طقوس العروس في امدرمان

Quote: لون الغناء والرقص الذى كانوا يؤدونه عرف ب مقلولى وكان يصاحبه الضرب السريع على الطبل وتبداء الاغنيه بالولى ياما آلولى , آلولى البت تحبك . وتغيرت اللهجه الى اللهجه السودانيه الى مقلولى يا مقلولى واخذ عليها المغنيات السودانيات وعرف هذا النوع من الغناء ب مقلولى . ومن هؤلاء الفتيات اسماء الحلبيه التى تزوجها ود الحناوى . وحسن وحسين اولاد الحناوى التيمان الحلب كانا من فتوات امدرمان ولقد عملا فى بدايه حياتهما مع موسى راس حربه المخنجى الذى كان منزله فى زقاق خلف الله ود صافيات الذى ينحصر بين سوق القش وشارع البوسته . وعمتهم التى ربتهم كانت قويه ومن فتوات امدرمان تخيف الرجال وهى الوحيده التى صدق لها برمبل بتربيزه خضار . واخذ الراقصات منهم الاثاره الجنسيه فى الرقص . وانتقل هذا حتى الى رقص العروس . بعد ان كان بسيطاً وهادئاً مثل أغانى الموزه حلاتا كسبان المسك حجباتا . وصار الايقاع اسرع وتطور رقص العروس اكثر واكثر الى ان صار له معلمات واستاذات يطالبن بالاجر الباهظ لتعليم العروس. ولكن لان الحلب ذابوا فى المجتمع السودانى ولم يتجدد سيلهم فلقد نسى الناس أغانى ورقص المقلولى . وتأثر كذلك رقص العروس بالرقص الاثيوبى والايقاع الاثيوبى . كان للاثيوبيين حفلاتهم ومناسباتهم التى تسيل فيها الانشه انهاراً وكما اشهر الاختين بشاير وعماير التمتم فى كوستى ثم عم كل السودان وطغى حتى على اغانى دليب الوسط كان هنالك اختين اثيوبيات يسكنون بحى الشهداء وفى بدايه الزقاق الطويل المتجه نحو نادى الهلال القديم على الجهه اليسرى وكان يؤم منزلهم من حظى ببعض المال والمركز وقد ذكرتهما فى كتاباتى القديمه واسمهما يولندا وروزينا . ومن اغانيهم دوس الكلتش ولا تبالى , السيسبان اصلو متنى . وفى بدايه الستينات كانا قد تخطيا الاربعين ويعزفان ويغنيان الاغانى السودانيه القديمه والاغانى الاثيوبيه ويصاحبهما بعض البنات بالرقص الاثيوبى الذى كان اضافه الى رقص العروس وحتى رقص السباتا الذى كان بطيئاً وانحصر فى الردعه والفدعه والترتره الخ .. ولكن لان الحلب ذابوا فى المجتمع السودانى ولم يتجدد سيلهم فلقد نسى الناس أغانى ورقص المقلولى . من الكلمات التى يستعملها السودانيون هى كلمه بيش ولقد سمعت الغجر فى اوربا يستعملونها بنفس استعمال اهل امدرمان ونفس المعنى كما فى لعب الورق او شئ لا قيمه له وتعنى عشرين . وعندما سمعتها لاول مره اندهشت وكنت اظنها كلمه امدرمانيه فقط . الحلب تركوا بصماتهم فى الاغانى السودانيه والرقص السودان وان كان الناس قد نسوا هذا . وكما يقول الناس اليوم عاملين كيته إشاره لحفله قويه كانوا قديماً يقولون لمن يتعزز شنو يعنى نعمل ليك مقلولى وكان راقصاتهم بارعات فى هز الوسط والارداف . ومن الفتيات اللذين أثرن على الرقص فى السودان ورقص العروس الاثيوبيه سلاس التى كانت فلفل حفلات العرس ولقد شاهدتها فى سنه 58 فى عرس شقيقتى وتأثر بها السودانيات حتى فى رقصه العروس . وكانت تقدم فاصلاً فى حديقه الحيوان وحدائق المقرن مع الراقص حسن بطرى الذى سبق أفريكانو, والطيوبه وحسن السروجى كانا يرقصان مع شرحبيل احمد فى اول ايام الفرقه . مجتمع امدرمان بداء فى الخمسينات والستينات يشاهد الشباب يرقصون فى حفلات العرس لاول مره بعد ان كان الرقص محصوراً على الفتيات والشباب يبشرون ويأخذون الشبال وصار الشباب فى الحفلات يرقصون الرومبا والسامبا والقطر قام , ويكون الراقصين فى شكل صف قد تتخلله بعض الفتيات الجريئات .