هنا فداسي

هذا بالطبع ليس للنشر

فلا توآخذونني أحبتي، وهنيئاً لكم برسالة الأخ الأستاذ البحر الواهب المعطاء:
الأستاذ / إبراهيم الصافي محمد علي الحر ( الكاتب الصحفي والمحرر الأول بجريدة جامعة الملك سعود وقناة المجد الفضائية، خريج كلية الصحافة بجامعة أم درمان الإسلامية 1971م.

في
همهمات عند الظهيرة

(المكرب) تحية ود ومحبة..
غادر (التكريب) عضلاتك (الكروية) إلى عضلاتك (العقلية).. فها أنت خارج نطاق (الانهزام) وأعني الكتابة للنفس التي كنتَ أسيرها زمانًا، حتى صار التعبير من هواياتك (السجينة).. واقتبس من محاضرة للناقد الأدبي عز الدين إسماعيل: "الأديب الذي يكتب لنفسه ناشئ ومهزوم".. وأخشى أن ترتدَّ هذه المقولة على ناقلها أو المستشهد بها.. حفظك الله وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة.. ولك أن تحمد الله على (هنا فداسي) التي كسرت (القوقعة) وأخرجتك إلى رحابة الأنفاس المرعشة.
عملاً إعلاميًّا متقدِّمًا تفعله عبر رابط (هنا فداسي)، ذلك أن نقل الخبر فور حدوثه سمة الفضائيات والصحافة الإلكترونية، وهي خدمة إعلامية وخَبَرية جديرة بالتقريظ والتشجيع؛ برغم تململي الشديد من (عبارات الإطراء)!! فرغم مساحة زمنك المتقلصة بعامل الضغط (الدََّخيلي) إلا أنك لا تستطيع إلجام قلمك عن التفاعل مع أهلك، أهل فداسي الصاعدين إلى المعالي عبر تراث (الحلقة والدواية والركوة) تفاعل وجداني وفكري وثقافي وتراثي.. ولعل الآخرون يغبطونك على (كلمات المدح) التي تنساب كما المسك، أو كما الرعشة من قلم (الشمولي) أبي عز الدين الموسوم عندنا بـ (نافذة معرفة)، ذلك أن هذره منفعة، ورؤيته إضافة، واعتذاراته بلاغة، وتقديمه للآخرين حصافة.. (واعذرني إن ركبت موجة الأقلام التي تثري ساحة "هنا فداسي" بالثناء على بعضها إحياءً لأدب المجاملات)، ولكني أقرأ له وأخرج بمعلومة جديدة، أو مفردة سلسة، أوتشببيها بلاغيًّا رفيعًا.. حقًّا لقد أضفى ـ وكذلك من معه ـ على الموقع حلاوة وطلاوة وبهاءً وجمالاً.. وليعذرنيٍ (عز الدين) إن استنكفتُ عليه الاتجاه إلى (المدح) ـ وإن كان قسر إرادته ـ ثم انكفأتُ لأنزلق داخل الشراك نفسه.. وكأني في هذه الحالة أزمُّ نفسي.. وأطمع في أن تبلغه اعتذاري.
ويصلني عتابك ـ الشفاهي عادة ـ عن ليِّ عنان قلمي بعيدًا عن (هنا فداسي)، لعله حُسنَ ظنٍّ منك بأني أملك القدرة على المشاركة في إثراء هذه الساحة التي تجري فيها أقلام نابهين ونابهات من أبنائنا وبناتنا.. ما كنَّا نحسب أن تربة قريتنا خصيبة، وقادرة على مزج الطلل بالمداد لتنبت فكرًا وثقافة وتواصلاً.. وكم أفخر وينتابني إحساس بالسعادة وأنا أقرأ وأسمع لأول مرة بكاتب أو كاتبة ربما كانوا أو كن في مجاهيل معرفتي المتواضعة بسبب فارق السن ومتاهات الغربة، وضعف التواصل.. هنيئًا لنا بسامي ومكسب ومهاجر وسناء وغيرهم وغيرهن.. بالطبع هذا غير المعروفين: أبوبكر الأمين يوسف، هيثم بابكر، أسماء الأمين، الحاج محمد إبراهيم...
