هنا فداسي

فمثلاً ينبغي توخي الدقة التامة في تسجيل الأسماء الكاملة حسب الطريقة الهجائية المتعارف عليها فلا نكتب " احمد " على هذا الرسم، بل لا بّد من إثبات الهمزة ليصبح هكذا " أحمد "، كما هو معلوم. ومثل هذا الخطأ لا يوقع صاحب الاسم " احمد" مع فئة " أحمد" وذلك عند القيام بأي تحليلات إحصائية، وليس هذا مربط الفرس الذي نلتمس عنده الحجة والذريعة، ولكننا وراء الدقة وتوخيها في كل نورد من بيانات أو معلومة لا نحتاج فيها لإعادة النظر أو الاستدراك حيناً بعد حين. وفي هذا الخصوص نحتاج أن نذكر الاسم الكامل لصاحب الدرجة العلمية، والجامعة التي تخرج فيها ( لا تقل منها )، وسنة التخرج، ونوع التخصص أو المجال، ومجال عمل الخريج إن كان يعمل في نفس المجال أو غير ذلك، ….. هذا، وسوف تستخدم البيانات والمعلومات المتوفرة ، اعتماداً على نوعيتها وكفايتها، كمظان ومصادر بحث أولية للعديد من الدراسات التنموية والتخطيطية، التي ينتظر منها أن تسهم بشكل مباشر في توجيه الدارسين نحو الفرص الوظيفية المستقبلية التي تتواءم فيها مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وفضلاً عن ذلك سوف تترتب على هذه الجهود نتائج هائلة بحسبانها مرجعاً أو مرتكزاً أو سنداً قوياً لأي تخطيط يوجه نحو تنمية الكوادر البشرية والمواد البيئة للبلدة والمنطقة والإقليم مستقبلاً ، وربما علم الإخوة أني من دعاة فكرة فداسي الكبرى، ولا أحسب أبداً – من باب الفخر أو التباهي - أن فداسي الحليماب تتفوق بشيء على وصيفاتها: القريقريب، العزازة، فداسي العامراب، ونريد لهذه الروح أن تسود بقوة، ونحمد للأخ فيصل الشيخ بأمريكا إذْ يشد العضد الذي يدفعنا للتحرك بقوة في هذا الاتجاه الإيجابي في رده على كلمتي في رثاء الفقيد الشيخ عبد الباقي في يونيه من هذا العام. هذا، ولقد جعلنا طلحة الطحلات، وطيبة السودان، وكركوج أب جبريل وهشام شيخ الدين، و عيكورة المسرة والجعليين، وتلة السادة الأشراف، وطلة زمزم وود العبيد من دلوة، وود بلال ، والشيخ طه على ما نقول من الشاهدين، فهم أهلنا ونحن بضعةًٌ منهم أو هكذا ينبغي أن يكون الفخر والأمر. ولا يغرينا أو يعزب عنا أن العلم والمعرفة قد ارتبطت بأهلنا وزانتهم وقاراً وجلالاً لا غروراً أو مباهاةً وملهاةً ( حدثوا أن شيخ السماني لم يضع رأسه على وسادة 13 عاماً حتى أتاح له المولى من المعرفة ما أتاح، ولما خرج للدنيا ما اعترض طريقه غَرور أو شيطان، وما خامر عقله شيء من تلف أو صلف، ولا يحزنك أنه ذهب ولكنه في الخالدين باقٍ بيننا إن شاء الله تعالى. ولا أبالغ ولا أزيد على قول الراوي، والعهدة عليه، أن شيخ السماني رئي بعد مماته، وأنه أمر أهله أن يُرجِعوا صندوق الكتب الذي أهمل وضعه شيئاً ما لمكانه المعهود ، فما معنى هذا، وما معنى أو جدوى الدرجات التي نحمل والآفات التي تغتالنا كل حين ونحن نتنكب في الحياة طرقاً متعرجات غير واصلة أو مؤدية؟
فها نحن أولاء أمام بداية ارتأينا أن نسجل فيها ما نعلم. ثم لنسأل صاحب كل علم عما أنجز في رسالته، ولنحاوره عبر هذا المنبر بما يُثره وجعله غاية لا وسيلة تحقق عندها ومعها مآربنا ومطامحنا وغاياتنا على النسق الذي يعيد لنا