لاعب الهلال ابو رزقه كان يجيد السامبا والرمبا فى الحفلات وهو ابن اخت لاعب الهلال خضيرى . والرقص الجماعى والطرب كان يحدث فى منازل خاصه كما كان يحدث فى دار فوز فى شارع المورده ومحطه كاس كمرى . وفى هذا المنزل فى حوالى العشرينات اجتمع اعضاء جمعيه الاتحاد للهو والترفيه وأغلبهم كانوا موظفين او موثرين وهذه المنازل التى يلهو فيها بعض القادرين فى امدرمان ويتخللها الغناء والرقص كان منزل عزيزه عوض فى بانت, عطانا ابروف بالقرب من الصهريج وكانت القوه الجاذبه فى هذا المنزل المرأه التى سارت بسيره جمالها الركبان سيده بت نور الشام التى كانت عشيقه احد اكبر الشخصيات الاسلاميه فى امدرمان . ومنزل ام عفاف او عشه كرار . وكما ذكر العميد يوسف بدرى فى تاريخ حياته بنت الشرفولا التى كانوا يزورونها فى شبابهم . المغنيه ومعلمه الرقص عشه ام رشيرش كانت صاحبه اكبر مجموعه من الزبائن ومنزلها خلف سينما وطنيه امدرمان وهى مؤلفه أغانى كذلك , هى مؤلفه الاغنيه فى مارس الضربه كانت قويه ويا سمك جاتك هديه بمناسبه حوادث مارس . حواء جاه الرسول او حواء الطقطاقه كانت اشهر راقصه ومعلمه للرقص وهى شقيقه الفتوه والملاكم محمد الفى الذى شنق فى سنه 1964 لقتله سالم احد اشداء امدرمان فى قعده سكر فى زقاق المشحمه الزريه ودكان ود ابربح الجزمجى . الحاجه نضيفه كانت تدير احد هذه المنازل حتى الخمسينات ثم انعزلت وتابت وحجت خاصه بعد ان تخرج ابنها كضابط طيار وصارت ابنتها مدرسه وناظره مدرسه فيما بعد . وابنها الطيار مات فى نفس الحادث مع الكدرو عندما خرجوا بطائراتهم لاستقبال بوكاسا رئيس افريقيا الوسطى . وموته سبب حزناً ضخماً وكان نساء فريق جهنم والاماكن المحيطه بها وكل العاملين فى هذه المنطقه يبكون بالمفتوح فى الشوارع ويتقالدون وتوقف النشاط فى المنطقه . لقد كان بشاره حلماً تحقق لاحداهن . الرضيه سعد كانت جميله ولها جسم جميل واشتهرت برقصه الكاس ولحن اغنيه الكاس اقتبس فى كثير من الاغانى الدكاكينيه وغير الدكاكينيه , وكانت تختتم به الحفلات والقعدات . والرضيه كانت تضع الكاس على جبهتها وترقص وتتقلب بدون ان يسقط من جبهتها , والاغنيه تقول الكاس كاسى بختو فى راسى الكاس كاسى .... بختو ..... الرضيه التزمت وتزوجت كمال جابر فنى الصوت فى الاذاعه . صديقتها بثينه المعروفه ببثينه ام سدر وهى فتاة طويله جميله كانت ترقص كذلك وتغنى . والاغنيه الدكاكينيه الامدرمانيه يا استاذ وبالقزاز وللرفيره عدنا جينا ولى شرينا بثينه ام سدر فى سرير الدبل , البيره ام جمل والشراب اسكوب كب يا على فى كبابى الشب . الرضيه صاحبه الصوت الجميل مع بثينه وكوكبه من الفتيات صرن يمثلن كورس الاذاعه والمسرح . . الرفيره كانت تعرف بى جنينه برمبل انشأها ورعاها وكانت تروى بالشادوف ( النبرو ) الذى يديره المساجين احدهم كان كبس الجبه فى فترات سجنه قبل ان يصرعه بالرصاص العم خاطر فى حفل عرس اقتحمه مصحوباً باحمد عبد الفراج ( قدوم زعلان ) دقماس وشقيقه ( الدقاميس ) يسكنون المورده وراس الميت . ممثل الدفاع كان محمد احمد المحجوب. الرفيره كانت الكازينو الوحيد فى امدرمان وتبعتها الجندول . . قدوم زعلان هو خال الفنانه والراقصه حنان بلوبلو التى جمعت بين الرقص والغناء يسكنون العباسيه تحت وشقيقه خضر كرموش وشقيقتهما قابله وهى والده حنان بالتبنى . تعليم العروس كان يحدث عادهً فى المساء او بالليل ويشترك بعض فتيات الحى حتى الغير