ولا أخال إلا أن الظن يخامرك بأن (الزعيم) ضنين بزاده وينبغي أن يدخل موسوعة (بخلاء الجاحظ)، ولكن لتعلم أن (المتهم) بالقدرة على الكتابة ما هو إلا مهنيٌّ يعرف كيف يحرر الخبر في قالب (الهرم المقلوب) ويصيغ التحقيق (هرمًا معتدلاً)، ويضع المقال في قوالبه الصحفية والتحريرية (مقدمةً وصُلبًا وخاتمة) مع التركيز على أحد أنواع المقدمات المعروفة، ويمكنه الادِّعاء بمعرفة (أكاديمية) حول أساليب الكتابة: (الأسلوب الصحفي، الأسلوب العلمي، الأسلوب الأدبي الذي ينقسم بدوره إلى ستة: وصفي، نقدي، ساخر، نزالي، قصصي، خواطر)، ويعرف متى يستخدم أحد هذه الأساليب وفق إطاره المطلوب وبما يناسب وسيلة النشر.
وعمومًا فأنا محكوم بهاجس سياسي، ومهموم بواقع أمتنا.. ولذلك لا أكتب إلا لنفسي، أو لسدِّ فراغ في مطبوعة أنتمي إليها.. ونادرًا ما أسعى إلى النشر.. وهذه (سلبية) أو سمِّه (تقاعسًا) أو أي تصنيف من تصنيفات علم النفس..
يقول محمد مفتاح الفيتوري على لسان الحكيم بيدبا مخاطبًا دبشليم:
"حكمة هذا العصر أن تطبق عينيك طويلاً وفمك.."
وأضيف أنا نثرًا:
أن تتعلَّم كيف تُلجِم قلمَك.. كيف تصُمَّ أُذنَك، وإلا أستدنيتَ أجلك..
عذرًا للإسهاب.. فما هذه إلا تهويمات أو تخرُّصات تسليتُ بها ساعة إحباطات ومنغصات في مجال العمل.
كل هذا الهذر أملاهُ عليَّ نعيُك للأخ شمس الدين بن الأمين الدرديري.. نعيٌ مُطعَّمٌ بباقة معلومات عن إخوته وقرابته تُشكِّل إضافة نافعة يستفيد منها زائرو هذا الرابط الممتع.. أثقل الله موازين صاحب فكرته، وداعميه والمتواصلين معه.. بقي أن أصحح معلومة حول بنات عبد الحي (لأنها تخُصُّني):
زوجة الأمير الدرديري حاليًّا هي خديجة بنت محمد أحمد القاضي، وأمها عائشة بنت عبد الحي أم الريح وبابكر رحمهما الله ثم زهراء زوجة الحاج في عبد الجليل، وإبراهيم القاضي زوج رقية الأمير الدرديري، وكلتوم بنت عبد الحي هي والدة خليل وكمال بلة لا عائشة.. وبنات عبد الحي ليس فيهن رُقية، وإلا حملت اسم والدتها رقية بنت محمد أبوحليمة.
قرأت لتوي ما كتبتُه عن شمس الدين، ولعل هذا ما استفزني إلى مداعبتك ببعض الكلمات لعلها تشفع لي عندك وتنفي عني تهمة (البخل) بالمداد... (Sure I am not a miser).. وهذا بالطبع ليس للنشر وإنما هي همهمات ظهر الأمس، أو لنقل مماحكات أو مناكفات مع (المجرَّب) لاستهلاك الوقت عبر كلمات (لا عبر عشَرَة حريق).. ولك المنى هناءً.
أخوكم الزعيم

- التعديل الذي أشار إليه الزعيم قد جرى في موقعه ( وفاة شمس الدين)، ونشكره على إفادته وإضافته الهامة ( م. حسن، الرياض 11/3/2007م )