ويجري بين حقول الذرة الرفيعة , وهي تؤمي لي بهاماتها , وضيق المقعد لم يكن يذكّرني ب(رهاب الاحتجاز)!
    كانت جدة عظيمة , وسمعتها تحكي عن سقوط الخرطوم , وعن معركة كرري , وكانت في مثل عمري الذي ذهبت فيه ألي وفاتها , وأنها كانت تقف في بيت والدها الأمير (يونس الدكيم) , وانفرط عقد الأمر , وهي واقفة تراقب الحشود المتدافعة من بعيد , وتتمنطق في وسطها بأربع وعشرين مثقالا من الذهب من عملة (ماريا تيريزا) ملكة النمسا , فإذا بأحد الجهادية يهجم علي الذهب , وينهب حزامها , فتصيح, ولكن لا أحد يجيب, ولا حتى .. صلاح الدين يبرز من بين الحشد! وبشلوخ عراض كانت تقاسم صفحتي وجهها,ولذلك فأنني أدمنت الشلوخ العراض من ذلك العام , وأظن أن شقيقتها الأميرة ( فاطمة يونس الدكيم), قبل ذلك التاريخ بتسعة أعوام , وهي تنتظر في مطار الخرطوم عودة أبنها , السيد محمد سليمان الخليفة عبدا لله , و في طائرة كانت تقله من بغداد لدعم حركة 19 سبتمبرالإ أنه لم يحضر إلي الآن,لأن الطائرة التي كانت تقله قد تم إسقاطها في البحر الأحمر. وليس بعيد عنهم الشهيد عمر عبدالرحمن الخليفة عبدالله مسئول الحزب الشيوعي السوفيتي في غرب اوروبا ومقيما بهولندا... تخيل هذا الاخير وهذا المجد لحزب لم يجد عرابوه الإ هذا السوداني القح , ليرأس حزبهم في شرق اوروبا قاطبة .. الله له.. واحدي كريمات الاميرلاي سليمان بك خليفة تكون زوجة لأخ قائد أسرع انقلاب في التاريخ حسبما هو مدون في مكتبة الكونغرس الامريكي علي الاطلاق السيد /خالد الكد. والقائمة تطول .
    كان ذلك التاريخ يخرج من تندلتي ويعود إلي امدرمان,هب أن التاريخ تواضع قليلا ,وأقدم جدي الأمير يونس الدكيم علي العرض الذي قدمه له الخليفة عبدا لله , بأن يتزوج الملكة( فكتوريا ) ملكة الإمبراطورية العظمي التي لاتغيب عنها الشمس! هذا إذا أسلمت طبعا, وحسن إسلامها, حين جاءه رسول الخليفة , كان جدي الأمير يونس يتوضأ , والقي إليه الرسول رسالة الخليفة عبدا لله, تصور ماذا قال جدي الأمير يونس , رد علي الرسول بأن يبلغ خليفة المهدي : نشيف ... وهي بمعني ينظر ويفاد بلغة هذا العصر !
    يالعظمة هذا الرجل , يالهذا البطل( العالمثالثي).. ويالوسامة التاريخ حين يتحدث عن جدي .. هذا أحتمال كامل الدسم وغير منزوع (القشدة)!
    فإذا تم هذا الزواج , حتما كان سيكون أسمي ( أندرو) أو (فيليب) أو أي شيء من هذا القبيل!
    لكن السهل الذي أراه . أن تعبد الله جيدا, وبفضله الكريم تدخل الجنة, أسهل من أن يتم ذلك الأمر السابق.
    وتحكي أمي بنت الحاج توفيق اللذان يرحمهما الله , أن تندلتي في سابق زمانها سوقا أكبر مما هو عليه الآن, وأكثر تنظيما, وجزء من حياة ارستقراطية كان يعيشها والدها والامير عمر عبدالمجيد أبسام , وهما يلعبان التنس الأرضي , كل ذلك كان له ميدانا وروادا ومضاربا , وقانونا للعبة مثل الذي تلعب علي أساسه (شارابوفا) أو (سيرينا ويليامز) الآن!