متزوجات تهيأً ليوم العرس وقطع الرحط . وقديما لم تكن الفتاة ترتدى اى شئ غير رحط من الجلد وتغطى بفركه وينزع العريس الفركه ويقطع الرحط لكى ترقص العروس عاريه . وفى امدرمان قديماً قصه العريس الذى جفل عندما شاهد كبر الاثداء فارتجلت المغنيه قائله يا عريسنا ما تخاف ديل واحد مخده والتانى لحاف . مما يذكر ان الاستاذ محمود محمد طه ارجع الفركه لزوجته مغتياً لها عندما تسمرت وجرت دموعها رفضاَ لتلك العاده ,كان هذا فى رفاعه . واخيراً فى الستينات والسبعينات تطور رقص العروس وصار عنيفاً مثل اغانى نصره والشحم ده واللحم ده والبلطى ده فى المورده وووو الخ ... وباشارات وحركات جنسيه استفزت عم العروس فعاجل المغنيه بواحد كريز . من العاده ان يؤخذ العريس بواسطه اصدقائه وتقام له حفلات فى هذه البيوت لتنويره وتعويده على الجنس وممارسته خاصه اذا لم يكن قد مارس الجنس من قبل ويسلمونه لاحدى النساء المتمرسات . احد هذه الاماكن كان سبعه بيوت فى بانت . وهذه الحفلات تعرف بالقيدومه وحفلات البنات بالحراره . . والنساء اللذين كن يعلمن الفتيات الرقص كان الامهات او الخالات يطلبن من السيده ان تشرح لها العمليه الجنسيه ويقولون لها عليك الله احكى ليها بابو فلجه . وتتولى هؤلاء السيدات هذه المهمه الصعبه بمعنى انه كان هنالك دور ملموس فى المجتمع الامدرمانى او السودانى . فى نهايه الخمسينات والستينات كان بخيت ابو الجوخ يسكن فى الكبرى امام المسرح القومى ويزرع الارض التى امام الكبرى باللوبه وبما اننى كنت مصاباً بحب صيد السمك فلقد كنت اتحدث معه . ثم صرت احد رواد صالونه ومن الرواد حسن عبد الفراج وهو موظف انغمس فى الشرب وكان يتحدث كثيراً عن حجه نظيفه واظنه قد عشقها فى شبابه . وبعد استلام البونص وهى كميه ضخمه من الفلوس صرفت للموظفين بواسطه لجنه ميلز وويقفلد للعمال فلقد كانت تقتطع من العمال والمزارعين فى الجزيره والموظفين مبالغ ردت لهم مره واحده وعند استلام المبلغ صرف حسن عبد الفراج ( شحرر ) المبلغ فى منزل حجه نضيفه ولم يرجع الى العمل بعدها . وكان يلازمه احمد باب الله وهو خال صديقى مصطفى كتبا وعازف الكمان رحمه الله عليه ابراهيم كتبا الذى سمى عليه عازف الايقاع ابراهيم عبد الوهاب . ومصطفى كتله او مصطفى عبد الفراج وكتله ترجع الى تنظيم الكتله السوداء الذى نظمه الدكتور ادهم او الرئيس لنقابه الفنانين وهو عازف ومؤلف مقطوعات موسيقيه . وكنا نظبط حله القرقور ونناقش الدنيا . والعم بخيت ابو الجوخ كان آخر الصياع امثال ود الرومى وتوم شم العيش . وهؤلاء هم اللذين نشروا الاغانى فى مجالس الشرب والقعدات وفى اسفارهم وترحالهم قبل ظهرور الاذاعه وبعدها لانها لم تكن متوفره للجميع . ومن هذه المجموعه ومجموعات اخرى تعلمت وحفظت الكثير من اسرار المجتمع السودانى . . بخيت ابو الجوخ كان يدخل فى بعض الاحيان فى مناقشات مع صديقى وجارى فى الحى موسى عبد الرحيم وهو شخص متعلم يتقن الانجليزيه وفنان . فى احد جلسات صيد السمك سمعنى اترنم باغنيه يا قائد الاسطول فقال لى بعد صمت يا شوقى عندى ليك نصيحه ما تحاول تغنى حتى فى الحمام وهذه النصيحه نفذتها . مات رحمه الله عليه فى شبابه وترك ابنه معتصم وابنه . وهو موظف فى سودان مركنتايل الشركه الضخمه ويمت بالقرابه والصله بالفنان صلاح مصطفى وسمعت ان صلاح مصطفى تعلم العزف على يده عندما كانوا يسكنون فريق السوق قبل ان ينتقل الى ميدان الربيع وكان يصطحبنى لصيد السمك مرتين فى الاسبوع . ومن