مواقف وطرائف في عالم التدريس (صور)

Quote: في بداية سبعينيات القرن الماضـي كانت ثانوية كســلا تزخر بالعديد من الأساتذة الأجلاء الذين كانو ا مميزين في أخلاقهم وعلمهم وعلي رأس هذه اللأوركيســترا كان هنالك مايسترو مبدع وفنان وإداري من طراز فريد ألا وهو الأستاذ الرائع الزين حامد وبين هذه المجموعة الجميلة كان أستاذي دهــب خـــيري مميزا جدا ..لماذا ؟؟ لأنه كان الي جانب تمكنه من مادة الأنجليزي كان متمكنا من تأصيل الضحكة والإبتسامة في نفوس طلابه لاوجوههم فقط ..هو رجل ظريف لأبعد حد ورجل نكتة بصورة عفوية دون افتعال أو إبتذال إنما تأتي النكتة والموقف الطريف في سلاسة. في اول يوم دراسي في فصل أولى جماع جاءنا هذا الأستاذ ليدرسنا الأنجليزي كان أنيقا في هندامه منسجمة ألوان ملابسه يضع نظارة طبية مذهبة الإطار وقد بدأ الزحف الصحراوي يجد طريقه الى رأسه... المهم جانا داخل الفصل مطلّق إيدينو لاشايل كتاب ولا ورقة وبدأ معانا عشرة ونسة طبعا كانت بالعربي وأخد يحاول يتعرف علينا وعلى بعض الأسماء ودردشة حلوة خالص الى أن ضرب جرس نهاية الحصـة .. ودي كانت أسرع وأقصر حصة لأن الجميع تمنى أن لاتنتهي هذه الحصة وأجمع الكل على حب هذا الأستاذ من أول لقاء ودي واحدة من ميزاتو كنت ناسيها.... كنت أقصر طالب في الفصل أنا وأخونا عصام عبدالعزيز (طه) على ما أظن عشان كده كنا في الأدراج الأولى وكنا حمب الشباك الذي يطل علي فناء المدرسة من الناحية الشرقية ومن ثَمّ على الشارع جهة أم بيرمي ,هو ضريح لأي شيخ لا أعلم .. كان لما بخلص حاجة أو يأمر بكتابة حاجة اعتاد أن يقيف قرب النافذة وأنا بكون أقرب واحد ليهو .. أول حاجة درسنا ليها كانت كتاب... Cry the beloved country_للكاتب Alan Baton (أبكي وطني الحبيب ل ألآن باتون) طبعا الكتاب ده كتاب مليان سياسة وكان الكاتب بيقفل كل فقرة بكلام شاعري ومرات شعر يرمز بيه لحالة ما ..في أول فقرة أستاذ دهب سأل الراجل ده قاصد شنو ؟ رفع كتير من الطلاب أياديهم بغية الإجابة لكنه لم يأذن لأي واحد منهم إنما قال لي : انت ! وأنا ما رافع إيدي لكني كنت أعرف الإجابة فأجبت وكانت صحيحة ... فاذا به يقول بشيء من الزعل يا أخي لما انت عارف ليه ما بترفع ايدك؟ وكان جوابي الصمت ونظرة محايدة ..,. ولا أدري لماذا كنت أفعل ذلك إذ هي عادتي الاّ أرفع يدي وأناعا‘رف الإجابة !! يا ابني أرفع يدك عشان أعرف منو الما فاهم من الفاهم ..قالها بحدة ظاهرة .. وبعد كم يوم تكرر نفس السيناريو ولكن انفعاله هذه المرة كان أشد من الأول وقال لي يا فقر مابترفع ايدك ليه وكت عارف انت عايز تجنني مالك ؟؟ اثنان لا يتعلمان المستحي والمتكبر انت ياتو فيهم ؟ اجابتي كانت نفس تلك النظرة المحايدة والصمت .. وهكذا استمرينا وحقيقة أستاذي العزيز في أوكات عديدة كنت اتعمد ذلك لأن الأستاذ العزيز كان لما يزعل يضرب بالكتاب الشايلو الطربيزة ويقلع نضارتو ويلبسها يجي كده عشرة عشرين مرة واستمرينا على طول كده وللأمانة في كل مرة يسألني بكون عارف الإجابة الى أن كان يوم سألني وكالعادة مارافع يدي ويظهر انو الأستاذ دهب نفسو استمرأ الحكاية دي وبقت عاجباه .. المهم وقفت وقلت ليه ما عارف الإجابة .. هنا قام خت الكتاب بهدؤ وطلع النضارة مرة واحد وما رجعها تاني وقال لي :- ( بقى كـده الحكاية يعني شغال بخطة .ماترفع يدك ولما نسألك تجاوب صاح ويبقى تاني المفروض ما نسألك ونسيبك بإعتبار انك عارف ..لكن اسع ماعارف) قالها وفي لهجته نبرة انتصار ومواصلا كلامه لي ( ماخلاص كفشناك وتاني يا فقر أول زول حأسألو انت فاهم .وخطتك باظت ياشِفت) وصار من يومها يكثر من سؤالي وهكذا نمت علاقة ما بيننا يبدأ يونسني شوية كده لحظة وقوفو جمب الشباك .. وفي يوم سألني عارف معنى كلمة دمث الأخلاق يعنى إيه؟؟ قلت ليه نعم يا أستاذ معناها أنو اللإنسان ده أخلاقو جيده ..قام قال لي ما ده المحيرني مفروض معناها ما يكون كده استنادا لنطقها يعني لما يقولو دمث الأخلاق مفروض يكونو بيعنو ان الأنسان ده مدمس ومرمد وسجمان بالله عليك الله النطق مابيوحي بالمعنى ده ... ومرة أخرى أتى الفصل ويظهر ما كان عندو مزاج تدريس قام قال اقرو أي حاجة وكالعادة جا وقف حمب الشباك إياهو وأنا جالس في الدرج الجمبو وقال لي فجأة ياعمر في أي علاقة بين البرلمان وحلاوة اللكوم ؟ قلت ليهو والله ياأستاذ ما شايف أي علاقة ... ولا أنا لكن ماعارف كل ما يجيبو سيرة البرلمان اتذكر حلاوة اللكوم وكل ما الأولاد يقولو عايزين حلاوة اللكوم اتذكر البرلمان... أرجوأن يكون أستاذي العزيز بعد هذه السنوات قد وجد العلاقة الجدلية بين الإثنين ... أما حكايته مع الطلاب وكذبة ابريل عام 1976 دي حكاية تانية وان شاء الله في بوست قادم .. كم اتمنى أن يقرأ هذا الكلام أستاذي العزيز وهو بالمناسبة مازال يعمل في حقل التدريس بسلطنة عُمان ... لك التحايا أستاذي العزيز .