هنا فداسي

بركات بله .. وأوراقه القديمة المسطورة قبل نانسي عجرم، ونانسي عجاج، وقد جاءتك الأخيرة – يا بن بله - بلسان من الحقيبة مبين، ولو أنك سمعت شيئاً من بديع لحنها لاختلطت عليك الموازين ولا إخالك إلا عائداً لنشر مقالك من جديد، أو لتتحزبن تحزب ضد كامل، أو لتخرجن عن نصك خروجاً غير وامق( غير محب) .. وما أشبه الليلة بالبارحة!! فعلى رسلك يا فتي النور الخارج للكهولة بعد لحظات يسيرة!! وبرديس أو برادايس - يا فتي - هي "الجنة فالو" بت ناجرالله ، لكن ما أبعد فداسي الثلاثينات من رياض الثمانيات!
( محمد حسن ... الرياض 14/4/2007م)

برديس
نخطئ نحن معظم الأزواج عندما نلقي باللوم علي زوجاتنا ونعتبرهن مسئولات بالدرجة الأولى عن نوع الجنين الذي يحملنه والذي يقاسين من أجله آلاماً كثيرة لا تنتهي إلا لحظة الميلاد وبخاصة عندما يكون هذا المولد بنتاً! وقد ثبت علمياً أنه يمكن تحديد نوع الجنين بواسطة الأشعة فوق الصوتية، فقد ثبت أيضاً أن الرجل – بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى – هو المسئول الأول والأخير عن نوع الجنين الذي تضعه زوجته لأسباب علمية يطول شرحها هنا وعليه فقد صدر صك ببراءة الزوجات اللاتي ينجبن عدداً من البنات من تذمر بعض الأزواج الذين يشتاقون الولد!
ونخطئ أكثر عندما نُلقي يتبعات اختيار اسم المولودة على الزوجة وحدها مُفسحين أمامها المجال لتختار ما يحلو لها من أسماء دون تدخل منا يحكم عملية إطلاق الاسم كأن الأمر لا يهمنا في كثير أو قليل! فالمرأة الزوجة بحكم طبيعتها العاطفية تتعرض ساعات أطول – في غياب الزوج- إلى ما تعرضه وسائل الاتصالات الحديثة من برامج وأفلام ومسلسلات ومكمن الخطورة أن تختار الواحدة منهن اسماً لبنتها نتيجة تأثرها العاطفي ببطلة هذا الفيلم أو ذاك المسلسل!
حدث بعد نشري في هذا المكان من الأسبوع الماضي موضوعاً حول أهم المعاني التي اشتمل عليها اسم والدي طيب الله ذكره "بلّه" أن قمت بزيارة عائلية لإحدى الأسر الصديقة التي تسكن في حي" النسيم" بالرياض. وبينا نحن منهمكون فيما بيننا بتبادل عبارات السلام والترحيب على طريقتنا السودانية المعهودة، تسللت بين أيدينا طفلة بريئة كفراشة، وركضت تتعلق فوق كتفيَّ فداعبتها متطلفاً في السؤال: أيه اسمك يا شاطرة؟ قالت: اسمي نانسي وأمي تناديني "ناني"!!
لم أدرِ ما إذا كنت في نيويورك أو في الرياض حتى أسمع اسماً كهذا بعيداً عن لغتنا الجميلة .. بعيداً عن بيئتنا العربية ..مختلفاً أشد الاختلاف عن كل الأسماء التي اعتدنا على أن نسمي بها بناتنا وأصدقكم القول بأنني لم أرتشف شيئاً من "كأسة" الشاي التي وضعت أمامي بعناية وإلى جوارها قطع من البسكويت الفاخر وفجأة وجدتني أدخل في نقاش حاد مع الزوجين حول عدم جدوى اسم "نانسي" وأنه مشتق من الأساطير الرومانية في شعرنا الحديث حتى نلجأ لتوظيفها من جديد في تسمية بناتنا!!
اعتقدت أنني نجحت في اقناعهما بتغيير الاسم لكن تناهى إلى مسمعي صوتها تصرِّح لأهل بيتي بأنها اختارت اسم برديس لمولودها الجديد لا لشيء إلا أنها تفاعلت مع دراما المسلسل التلفزيوني الأخير "برديس"!!
---------------------------------------------------------------------
المصدر: العدد 89- الأربعاء 19 جمادي الأولى 1406هـ - اليمامة – 99 ( الموافق 30/1/1986م)