هنا فداسي

وقد شهدت علينا الأعضاء!!

كان صاحب إسحاق بالأمس هو الجد الراحل المقيم عوض الكريم أبو سن،سقت قبره الغوادي وظللته سحب الرحمة بريها الهتان، فمثله في الرجال حكمة لجد قليل، وما أعظم كلمته في مضمار الذكر وعسر العبادة في خريف العمر، وقد ذهب الشباب والفتوة وولت الأيام مدبرة، فقال كالمتأسي أو الملتمس عذراً، بل كالمشتكي:
"العبادة في الكبر صعيبة يا ولدي
وحتى أعضاك ( أعضاؤك)في الكبر تخونك!!"
ألا رحمك الله يا بن حسب ربه، وأثابك على حرصك الكثير، وكان الشيخ العارف البشير بن مالك يدنيك من كرسي درسه الجامع منزلة، ويخصصك مكانة تستحقها، ويستحقها كل عارف حكيم من أمثالكم، كان ذاك التأييد أعظم تذكرة لمن أراد أن يتذكر أو يتدبر في الأمر. ورحم الله الشيخ فقد أدرك ما يعتمل في صدر أخيه وقد تقدم به العمر، وإذ الحاجة تشف عما لا يبين، وكان ذاك التأييد بمثابة الفتح والظفر ، و أمثال هؤلاء من يحتسى من نبع الأكف المدد ليستدرك به ما فاته في مقبل العمر، وأنه يومئذ عاقد العزم على استفراغ النفس عن كل هم تحصيل كل ما هو آتٍ ومفيد بجد واجتهاد. تلك قلوب صادقة مخلصة عاكفة على طاعة المولى وتحت عنايته، أو هكذا أمضى عوض الكريم بقية عمره.
فما الذي جعل مع النهايات الزلل وتضور الحال؟! وما أشد النكاية والزراية عندما تخون المرء قدراته الذاتية: " كنت أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة، لكن تأكد لي وبعد تجارب مريرة أن الدنيا تعطي بيد وتأخذ بالأخرى"، ولا بأس على أي حال أن نلحظ العرج هنا وهناك، أما وأن الخوف كله من الاستمراء وملاحظة الآخرين والمصائب لا تأتي فرادى. وأعجب من هذا أن القافلة ربما قادها جمل أظلع!
" يسحب الليل نجوماً ظلعاً فتواليها بطيئات التبع " صحيح!...... سويد بن أبي كاهل اليشكري,,
وأترككم على بوابة المنبر العجيب!!

محمد حسن خضر
الرياض
2 مايو 2007م