    وكان لتندلتي مسرحا كبيرا ناحية المخازن علي الحي الشرقي , وارتاده فنانون كثر ، ومسرحيون ,وغني فيه عبدالكريم الكابلي رائعته(سكر .. سكر ) لأول مرة في مسرح تندلتي عام 1964 م , والعهدة علي ذمة السيد خالد توفيق!, فالحياة كانت نموذجية , وخالية من أي تعقيد كما يجري اليوم ,لكن أظنها حافظت علي هذا الجو الخرافي الوبيل , الذي أحس به كلما وطأت أقدامي تندلتي , سكون ما بعد النشوة, وقناع من سكينة يحيط بك , وتوشك أن تلمسه، خصوصا عند عودة (السمبر) , ليعلن خريفا جديدا , أعلي تلك( النيمة)التي تقع ألي شمالك , وأنت ذاهب في اتجاه الحي الجنوبي..
    و(سمبريات) رممت أوكارها القديمة , أو أظنها كما يقولون (سمبر يأكل عيش بالدس)!
    لكن ذلك القطار , كان عندي معه شجنا خاصا وغريبا, وأظنه عندما كان يغادر المحطة , فقد كان يأخذ قلبي معه , في مناديله التي سهرت فيها حسناوات البلدة,يطرزنّ أجمل الأسماء , وأول الأحرف بلغة انجليزية سهلة ,ويسرعنّ بها ناحية المحطة , فيتلقفها المحبين ، والجنود العائدون من المعركة , يمحون بها هزائمهم , والموظفون الذاهبون في إجازاتهم السنوية , والركاب المرفهون بحبيباتهم السمراوات.
    كل ذلك كان يأتمر بأمر ناظر المحطة , الذي يرتدي بدلة بلون زيتي خفيض الدرجة , ومائل لبهتان عندما يقف في ظل القطار,وقد تغلب علي ناظر المحطة شلوخا عراضا , ولكن ليس مثل شلوخ جدتي الأميرة نصرة لأن شلوخها شلوخا ملكية! وصرامة يقتضيها وظيفته كناظر محطة , ويعتمر قبعة عريضة الحواف, مثل قبة من ( القرميد) , وبحواف في سماكة أل(مارسيليا)! ويقف علي منصة خاصة به, ليسلم قائد القطار أل(تابلت), وهو بمثابة أذن مرور ألي داخل المحطة, بعد أن يكون السائق قد وضع ال(تابلت) خاصته الذي استلمه من المحطة السابقة , ويقوم بوضعه في زراع حديدي بارز, يتناوله ناظر المحطة , بعد أن يفرغ من مراسم تسليم أل(تابلت).. وبعدها يقف القطار طويلا.. وتتدافع الأيدي نحو بائعات الشاي والمناديل , كان ذلك القطار هو سينماءنا و تلفازنا في ذلك الزمان السحيق!


    تندلتي تُحَقِّق نبوءة ماركيز "الحب في زمن الكوليرا"

    كان هناك زوج من الأوز البري يسبح في هدوء على سطح تلك البحيرة التي خلفها "خور أبو حبل"، بعد أن أجهز على مدينة كانت تقوم هناك وترك أهلها في العراء عند وصولي إلى تندلتي غادر أيوب إلى غير رجعة.
    نخيل دائرة نصف قطرها أربعة كيلومترات مغمورة تماماً بالماء والأواني سابحة ولا يظهر من العناقريب إلا قمة أرجلها، المنازل كانت تحت هذا السيل، الأمطار هطلت أولاً وبغزارة لم تعهدها مقاييس الأرصاد 134 ملم، واستمر المطر ثماني ساعات، أجهز الماء على كل شيء خلف أدمع حبيسة، وصرخات مكتومة وصغار يرضعون بلا نهاية ولا مشيئة معلنة. ليس هناك مكان ليس فيه ماء، تشتاق أن ترى اليابسة، دعك من الوقوف عليها. الأسقف تتساقط على السكان، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر دورة الملاريا، السماء في حرب دائمة مع الأرض.
