هنا فداسي

يرحم الله قومي!!
ففي صمتهم فناء !!
ولو قلت إن خفاف الطير تنهض مع هبة الريح الخفيف، فما أبقيت للنفس باباً واحداً للأمل من بعد التصبر والانتظار الأجوف، ألا إنه الإذعان والغبن المهين! أهذا هو الوضع الأمثل؟ وما هذى الكوابح النفسية والظلال القاتمة ؟
وما أشبه التوهج بالأفول!

ألا أن صدر العبارات ليفيض بغيظ مكتوم، ألا أن جملة من الاستفسارات المحيرة ما كان لها أن تظل قائمةً على الدوام تبحث عن إجابة ورواءٍ! ولا أجد اليوم مبرراً واحداً للجمود، ولا أحمد للقوم سرى وهدى وهم يتحاشون الطرق المؤدية والمفضية إلى حيث خططت آمالهم وأحلامهم، وإنه لعبء ثقيل أن تطارد النفسُ نفسَها من ضيق وإحباط وكدر، ولا سبيل إلى جلوتها بالرؤى المخادعة والأوهام، والظلال الشاردة، وأصداء المستحيل.
مضى من العمر جلُه ولم يتبق إلا أقلُه، وماذا صنعنا بشأن المشاكل والتحديات والمهددات الأمنية التي تجابه القرية، التي لا يملك الناس إزاءها حلاً صريحاً أو قبضةً؟ وارى باستطاعتنا إعادة صياغة الجميع لو نهض فينا الحس الراشد الأمين لحظة. وقلنا إن المنبر أدعى لأن يكون مكاناً تتلاقي وتتلاقح فيه الأفكار حتى يصار إلى أمر بشأنها. وتحدثنا عن المؤتمر العام، وعن الأطروحات التي يمكن أن تناقش فيه لتكريس الجهد الحقيقي لحل المشاكل التي تغض مضجع القرية، والقصد من المؤتمر العام إشهاد الحضور ليتفقوا على كلمة سواء، ها نحن الآن في نهاية أبريل وأمامنا شهران لنجهز فيهما أوراقنا لتتباحث والدعوة للقاء، فهل يستطيع الفرد أن يكون مؤتمراً وساحة لقاء وتباحث بمفرده؟
يجدر بنا، قبل فوات الأوان، أن نعود لهذه الزاوية من جديد لترتيب أنفسنا قبل الدخول والتصدي لمناقشة الهموم والقضايا العالقة التي ستطرح أمام الجميع في منتديات القرية أثناء فترة الإجازة الصيفية القادمة إن شاء الله. وأرجو أن أؤكد لكم أننا على أتم الاستعداد للعمل المشترك الجاد،الذي يكرس للجميع لا للأفراد.
ومن باب الإشارة فقد طرحنا موضوع المكتبة العامة، فليس هو كتاب يقرأ فحسب بل هو دار لتربية النشء بأحسن ما يؤديه الجهد الشعبي المنافس للكيان الحكومي الحرون، وهو ملاذ وقاعات اجتماع لكلمة الكبار، ودار استقبال للزوار والوجهاء ومرصد تلتمس فيه فضائل الأعمال وساحة للتسرية والتسلية والتزود والعتاد الذي لا يضير صاحبه ولا يندم نائله، والمكتبة اسم جامع، ومشروع استثماري سيعود بالفرص الوظيفية الواسعة لعدد من المواطنين، وسيدرك الناس جدواه كلما زادوا الاستثمار فيه وكلما أخلصوا له النوايا واتجهوا صادقين لمعينه. ألا ما أبهى ما أرى ولمَ غابت كل هذه الأنوار وأين كان هذا الجمع الغفير!
ألا أن العز أهل. فلا تغيبوا من بعدئذ أبداً .

محمد حسن خضر
الرياض 29 أبريل 2007م

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 04-29-2007, 05:43 PM)