تلك المناقشات عرفت ان مستوره كانت اول من مارس الدنقر ومستوره اتت من سنار مع شريفه بت بلال او كانت تلميذتها . ثم صارت فضل الساتر ملكه الدنقر فى امدرمان وصار لها فتيات يتدربن على يدها يقومون بهذا الدور . رحم الله موسى فلقد كان احد اساتذتى فى الدنيا . . اول مره اشاهد الدنقر كان فى حوش الاسد او حوش الخاله مكه الدار فى امدرمان فى بيت المال بالقرب من قصر الشريفه . وكانت جدتى رحمه الله عليها زينب بت الحرم تهتز وتقفز وتصفق بيديها ويضرب النساء بطن ايديهم مع بعض ويصرخن حى ووب . ويبدو ان هذه العمليه كانت تصيبهم براحه نفسيه فيما بعد لايام فجدتى كانت حاده على جدى طيله حياتها لا تستعمل العطر او الدهن ولا تشرب السكر وتلبس القنجه والدموريه وزن عشره وتغسل ملابسها بالشاى حتى لا تكون ناصعه البياض وترتدى الشبشب نعله فى شكل تموت تخلى . وهذا هو امتداد لتعظيم وتأليه الحزن الذى انتقل الينا من الفراعنه والممالك النوبيه القديمه ولم يستطع الاسلام ان يقضى عليه . ولكن جدتى الرساله بت احمد الانصاريه عندما اخبرتها بجنون جدتى والحى ووب ذهبت لها مهدده بانها ستقاطعها اذا رأتها مره اخرى تسوى الحى ووب . الدنقر والظار انحصرا فى امدرمان القديمه لم اشاهدهم فى حى الملازمين او العرضه او عند الانصار فقد حاربت المهديه هذه النشاطات . كما سمعت كذلك ان الدنقر أتى من سنار لا اعرف هل مستوره هى نفس مستوره التى كانت تبيع الطعميه امام دكان اليمانى الصغير وتسكن فى نفس المنزل فى الشارع الذى يمتد من مكتبه البشير الريح الحاليه الى المورده . وفى الخمسينات وفى العصر كانت قد سقطت فى الخور العميق امام الدكان ويبدو انها اكثرت من الشرب وصديقتها تحاول ان تخرجها بدون جدوى واليمنى لا يحرك ساكناً فاخرجناها انا وصديقى الطيب سعد الفكى الرباطابى الذى اراد ان يعتدى على اليمنى الا اننى منعته واليمنى كان يقول انهن بدأن الشرب فى الصباح وكن يقمن بازعاجه وشتمه . وبعد ان اخرجناها كانت تقول لليمنى انا غنيت للحكام واسيادك كانوا بجونى وما كان فى زول ما بعرفنى زمان ..... وكلام كثير ووقتها كانت فى السبعين . من احداث امدرمان فى الخمسيناتً , وجود سند مقتولاً ومسامير فى رأسه والقى به فى خور ابو عنجه واتهمت سالمه وهى امرأه طويله القامه جميله ممشوقه القوام كانت لا تزال محتفظه ببعض جمالها فى بدايه الستينات وهى جارتنا فى منطقه ميدان الربيع . سالمه كانت ترقص وترقص ويؤم دارها اهل اللهو والطرب بسببها قتل سند والسبب هو الغيره لتعلقها بسند . فاطمه مسمار النص سيده جميله لونها فاتح تزوجت فى بدايه الستينات بسعيد وهو رجل صامت يعمل كطباخ حفلات . والدته ام سعيد كانت جارتنا تزورنا بانتظام وتشد العرقى وصديقتها فضل الساتر كانت مشهوره بالقام زت . فاطمه كانت من الراقصات ويعلمون الرقص . الفنانه فاطمه الحاج كانت لها دار بالقرب من سوق حى العرضه يشاركها فى منزلها بعض الفتيات والسيدات يقصدن للهو الغناء شاركن فى تعليم الرقص وتسخين حفلات الحرارات والقيدومات والانس والبهجه وسط النساء التى يتخللها القرقره والضحك . التمتم اثر كثيراً فى رقص السباته ورقص العروس وطبعا ملكه التمتم كانت رابحه تمتم وهى التى احتضنت فضل المولى زنقار وعلمته الغناء والايقاع , وهنالك فاطمه خميس التى عاشت الى الثمنينات وهى مغنيه وشاعره وملحنه اشتهرت باغنيه يا دمعى الاتشتت وغلب اللقاط . مناحه لوالدها . وكانت زوجه محمد ديمترى البازار وسكنت فى بانت لفتره.