    في مساء 28/8/1998م اعتقد الناس أن القيامة لا ريب حائقة بهم في هذا اليوم. والناس هناك في حياتهم جداول صغيرة وأمطار خفيفة ليس بمثل ما يجيء الفيضان، مازاد في احتمالهم وهن واصطبارهم ركن. ويجيء الهمام والى كردفان في أول الغوث، وأول الغيث شاحنات محملة بالدقيق والسكر وأشياء كثيرة، وتظل تلك الأشياء مغلقة لحين وصول مزيد من الإغاثة، ويأتي الفيضان ويضيق خناقه حول المخازن فيتحوَّل الماء إلى عصير يفتقد نكهة البرتقال. المعلبات تطفو في نزق، لقد شبع الجوعى وامتدت أنواع الإغاثة، وأصناف الإغاثة واضحة اللون والرائحة عندما تتسرَّب للأسواق في زمن الحصارات والمجاعات المزمنة.
    بت في تندلتي ليلتي مسهَّداً، منظمات العون الإنساني تمد أياديها في سخاء، قابلت مسؤولاً هناك، إنهم بصدد توزيع إغاثة في الأيام القادمة والنكبة منذ أن بدأت سيكون لها شهر.
    ما جدوى التأخير في توزيع الإغاثة، الناس قد هتفوا أيام وزير داخليتهم أنهم بصدد التحول ليكونوا تابعين لولاية كردفان، هل هي حمى الجوع والضجر؟ والخوف من المجهول الذي لا نعرف أبعاده، المرَّة القادمة هل من السماء أم من الأرض؟ الملابس بالية، الملاريا تعلن عن نفسها وليداً شرعياً في حالة تردي الأوضاع الصحية للبيئة، الوضع "بوسنوي" جداً بلغة الأخبار.
    يجب أن يتوافر الضمير الإنساني في كل حالات الكارثة، ويتذكر الإنسان أخاه الإنسان، لكن وسط تلك الأجواء يظهر أثرياء الكوارث، فهم الوحيدون الذين ينددون في وجه أجهزة التلفاز حين يستحكم عداء الفيضان والمطر، إنهم كالملاريا.
    الناس فقدوا كل شيء، وأيديهم في اتجاه السماء ما توقَّفت، يحمدون الله على ما أصابهم، وكلهم يرجون غوثاً عاجلاً، قابلت هناك أشخاصاً كُثراً، يبتسمون على ما أصابهم، إن شرَّ البلية ما يُضحك، فعندما تطبق الأقدار فكوكها على أعناق المدن يصير الصراخ شيئاً عادياً بوجه الدهر وفوق طلوله المتناوحة، هناك منازل ما خلتها ستبيد أبداً ووجدتها طلولاً، الله من إمرء القيس في تعذيب المدن واستيقاف الصحب واستبكاء الدمن.
    ففي وجه الكارثة، ينبري صندوق دعم المرضى الكويتي العون الإنساني كافة أفرعه، ويأتي مسؤول فرنسي وأظنه مفوضاً من قصر الإليزيه، يترجل عن عربته وتغدر به عربة أخرى إلى أعماق المدينة، ساعات كثيرة قضاها هذا المندوب يرى بعينيه ويسجل ويستغرب ويستفرغ، ويحمل معه حفنة بعوض إلى "الشانزليزيه".
    فعندما يسقط 2100، ألف ومائة منزل في نزيف سماوي يستمر ست ساعات ويترك 603 أسرة بلا مأوى، حقاً إن نزيف السماء لا يرحم بيوت البسكويت. والأجساد المغلوبة على أمرها ستبقى ليلاً في رحمة الناموس، الذي يسهر معك حتى الصباح، وبعدها يقوم بتسليمك للذباب الطنان، كمروحيات صغيرة إلا أنها فتاكة، وفي الخاطر تغيب عاصمة أبدية للمسكيت. وشجر "المسكيت" غَافَل وزارة الزراعة بجمهورية السودان، واستوطن بعد أن أرسل جذوره عميقاً، فالتفَّ حول جذور الأشجار الأخرى وحول أنابيب المياه وألجم دهشة أي إناء ينضح، فصار هو الآن السيرة الغالبة عليها، وهو الغطاء النباتي الوحيد بعد أن تراجع نبات "العُشَر".
