هنا فداسي

الأخت الأستاذة أسماء الأمين
الأخ الباشمهندس سامي
الأخ محمد حسن خضر
كل الإخوة بفداسي
كثيرة ما قرأت ما لمحت نظرة تشاؤم ببوار هذا المنبر (هنا فداسي)، لمست تخوفاً من قلة زواره أو أبصرت مرآة التلويح باحتضاره.
ولكن الحقيقة الماثلة، أن هذا البوست الرائع، قد أفرز أقلاما وأبرز أعلاما، ما كانت خافية، و في سعة النشر بحبوحة و لضيقه عذر يتزين به المقل. كما أن في هذا المنبر ، صولة المدل. وما مبعث قلق هذا أو ذاك- حسب ظني- إلا الحرص على الاستمرار، إلى أن يتم الصرح العنكبوتي الكبير لفداسي.
هنا فداسي، بكل الفخر، أضحى ملاذ الناس في غربتهم، زائرين أو مشاركين. ونظرة واحدة إلى عدد الزوار بالمنبر العام، تري المتأمل أن هنالك محرومين من المشاركة لعدم العضوية، لضيق الوقت أو لأن بعضهم يحس أن مشاركته قد لا تفيد، وإن كان مخطئا، فكل مشاركة سيكون لها معناها ومدلولها.
كم من خبر طيب مفرح وآخر محزن رُفع على هذا البوست. كم من راثٍ لوفاة أحدهم أو مُعزٍ، قصد أن يخفف مصاب أهل فقيد.
حكى لي أحدهم أن السيدة العازة والدة محمد حسن خضر، رأت صورة زوجها الراحل حسن خضر وكنت قد رفعتها في هذا البوست. رأت الصورة على جهاز حاسب محمول، حمله لها ابنها الأخ الرشيد حسن. فرحت المرأة وكأنما رُدَّ إليها شبابها، ثم دعت له بالرحمة ودعت لكل من شارك في هذا البوست.
إخوتي، كم هو فعل طيب أن تدخلوا الفرحة على سيدة؛ مثل هذي. وما ذا ترجون غير إدخال السرور على الناس وهو أعظم الصدقات إن كان مجرد التبسم في وجه أخيك صدقة.
المنبر كان مجالا طيبا لطرح أفكار ومناقشتها ولا يزال وبإذن الله سيدوم، لا يفيده قدوم شخص واحد ولا غياب واحد منه، وهو ليس ملكا لأحد لأنه يعبر عن دار ليست ملكا لأحد.
و لا تزال الأخبار تترى بأن الناس في فداسي يتابعون هذا البوست باهتمام و ينظرون إلى متحدثيه باحترام. فإن كانت ثمة هنة هنا أو هناك؛ فلا تكونن عثرة في وجوه المشاركين، وإن بدا لهم عدم رضى على بادرة، شاردة أو واردة فلنقل قولة أحدهم ( لنعمل جميعا على ما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه).
كل يوم تظهر حسنة لهذا البوست.
قصدت من هذه المقدمة إشارة إلى متابعين من بلاد الصقيع (بلاد تموت من البرد حيتانها)، ولكنها أضحت دافئة على ساكنيها، وهم من هذا الوطن الرائع السودان. من فداسي بالتحديد.
عنيت بنات الأخ الدكتور عبد المنعم الجاك.
أحسن والدهن تربيتهن، فتم تكريمهن من أعلى الجهات في المدينة، وكرمتهن فداسي بذكر التكريم في هذا البوست.
بنات موهوبات ؛ فما شاء الله، ما شاء الله ثم ما شاء الله، حفظهن الله ورعاهن، وأكرم والديهن وجزاهما الله خيرا على حسن الرعاية وطيب التنشئة. هؤلاء البنات يعشن في بلد و قلوبهن متعلقة بالوطن. أرسل والدهن مشاركات شعرية طيبة من إنتاجهن، يحيين فيها منبر هنا فداسي ويعظمن فداسي.
قد لا تصدقون أن من في السودان من يحلمون بأكل أوربا ولكن بنات عبد المنعم الجاك ، يحلمن بالفطيرة و القراصة مع جدتهن، ويحلمن بأن تدبغ الشمس جلودهن.
سجلت إحداهن تحيات خاصة لكل من أسماء، سامي، محمد حسن، إسحاق ومكسب وتحايل للآخرين، وأنا أشكرها بالنيابة عنهم وعنكم جميعا.

لا أفسد عليكم و المشاركات قد وصلت بالبريد الإلكتروني، فسأوردها تباعا، إن شاء الله. ثم أنشر الصورة المرفقة، بعد معالجتها، وكنت أرجو من الأخ الدكتور عبد المنعم أن يرسل الصورة في مرفق منفصل عن نص (word)، ولتكن على تنسيق (JEPG) بحجم 400 بكسل. وأعتذر لبناتي إن تعذر إنزال الصورة، والله الموفق.
و أهدي لهن، رائعة بارني المشهورة وأواصل..