هنا فداسي

الإخوة والأخوات بالمنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أعظمها من سيرة سيرة شيخنا الجليل البشير مالك، وما أدراك ما شيخ البشير بن مالك علية رحمة الله . في سرد مشوق أعادنا الشيخ الدكتور محمد سيد شريف لتلك الأيام الجميلةـ أيام أن كنا ننعم بوجود كوكبة فريدة من علمائنا الأجلاء أمثال: الشيخ البشير مالك، الشيخ الصديق أحمد عبد الحي، الشيخ محمد مصطفى رملي، الشيخ محمد عبد الله الوالي، الشيخ البدري الصافي، الشيخ أبو الحسن الفضل الشيخ محمد أحمد إبراهيم، الفكي السماني الحسن والفكي المبارك زين العابدين يرحمهم الله. إن الموت أصابنا في مقتل بفقد هؤلاء النجوم .

تميز أهل بلدتنا وتفرد أبناؤهم بالذكاء المشهود والتعليم الذي صاروا له منارة ووزارة. إن في سرد سيرة مثل هؤلاء القوم الذي حباهم الله بالتقوى والإيمان والعلم، فائدة كبيرة للأجيال، وفيه توثيق وبيان لقدر هؤلاء الرجال، فنحمد الله أن هيأ لنا ابناً باراً قام بهذا الجهد الطيب والعمل الجميل ، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته.

عن كرامات الشيخ البشير يرحمه الله أحدثكم عن هذه الواقعة التي أعتبرها من كرامات الشيخ الكثيرة.
قبل السفر للعمل بالخارج ، وبعد أن قمت بتجهيز كل الوثائق الرسمية المطلوبة للسفر من استخراج جنسية وجواز سفر وتوثيق شهادات، لم يتبق لي إلا شهادة الخبرة. ولما كنت لم أمارس عملاً بعد إنهاء دراستي، استشرت شيخ البشير في استخراج شهادة الخبرة بعد أن وضحت له بأنني لم أمارس عملاً من قبل. فأرشدني بعدم عمل ذلك . بعد اقتناعي التام بنصيحة شيخي الجليل، إلا أن أنني تحت إصرار بعض الأخوان ممن سبق لهم العمل بالخارج على أهمية هذه الشهادة ، قمت باستخراجها .

ماذا جرى لشهادة الخبرة - شهادة الكذب والزور - بعد أن قمت باستخراج الشهادة، لا أخفي عليكم أن إنتابي شيئ من الفرح المشوب بوخز الضمير - الفرح مصدره إكتمال جميع الأوراق إستعداداً للسفر ، ووخز الضمير نتيجة للكذب وعدم سماع كلام شيخي.

بعد أن منحني صاحب الشركة شهادة الكذب والزور، قمت بلفها بورقة "فلسكاب" بيضاء حفاظاً على نظافتها، ثم ذهبت راجلاً إلى أن وصلت موقف الحافلات. وعندما سحبت ورقة "الفلسكاب" لأعيد قراءة الشهادة ، لم أجد الشهادة !! فهرعت كالمجنون أقتفي أثري لعلي أجد الشهادة التي كنت حريصا عليها وعلى نظافتها، وحتى كتابة هذه السطور لم أعثر عليها . وبانت لي كرامة الشيخ: إذ نصحني بالسفر قائلاً" توكل على الله وسافر فالأرزاق بيد الله ولا تحتاج إلى شهادات"، وبالفعل تم تعييني في وظيفة ولم يجر لي اختبار ولا "إنترفيو" ولم يسألن أحد عن شهادة واستمريت في هذه الوظيفة لأكثر من خمسة عشر عاما. فهل تريدون شهادة بكرامة الشيخ البشير أكبر من هذه. اللهم أرحم الشيخ البشير وشيوخنا الذين سبقونا للدار الآخرة واحفظ اللهم الباقين منهم ومتعهم بالصحة والعافية. آمين