    والكارثة الآن أكبر من أي شيء آخر، الناس يحتاجون خياماً تقيهم من حرارة الشمس وسياطها اللاهبة، لولا شمس المدار لما جفَّ الماء قليلاً ويحتاجون أغذية وأدوية ففي جحيم المرض، "الكلوركين" يتم ابتلاعه في رعونة، ثم يعقبه "الفانسيدار Fansidar"، لكن لا داع لتعاطي الدواء في استمرار الوباء، والمرضى وغيرهم يتعرَّضون للسعات البعوض دائماً ويومياً وباستمرار، وفي أي مكان مظلم وأخشى أن تُفلح الكوليرا في أن تقضي على كل جسم يتحرك، فهي من الأمراض التي تلي الفيضان، الأرض يتم تطهيرها بالفيضان والكوليرا.
    ففي اجتياح الفيضان، خور "أبو حبل" صار مارداً، يجب أن تغيروا الألقاب إلى "نيل أبو حبل"، فقد سقط 3000 ثلاثة آلاف منزلاً كان ذلك في يوم 15/9/1998م كارثة لم تحل بهذه البلدة إلا عام 1938م، أي كل خمسين عاماً، إنه مُذَنَّب هالي جديد لكنه أرضي.
    وفي منطقة السوق تم تدمير 500 دكان، الآن لا شيء يمكن أن تشتريه حتى ولو كان معك نقود، إن التشكيليين الذين يزرعون ظهر الأرض وباطنها تأملاً وعبراً هم في كل الزمان وكل المكان، أصحاب النظرة الصابرة، قابلت الأستاذ التشيكلي أحمد توفيق مرتدياً جلباباً نظيفاً وعمامة، الفنانون دائماً في حالة استنفار وهو يتوجَّه لأداء صلاة الجمعة.
    ستطول الحكاية وأظن ما قاله ماركيز حتماً سيتحَقَّق في روايته الرائعة "الحب في زمن الكوليرا".

    (مقتطفات بتصرف من مجموعة قصصية خاصتي لنفس المدينة)
    أكتبوا لنا علي البريد الالكتروني :[email protected]
    مع وافر الود والتحية
    مصطفي بشـّار
                  

العنوان الكاتب Date
مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-01-08, 06:31 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي Amira Elsheikh01-01-08, 06:47 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي Amira Elsheikh01-01-08, 06:54 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-02-08, 02:46 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي Amira Elsheikh01-02-08, 06:36 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-04-08, 01:32 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي mustafa bashar01-01-08, 04:37 PM
    Re: مدينه إسمها تندلتي Adam Omer01-01-08, 04:49 PM
      Re: مدينه إسمها تندلتي Amira Elsheikh01-01-08, 06:43 PM
        Re: مدينه إسمها تندلتي Adam Omer01-01-08, 08:46 PM
          Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-02-08, 03:11 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-02-08, 03:04 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي سمندلاوى01-01-08, 09:19 PM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-02-08, 03:24 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي Masoud01-02-08, 00:24 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-02-08, 03:39 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-02-08, 05:24 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي محمد الأمين موسى01-02-08, 06:40 AM
          Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-03-08, 00:13 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي عبد الدائم سيد أحمد01-02-08, 10:47 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-03-08, 00:35 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي Adam Omer01-03-08, 00:51 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-03-08, 01:09 AM
          Re: مدينه إسمها تندلتي Adam Omer01-03-08, 02:05 AM
            Re: مدينه إسمها تندلتي محمد الأمين موسى01-03-08, 05:59 AM
              Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-03-08, 07:06 AM
                Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-03-08, 08:17 AM
                  Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-04-08, 01:47 AM
                Re: مدينه إسمها تندلتي malamih01-03-08, 08:18 AM
                  Re: مدينه إسمها تندلتي malamih01-03-08, 11:40 PM
                    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-04-08, 02:07 AM
                      Re: مدينه إسمها تندلتي Sidahmed elrayah01-04-08, 04:47 AM
                        Re: مدينه إسمها تندلتي malamih01-04-08, 08:19 PM
                          Re: مدينه إسمها تندلتي هاجر سيد احمد01-04-08, 11:19 PM
                            Re: مدينه إسمها تندلتي هاجر سيد احمد01-05-08, 00:36 AM
                              Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-05-08, 05:06 AM
                        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-05-08, 04:26 AM
                          Re: مدينه إسمها تندلتي هاجر سيد احمد01-05-08, 07:06 AM
                          Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-05-08, 08:47 AM
                            Re: مدينه إسمها تندلتي عمار عبدالله عبدالرحمن01-05-08, 12:31 PM
