هنا فداسي

وروداً وحنفة ملح.... وماء الشن مع عودة السناء

الأخت الكريمة سناء،،

أحمد الله لكم على سلامة العودة, وآمل أن تكونوا قد قضيتم بين الأهل أطيب الأيام مع أنها شهدت رحيل العم فضل والجدة السرة ( فتغمدهما الواحد الأحد تحت رحمته وفيض نعمائه( آمين).
وأشكرك أختاه على تشجيعك الحار والصادق لي بالكتابة في المنبر العام بقصد المصلحة العامة، غير أن الحديث في المنبر العام يحتاج مني لدربة، ومتابعة، وتحصيل معرفي معين أقول بلا تردد أني أفتقر لحد كبير إليه، وحتى أن الذي صدر مني في منتدى "هنا فداسي" أحس فيه شدة الوهن ومحدودية الفائدة وبعضه قد حمل على عبارات عرجاء، وأكتنف بزاوية ضيقة، وما سلم محتوى فكرتها من التشويه والفتور، وقد لا تعدو في محصلتها أن تكون تعبيراً عن انطباع خارجي، ثم إني على قناعة تامة أن الانطباع الخارجي لا يصمد طويلاً، وسريعاً ما يجف ماؤه، ولا يجدي معه فتيلا. غير أن المحاولة الانطباعية محض تشريح ليس بمستطاع أصحاب الظهور المكشوفة والأنفس الحراقة...!! عشرات، أو ربما مئات من صادفت في صفوف الانطباع الخارجي عن فداسي محتشدين داخلياً وخارجياً، ولم أر بين الصفوف إلا قليلاً من سولت له نفسه حمل معول التطبيع والغرس بغية الإصلاح الداخلي ليودع – حقيقةً- بذرة الخير والنماء في كبدها الرطب.
جاء مهاجر من إجازته الأخيرة بعد طول غياب عن الديار وكنت أراه يتمزق وقد أفضى ببعض الكلمات وأخفى أشدها مضاضة، وكادت أن تفترق به السبل لكنه كلن يستند إلى ركن أمين، فما ضره غير عنت رازح يمور في أطوار نفسه كلما رأي مفارقة الزركشة الخارجية والمكنون الداخلي، وكنت أريد أن أسأله عن حصيلته وسوف لن يبخل علي فهو صنف من الرجال يعتد ويرجع إلى آرائهم، وتكفي تجربتي وعلاقتي مع جده ود خليفة وقد كان آية صدق، رحل لما عجزت القرية احتمال مقالته، وأشهد الله أن نفسه ما سوغت له احتمال الزيف والمكر والدهاء والنفاق الاجتماعي البغيض.. كان دائم الحديث عن وجه الحقيقة الصراح، وقليلٌ من الناس كان يشاركه الرأي ورأيه هو الصواب!!
وبمثل ما جاء مهاجر – وهو الشاب القوي والمفعم بالحيوية والفأل جئت مثله أنوء بأحمال وهم كبير، ولشد ما أكثرت الوقوف عند" مسألة غياب الدور" حتى شككت في حقيقة زيارتي للبلدة ، وكأنها كانت محض تصور أو بعض خيالات من كابوسٍ ليلي مزعج. وكنت على وشك الاجتراء أن أكتب عن تلك الهواجس الأسبوع الماضي وقد وضعتها تحت العنوان: إرتباك ما بعد العودة ( يوليو 2006م) وكنتم فيها ستقرؤون: الرؤى المخادعة، الرنين المغنطيسي الواهن، ... ( يمكنك الرجوع إلى رؤوسها في موضوعات الأسبوع الماضي). ولكني وضعتها جانباً ريثما أفرغ من شؤون العمل التي قد تمتد حتى النصف الثاني من إبريل القادم.
ولأن تجيء السناء في رحلة العودة ولم تشأ تحدث صراحة عن حصاد التجربة إلا أنها أوحت بكلمة واحدة شاملة ولم تزد أغنت كلمتها عن المطولات: حفنة الملح / أو قبضة الملح، وإن لم أكن مخطئاً فقد خطر لذهني من الوهلة الأولى أنها جاءت تئن وتتوجع، وقد نحتاج إلى الملح لتسميد أرض السراب أو .............، وتلك قضية تسترعي الانتباه والنظر لمن أراد العبرة والاعتبار، ويزداد يقيني أن محاولات الفرار إلى الإمام – كما نشاهدها بوضوح تمام في المعترك المكاني والزماني هنا وهناك لتحدث عن الكثير وعن المدهش والمخيف.
ومن حقي أن أسأل: أليس من بيننا من هو ماهر في إدارة الأزمات، وإن له منا:
- وروداً، وحفنة من ملح
- وماء شن ( قربة) فرات.

وخالص التحية للعائدين من المراتع إلى مرابع الكلم وصف الحرف الجري.

محمد حسن خضر
10/3/2007م