هنا فداسي

قرأت المربع (دو بيت)، فطربت وليته وقف عند ذلك فقد وجدت الشاعرة تخاطب كل حواسي، ثقافتي، مخزوني الفكري. تخاطب عقلي مباشرة.
هكذا يكون الشعر. شعر ذو هدف ، يتحدث عن الأخلاق النبيلة والقيم قبل كل شيء. يفند المفهوم السائد (للقيم)، ويسددها نحو مرقاها الصحيح. يستخدم الحكمة والأمثال في إثبات الحجة.
ماهو العز عند عمتنا؟
أولا:
أن يكون سليلاً وهي إشارة لا لطيب النسل وحده، ولكن لتوارث الخصال الحسنة والمكارم من جد إلي حفيد. والذي يصون ذلك هو حسن التربية التي أشارت إليها بكلمة (الرباية). ولم تسكت على ذلك بل هي تذكر لنا بكل تواضع أن ذلك رؤيتها الخاصة ورؤية من يعتنق رأيها (بنشوفها)، فهي رؤية خاصة تؤكد أن هنالك رؤية أخرى، فتدع مساحة للاختلاف في الرأي.
ثانيا:
العز ليس مجرد اسم لعائلة يتشدق به الأحفاد ، شأنه شأن الشعر والحكايات، بل التزام أصيل بمعانٍ سامية يجب مراعاتها.
ثالثا:
العز ليس في كثرة المال والبذخ في صرفه والتفاخر به لأن (عز) المال (القرش) وإن عده الناس عزا فهو لا يكفي ليخلق للفرد أو الجماعة سيادة يمكن أن تكون مقدرة عند من يعي معنى العز . وهي هنا قد مارست (الأدب) و (الذوق) إذ لم تنف أنه ليس عزا، وهذا من قبيل احترام فكرة الآخرين.
رابعا:
وهنا أوردت التعريف كاملا غير منقوص للعز، فقالت: إنه (خلق) و (أخلاق) ، (رأي) و (دراية). وهذا لعمري تعريف جامع مانع .
السيد بين الناس الذي يستحق السيادة لعزه يجب أن يكون حسن الخلق متجذرا فيه ، وإذا أستشاره قومه كان رأيه سديدا وهذا لا يتم إلا إذا كان ذا دراية وعلم.
وهذا شأن العمة زينب دائما ما تتصيد الفرصة للحديث عن هذا العز أو عن هذه السيادة (الحقة)، انظر معي إلى رثائها الأستاذ المرحوم ... الأمين الشيخ عمر