                              Re: مدينه إسمها تندلتي السر عبدالله01-05-08, 01:52 PM
                              Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-05-08, 02:05 PM
                                Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-06-08, 07:26 AM
                              Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-07-08, 11:40 PM
  Re: مدينه إسمها تندلتي Samer Osman01-06-08, 07:50 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-06-08, 09:09 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي Samer Osman01-06-08, 01:28 PM
    Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-06-08, 01:43 PM
      Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-07-08, 02:44 PM
        Re: مدينه إسمها تندلتي khalid kamtoor01-07-08, 05:50 PM
          Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-07-08, 11:59 PM
  Re: مدينه إسمها تندلتي emad altaib01-07-08, 08:38 PM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-08-08, 00:09 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي سلمى الشيخ سلامة01-08-08, 01:10 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي سلمى الشيخ سلامة01-08-08, 01:10 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-08-08, 03:15 AM
          Re: مدينه إسمها تندلتي محمد الأمين موسى01-08-08, 09:51 AM
            Re: مدينه إسمها تندلتي khalid kamtoor01-08-08, 05:56 PM
              Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-09-08, 00:03 AM
            Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-08-08, 11:51 PM
      Re: مدينه إسمها تندلتي emad altaib01-08-08, 09:48 PM
        Re: مدينه إسمها تندلتي Kostawi01-08-08, 10:10 PM
          Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-09-08, 00:23 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-09-08, 00:14 AM
          Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-09-08, 02:41 AM
            Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-09-08, 08:22 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-12-08, 07:39 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-17-08, 01:42 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-17-08, 01:46 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-17-08, 02:17 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-17-08, 02:01 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-17-08, 11:05 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-22-08, 11:04 AM
          Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-23-08, 00:55 AM
            Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-23-08, 01:18 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي maman01-23-08, 08:01 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-23-08, 08:33 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-23-08, 11:21 PM
        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-24-08, 00:41 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-24-08, 00:15 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-24-08, 01:04 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh01-28-08, 11:00 PM
          Re: مدينه إسمها تندلتي Sidahmed elrayah01-30-08, 11:08 PM
            Re: مدينه إسمها تندلتي Reader701-31-08, 07:33 AM
              Re: مدينه إسمها تندلتي Sidahmed elrayah02-11-08, 06:55 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي شول اشوانق دينق01-31-08, 12:32 PM
    Re: مدينه إسمها تندلتي Reader702-02-08, 10:31 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي Reader702-07-08, 12:31 PM
  Re: مدينه إسمها تندلتي sumah02-08-08, 05:19 PM
  Re: مدينه إسمها تندلتي sumah02-08-08, 06:00 PM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh02-09-08, 00:15 AM
  Re: مدينه إسمها تندلتي Masoud02-09-08, 00:48 AM
    Re: مدينه إسمها تندلتي abdalla elshaikh02-09-08, 04:33 AM
      Re: مدينه إسمها تندلتي مريم عزالدين صديق02-09-08, 09:52 AM
        Re: مدينه إسمها تندلتي مريم عزالدين صديق02-09-08, 09:57 AM
          Re: مدينه إسمها تندلتي مريم عزالدين صديق02-09-08, 11:59 AM
            Re: مدينه إسمها تندلتي welyab02-09-08, 12:45 PM
              Re: مدينه إسمها تندلتي Reader702-10-08, 09:01 AM
              Re: مدينه إسمها تندلتي Abdulmageed Gorashi02-16-08, 12:48 PM
                Re: مدينه إسمها تندلتي عدلان أحمد عبدالعزيز02-17-08, 06:02 AM
                  Re: مدينه إسمها تندلتي Marouf Sanad02-18-08, 08:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de